روي أن النابغة الجعدي كان ممن فكر في الخلق أيام الجاهلية وأنكر الخمر والسكر، وهجر الأزلام، واجتنب الأوثان، وقال في الجاهلية كلمته التي أولها:
الحمْدُ للهِ لا شَرِيكَ لَهُ
مَنْ لَم يَقُلْها لِنَفسِهِ ظَلَمَا
وكان يقفو أثر دين إبراهيم الخليل ع والحنيفية، ويصوم ويستغفر، ولما بُعِث النبي صلى الله عليه واله وفد عليه، وأنشده قصيدته التي كان مطلعها:
خَلِيليَّ غُضَّا سَاعَةً وَتَهَجَّرَا
وَلومَا عَلى مَا أحدَثَ الدَّهرُ أو ذَرَا
فلما وصل إلى قوله:
بَلَغْنَا السَّما في مَجدِنَا وَسَنَائِنَا
وَإنَّا لَنَرجُو فَوقَ ذَلِكَ مَظهَرا
أتَيتُ رَسُولَ اللهِ إذْ جَاءَ بِالهُدَى
وَيَتلُو كِتاباً كَالمجرَّةِ نَيِّرَا
فقال له رسول الله صلى الله عليه واله: «أين يا أبا ليلى»؟ قال: إلى الجنة، قال صلى الله عليه واله: «أجل، إن شاء الله تعالى»، فلما فرغ من إنشادها، قال له النبي صلى الله عليه واله: «أجدت لا يفض الله فاك» مرتين بحار الأنوار: ج22 ص147 ح140
قيل: فلقد رئي وقد أتت عليه مائة سنة أو نحوها، وما انفض من فمه سن ولا انفلت، وأن أسنانه لكالبرد المنهل.فاين العلم الحديث وعنجهيته لكي يفسر لنا هذه المعجزة وفق مختبراته وبحوثه وليعتر فان عصر المعجزات لن ينتهي
وفي رواية نصر بن عاصم الليثي: أنه أنشد النبي صلى الله عليه واله من القصيدة قوله:
وَلا خَيرَ في حِلْمٍ إذا لم تَكُنْ لَهُ
بَوادِرُ تَحمِي صَفْوَهُ أنْ يُكدَّرَا
وَلا خَيرَ في جَهلٍ إذا لم يَكُنْ لَهُ
حَليمٌ إذا مَا أورَدَ الأمرَ أصدَرَا
فقال له النبي صلى الله عليه واله: «صدقت، لا يفض الله فاك»، فمكث بعد ذلك، كلما سقط له سن عادت أخرى بدلاً عنها(كتاب الغيبة للطوسي: ص119