شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 521
|
الإنتساب : Nov 2006
|
المشاركات : 6,565
|
بمعدل : 0.99 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
بنتُ علي
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 14-12-2008 الساعة : 11:37 PM
كانوا يحلمون بإنسحاب اسرائيل من شبعا وتلال كفر شوبا فيرتاحون من تهديداتها ,وإن بشكل نسبي فاسرائيل لاتزال في فلسطين الجارة وهي على الحدود ايضاً
بقيت الأم تخطط ليوم يحضر هاشم لتخطب له
في اليوم التالي لم يحضر
وكان اليوم الذي يليه هو يوم الثاني عشر من تموز 2006 من تاريخ ميلاد السيد المسيح عليه السلام
فتحنا التلفاز ويأتي الخبر العاجل : حزب الله يأسر جنديين اسرائيليين !
واااااااااو يالهذه الفرحة الكبيرة ,,خبر جيد ,,, قلنا : الحمدلله
احتفل الناس في الخارج ,خرجنا ننظر إليهم ,كانت ابتسامتي عريضة وانا أنظر لفرحة الناس العفوية
وكان أول شخص قد فكرت به هي أم سمير القنطار ,,,
كنتُ أدعو من قلبي أن ترى الأم ابنها قبل أن ترحل ,,الأعمار بيد الله لكني أود لها أن تراه ,, هي أم أولاً وآخيراً
أما الأمر الآخر الذي فكرت به هو : نحن قوم لانترك أسرانا في السجون !
صدق السيد !
كان وقت الفرحة
بدأ اطلاق النار والتهديد من قبل اسرائيل
لازلتُ اقول عن اسرائيل أنها حمقاء ,, لن يطول اطلاق النار ولن تفي بتهديداتها ,,هي جبانة
أذهب لأبي فأرى بسمته عريضة ينتابها بعض خوف
فأبتسم معه لأعبر عن فرحتي :وأقول :
قال السيد وفعل ,,هذا هو السيد
يقول ابي : اي بس داكيه اسرائيل تهدد ,,الله يستر
انا : لالالا لاتخاف ,اسرائيل جبانة ماتسوي شي ,, واذا بتسوي حرب فهي غبية
ابي : اسرائيل تسوي كل شي ماتعرفيها انتين ,,,اساليني ,,,
انتابني بعض خوف لكني كنتُ اثق بأن الله ينصر من ينصره ,,وفي الجهاد كرامة وشرف ومهما حصل فهو خير إن كان من الله و في سبيله
خرج أبي لينظر لفرحة الناس ,فرآه ابوهاشم ,,قال له ابي :مبروك ابوهاشم مبروك ,,
قال ابوهاشم فرحاً : الله يبارك فيك ,,الله ينصروا للسيد والله يحميه هوي والشباب
أتت الصحافة تصور فرحة الناس فأتى ابي : ادخلوا ادخلوا داخل بسررررررعة داكم يصوروا
دخلنا,,,
نادت امي : سويت الشاي ورحتوا وخليتوه تعالوا اشربوا
انا : زين زين ماعليه ,,,
ترى جوعانة وشهيتي مفتوحة ,,اماه نبغى عشا عدل ,,يعني دسم وحلووووووو
تبتسم امي : زين ,,
استرسل في حديثي : حشا مابغينا نسمع خبر حليو ,كل يوم هم وغم ,,وييييييييه
أبي لازال بين فرحة الناس في الخارج وبين سماع الاخبار ع التلفاز
يأتي ليدخل : والله فاطمة جبتينا وسكنتينا في الجنوب ع الاقل لوفي بيروت اشوى ,,الحين لوتصير حرب نتحاصر احنا ,,بيقولوا ووداهم وقتلهم
اني اضحك وبابتسامة عريضة : اي احسن خل نصير شهداء
ابي : لا ,انا ماابغاكم تصيروا شهداء ابغى ارجعكم البلد ,,بتموتوا هناك عادي !
استغرب : يو ,,ليش؟؟
ابي : اسمعي اسمعي عاجل عاجل
ونبقى نسمع الاخبار
في المساء بعد تناول العشاء ,,,لايستطيع ابي النوم
في الصباح :يأتي القرار ,,
يلا جهزوا اغراضكم ,,بنروح سوريا
أنا : لااااااااااااااااااااااااااء
يسكت كعادته ويترك لاءي يتيمة بلارد
تؤيده امي وتقول : جهزت شوي وبقى شوي
وتتوالى الأخبار : السعوديةوغيرها من الدول تأتي لنقل مواطنيها ,,,من لبنان
أنا : اوووووه شكلها بتصير حرب صحيح ,,يا الله ,,مانبغى حرب ,,
هنا يعود قرار ابي اشد صرامة : يلا يلا امشوا بسرررعة ..
انا : روحوا انتون اني مابروح !
