الربو( Asthma) هو مرض تنفسي مزمن شائع يتصف بوجود التهاب في المسالك الهوائية وفرط استجابتها (تشنج قصبي) مما يؤدي إلى انسدادها .وهو التهاب مزمن تصاب به الرئتين حيث تضيق فيه مجاري الهواء التي تحمل الهواء من وإلى الرئة وبالتالي يصعب التنفس
مجاري الهواء في الشخص المصاب بالربو تكون شديدة الحساسية لعوامل معينة تسمى المهيجات triggers وعند إثارتها بهذه المهيجات تلتهب مجاري الهواء وتنتفخ وتنقبض عضلاتها ويؤدي ذلك إلى إعاقة التدفق العادي للهواء
وهذا ما يسمى بنوبة الربو asthma attack. بالإمكان السيطرة على أعراض نوبة الربو، ولكن يمكن أن يتكرر حدوث النوبة خلال ساعات بعد حدوث النوبة الأولى
أنواع الربو
هناك نوعان أساسيان من الربو
أ- ربو خارجي المنشأ (من الحساسية)
ب- ربو داخلي المنشأ (لا يثار بالحساسية)
ويمكن أن يكون الشخص مصابا بالنوعين معا، وهو خليط من الربو الخارجي المنشأ والداخلي المنشأ
الربو الخارجي المنشأ أكثر انتشارا بين الأطفال والمراهقين وعادة يختفي مع السن ومع تفادي العوامل المثيرة للحساسية
ويكون للشخص المصاب بهذا النوع من الربو حساسية غير عادية تجاه العوامل المثيرة للحساسية
عندما يتعرض المصاب بالربو للمرة الأولى للعوامل المثيرة للحساسية، ينتج جهاز المناعة كميات غير عادية من البروتينات الدفاعية تسمى الأجسام المضادة. إن اميونوجلوبولين (جلوبولين المناعة) إي (آي جي إي IgE)
ماهو المقصود بـ جلوبولين المناعة
هو الجسم المضاد الذي يسبب أعراض الحساسية. ودور أجسام آي جي إي المضادة هو تمييز عوامل معينة مثيرة للحساسية، مثل لقاح نبات "الرجيد"، وتلصق بالخلايا البدنية (خلايا تحتوي على وسائط كيماوية)
تتراكم هذه الخلايا في أنسجة معرضة للبيئة مثل الأغشية المخاطية في الجهاز التنفسي. خلال التعرض الثاني تميز أجسام آي جي إي المضادة العوامل المثيرة للحساسية وتعمل على تنبيه الخلايا البدنية لكي تطلق الهيستامين histamine والوسائط الكيماوية
إن الوسائط هي كيماويات التهابية تترك تأثيرها على أنابيب الشعيبات الهوائية لكي تؤدي إلى إنتاج المزيد من المخاط فيها والانتفاخ والتشنج الشعبي
الربو الداخلي المنشأ شائع أكثر في الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 3 سنوات وفي البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 30 سنة. إن الالتهابات الفيروسية التنفسية هي مهيجات أساسية وتؤثر إما على الأعصاب أو الخلايا قرب سطح أنابيب القصبة الهوائية. وقد يسبب ذلك تشنج شعبي أو إطلاق وسائط كيماوية مما يؤدي إلى حدوث نوبة الربو
أنواع المهيجات
أ- العوامل المثيرة للحساسية
ب- التمارين الرياضية
ج- الهواء البارد
د- التغييرات العاطفية والتي قد تسبب أيضا تشنج شعبي
المهيجات الشائعة للربو Triggers
مهيجات الربو هي تلك العوامل التي تعمل على إحداث أعراض الربو، وهذه المهيجات تتفاوت بين المصابين بالربو
ولذلك من الضروري معرفة العوامل التي تحدث النوبة
