القران الكريم يريد ان يرتقى بالمجتمع الانساني الى علياء الحضارة التي من خلالها ينطلق الانسان باتجاه معرفة الحق حتى يكون مع الحق لانه الطريق الوحيد المؤدي الى النجاة يوم لاينفع مال ولابنون الا من اتى الله بقلب سليم.. والقلب السليم هو الذي يفقه الامور وينظر الى الواقع والى التاريخ والى الحقائق من عينها ومن بابها الواسع.. سورة الكوثر المباركة مع صغر كلماتها الا انها كبيرة في معانيها ومضامنيها وهناك تغير تام لواقع كان ينظر اليه المشركون الى رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) انه ابتر اي مقطوع من الذرية ليس له اولاد وليس له ذكور..
وكانوا في الجاهلية يعيبون على الرجل الذي ليس له ذرية من الذكور وهذا طبعا من غوغاء الجاهلية وبعد التعقل... واذا رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم ) يعلم العالم باسره انه كيف يمكن ان تاتي الذرية الصالحة من الفتاة او البنت.. ورسول الله( صلى الله عليه واله وسلم)هو اول من دعا الى رفعة الفتاة ورفعة المراة والا انها كانت تؤود في الجاهلية واذا رزق احدهم بانثى يسود وجهه وهو كظيم.. فرسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)هنا يعلن انه من كان له بنت واحسن تربيتها وصحبتها كان معي في الجنة .. وهناك من ياتي ليفسر القران الكريم وهو غير مرتبط بمدرسة اهل البيت)عليهم السلام) لذا يقع في الهفوات ويفسر سورة الكوثر حسب رايه.. والا القران واضح بطرحه.. ياتي المفسر ليقول يامحمد انا اعطيناك الكوثر.. فمامعنى الكوثر؟؟؟ يقول انه نهر في الجنة ..
صحيح ان هناك نهرا في الجنة اسمه الكوثر.. ولكن هل القران بحاجة ليتنزل على صدر الحبيب المصطفى(صلى الله عليه واله وسلم) ليخبره ان لك نهرا بالجنة والاخبار المستفيضة تفيد بان الجنة باسرها وبما فيها هو للرسول ودخولها يقتضي الايمان برسول الله (.صلى الله عليه واله وسلم)..فهل يحتاج للقران ليخبر النبي ان له نهرا في الجنة.. ثم دائما عندما نريد ان نفسر القران يجب ان نعيش المناسبة ولكل سورة في القران لها مناسبة.. فمثلا ياتي شخصا ليفسر ((ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد))
ياتي يفسرها وينسى علي ابن ابي طالب (عليه السلام)..
فلا يقبلها العقل لان المناسبة لنزول هذه الاية هي مبيت علي ابن ابي طالب(عليه السلام) في فراش الرسول( صلى الله عليه واله وسلم)في ليلة الهجرة.. فلايمكن ان تفسر الاية وتغفل المناسبة ونحن معك ان القران ينسجم مع كل العصور والازمنة والاية تتفاعل مع اي قضية تتناسب معها .. لذا راجع كل التفاسير قاطبة تجد ان المفسر دائما يبدا بمناسبة نزول الاية.. يعني انت لايجوز ان تقرا الاية ((ومامحمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افائن مات او قتل انقلبتم على اعقابكم )) وماتذكر معركة احد وان كانت الاية تنطبق على اشياء كثيرة وخصوصا بعد وفاة النبي وماجرى بعدها.. فتعال ندرس سبب نزول سورة الكوثر على رسول الله.(صلى الله عليه واله وسلم).
العاص بن وائل السهمي جاء للنبي حسب ماذكره ابن عباس وصار يخاطب النبي بطريقة غير ادبية وغير لائقة ويخاطبه بالابتر .. فغضب رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) فاخذته اغفاءة استقيظ بعدها وهو متبسم وهو يقول الان كان عندي جبرائيل ويقول السلام يقرئك السلام ويخصك بالتحية والاكرام ويقول لاتحزن انا اعطيناك الكوثر.. ماذا يعني؟؟؟ فاذا كانت المناسبة مناسبة ماء والعاص بن وائل السهمي يعيب على رسول الله قلة الماء وان الله اعطاءه وفرة الماء وعوضه بدل الماء بالدنيا بنهر بالجنة ؟؟؟؟!!!!!! ..
