بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد و آل محمد
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عظم الله أجورنا و أجوركم بمصاب أبا عبد الله الحسين عليه السلام
س: ما هي الفائدة من إقامة الشعائر الحسينية وتخليد ذكرى الإمام الحسين (عليه السلام) بعد مرور أكثر من ألف سنة على استشهاده؟
جسّد الإمام الحسين أروع معاني الإباء والتحدي برفضه لبيعة يزيد، وكانت ثورته رسالة مفتوحة لكل الأجيال في كل العصور والدهور، وفي كل موقع ومكان فالشعائر الحسينية تعدّ مقدمات لابدّ منها لهذا الإحياء.كما أن الإمام الحسين أراد بنهضته المباركة أن يخلق في الأمة حالة من التفاعل والانسجام بين العقيدة والأفكار الإسلامية وبين مشاعر الناس وعواطفهم، فالشعائر الحسينية التي تمارسها الأمة هي شعائر إلهية ومن مصاديق ذلك قوله تعالى: (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) الحج: 32.
ورب سائل يسأل ما هي فوائد تلك الشعائر...؟
ونحن نقول يمكننا أن نجمل فوائد الشعائر الحسينية بجملة من النقاط:
تعتبر مسألة الشعائر الحسينية عاملاً من عوامل إظهار حب وولاء الحسين (عليه السلام). وهل يمكن أن تنزل نكبة ومصيبة أعظم من هذه المصيبة حيث إن الحسين أصيب بأعظم المصائب لأجل الحق دفاعاً عن الإيمان والإنسانية؟ فكيف لا نبكيه أو لا نتأثر بهذه الفاجعة؟ فقد حث النبي وآله الكرام على اتباعهم وعلى إقامة مجالس العزاء. ويذكر التاريخ أن النبي وأهل بيته ندبوا الحسين وبكوا كثيراً وأعلنوا الحداد، وأقاموا مجالس العزاء والرثاء. فإقامة مجالس العزاء والشعائر الحسينية من قبل شيعتهم ومحبيهم من باب المواساة ومشاطرتهم في أحزانهم ثانياً وجزءاً من الالتزام الوارد في عنوان الاستحباب.
لذا تعتبر مسألة الشعائر الحسينية جزءاً لا يتجزأ من الوفاء والتقدير لهذه التضحيات والمواقف النبيلة لرجالات الثورة، الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل حفظ الدين وحماية مبادئه التي أراد لها الأمويون منحىً آخر لا صلة له بالإسلام. إن إقامة الشعائر الحسينية تعمل على توحيد الصفوف واجتماع الناس، فهذه الشعائر تؤلف الناس وتجمعهم وتوحدهم، فهي جامعة إسلامية تجتمع فيها القلوب على مقصد واحد وهو مواساة النبي كما أنها مؤتمر ديني ودنيوي يتسنى فيه للمجتمعين البحث وتبادل الآراء في شؤونهم والتعارف والتحادث.
كما أن في الشعائر الحسينية إبقاء للجهاد ضد الظالمين حياً في النفوس لئلا تصاب الجماهير بحالة من الشلل والركود والاستكانة للظالمين والمفسدين، وتخلد إلى الدعة والاستسلام، فالشعائر هي دافع للأمة لتتغير الواقع. وإن فيها تهجيناً للظلم والقسوة تظهر من خلال استحضار معالم بشاعتها بأقبح صورها وفي ذلك نوع من الحث على بغض الظلم وأهله.
وإنها مدرسة يسهل فيها التعليم لجميع طبقات الناس فيتعلمون من خلالها التاريخ والأخلاق والتفسير والخطابة والشعر كونها مخاطبة واسعة لكافة شرائح المجتمع بمختلف تياراته وأنماط ثقافاته المتنوعة.
إن المصلحة أو الغاية لإقامة الشعائر تبيين للمصلحة التي استشهد الحسين (عليه السلام) من أجلها وفي سبيلها والغاية السامية التي كان يرمي في استشهاده إليها وهي إحياء دين جده (صلّى الله عليه وآله) وإظهار فظائع المنافقين. كما أن فيها مساعدة للفقراء والضعفاء وإعانتهم من خلال ما ينفق فيها من المال لسد حاجة المحتاجين وتوزيع الزاد والطعام على الناس.
س: هنالك أقوال تدعي حرمة التطبير على أساس (لا ضرر ولا ضرار) في الدين؟ فما هو رأيكم بذلك..
لا يوجد أي نص يدل على حرمة التطبير بل هو مباح حسب أصالة الإباحة العقلية وهنالك ما يدل على استحباب هذه الشعيرة، وأن ما ورد في الضرر والإضرار يتعلق في الأحكام الفقهية للدين لا في مورد هذه الشعيرة.
س: لماذا يقدس الشيعة شهر محرم؟
إن شهر محرم هو ربيع الخطابة الحسينية وموسم حركة تبليغية وعاطفية وعالمية كونه شهراً يبعث الحماسة في النفوس لتتوجه جماهير الأمة إلى إحياء ذكرى سيد الشهداء والاحتفاء بذكرى أهل البيت (عليهم السلام). وهذه المجالات مبعث الخير البركة ومنطلق التوعية الجماهيرية ومدارس لتربية الأجيال.
