|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 37633
|
الإنتساب : Jun 2009
|
المشاركات : 4
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عاشق الامام الكاظم
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 22-06-2009 الساعة : 12:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
لو دققنا النظر في معنى كلمة السكوت لغويا لوجدنا ان معناها هوان السكوت خلاف النطق أو قل هو الصمت بحده يعتبر سكوت فيما يتعلق بالسؤال المطروح نقول :
هذا المعنى من السكوت لا يمكن ان نتصوره في حق الامام اميرالمؤمنين (عليه السلام) حيث ان الواقع يؤكد خلاف ذلك فالامام كان له بعض المواقف والكلام مما يدلل على عدم رضا الامام عليه السلام بالسياسة التي كانت قبل خلافته مثلا في زمن خلافة عمربن الخطاب حيث روي ان في زمن خلافته نزلت عليه نازلة فقام قعد ونظر الى من حوله وقال يامعشر المهاجرين والانصار ما تقولون في هذا الامر؟ فقالوا انت اميرالمؤمنين وخليفة رسول الله الامر بيدك وقال ايها الناس اتقوا الله وقولوا قولا سديدا ثم قال والله لنعلم من صاحبها ومن هو أعلم بها فقالوا يااميرالمؤمنين كأنك تقصد ابن ابي طالب قال انى نعدل عنه وهل نفحت حرة بمثله؟فقالوا نأتِ به فقال هيهات تسمع أن هنا لشيخ من هاشم ونسب من رسول الله ولا يؤتى به فقوموا بنا اليه فقام عمر ومن معه فأتوا اليه فرأوه وهو يتوكل على مسحاة وهو يقول (أيحسب الانسان أن يترك سدى ألم يكن نطفة من مني يمنى ثم كان علقة فخلق فسوى) ودموعه تجري على خديه قال فأجهش القوم لبكائه ثم سكت وسكتوا وسأل عمر عن مسألته فأصدر عن جوابها فقال ام والله يا ابا الحسن لقد أرادك الله للحق ولكن أبى قومك فقال علي عليه السلام ياأبا حفص عليك من هنا ومن هناك (ان يوم الفصل كان ميقاتا) قال فضرب عمر إحدى يديه على الاخرى وخرج مربد اللون وكأنما ينظرفي سواد انتهى الحديث ..
لو دققنا النظر في ذيل الرواية نجد هناك كلام وتقريع من الامير لعمر وكأنه يهدده بيوم القيامة بدليل الاية (ان يوم الفصل كان ميقاتا) فهل هذا ينسجم مع نظرية السكوت ؟! كلا بل هذا النطق هو خلاف السكوت والمداهنة وغيرها من المواقف تدلل على عدم سكوت الامام علي لكثير من الامور نعم نقول ان الامام لم ينهض ضدهم فهذا صحيح فالامام لم يقاوم القوم مقاومة عسكرية ولم يصطدم معهم عسكريا هذا صحيح وطبيعي هذا خاضع للظروف التي كان عليها المجتمع الاسلامي لاحظوا مثلا بعد ما جرى في السقيفة جاء ابو سفيان الى الامام علي فقال للامام لو شئت لاملئن لك البيداء خيلا ورجالا فقال له الامير أجاهلية بعد الاسلام يا ابا سفيان نلاحظ ان ابا سفيان الذي حارب الاسلام من اول ظهور الى يوم الفتح نراه يحرض الامام علي لمواجهة اصحاب السقيفة لالاجل الحق بل حتى تحصل حرب داخلية داخل الوسط الاسلامي وكان الاسلام في بدايته فتحصل تلك الحرب بالاضافة الى تربص اليهود والفرس والروم بالاسلام فالامام عرف مكيدة ابي سفيان وما يريده ابو سفيان حتى ُيرجع هبل واللات والعزى وينمحي الاسلام بنظر ابي سفيان فالامام لم يواجه ولم يقاوم حفاظا على بيضة الاسلام من الضرر والخطر المتوقع ولعدم وجود الانصار الإ القليل ثم ان الامام لم يكن موافقا