العوامل المثيرة للحساسية
ريش أو شعر الحيوانات، عث الغبار (يوجد أيضا في السجاد ومكيفات النوافذ التي لا تنظف دوريا)، غبار الطلع، الأطعمة مثل الفول السوداني والسمك والمحار والبيض
المثيرات في الهواء
دخان التبغ من السجائر أو السيجار أو الشيشة، دخان الشوي بالفحم، رائحة الطلاء والوقود، الملوثات مثل عوادم السيارات ومداخن المصانع
الطقس
الهواء البارد والجاف والرطوبة العالية أو التغيرات المفاجئة بالطقس يمكن أن تسبب أعراض الربو. الرياح تنقل المواد المهيجة المثيرة للحساسية، والمطر يسهل نمو وإطلاق الفطر واللقاح
المواد المهيجة
البخاخات (الإيروسول spray/aerosol) والغبار والأبخرة من منتجات التنظيف
المرض
الالتهابات الفيروسية مثل الزكام/الرشح، الأنفلونزا، التهابات الحلق والجيوب الأنفية تعتبر من المهيجات الشائعة للربو لدى الأطفال
التمارين الرياضية
التمارين الرياضية مهيجات شائعة للربو. ويمكن أن تحدث لدى كل الأشخاص المصابين بعد أداء تمارين رياضية عنيفة لمدة 5 دقائق على الأقل
أما الألعاب الرياضية مثل السباحة فهي أقل المهيجات للربو، بينما الجري لمسافات طويلة وكرة القدم عادة ما تؤدي إلى حدوث نوبة الربو عند المعرضين للإصابة
التغييرات العاطفية
الضحك والبكاء والخوف والصراخ والسعال يمكن أن تتسبب في أعراض الربو
ما هي العلامات الأولي المنذرة بحدوث أزمة ربو
العلامات الأولي هي التغيرات التي تحدث مع بداية حدوث أزمة الربو
في الحالات الطبيعية، هذه الأعراض لا تكون بالخطورة الكافية التي تجعل المريض يتوقف عن نشاطه الذي يقوم به
إذا شعر المريض بالعلامات الأولي المنذرة لحدوث أزمة قد تساعده في منع حدوث الأزمة أو منع حدوثها بشكل خطير
تتضمن هذه العلامات
- سعال مستمر لا يتوقف، خاصة أثناء الليل
- ضيق شديد أو بسيط في التنفس
- الشعور بالإرهاق الشديد أثناء القيام بالرياضة، بالإضافة إلي وجود أزيز في التنفس، سعال وضيق في التنفس
- نقص أو تغير في سهولة عملية الزفير
- الشعور بأعراض نزلة البرد – التهاب في الجهاز التنفسي العلوي، الحساسية (العطس، سيلان الأنف، السعال، الاحتقان، تضخم الحلق والصداع)
- أرق
ما هي أدوية الربو
تنقسم أدوية الربو إلى قسمين أساسيين هما أدوية السيطرة طويلة الأمد و أدوية السيطرة السريعة
أ- أدوية السيطرة طويلة الأمد
تستخدم للسيطرة على الربو المزمن أو الدائم. هذه المجموعة من الأدوية تشتمل على الكورتيزون الذي يستنشق أو يعطى عن طريق الفم corticosteroids
كرومولين cromolyn
نيدوكروميل nedocromil
معززات البيتا 2 طويلة المفعول long-acting beta2-agonists
لثيوفيلين theophylline
معدلات الليكوترينين leukotriene modifiers
أفضل الأدوية للسيطرة طويلة الأمد هي تلك الأدوية التي تمنع أو تعكس الالتهاب في مجاري التنفس وبالتالي تقلل من حساسية مجاري التنفس وتمنع إثاراتها بواسطة المهيجات بسهولة
[ الهدف من استخدام هذه المجموعة من الأدوية هو منع حدوث نوبات الربو ]
