عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى إستشهادة الإمام محمد بن علي الجواد عليه السلام
بتاريخ : 18-11-2009 الساعة : 11:39 PM
شهادة الإمام الجواد عليه السلام
هو الإمام التاسع من أئمة أهل البيت عليهم السلام
أمّه سبيكة ولد في المدينة المنورة في ليلة 19 / من شهر رمضان / 195 هـ
ويكنى أبو جعفر الثاني تمييزاً له عن جده الأغمام الباقر عليه السلام ،
من ألقابه ( الجواد والتقي ) ، تزوج بأمّ الفضل بنت المأمون وبسمانه المغربية ، عاصر المامون والمعتصم ،
تميزت ظروفه بميزات كثيرة من اهمها صغر سنه ، فقد قام بالامامة وهو ابن 8 سنوات ، وكان ذالك مدعاة إلى
لفت الانظار إليه حتى قيل انه سٌئل في مجلد واحد 30000 مسألة وكان وقع كلامه يفصح عن مكنون النبوة مثلجاً
الصدور المؤمنين ، ومفحما مغيضا الصدور المنافقين ، مما زاد حقد العباسيين عليه ، ودفع المعتصم العباسي
إلى إشخاصه إلى بغداد سنة 220 هـ ثم دسّ السم على يد زوجته ام الفضل توفي يوم السبت أخر ذي العقدة من
سنة 220 هـ ودفن جنب قبر جده موسى بن جعفر عليه السلام ومن اقوله عليه السلام (( من زار قبر ابي
بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تاخر وبنى له منبراً في حذاء منبر محمد صلى الله عليه واله وسلم وعلي
عليه السلام وقل له علمني شيئاً اذا قلته كنت معكم في الدنيا والاخرة فقال : عليه السلام أكثر من قراءة إنا إنزلنا
في ليلة القدر ورطب شفتيك بالاستغفار .
وهذه بعض مناظرته مع يحيى بن أكثم قاضي القضاة قالوا
وخرج أبو جعفر عليه السلام وهو يومئذٍ ابنُ تسع سنين وأشهر ، فجلسَ بين المسورَتَين ، وجلس يحيى بن أكثم
بين يديه ، وقام الناس في مراتبهم والمأمون جالسٌ في دستٍ مُتَّصلٍ بدستِ أبي جعفر عليه السلام .
فقال يحيى بن أكثم للمأمون : يأذنُ لي أمير المؤمنين أن أسأل أبا جعفر ؟ فقال له المأمونُ : استأذنه في ذلك ،
فأقبل عليه يحيى بن أكثم فقال : أتأذن لي ـ جعلت فداك ـ في مسألةٍ ؟ فقال له أبو جعفر عليه السلام : « سَلْ إن
شئت » قال يحيى : ما تقولُ ـ جُعِلتُ فداك ـ في مُحرمٍ قتَلَ صيداً ؟
فقال له أبو جعفر عليه السلام : « قَتَلَه في حِلٍّ أو حَرَم ؟ عالماً كان المُحرم أم جاهلاً ؟ قَتَلَه عَمداً أو خطأً ؟ حُرّاً كان المُحرِم أم عبداً ؟ صغيراً كان أم كبيراً ؟
مُبتدئاً بالقتل أم مُعيداً ؟ من ذواتِ الطير كان الصيد أم من غيرها ؟ من صغار الصيد كان أم كبارها ؟ مُصِرّاً على ما فعل أو نادماً ؟ في الليل كان قتلهُ للصيد أم نهاراً ؟ مُحرماً كان بالعُمرةِ إذ قتله أو بالحج كان مُحرماً ؟ » .
فتحيّر يحيى بن أكثم وبانَ في وجهه العجزُ والانقطاعُ ولجلج حتى عرفَ جماعةُ أهلِ المجلس أمرَه ثم قال الإمام ليحيى بن أكثم
« أسألك ؟ » . قال : ذلك إليك ـ جُعلت فداك ـ فإن عرفت جواب ما تسألني عنه وإلاّ استفدته منك .
فقال له أبو جعفر عليه السلام : « خَبِّرني عن رجل نظرَ إلى امرأةٍ في أول النهار فكان
نظرهُ إليها حراماً عليه ، فلمّا ارتفع النهار حلَّت له ، فلمّا زالت الشمس حرمت عليه ، فلمّا كان وقت العصر
حلَّت له ، فلمّا غربت الشمس حرمت عليه ، فلما دخل عليه وقت العشاء الآخرة حلَّت له ، فلمّا كان انتصاف الليل حرمت عليه ، فلما طلع الفجر حلَّت له ، ما حال هذه المرأة وبماذا حلَّت له وحرمت عليه ؟ » .
فقال له يحيى بن أكثم : لا والله ما أهتدي إلى جواب هذا السؤال ، ولا أعرف الوجه فيه ، فإن رأيت أن تفيدناه .
فقال له أبو جعفر عليه السلام : « هذه أمةٌ لرجلٍ من الناس نظر إليها أجنبيٌّ في أول النهار فكان نظره إليها حراماً عليه ، فلمّا ارتفع النهار ابتاعها من مولاها فحلَّت له ، فلمّا كان الظهر أعتقها فحرمت عليه ، فلمّا كان وقت العصر تزوجها فحلَّت له ، فلما كان وقت المغرب ظاهر منها فحرمت عليه ، فلمّا كان وقت العشاء الآخرة كفَّر عن الظِّهار فحلَّت له ، فلمّا كان نصف الليل طلَّقها واحدة فحرمت عليه ، فلمّا كان عند الفجر راجعها فحلَّت له » .
فسلام عليه يوم ولد ويوم إستشهد ويوم يبعث حيا
استمر الإمام الجواد (ع) في مسيرته الإصلاحية حتى موت المأمون. وخلفه المعتصم الذي كان يمثّل قمّة الإنحراف على رأس السلطة. ولم ترق له نشاطات الإمام الإصلاحية فاستدعاه إلى بغداد ووضعه تحت الإقامة الجبرية مدة من الزمن بهدف الحد من نشاطه، ولكنه بات يشكل خطراً عليه نتيجة التفاف الناس حوله وتأثرهم به، فأوعز إلى زوجته أم الفضل فدسّت له السم في الطعام فقضى الإمام شهيداً.