ولكن المناسبة هنا هي مناسبة ذرية.. فعلى المسلمين ان يستيقظوا لهذا المعنى لذا الفخر الرازي يقول
((اذا فسرت كلمة الكوثر بغير الذرية والاولاد فالبحث يكون ابتر))..
والكوثر على وزن فوعل والفوعل في اللغة العربية وزن الكثرة التي لانهاية لها.. فالله يامحمد بدل ان يعطيك ذرية من الصبية فالله اعطاك فاطمة الزهراء سلام الله عليها وسيجعل نسلك وذريتك من هذه البنت فاطمة.. وستكون اكثر ذرية هي ذريتك يارسول الله وسنجعل عدوك وشانئك هو الابتر.. وفعلا الاحصاءات تشير وجود 50 مليون سيد في العالم من اقصاه الى اقصاه من ذرية فاطمة وعلي بينما اعداء رسول الله هل لهم ذرية؟؟؟؟!!!! طبعا لا... وفعلا الزهراء(عليها السلام) هي هدية السماء للنبي.(صلى الله عليه واله وسلم). لانها لم تكن شي طبيعي او اعتيادي..
فهي ابدعت في كل مجالات حياتها فعلى مستوى الثقافة فهي اثقف امراة بالمدينة وان كان على مستوى تحمل اعباء الدعوة والرسالة فهي كانت المجاهدة الاولى مع ابيها حيث كانت تشارك مع رسول الله في كثير من الغزوات والمعارك التي يخرج لها المسلمون وكانت تضمد بيدها الشريفة جراح علي ابن ابي طالب(عليه السلام) حيث قالت له كلما ضمدنا له جرحا انفتح جرحا اخر حتى جاء النبي ومسح بيده على جروحه فبرءت جميعها.. اما في ميادين العطاء والتدريس فقد كانت مدرسة الزهراء مدرسة عظيمة ومعطاءة في مدينة رسول الله وكانت هي مفسرة للقران وللاحكام الشرعية وخصوصا ان تلك المرحلة لم يكن هناك امراة تتحمل هذه المسؤوليات الا هي.. اما في المحور الاجتماعي والسياسي ماكانت تتوانى الزهراء لتنبه الناس عن الامور المحيطة بهم.. وخطبتها حاضرة وشاهدة ايضا وتدل على معاني عظيمة كثيرة.. ولقد جاء ذكرها في القران الكريم مرات عدة ونحن نشير إلى ثلاث آيات تحدثت عنهم فشملت فيما شملت سيدتنا الزهراء سلام الله عليها ومنها الآيةالأولى (ويطعمون الطعام...) و الآية الثانية آية المباهلة وهي قوله تعالى: {فمن حاجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين} وكذلك قوله تعالى: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً}....
وكذلك لاحاديث النبي كان لها نصيبا فيها ونذكر من الاحاديث ما جاء في الحديث المشهور عن النبي الكريم(صلى الله عليه واله وسلم) بشأنها أنها: "سيدة نساء أهل الجنة" وفي حديث آخر روي عن رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) قال: " إن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها" و ومن كلماته الخالدة والقيّمة في حق فاطمة(عليها السلام) قوله الشهير: "فاطمة أمّ أبيها"... لذا كانت الزهراء هي ام لرسول الله حيث كانت تعوضه عما فقده من حنان الام وتقدم له الدعم المعنوي والانساني لكي تعطيه الزخم الكافي كي يتحمل النبي ماكلف به .. ولم تكن الزهراء امراة عادية ولم تكن تقصر في واجبها البيتي والاسري تجاه زوجها واولادها ولم يكن دورها في تادية الرسالة وارساء معالم الدين له تاثير في حياتها الاجتماعية.. فقد كانت توفق بين واجباتها الاسرية وواجبها الديني والشرعي وكذلك السياسي.. وكان لها ايضا دور في تقوية اواصر المجتمع الاسلامي الذي كان بحاجة لرجل يقود وامراة تساعد ايضا في تقوية روابط هذا المجتمع.. لذا من هذا القليل جدا تتبين منزلة الزهراء(عليها السلام) في الدين وفي حياة الاسلام ودورها المؤثر.. لذا هذا تاوييل الكوثر.. واي كوثر.. انها كوثر الاسلام.. انها كوثر الدين..