ب- أدوية السيطرة السريعة
هذه المجموعة تعالج أعراض نوبة الربو الحادة أو تفاقم النوبات، وهذه المجموعة تشتمل على معززات البيتا 2 قصيرة المفعول short-acting beta2-agonists
إبراتروبيام بروميد ipratropium bromide
الكورتيزون الغير مستنشق noninhaled corticosteroids
موسعات القصبات الهوائية (معززات البيتا 2 قصيرة المفعول short-acting beta2-agonists و الإبراتروبيام بروميد ipratropium bromide)
× توسع مجاري التنفس عن طريق إرخاء العضلات التي تحيط بأنابيب القصبة الهوائية وتكون منقبضة أثناء نوبة الربو
ملحووظة
معظم أدوية الربو تعطى عن طريق الاستنشاق، ولكي تتم الفائدة
المطلوبة يجب استخدام أدوات الاستنشاق بطريقة صحيحة. فلقد لوحظ أن نصف
الأشخاص الذين يستخدمون أدوات الاستنشاق لا يستخدموها بطريقة صحيحة
لماذا يعتبر البخاخ ذا مزايا افضل
أ-البخاخ سريع المفعول
ب-يتوجه الدواء الذي يحتوي عليه البخاخ مباشرة إلى الموضع الذي يحتاج للعلاج. وكما تضع القطرة في العين ، فانك باستخدام البخاخ تضع علاج الربو في رئتيك
ج-تستخدم تركيزات أقل من الدواء لان العلاج الذي يحتوي عليه البخاخ يتوجه مباشرة إلى الرئتين ، بينما كمية العلاج الموجودة في الأقراص ذات نسبة أعلى لأنها تنتشر في كل الجسم
د-جرعة العلاج بالبخاخ أقل وبالتالي فان فرص التعرض للأعراض الجانبية تصبح اقل بكثير
دراسة علمية تثبت علاقة سرطان الرئة بالربو
معدل الإصابة بسرطان الرئة بين مرضى الربو ضعف المعدل الاعتيادي
استطاع فريق من العلماء السويديين ان يثبت علاقة الربو بإصابة الإنسان بسرطان الرئة من خلال دراسة جديدة اعتمدت طريقة عمل معاكسة لكافة طرق عمل الدراسات الأخرى . فقد دأبت كافة الدراسات السابقة
حول علاقة الربو بسرطان الرئةعلى استخدام الطرق الإحصائية المباشرة، التي تعتمد استفتاء المصابين بسرطان الرئة عن معاناتهم من الربو في حياتهم الماضية، في حين اعتمدت الدراسة الجديدة على متابعة مرضى الربو لفترة طويلة ثم الكشف سريريا بعد ثلاثة عقود عن معدل المصابين منهم بسرطان الرئة
ويعتقد البروفسور باولو بوفيتا الذي قاد فريق العمل ان عدم دقة الدراسات السابقة يكمن في انها اعتمدت طريقة الاستفتاء، بمعنى انها ألقت مسؤولية موثوقية الدراسة على عاتق المرضى، في حين ان الأطباء والفحص السريري تحملوا هنا المسؤولية الأساسية عن دقة النتائج، علما بأن الدراسات السابقة اختلفت نتائجها كثيرا بين دراسات برأت الربو تماما من مرض سرطان الرئة، واخرى حملته المسؤولية جزئيا، وغيرها رأت ان الربو يسبب السرطان عند الرجال فقط ولا يسببه عند النساء
وظهر بعد ثلاثين سنة من المتابعة ان 713 مريضا بالربو اصيبوا بسرطان الرئة وهي نسبة تزيد عن المعدل الطبيعي بنسبة 58%. وقلبت الدراسة المعلومات السابقة حول حصة النساء من سرطان الرئة الناجم عن الربو رأسا على عقب حينما كشفت ان معدل الإصابات بين النساء يرتفع عن المعدل الطبيعي بنسبة 78% (51% بين الرجال)