كان معاوية عاقلاً دنيويًا ، ولكنه لم يستفد من عقله في الأمر الأعظم – وهو الآخرة– وإنما استفاد من عقله في الدنيا ، وكان يعرف مسبقـًا أنه لا يتمكن أن يقاوم أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، ولذلك جمع حوله شياطين قريش وعلى رأسهم عمرو بن العاص والذي كان يعرف الحق كما هو الحال في معاوية أيضًا ، ولذا عندما طلب معاوية من ابن العاص التعاون ضد أمير المؤمنين صلوات الله عليه، كان عمرو بن العاص يعرف أن معاوية على باطل وأن أمير المؤمنين على حق ، كما أن معاوية نفسه كان يعرف أنه على باطل وأن أمير المؤمنين على حق ، فطلب ابن العاص من معاوية إزاء هذا التعاون شيئـًا دنيويـًا ضخما ونتيجةً لذلك وهب معاوية مصر كجائزة أو كأجرة لعمرو ، أمـّا معاوية الذي لم يكن وفيًا مع الله تعالى ولا مع رسول الله صلى الله عليه وآله ولا مع أهل البيت عليهم الصلاة والسلام ولا مع المؤمنين والمؤمنات فمن الطبيعي ألا يكون وفيًا مع ابن العاص؛ لذا كان من المعروف عند الراسخين في العلوم السياسية مسبقـًا آنذاك أن معاوية سوف يسترجع مصر من ابن العاص بل ويسترجع كل أموال ابن العاص "المسروقة " فالسارق الأكبر "معاوية " يسمح مؤقتًا لغيره بالسرقة لأجل خطة دنيوية ولكن عندما الخطة تنصرم يسترجع السرقات من السرّاق لأنه السارق الأعظم ، فعندما انتهى ابن العاص من تقديم خدماته لمعاوية ، أراد معاوية أن يسترجع منه مصر فهدد ابن العاص معاوية بالقوة – لكونه يعرف أن معاوية إنسان دنيوي لا يعرف غير الدنيا والدنيا تنقسم إلى رغبة ورهبة وليس في يده رغبة في مستوى معاوية وإنما في يده رهبة يرهب بها معاوية – وكان التهديد ضمن قصيدة تسمى بالقصيدة الجلجلية لكون ابن العاص شاعرًا وإن كان مقلاً ولكنه كان شاعرًا مُجيدًا وفي هذه القصيدة يقول:
نصرناكَ من جهلنا يا ابن هند
على النبأ الأعظم الأفضلِ
فأين الحصى من نجوم السماء
وأين معاويةٌ من علي
ونتيجةً هلك عمرو بن العاص واسترجع معاوية مصر وصادر كل أموالهِ وتكهـّـن عمرو بن العاص نفسه بهذا الاسترجاع أو بهذه المصادرة قبل وفاته.
اللهم صلي على محمد وال محمد
كلاهم اشد مكرا وشيطنة من الاخر
استعملو دهائهم ومكرهم من اجل الدنيا
لذلك حصلو ع الدنيا وخسرو الاخرة هم ومن اتبعهم من الجاهلين
الا لعنة الله على كل المنافقين والماكرين
جزيل الشكر لك اخي الغالي للتوضيح
ينقل الموضوع الى القسم المناسب