يسكت ابي ويخرج ,,,,,,
امي : فاطمه يلا جهزي اغراضش
اني :مابجهز شي ,,,ولابروح ...خايفين؟؟!!! ,,ليش الناس هذي ماتخاف ؟
امي : فاطمه ترى ابوش داكوه معصب ,,لاتعصبيه زيادة
اني : ----------
يستعد الجميع للسفر والعودة إلا أنا
يأتي أبي ويقول : يلا يلا داكوه التاكسي موجود ,يلا امشوا ,,ياعلي سمعتوا الاصوات .. انا قلت الحين بتموتوا من الخوف ,عمركم ماسمعتوا هالاصوات
اني : لامانموت ,,لاتخاف ,,ابوييييي خلينا قاعدين ,,مابتصير حرب !((كنتُ اخادع نفسي بالطبع فكل شئ يشير الى ان الحرب ستقع ))
ابي : لالالا وين نقعد ؟! امشي امشي بسررررررعة
أنا :زين نطلع من الجنوب ونروح بيروت
ابي : امشوا بسرررررعة ,, بعد نص ساعة بيجي التاكسي ... هذا بياخذ الاغراض وذاك الينا ,انتون بعد اغراضكم واجد ,قايل ليكم لاتحملوا شنط واجد
انا : كل هذا خايفين ؟! زين والناس هنا موبشر ويخافوا مثلنا ؟!
ابي : اي الناس هنا هذا بلدهم ,,احنا عندنا مكان ثاني نروح ليه
انا : ------ اني بقعد هنا ,,الحين اذا طلعتوا بترجع ام علي بتسكن في بيتها ,ومافي احد وياها ,اني بقعد وياها
ابي : فاطمة الدنيا قايمه بره ,قلت ليكم خلصوا وبعد ربع ساعة تكونوا جاهزين بنرجع ويا الناس
انا : ماابروح وياكم ,,اقتلوني اذا تبغوا ,,مابروح
يشتد غيظ أبي ويخرج غاضباً ...
نظراته تخيفني لكني أعلم أنه مهما غضب فلن يكون سوى أبي الذي أعرف حنانه ,,إنه خائف ولذا يغضب وتتوتر اعصابه
تركوني وذهبوا ليستعدوا ,,,,,,,لم تأتِ سيارة التاكسي !
كان الخوف قد اخذ من امي ماخذه فهي تخشى أصوات الرصاص في قريتنا هناك في مناسبات الاعراس فكيف بها تسمع اطلاق رصاص يعلن بداية حرب !
أما اخي الصغير فقد كان يقول لي : ,, اسمعي اسمعي خلينا نتغبى في مكان وبعدين هم بيخافوا وبيروحوا عنا ونبقى انا وياش بس !
اقول له : اووووووه رامي روح مناك ,, قال يروحوا عنا ونتغبى
زين اسمعي : انا بروح اتغبى وبيقعدوا يدوروا عليي ومابنروح وياهم
انا:رامي ,,, روح روح ابوييييييي قال كلمة بتتنفذ بتتنفذ ,,
رامي : انا بروح بحارب اسرائيل بس لوعندي كلاش واربي جي
ابتسم ابتسامة مخنوقة : تعرف بعد الاسلحة هههه
رامي: بفخر:اي اعرف موزيش !
واعود لابكي : فيسخر مني ,,,
ويأتي القرار الآخير : سيارة الأجرة وصلت ,,,وصوت أبي المتوتر يصل معه ,,,
يلا يلا امشوا ,,, ها وينكم ,,,يلا بسرررررعة
وأبقى جالسة مكاني ,إنها آخرلحظة مقاومة لي ,,سأبقى جالسة ,,وارى ماذا يفعلون ؟
أجلس واستمع للاخبار ,,, وكأن لاأحد حولي !!!
يأتي ابي : فاطمه يلا قومي ,
أنا : مابروح ((أقولها بخوف ))
فيشتد غيظه : فاطمه يلا قومي ,,,,,
ابكي ,,, وابكي ,,,,
روحوا انتون اذا خايفين ,,اني طول عمري اشاهد التلفزيون واقول احنا مكتفين والحين يوم صرنا وياهم في مصير واحد بعد بنخاف وبنرجع البلد !
ابي : يهدأ قليلاً ويبدو أن الدموع قد استفزت عاطفة الابوة لديه
يقول : فاطمه ,انتين كبيره وتفهمي ,,انا الحين لوااقعد ,,ويصير فيكم شي ,من المسؤول ؟ انا صح؟
ويش بقول لابوييي والناس
ابوش ابوعلي كل شوي يتصل خايف عليكم ,,قلت ليه فاطمه موراضيه ترجع ,,
قاللي : اذا ماترجع اغضب عليك ولاانا ابوك ولاانت ولدي
تعال وجيب اولادي وياك
انا مسؤول ,, وماتعرفي يعني ويش يعني ابو واولاد
هو يتحدث وانا يزداد بكائي ,,, صارت دموعي كزخات الحرب التي تطلقها اسرائيل
أتنفس بعمق لعلي استطيع اخضاع عاطفتي لعقلي واذهب معهم وانجو بنفسي
قلت له: لكن ,,لكل اجل كتاب ,,يعني اذا بنموت في يوم بنموت ولومافي حرب
قال : اي صحيح بس هذا بيكون من الله ,,قدر ,,الحين انا مسؤول عنكم واذا خليتكم يعني انا مسؤول لوصار ليكم شي
فاطمه ,, انتين تفكري ان الولد شي رخيص ,, اثنين راحوا عموا عيوني ,, بعد تبغيني اقتلكم
كانت هي لحظة الانكسار,,
خضعتُ لكلامه وذهبتُ معه والدموع تبلل عباءتي السوداء
لكني استأذنته في الذهاب لأم هاشم ووداعها
ذهبتُ أنا وأمي لوداعها ,,رأت دموعي وقالت : ييه شوفي ليه تبكي ؟؟
أبتسم ابتسامة دامعة واقول : إم هاشم يبدو اني راح ظل شوف الناس تموت واني ابقى عايشه ومستانسه
ام هاشم جايين نسلم وماشيين
تبتسم : الله معكن ,ادعوا النا وادعوا للسيد وكل الشباب
ازداد بكائي .......