س: هناك أحاديث تشير إلى عدم جواز البكاء على الميت فما هي أدلتكم على جوازها في البكاء على الإمام الحسين (عليه السلام)؟
إن من ينظر في مسألة إقامة الشعائر ويتمحّص فيها يراها سنة العقلاء في الحزن، ولم يترك هذا الموضوع أحد من ذوي الإحساس البشري خصوصاً في المصائب والنوائب التي وقعت على سادة الخلق وهم أهل بيت النبي (صلّى الله عليه وآله) إذ لم يكتف أعداؤهم الأمويون بقتل الإمام الحسين (عليه السلام) وأبنائه وصحبه بل دهسوا بدنه الشريف بحوافر الخيل وقطعوا رؤوسهم وسلبوا ثيابهم وأحرقوا خيامهم وطاردوا نساءهم وحملوهم على الجمال بغير غطاء مقيدين بعضهم ببعض يجوبون بهم البلدان ليتفرج عليهم أهل البلاد وليكونوا عبرة لهم. ولم يراعوا حق رسول الله فيهم إذ يقول: (أذكركم الله في أهل بيتي)(1).
أما ما ورد من الضرب على الصدور في عاشوراء وما شابه مثل البكاء فهل هو محرم؟
ونحن نقول لماذا بكي النبي يعقوب (عليه السلام) على ابنه يوسف (عليه السلام) حتى ابيضت عيناه. ولماذا بكى آدم (عليه السلام) حتى جرت في وجهه أخاديد.
وهل بكى النبي (صلّى الله عليه وآله) على الحسين (عليه السلام)؟
نعم فقد ورد عن أم الفضل بنت الحارث أنها دخلت على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقالت يا رسول الله رأيت حلماً منكراً الليلة قال: وما هو؟
قالت: إنه شديد،
قال: ما هو؟
قالت: رأيت كأن قطعة من جسدك قطعت ووضعت في حجري، فقال:
(رأيت خيراً، تلد فاطمة إن شاء الله غلاماً يكون في حجرك). فولدت فاطمة (عليها السلام) الحسين (عليه السلام) فكان في حجري كما قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فدخلت يوماً على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فوضعه في حجره ثم حانت مني التفاتة، فإذا عينا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) تهرقان من الدموع.
قالت فقلت: يا نبي الله بأبي أنت وأمي ما لك أي لماذا تبكي يا رسول الله ؟
فقال (صلّى الله عليه وآله): أتاني جبريل (عليه الصلاة والسلام) فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا (يعني الحسين) فقلت: هذا؟ فقال: نعم، وآتاني بتربة حمراء(2).
س: ما المقصود من التمثيل أو التشبيه وهل هو حرام؟
إن الهدف من التمثيل هو لإبراز صفة أو حالة معينة بأسلوب مؤثر على أساس دخول التشبيه تحت عنوان البكاء أو التباكي ولا يعد حراماً كما ورد عن أبي حمزة الثمالي عن الإمام الباقر (عليه السلام) وما بينه المحقق النائيني والشهرة الفتوائية وهي عدم الإشكال في التشبيهات والتمثيلات التي اتخذتها الشيعة الإمامية في إقامة العزاء والبكاء (3)
الهوامش
1 ـ حديث غدير خم في صحيح مسلم/ ج4، كتاب الفضائل.
2 ـ علق الحاكم على هذا الحدث بقوله صحيح على شرط الشيخين. صحيح البخاري باب البكاء على الجنائز ومثله في الكامل، ج2.
3 ـ راجع كتاب الشعائر الحسينية لآية الله السيد حسن الشيرازي (قدس).
منقــول من الإيميـل
التعديل الأخير تم بواسطة عبد محمد ; 19-12-2009 الساعة 12:31 AM.
سبب آخر: تعديل الموضوع
معلومات مفيدة بارك الله فيك أختي أسيرة المنتظر عجّل الله فرجه الشريف
واَضيف س.ج جديدة لمن يشتكون كثرة الانتقاد للشعائر الحسينية :
س: لماذا هذا الهجوم الشرس على الشعائر الحسينية ؟
ج:
الشعائر الحسينية تحيي أمر الحسين كلّ عام .... ربّما الأمر حيّ لا يموت لدى البعض .... لكن الكثيرين لا يعلمون شيئا عن الحسين ... فالشعائر الحسينية تلفت الأنظار الى أعظم مصاب ... فيبحث من أراد الله به خيرا ليعرف عن الحسين .. و من عرف الحسين عرف يزيد ... و من عرف يزيد عرف معاوية و من عرف معاوية عرف عائشة و عرف عثمان و عرف عمر و عرف أبو بكر .... و هذا ما يقوّض عقيدة الباطل و يقضّ مضاجع الظالمين الضالين المضلِّين
فلعنة الله على أوّل ظالم لمحمد و آل محمد و آخر تابع لهم على ظلمهم
الشعائر الحسينية دلالاتها كثيرة جدا و عميقة جدا لهذا يعملون بجد للطعن فيها ...