لبعض سياسة الخلفاء الثلاثة بل كانت له مواقف في كثير من الامور والاراء خلاف ارائهم مثلا آراءه تجاه الفتوحات وما جرى بعد الفتوحات الاموال والاراضي وتقسيمها فكان هناك راي للامام مغايرا لاراء القوم وفي نهاية المطاف كانوا ياخذون برائه لانه هو الراي الاصوب وناهيك عن بعض الاسئلة التي كان ترد على ابي بكر وعمر حيث انهما بعض الاحيان يحكمان بخلاف حكم الله كما في قضية الرجم في زمن عمر فنجد ان الامام بالمرصاد ويعارضهم ويبين أخطائهم فالنتيجة صحيح الامام لم يمسك السلطة التنفيذية ولكن هذا لم يمنعه من احقاق الحق ورد الاباطيل فكان دوره فعالا في تلك الظروف مع شدتها على نفس الامام (عليه السلام)فالامام لم يكن ساكتا مداهنا كما تتصوره بعض الاذهان كلا فان المؤمن عزيز لا يقبل بالخنوع والذل والمداهنة فكيف باميرالمؤمنين (عليه السلام) وهناك نقطة نؤكد عليها وهي ان التاريخ عبارة عن سلاسل زمنية وهذه السلاسل الزمنية اغلبها ُفقدت للظروف المعادية للاهل البيت (عليهم السلام) حيث كانت الهجمة شرسة ضدهم والاعلام كله كان مسلطا ضدهم واخفاء فضائلهم ومواقفهم وكثير من الحقائق التي ترجح كفتهم فلما نقرأ التاريخ الذي عاشه الامام علي (عليه السلام) مدة السياسة المتقدمة على خلافته لانجد منها الكثير مع كون الفترة طويلة جدا قرابة25 سنة لابد فيها من المواقف الكثير والهائلة ولكننا نجد منها القليل القليل وهذه نقطة يجب ان نضعها في عين الاعتبار لانها في غاية الاهمية ثم لو لا حظنا لما وصلت الخلافة للامام (عليه السلام) غيّر كثيرا من القوانين التي كانت سارية في زمن السياسة المتقدمة عليه وهذا يوشير بوضوح انه لم يكن راضيا عليها وانها خلاف الحكم الالهي كبعض المخصصات من بيت المال لبعض الافراد والمداهنات وغيرها من الامور التي كانت موجودة فالامام جرد كل هذه الامور من الشرعية ونصب القوانين الصحيحة تجاه تلك القوانين الباطلة رغم قصر مدة حكم الامام (عليه السلام) واذا لاحظنا الخطبة الشقشقية للامام علي (عليه السلام) نجد انه يشير الى بعض من تلك النقاط التي كانت في زمن الثلاثة من ضمن كلامه(فصبرت وفي العين قذا وفي الحلق شجا ارى تراثي نهبا) انظر الى الامام فهو صابر وليس ساكتا والفرق كبير وشاسع وقال ايضا في نفس الخطبة لما وصل الحكم الى عمر(فصيرها(يعني ابو بكر) في حوزة خشناء يخشن مسها يغلض كلمها ويكثر العثار فيها والاعتذار منها فصاحبها كراكب الصعبة ان اشنق لها خرم وان اسلس لها تقحم فمني الناس لعمرو الله في خبط وشماس وتلون واعتراض فصبرت على طول المدة وشدة المحنة) وهذا مقطع مؤلم من كلام الامام (سلام الله عليه) ثم يصل الامام الى مقطع اخر من الخطبة فيقول (حتى مضى لسبيله (يعني هلاك عمر) جعلها في جماعة زعم اني احدهم(يعني الستة اصحاب الشورىالذين نصبهم عمرليختاروا الخليفة من بعده) فيالله وللشورى متى اعترض الريب فيّ مع الاول منهم حتى صرت اُقرن الى هذه النظائرلكني اسفتُ اذ اسفوا وطرتُ اذ طاروا) وهذا الكلام منه وثيقة دامغة على الاحداث التي كانت موجودة في تلك الفترة والتي لم يكن راضا عنها جملة وتفصيلا وكلامه دليل واضح وصريح لا لبس فيه ولا شك ولكن الظروف والمعادلات السياسة المقلوبة تؤدي الى مثل هذه الامور ...
