دائماً وأبداً يستغل الجاهلون العلماء والفاشلون الناجحون وكأنما هذه القاعدة (قاعدة الاستغلال) أمر مسلم به لدى السياسيين في السابق واللاحق، فكانت بمثابة شعار للمأمون العباسي ليستفاد من شعبية العلويين وبخاصة ألإمام الرضا عليه السلام. فهو الإمام المفترض الطاعة وإليه تشد الرحال وتهدأ النفوس ففرض على إمامنا الرضا عليه السلام قبول منصب سياسي رفيع المستوى ألا وهو ولاية العهد إلا أن الإمام عليه السلام استغل غباء المأمون بدل أن يستغل المأمون شعبية الإمام.
العالم الحكيم والسياسي البارع أبو الحسن الرضا
ماذا عمل الرضا أيام إمامته
أنه جلس في مسجد جده النبي صلى الله عليه واله وسلم وهو ينشر العلم ويدلي بفضائل أمير المؤمنين علي عليه السلام ويوضح الخطوط العريضة للمذهب الشيعي انطلاقا من القرآن الكريم.
إذن يمكن القول أن الإمام الرضا استخدم أهم سلاحين:
الأول: السلاح السياسي القائم على الأسس الشرعية القرآنية.
الثاني: السلاح العلمي لصيانة المجتمع من التخلف والجاهلية العمياء.
عند ذلك أدرك المأمون العباسي خطورة الإمام الرضا عليه السلام وشعر أن الإمام الرضا يتحرك بشكل يهدد سلطانه وقد ينهي حكمه فيما ترك الإمام الرضا في مثل هذه الحرية.
فضائله:
عن الكاظم عليه السلام: «من زار قبر ولدي علي كان عند الله كسبعين حجة مبرورة» وعن الرضا نفسه قال: «من زارني على بعد داري ومزاري أتيته يوم القيامة في ثلاث مواطن حتى أخلصه من أهوالها إذا تطايرت الكتب يميناً وشمالاً، وعند الصراط، وعند الميزان».
من معاجز الإمام الرضا عليه السلام:
جاء أحد الواقفية يوماً إلى الإمام الرضا ومعه مجموعة من الأسئلة في صحيفة وقال في نفسه إن عرف الإمام الرضا هذه المسائل فهو ولي الأمر، فلمّا أتى الباب وقف عنده لشدة الازدحام فخرج إليه الخادم وبيده رقعة فيها جواب مسائله بخط الإمام الرضا عليه السلام وقال له أين صحيفة الأسئلة؟ فأخرجها فقال له الخادم: يقول لك ولي الله (هذا جواب ما فيه) فأخذه ومضى وتعجب وآمن بالإمام وأقر بإمامته عليه السلام.
استشهاد الإمام الرضا عليه السلام
كان المأمون قد قرب وتعلم من أبيه هارون كيفية التخلص من المناوئين له فاستخدم نفس تلك الطريقة إذ دس السم في بعض الأكل وأمر الإمام الرضا أن يأكل منه فأكل منه الإمام فسرى في جميع جسمه الطاهر حتى ضعف بدنه الطاهر وأغمي عليه عدة مرات إلى أن استشهد عليه السلام وقامت الصيحة في طوس وهرع الناس إلى بيت الإمام الرضا عليه السلام ونقم الناس من المأمون العباسي.
وكان الإمام قد أوصى قبل وفاته بمحل دفنه وقد عينه لبعض أصحابه وأخبرهم أن قبره محفور مهيأ من قبل الله تعالى لأنه من بقاع الجنة وبالفعل فقد وجد قبره هكذا وتم دفنه في طوس.
وقد حضر أبنه الإمام الجواد عليه السلام من المدينة بطريق الأعجاز وتولى غسله وتكفينه.