احضتنتني وصارت تهدئني ,,,
قلت لها: ام هاشم ,,ناديني ليلى ,,الحين ,,قالت : ليه
قلت لها:الله يخليكي ناديني ليلى يمكن اتباركني واستشهد قبل لاارجع
قالت: الله يرجعك بالسلامه يابنتي ,,روحي مع اهلك ,,,الله يحميكن
قلت لها: طيب ,,عندك صورة لليلى ؟
قالت :اي ,, هي بجيبي حاطتتها ,,صورهن هني التلاته !!!!
تعجبتُ
قلت: فيكي تعطيني اياها
قالت :اي ,,هاي الصورة فيها ليلى وهاشم ,, في صورة بتشبهها منشان هيك راح اعطيكي ااياها
انا : طيب ,,شكرا كتيييييييير ,,,
كنتُ اضع في عنقي سلسال فيه اسم علي الذي أعشقه ,, لاادري مالذي دعاني لنزعه من عنقي واهدائه لام هاشم
لاادري كان فعلاً غير مفهوم
نزعته واعطيته اياها فقبلت الاسم وتبسمت ,,وقالت :شكرا هديتك كتير حلوة
سلمنا على زينب ... وتمنينا لها ولادة في ظروف آمنة ......
فودعتنا ببسمة رائعة مطمئنة
قائلة : الحمدلله أنني بين اهلي ,,لوكنت في الغربة لتوترت وخفت عليهم لكني الان بينهم يجري علي مايجري عليهم
كان على لساني سلام لشاب رأيته طفلاً في صورة ثم شاباً في الحقيقة وفي الحالتين هو يملك شيئاً لاافهمه
كدتُ اقول : أبلغي هاشم السلام
لكني لم أنطق بها ,, فقلتُ لها بلاشعور : خلي هاشم يدعي لنا !!!!
انتهى السلام والوداع ببكائي المتواصل ودموعي التي لم تتوقف ,,,,,,,وبسمة حزينة رسمتها كي تكون ختام تلك الايام الجميلة في جنوب العزة
ركبنا السيارة
كان السائق يستمع للأخبار ,,أمي : يارب مايصير شي ,,,الله يحفظ السيد ,,الله يحفظ الناس
أبي صامت ويشارك السائق صمته والاستماع للاخبار ثم يتشاركان في تحليل الاحداث والتخمين ماذا يحصل ,,ماذا بعد ؟
وصلنا لبيروت ...
قال أبي : ها تبغوا شي ,,اكل ولاماي او عصير ؟؟
امي : لا
ينظر اليّ وانا مرخية برأسي صامتة ومنديلي بيدي يجفف الدمعات التي تحتار اتسقط في الارض ام تطير في السماء لتبحث عن مكان يسكنه السيد فتبلغه السلام
ابي يقطع افكاري قائلاً: فاطمه ماتبغي شي ,,اذا تبغي انزلي ويانا وشوفي ويش تبغي
اني : بصوت منخفض جداً وبلامبالاة ,,لا ماابغى اكل ,,شبعنا اكل ,, طول عمرنا ناكل وفي ناس جوعانة ,,
يذهب ويشتري مااحب وياتي به ,,, طوال اليوم لم اتناول اي اكل ....
يمد لي الاكل فأقول له : قلت ليي بتخليني اشوف السيد من جينا للحين ماقدرت تسأل عنه علشان اشوفه
قال : وين نشوفه فاطمه ؟ تعرفي الوضع انتين ,,,مواي واحد يطلب يشوفه بيشوفه
انا: زين ,,الحين هو في بيروت يمكن ,,اسأل عنه
يضحك ابي : اي ماتبغي الا الحين بعد ,,داكيه الحرب بتقوم ,,وين الله يعينه الحين ,,
انا: مابطلع بقعد هنا ويا السيد !
امي : هههه يو شا تدري السيد في وين ؟؟ ماحد يدري وينه هو
انا : أعود لصمتي وانظر للسماء
واقول في داخلي: ليتني استطيع ان احمل كل الناس الى بر الامان كمايحملنا ابي على جناحيه
أعود للحديث مع امي : اماه خلينا نروح سوريا ,,واذا ماصارت حرب نرجع ,,
امي: لالالا ابوش مابيرضى واحنا بعد نبغى نرجع الحين اهلي متهوسين وخايفين علينا
انا: أسند رأسي الى مسند السيارة مستسلمة !
عدنا للديار ........
أجل عدنا
وكانت الحرب !
لم أكن فرِحة كماكل مسافر يعود لأهله وبيته
كان الذبول واضحاً ,,, الكل يهنئنا بالسلامة
فيحكي ابي وامي واخوتي عن الاحداث
كان الاشد فرحا جدي الذي لم يصدق عودتنا ,,,,,,وكأننا متنا وبُعثنا من جديد
كنتُ أسلم على الاهل واعود لاختلي بتلفاز خاص وابقي المنار تأتيني بالاخبار ...