نرجع ونقول الامام لما تولى السلطة حاول جهد الامكان ان يصحح الانحراف الذي كان سائدا حيث تعلم الناس على تلك الانحرافات ولهذا الامام واجهة معارضة شديدة من كبار بعض الصحابة كطلحة والزبير وغيرهما لانه الغى الكثير من الامتيازات التي لم تكن بحق لكثير من هذه النماذج والتي كانت ُتعطى لهم بغير استحقاق وعلى حساب الاخرين ولهذا قامت الدنيا عليه ولم تقعد وشنوا عليه ثلاث حروب مدمرة متوالية الجمل وصفين النهروان ناهيك عن الغارات التي كان يشنها معاوية على العراق وما فعل بسر بن ارطاة وكثير من هذه الاحداث المؤلمة الدامية ثم ان الامام لما تولى الخلافة اراد ارجاع ارض فدك ولكن صارت ضجة عليه فتركها الامام حتى لا يخلق له جبهة اخرى لان كل الجبهات كانت مفعلة ضده باي وقت تتفعل لان التيارات الموجودة كانت رافضة خلافة الامام من الاساس لانه الحق وهم تعلموا على الباطل بالرغم من كون الامام خليفة في وقته ولكن بعض الامور لم يقدر على تغيرها او انه غير بعضها ولكن يواجه معارضة لا حد لها بدليل يقال انه صعد على منبر الكوفة فقال ايها الناس ان صلاة التراويح بدعة لم تكن على عهد رسول الله يقولون فقام الناس من المسجد وقالوا( وا سنة عمراه) ماذا يدلل هذا الكلام وكيف تقرأ هذا التصرف...
وايضا الامام لم يغير شريح القاضي ولكن الامام حجم دوره ولم يغيره للظروف ...
وايضا يقوم اليه عبيدة السلماني وهو من الفقهاء على غير خط اميرالمؤمنين في قضية بيع امهات الاولاد فالامام علي طرح راي عمر وقال انا راي خلاف راي عمرفقام اليه عبيدة وقال ( رايك في الجماعة احب الينا من رايك في الفرقة ) هذا في الكوفة فكل هذه الامور ماذا تدلل؟؟ ان هناك تيارا جارفا ضد الامام وضد كل اصلاح يقوم به الامام (عليه السلام) ولهذا نرى الامام قال في احدى خطبه للمعارضين له (يا اشباه الرجال ولا رجال لوددتُ اني لم اكن لم ارك ولم اعرفك معرفة والله جرت ندما واعقبت سدما لقد ملئتم قلبي قيحا وشحنتم صدري غيضا وجرعتموني نهب التهمام انفاسا وافسدتم عليّ راي بالعصيان الى ان يقول ولكن لا رأي لمن لا يطاع) فالخلاصة الامام( عليه السلام ) لم يكن ساكتا ولا خانعا ولا مداهنا بل كان صابرا محتسبا ومجاهدا بمواقفه واقواله وتصرفاته ولكن لا راي لمن لا يطاع كما اخبره هو (عليه السلام) فالمشكلة كانت من نفس المجتمع وانحرافه عن خط اهل البيت عدم النصر لهم وفي اخر الكلام اكرر اقول هذا بعض ما وصل الينا من كتب التاريخ الذي يمكن ان نستنتج منه بعض الامور ناهيك عن كثير ومن هذه الاحداث ذهبت وانعدمت مع صفحات التاريخ الحاقد على اهل البيت والاعلام المزيف الذي كان يمجد بالسلطات ويعدم دور اهل البيت وكل ما يتعلق بهم .
وفي الختام نأمل ان ينفع هذا الجواب صاحب السؤال مع الاعتذار وهذا حاولة بسيطة للرد على السؤال المطروح
واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين
|
التعديل الأخير تم بواسطة مالك ألأشتر ; 22-06-2009 الساعة 12:24 PM.
|
|
|
|
|