لقد انرت لنا منتدانا بهذه القبسات النوارنية المحمدية الفاطمية
فجزاك الله خير الجزاء وحشرنا وياك مع سيدتي ومولاتي فاطمة الزهراء ومع الشهداء الابرار والائمة الاطهارفي جنات النعيم
لك كل الشكر والتحية
وموفق ان شاااء الله
السلام عليكم اختي الفاضلة البحرانية
بارك الله بكم سيدتي لتقديركم وحضوركم
اما انا دائما معكم وخاصة في القسم الادبي
واني ارى المنتديات مليئة بالكتاب وانا الاحظ قلت
الردود عندكم وخاصة في منتديات اهل البيت عليهم السلام اتيتي في مناسسبة ولادة الحوراء ولم يمر علينا سوى المشرفة فقط نبارك لكم ولائكم لمحمد واله الطيبين الطاهرين
إنه النبي (صلى الله عليه وآله) ركز في شخصية فاطمة على قدسيتها وخلوصها لله تعالى وقربها منه (صلى الله عليه وآله) بحيث يجعلك تأخذ الإحساس بأنها جزء منه ما يصيبه كأنما أصابها وما يصيبها كأنما أصابه وأنها تمثله جسداً وموقفاً .. تعبر عنه وهو المعبر عن إرادة الله تعالى وذلك في مجمل أحاديثه عن فاطمة " من أسخط فاطمة فقد أسخطني " من أغضب فاطمة قد أغضبني ومن أغضبني فقد أغضب الله
شكرا لك اخي الغالي على هذا الموضوع
إنه النبي (صلى الله عليه وآله) ركز في شخصية فاطمة على قدسيتها وخلوصها لله تعالى وقربها منه (صلى الله عليه وآله) بحيث يجعلك تأخذ الإحساس بأنها جزء منه ما يصيبه كأنما أصابها وما يصيبها كأنما أصابه وأنها تمثله جسداً وموقفاً .. تعبر عنه وهو المعبر عن إرادة الله تعالى وذلك في مجمل أحاديثه عن فاطمة " من أسخط فاطمة فقد أسخطني " من أغضب فاطمة قد أغضبني ومن أغضبني فقد أغضب الله
احسنت اخي الفاضل على اضافتك القيمة وهذه احاديث ثابته عند الطرفين ولكن العقول تحجرت من حقدها
وكيف يكون رضاة من رضى الله لو لم تغضب لما يغضب الله وهذا اوضح دليل على عصمتها سلام الله عليها
بعض ابناء العامة يرون عن الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) قوله : ( من آذى ذميا فقد آذاني ) ، كما روي عنه (صلى الله عليه واله) : ( فاطمة بضعة مني ، من آذاها فقد آذاني ) .. فما هو وجه الفضيلة والشرف في الحديث الثاني ؟
على تقدير صحة الحديث الأول الفرق واضح بينهما ، حيث أنه قد أخذ العنوان في الحديث الاول الذمي بما هو معاهد ، أي أن انتهاك العهد معه الذي عقده النبي (صلى الله عليه واله) وشرعه معهم انتهاك لذمة وعهد النبي (صلى الله عليه واله) ، وهذا الأمر ثابت للذمي بهذه الحيثية لا مطلقاً . فلو حفر الذمي الذمة والعهد ، لما بقي له ذلك من لزوم الوفاء والعهد . وهذا بخلاف الحديث الثاني فانه قد اخذ عنوان فاطمة لذاتها من دون التقييد بحيثية معينة ، أو قيد خاص مما يدل على لزوم الحرمة والاحترام لها لذاتها مطلقاً ، وليس ذلك الا لعصمتها وكونها ميزانا مستقيماً في طريق الهدى ، والا لما ثبت ذلك لها بما هي هي لذاتها . وهذا مضافاً الى ورود احاديث في نفس المضمون ترتقي في أذيتها أنها أذية لله تعالى ، وأن رضاها رضا الله تعالى ، وغضبها غضب الله تعالى ، مما يدلل على عصمته لذاتها ، ومن ثم يلازم موقفها موقف الرب تعالى
بارك الله بكم وشكرا لك اخي الغالي السلامي على حضورك وتعقيبك المشرق
تحيااتي
التعديل الأخير تم بواسطة مرتضى العاملي ; 04-05-2009 الساعة 03:41 AM.