كان الاكل مجرد اسكات لغريزة الجوع ,اما الشهية فلاشهية ابداً إلا حين يظهر سماحة السيد ويشعرنا بالطمئنينة
كانت حياتي بين نوم قليل ملئ بالأحلام
وبين تلفاز لايسكت حتى وقت النوم
نسيتُ غرفة النوم وصرتُ أنام في صالة الجلوس !
أما الابتسامة فلولا الايمان بالله عز وجل لماكانت تظهر خلال تلك الأيام
انتهت الحرب وصار النصر ,,, وفرحنا
بعدها تذكرتُ اننا لانملك وسيلة اتصال مع ام هاشم ,,لانعرف رقمها ,,البيوت الجنوبية معظمها قد تهدمت
لانعرف عنهم شيئاً
لم نسافر في السنة الاولى
بعد سنتين سافرنا الى سوريا
كنتُ أزورسيدتي الصابرة زينب بنتُ علي ,,,
بينما كنتُ أزور إذا بطفل يقف أمامي وينظر إليّ ,,نظرتُ إليه ,,كان جميلاً ,تبسمتُ فتبسم
شئ ما يشدني لبعض الاطفال , لكن هذا الطفل كان ينظر وقد اطال النظر , وانا كذلك كنتُ انظر اليه ولااريد ان ارفع بصري عنه
كان عمره حسب تقديري سنتين
قلت لأمي : اماه شوفي الجاهل هذا حليو ,,كأني شايفتنه من قبل !
امي تبتسم : اي حليو اللهم صل على محمد وال محمد ,,الله يسلمه
ثم أضطر للقيام مع اختي ,,,فهي تبكي والزحام شديد ,, وأمي لاتزال تصلي وتزور وتدعي ,,فضحيت بالخروج معها رغم رغبتي الشديدة في البقاء
حين خرجتُ ,,رأيت ُ امرأة تجلس في الصحن الزينبي ,,,,
كأني أعرف هذه المرأة !
اقتربتُ منها,,,
نعم ,,هي أم هاشم
انحنيتُ فرحة وسلمتُ عليها ,,قلتُ لها : ام هاشم ؟كيف الحال ؟
نظرت اليّ تحاول التذكر لثوانِ معدودات لحظت فيها أن خطوط التجاعيد التي تحفروجهها قد ازدادت
قالت : اهلين فاطمه كيفك يابنتي ؟ كيف امك وبيك وانتو كلكن بخير
انا : بفرح شديد ,,الحمدلله اذا انتون بخير احنا بخير ,,,,, وكيف الحاج ؟؟
قالت: هوي بخير الحمدلله بس مش معي هلاْ
قلت لها: وايمتى راجعين ع لبنان ؟؟
قالت : بعد شي نص ساعه يمكن
اني : حلو ,,نحنا اليوم رايحين لبنان ,,
قالت: اهلا وسهلا فيكن ,,,, لكان بتحضروا حفلة هاشم
انا بفرح : صحيح ,,الليلة حفلته ,, زين ,,علشان نحضر ,,,
طلبت من ابي ان نذهب معهم فمسكنهم قد تغير عنوانه الان ,والبيت الجنوبي الذي كنتُ آنس به قد تهدّم !
لكن لم نتمكن من الذهاب في نفس الوقت فأعطتنا رقم تلفون البيت وأعطتنا العنوان
ودعنا السيدة زينب على أمل أن نعود إليها بعد رحلتنا إلى ارض الكرامة
عادت إليّ ذكريات تموز حين غادرتُ لبنان بقلب ينزف ,,وها انذا أعود إليه بقلب يتشوق إلى كل نسمة عليلة فيه وكل ذرة تراب داس عليها مجاهد فحولها من تراب إلى ذهب !
صرتُ اتذكر ايام الجنوب التي عشتها ,,كانت ذكرى جميلة لاتُنسى
آآآآآآآه من حبك ايها الجنوب الحر الابي الصامد
كان مايحزننني هو اني لن اذهب للجنوب فقد كان شرط ابي ان نبقى في بيروت فقط !
خضعتُ لشروطه على أمل ان احاول تغييرها , أتابع السياسة فأمارسها في حياتي !
نذهب اولا ,ثم شيئاً فشيئاً ازيد مطالبي !
واحصل عليها ربما ! المهم هو دخول لبنان
دخلنا الى لبنان ,,بيروت,,,
سألنا عن العنوان,,وتواصلنا مع الحاجّة أم هاشم ووصلنا إلى البيت
فتح الباب شاب ملتحٍ , تبسم ورحب بنا ,, فسأله ابي : هذا بيت ابوهاشم
فإذا بصوت أبوهاشم يعلو: اي اي تفضلوا انا هون
فابتسم ابتسامة عريضة واقول : اي هذا صوته
خرج مرحبّا : اهلا وسهلا تفضلوا ,,سلم على والدي واحتضنه ,,,كنتُ انظر وابتسم : قال لي : اهلا وسهلا يابنتي كيفك ؟؟
ثم دخلنا الى مجلس النساء ...
عرفتنا ام هاشم بعد الترحيب بنا بأم سامر ,, سامر زوج زينب
وقالت بأنهم يسكنون معهم حالياً حتى ينتهي بناء بيتهم الجنوبي
سألتُ : هل الحفلة ستكون هنا ؟!
قالوا : نعم
أتى بعض الجيران والاصدقاء ,,,
تساءلتُ : وين زينب؟؟ لساتها في الكوافير ؟ مثلنا يعني يتأخروا ؟ ولايمكن ويا اخوها بتدخل
امي : اي يمكن مايندرى ,,يمكن يتاخرو بعد زينا ,,بس هم مايحطوا ماكياج واجد موزينا
انا: اماه تدري متحمسه اشوف عرس لبناني ,,
امي تضحك : ويش بتشوفي ؟! زي كل الناس عرسهم وحفلاتهم
انا: هههههه مادري ,,, يلا ابغى اشوف زينب ,,, الحمدلله انهم بخير .,,اني مستانسة مرررة
سكتُ وصرتُ اوزع الابتسامات ,,وكنتُ انتظر لحظة احتضان ام هاشم لابنها وهي تراه عريساً
تذكرتُ احلامها في رؤيته عريساً لترى اولاده وهو يحاول التملص من الحاحها وهاهي تدخله في قفص الزوجية
كنتُ أنتظر مجئ زينب لاشاطرها الفرحة فأنا اشعر بأني مكانها
ولم أنسَ يوم ناداني باسم اخته الكبرى
نادت احدى الحاضرات : يلا خلوا هاشم يجي يدخل ,,,
رتبنا حجابنا ,,,
سيدخل العريس مع عروسه
وحتماً زينب معهم
دخل هاشم ,,,,
احتضنوه وقبلوه ,,, جلس على الكرسي أمام قالب الكعك
نظرتُ إليه فإذا به هو الطفل ذاته الذي رأيته في مشهد السيدة زينب
هاشم ,,إنه ابن زينب ,,
لابد انهم ادخلوه ليجلسوه من قبيل تلطيف الاجواء والضحك ...
ماهذا؟
إنهم يغنون له وينشدون لمناسبة عيد ميلاده
أم هاشم احتضنته بشدة وصارت تبكي ,,
لازلتُ في حيرة من أمري !
خرج من كان حاضراً ,,ولازالت أم هاشم ترحب بنا ,,,
أخذت الطفل واجلسته في حجرها وصارت تقبل يديه وجبينه وخديه ورأسه وتشمه وتلاعبه
كانت الافكار تتصارع في رأسي : من يكون هذا الطفل ؟؟؟
هل هو ابن هاشم ؟؟وكيف واسمه هاشم ؟؟هذا يعني ان اباه قد ----- لالالا فاطمه لاتفكري في أمور سيئة !
هل هو ابن زينب ؟ لكن اين زينب ؟؟ عمره يؤكد لي انه ابن زينب التي كانت حاملاً به
لكن ان كانت قد استشهدت فكيف يبقى طفلها على قيد الحياة وهو في بطنها ؟!
لالالا فاطمه كفّي عن التفكير هكذا ... ربما ابن اخ سامر ,,وهو يتيم فحنوا عليه وبماانهم يسكنون معاً تعلق بأم هاشم كونهاحنونة
كدتُ أصبح مجنونة ,,
قطعت ام هاشم تفكيري قائلة : فاطمه ,,شفتي هاشم الصغير ,,,
تبسمت وقلت : اي شفته ,ماشاء الله ,,الله يسلمه ,,
قمتُ واخذته ,,كان يبتسم ابتسامة بريئة جميلة ,,,
قبلته ,,, واجلسته
قالت ام هاشم : هايدا ابن زينب ... بس بيشبه خالوه كتييييير
انا: اي يشبه هاشم الكبير ,, لان زينب تحب هاشم صار يشبهه
ام هاشم : اي كلياتهن بيحبوا بعض ,,,
سألتها:ووين زينب ؟؟ ليش ماحضرت الحفل ؟
ام هاشم : زينب راحت لعند اختها ليلى
لم اكن لاستوعب الأمر !ماذا ؟؟!
صار القلب يخفق والجسد يرتعش ,,,
بلا شعور احتضنتُ الطفل هاشم بقوة ,,, وبكيت بصمتُ كعادتي
اقتربت من ام هاشم وعظمتُ لها الاجر فقالت : الحمدلله ,,, نيالهن ,,مش زعلانه لانهن استشهدوا بس فراقهم صعب صعب كتييييييير
كنت أسمع بصمت !
استرسلت : كانت حامل وقت ياللي سافرتوا ,,
قلت : اي ,,كانت تتمنى تحضر عرس اخوها ,,الله يرحمها
تختنق ام هاشم بعبرتها لتكمل حديثها :
وقت ياللي ولدت كان القصف متل المطر ,,كانت تدعي ربها انو ابنها مايصيبو شي ,,,
تأخرنا لحتى قدرنا نحملها للمستشفى ,,,
قلت للدكاترة :بدي بنتي ,,,خلي الجنين يموت بس هيي تعيش
قالت :خلوا ابني يعيش وانا اموت !
استشهدت وابنها بقي معي ,,كنت قول خليه يموت بس هلاء هوي كل شي !
بخاف عليه من نسمة الهوا
أنا في مثل هذه المواقف أصبح بكماء ! لاأعرف ماذا أقول !
تعابير وجهي هي التي تحكي نيابة عن لساني
أتى رامي ((أخي الصغير )) : فاطمه يلا يقول ابويي نمشي ,,,بنروح الفندق
قالت أم هاشم : لحظة شوي فاطمه ,,تعي معي لداخل
دخلنا غرفة , أخرجت صندوقاً ,,فتحته ,أخرجت منه أوراقاً ,, صارت تشمها وتقبلها
ثم أبرزت ورقة ,,وقالت: فاطمه بتتزكري هاي الرسالة ؟؟
تبسمتُ وقلت : طبعاً هاي اللي كتبتيها لابنك هاشم توصيه ع اساتذته وع دروسه
قالت : اي شايفه شوعليها ؟؟
قلت: هذا حبر ؟؟
قالت : خدي هالورقة اقري شوفيها وحتعرفي شوعلى الرسالة
أخذت الورقة : قرأتها كان مكتوباً فيها :
بسم الله الرحمن الرحيم
فاطمة ,وكفى بهذا الاسم بداية فهو خير ابتداء ,, لكل ِ فردٍ منّا حقوق وعليه واجبات
وانا رأيتُ فيكِ يوماً _ليلى _ أخرى ,ليلى التي عشقتْ خطاً عشقتيه فوصلت إلى حيثُ أخذها العشق
فإن كنتِ مخلصة صادقة في عشقكِ لخط الحسين وزينب فارسميه على الاوراق نثراً وشعراً ثم سيري عليه باستقامة فالخط واضح ومستقيم , ويتطلب منك الإتزان فقط كيلا تتعثري وتميلي عنه
إن قرأتي رسالتي هذه ,,فأطلب منكِ أمرين :
اقرأي لأمي رسالتي الآخيرة بصوتك وأسلوبكِ فقد أخبرتني أن أسلوبك يشبه أسلوب ليلى , فاقرأي لها عساها تسلو عن حزنها على فقدنا
اما الأمر الآخر فهو : أن تدعو لنا بالحشر مع محمد وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
أخوكِ الجنوبي :هاشم
كنتُ أقرأ والدموع تنهمر ,,,في الرسالة عرفتُ خبر استشهاده ,وفي الرسالة وصية شهيد لي ,وفي الرسالة قال لي : اخوكِ !
كانت فرحتي ومواساتي الوحيدة هي حين قال :أخوكِ
كنت أبكي ,, قلت لأم هاشم : وين رسالته اللي كتبها لك ؟؟
أرتني اياها وهي تبكي :قرأتها لها وكان مكتوباً فيها :
أمي وما أن قلتُ أمي حتى انفجرت بالبكاء ! ثم قالت : كملي يابنتي كملي ...
أكملتُ :
أمي , علمتني حب الكرامة حينما علمتني حب الحسين , وحب الحسين يعني حب الشهادة في سبيل الحياة الكريمة , علمتني أن الزهراء وزينب كانتا من خيرة النساء , وقدمتا أولادهم وأحبتهم شهداء
إذا وصلكِ نبأ شهادتي فتذكري أن من أفرحكِ بنبأ ولادتي , وهو الرب الجليل هاهو يفرحك بنبأ ولادتي الدائمة وهي شهادتي في سبيل الله عز وجل
أمي : ستفخرين يوم القيامة حين تقدمين للزهراء دمي
فتصبرّي كماالزهراء قد صبرت
وإذا وُلد طفل لزينب أخبريه بقصة علي الأكبر شهيد الطف ووحيد أمه ليلى
أحبكِ أمي ,,
ابنك ِ : هاشم !
بكت بشدة ,, ثم قالت :
في مرة سألني : ماما ليش سميتوا اختي ليلى بهالاسم ؟؟
قلتلوا : هاد على اسم السيدة ليلى زوجة الامام الحسين واموه لعلي الاكبر وهوي شهيد بكربلاء وكان متل القمر
قاللي : طيب امي ,,بدي صير متلو
وصار كلماكبر يتزكر القصة ويصير يحكيها ,,كأنو بيعرف انو راح يروح مني
كان يقللي : ماما اذا استشهدت بدك تزعلي ؟؟
قلتلو: اي بزعل مانت ابني الوحيد حبيبي
قاللي : انتي قلتيلي انو السيدة ليلى ضحت بابنها الوحيد بكربلا؟!
فكنت اسكت وماحكيش اشي
فيصير يتبسم ويبوسني ويروح ,وبس يطلع بحس قلبي طلع معوه
بس سبحان الله لما وصلني الخبر مابعرف كيف صبرت !
بالليل اجت السيدة الزهراء ومسحت ع صدري وقالت :ابنك علي نجح !
قلت لها: ماعندي ابن اسمو علي
قالت : بلى عندك!
هاشم بيحب اسم علي كتييييير ,, مابعرف ليه بالحلم سمته علي ,,او يمكن لانو شب متل علي الاكبر !
صمتت وتنهدت
قلت لها : البقعه اللي ع الرسالة دم ؟
قالت: اي ,,هوي ظل حامل الرسالة معو وين مايروح واستشهد وهيي معو وصار فيها دم ,,,
انا : الله يرحمه ........
تغمض عينيها وتمسح بقايا الدموع ثم تقول :
ليلى راحت ,وبعدها هاشم ,وبعدين زينب ,,وتركونا لحالنا انا وهالختيار ,,
الحمدلله في عنا هاشم الصغير
كنتُ أحاول التغلب على الدموع ,,
جاء هاشم الصغير ....... نظرتُ إليه بحزن وتعجب في نفس الوقت
حملته وقبلته ,,ثم ودعتهم
خرجنا ,,, لم انم تلك الليلة ,,كنت استعيد ذكريات ماقبل تموز ,, بحلوها ومرها ,,,
اعدتُ قراءة الرسالة 20 مرة او اكثر ,,,نمتُ ساعة قبل الفجر ثم صحوت للصلاة
وصباح لبنان لايمكن ان يُفوّت ,,لايمكن ان اعود للنوم ثانية ,,لابد ان ارى شروق الشمس
ومنذ الليل حتى الفجر حتى الشروق كنت استذكر بسمة زينب وطفولتها التي نضجت باكراً حين تغربت
تذكرتُ تحليلي لشخصية هاشم من صورته وهو طفل !
كنتُ ارى فيه شيئاً ليس له تفسير
لازلتُ اذكر ذاك البيت الجنوبي الذي شعرتُ فيه بأرواح وانفاس لااراها !
ولازلتُ أذكر عيني أبي هاشم وهو يودع ابنه آخر مرةرآه فيها ,,رأيته دامع العين بعد أن سارت سيارة ابنه !
نظرتُ إلى السماء وصرتُ أهمس قائلة:
زينب : لبنان الذي حلمتي بالعودة إليه عدتي إليه لتدفني في ترابه بين أهلك ,لتدفني عزيزة مكرّمة بشهادة عظيمة فأنتِ شهيدة حرب ظالمة وشهيدة ولادة لطفل ليس كأي طفل حتماً فقد وُلد في زمن ليس كأي زمن !
هاشم : شكراً ! تختصر كل العبارات .
كنتُ أود الذهاب الى أم هاشم ,,فبقاؤنا هذه المرة سيكون قصيراً واريد البقاء معها فهذا أقل الواجب
ذهبتُ إلى بيتهم مشياً على الاقدام
بيروت التي سرتُ في شوارعها قبل عامين ليست كبيروت الان
لبنان كله تغير
ليتني لم اعرفهم ,,,, لأتألم هكذا
أأهربُ من ذكريات أحبة لذكريات أعزة على القلب ؟
إييييييييه ياموت ليتك لم تكن !
كل ذلك في الطريق ,,,,,,
وصلتُ ...... رأيتُ سامر زوج زينب ومعه طفله هاشم
التفت إلى شئ لم اره بالامس وهو ان سامر كان يعرج ,, واحدى يديه لم يكن يحركها ,, مارأيته كأنه شلل ,,أجل هو شلل !
أما الطفل هاشم فقد كان يلهو بكرّته ويضحك
تذكرت هاشم الشهيد حين كان يضحك كطفل !
إنه يشبهه كثيراً
زينب , طفلك يشبه اخاكِ ,,,لكن كليكما لم ترياه ! عجباً
اقتربتُ من البيت : قلت : السلام عليكم
رد: وعليكم السلام
قلت: ام هاشم موجودة ؟؟
قال : اي اي تفضلوا
دخلتُ ,,, صرتُ الاعب هاشم ,,,بدموعٍ اخفيها
كان يبكيني بابتسامته
جاءت ام هاشم ورحبت بي ,,شاكرة حضوري
اعتذرت اني اتيت بلاموعد فقالت : ياليت فيني استقبلك بهاداك البيت كنتي تحبيه كتييييير
انا: ان شاء الله ينبنى ونزورك فيه
تبتسم ابتسامة حزينة : اي ان شاء الله
ع الاقل مابيصيروا الناس تشفق علينا وتعطينا خمس !
ام سامر : خلاص ام هاشم ليه زعلانة ,,,الجماعة بس حسوا انكن يمكن تكونوا محتاجين قالوا بيعطوكم
ام هاشم: بس في ناس احق منا فيها ,,سامر مش مقصر ,,وابوهاشم بيشتغل ,,شوناقصنا بعد
انا :طيب خلاص لاتزعلي ام هاشم ,,قولي لهم اعطوها ناس تحتاجها
ام هاشم :اي قلت الهم
انا: ام هاشم انتوسادة ؟؟ تقولي خمس ؟!
ام هاشم : نحنا علويين ,,يعني بييي واميييي سادة ,,وكمان جوزي علوي
انا : التفتُ لعنق هاشم الصغير ورأيت السلسال الذي اهديته ام هاشم قبل عامين !
تبسمتُ بل فرحتُ انه لازال موجودا ولاتزال محتفظة به رغم الظروف ومرورالسنتين
رأتني انظر اليه فقالت : هايدي هديتك ,,احتفظت فيها ولبستها هاشم الله يحميه يارب
تبسمت وقلت :شكرا
قالت: كان ابني هاشم بيحب اسم علي وكان يقللي ليه ماسميتيني علي ,, ولما شاف هادا السلسال باليوم اللي اجافيه ع البيت صار يقلب فيه كان عاجبو كتييييير
تبسمت وقلت :اي انتبهت اله وهو يقلب فيه
قالت: كنت بدي اعطيه ااياه هدية بس يرجع ,,, ولانو مارجع لبستو هاشم الصغير
انا : الله يسلمه
يتركنا هاشم ليلهو ويلعب ,, ويغادر الغرفة ,,,ويذهب لجده ابي هاشم
كان يجلس في الشرفة ينظر للناس ,,,بصمت
حمل حفيده وصار يقبله
كانت أم هاشم ترتب لمقابلة تلفزيونية مع إحدى القنوات ,,,
جاءت الإعلامية لتسأل أم هاشم سؤالاً :
إم هاشم , امبارح كان عيد ميلاد هاشم ,,كيف كان شعورك ؟؟
تدمع عيناها فتطلب من المصورين ابعاد الكاميرا وعدم اظهار دموعها ثم تحاول وتحاول التغلب على دموعها وتقول : الحمدلله ,,, راح هاشم واجا هاشم ليكمل الطريق من بعدو ويصير يجاهد مع الامام المهدي عجل الله فرجه !
ثم تأتي للحاج ابي هاشم : تسأله : انت وبهالعمر ماكنت بتتمنى انو يكون ابنك الوحيد حدك لحتى يعينك ويسندك ؟
كان يداري دموعه بحفيده الصغير ...........
ايضاً ابعدوا الكاميرا فهو لايريد ان تظهر دمعته
يعرضوا مشاهد التشييع ,,,كان يبدو قوياً متماسكاً ,,, لِمَ الان يبكي ولايتمالك نفسه ؟!
جاء وقت الحديث :
يقول ابوهاشم :
يابنتي : انا فقدت بنت عروس وبعدها صار التحرير
واليوم فاقد عريس وبنت بعمر الورد تركت لي يتيم وراحت
يمسح دمعته ليكمل :
انا مش معترض ولامن حقي اعترض ع مشيئة ربنا ,, لانو هوي عطانا اياهن وهوي اخذهم
هني مجرد ودائع بنحفظها وبس يطلبها ربها بياخذها وبنسلم بالامر وبنشكر ربنا
الحمدلله رب العالمين
ام هاشم: الحمدلله رب العالمين
يكمل ابوهاشم : بس شي وحيد بيقطع لي قلبي ,,بنتي زينب كانت بتحب الاطفال كتيييير من هيي وصغيرة وكانت تحلم بابنها وكيف بدها تلعبوه وتاكلوه وتدلللوه ,,هوي اجا من هون وهيي استشهدت
بس اتزكرها بصير ابكي ,,كانت بتحبني وبتحب غنجها هي وصغيرة ,,بتحب الحياة كتير
وبتحب لبنان كتيييييير
في غصة تانية بحكي لامها عنها وهيي اني خليتها تتغرب
قلت لجوزها ماعليش تتغربوا لحتى تحسنوا وضعكن وبعدين ترجعوا
تغربت عنا وكل مرةتبكي بسبب الغربة وبعدين تيجي وقت الحرب لحتى تستشهد !
كلو مقدر ومكتوب ,,, والحمدلله ,,,
بس ماعاشت معنا كتيييييير ,,,انا مشتاق لها كتيييييير قد مااتتصوري
أوقفوا هاشم الصغير .... وحدثوه : قال كلمات غير مفهومة
كانت نظراته البريئة تكفي لتُدمع الأعين
أخرجوه للخارج ,,, تركوه يمشي والتقطوا له صورة مميزة
ثم سألوه مااسمك ؟ قال : ه ا س م
ه ا شِم
وضحك
غادر المصور والإعلاميةومن معهم .
رحتُ اكتب في الاوراق الآتي :
هاشم , سيبقى هذا الاسم حديث التاريخ
فهاشم والهواشم والهاشميات دوماً يخضعون لأصعب الإمتحانات
نظرتُ للطفل الصغير الذي وُلد يتيم الأم ,يرعاه والد مشلول قد هدّه فراق زوجته التي شاطرته غربته ,وجدٌ مذهول ,وجدة عليلة صابرة !
نظرتُ إليه فكتبتُ : استعد ياهاشم فأنت في بداية الامتحان
أمامك مشوار طويل تحقق فيه طموح خالك وأمك وكل من سار على دربهم
استعد ياهاشم وماالحرب سوى لأنك هاشم
هاشم , عصّب جبينك بعصابة الصبر ,,, فقد خُلقتَ للصبركما أجدادك
هاشم أيها الطفل الصغير إعلم انّ الحكاية كلها أنّك هاشم
ولذا : مهما حصل ابقى هاشم أبداً لاتتغير
حماك الله وجعلك ناصراً للمهدي عجل الله فرجه الشريف
خالتك بالروح : فاطمة
أعطيتُ الرسالة لأم هاشم وعدتُ إلى حيث أسكن جسداً ....... عدتُ إلى قريتي
تاركة قلبي وروحي يسافران حيثُ أشاء ! ومتى أشاء ! فأنا لستُ رهينة جدران وحدود قرية صغيرة ,بل أنا إنسان يحرّر القرية الصغيرة ليصنع منها عالَماً تلتقي فيه الأرواح التي تنبض بالحب
_______________
السيد هو من يكون والده سيداً يتصل نسبه بنسب الرسول صلى الله عليه وآله
العلوي : هومن يكون امه وابوه سيدين اي ينتمون الى الرسول بالنسب
القصة خيالية ,,الاسم خيالي ايضاً فأنا احب اسم هاشم
كل شئ خيالي هنا
عذراً للسيد والمقاومة والشعب على تخيل هذه القصة !
تحياتي:بنتُ علي
|