عند حلول الأول من صفر دخلوا السبايا إلى دمشق وأقيمت المهرجانات والاحتفالات بذلك وأمروا بالدخول على يزيد(لعنة الله عليه)
وأظهر الطاغية الآثم فرحته الكبرى بإبادته لعترة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقد صفا له الملك، واستوسقت له الاُمور، وأخذ يهزّ أعطافه جذلاناً متمنّياً حضور القتلى من أهل بيته ببدر ليريهم كيف أخذ بثأرهم من النبيّ (صلّى الله عليه وآله) في ذرّيته، وراح يترنّم بأبيات ابن الزبعري قائلاً أمام الملأ بصوت يسمعه الجميع:
ولمّا سمعت العقيلة هذه الأبيات التي أظهر فيها التشفّي بقتل عترة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) انتقاماً منهم لقتلى بدر، وثبت كالأسد، فسحقت جبروته وطغيانه فكأنّها هي الحاكمة والمنتصرة والطاغية هو المخذول والمغلوب على أمره، وقد خطبت هذه الخطبة التي هي من متمّمات النهضة الحسينية، قالت (عليها السّلام):
(أَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلىَ مُحَمّدَ وآلِهِ أَجْمَعِيَن، صَدَقَ اللهُ كَذَلكَ يَقُولُ: (ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السؤى أن كذبوا بأيات الله وكانوا بها يَسْتَهْزِؤُونَ)، أَظَنَنْتَ - يَا يَزِيدُ- حَيْثُ أَخَذْتَ عَلَيْنَا أَقْطَارَ الأَرْضِ وَآفَاقَ السَّمَاءِ فَأَصْبَحْنَا نُسَاقُ كَمَا تُسَاقُ الإِمَاءِ - أَنَّ بِنَا عَلَى اللهِ هَوَاناً، وَبِكَ عَلَيْهِ كَرَامَةٍ!! وَأَنَّ ذَلِكَ لِعَظِيمَ خَطَرِكَ عِنْدَهُ!! فَشَمَخْتَ بِأَنْفِكَ وَنَظَرْتَ في عَطْفِكَ، جَذْلانَ مَسْرُوراً، حِينَ رَأَيْتَ الدُّنْيَا لَكَ مُسْتَوْسِقَةً، وَالأُمُورَ مُتَّسِقَةً، وَحِينَ صَفَا لَكَ مُلْكُنَا وسُلْطَاننَا، فَمَهلاً، أَنَسِيتَ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: (ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثماً ولهم عذاب مهين).
وسلمت أخواتي الفاضلات على ردودكم والتي أطلب من كل أخواتي المؤمنات ليس فقط المواليات لأهل البيت بل كل المسلمات المؤمنات أن يتخذن الحوراء زينب(ع) قدوة وشعار وأن يكونونَّ زينبيات في القول والفعل والعمل لأن سيدتي ومولاتي بطلة كربلاء أعطت الدروس تلو الدروس في كيفية أن تكون المرأة المؤمنة في الإسلام وفي الصبر وفي كل القيم السامية التي رفعتها مع أخيها الحسين(ع) في واقعة الطف.
فسلامٌ عليك يا سيدتي ومولاتي أم المصائب يوم ولدت ويوم توفيت ويوم تبعثين حيه .
والسلام على جدك وأبيك وأمك وأخويك الحسن والحسين والعباس كفيلك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اللهم صلّ على محمد و آل محمد و عجّل فرجهم و العن اعداءهم
بارك الله فيك أخي الكريم ... السيّدة زينب عليها السلام ... زين أبيها ... قد أخذت عفّة و طهارة و خُلق البتول سلام الله عليها ... كما أخذت فصاحة و قوة و شجاعة و بيان أمير المؤمنين عليه السلام ...
خطبتها هذه أجدها من أروع ما قيل في مواقف قاسية كالتي مرّت عليها ... تؤثّر بي و بكل من أسمعته ايّاها ... و أحاول بين الفينة و الأخرى أن أعيد الاستماع لها ... و لا أملّ من هذا التكرار ... ففي كلّ مرة تعيش معها مرارة شعورها ...
فسلام الله عليك سيدتي و مولاتي يا عقيلة بني هاشم ... و لعن الله من ظلمك و آذاك
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
بورك هذا القلم الموالي .. وحفظكم المولى
نسأل الله و ندعوه بالاجر و الثواب لكم و رفعة المقام و قضاء الحوائج
وبورك فيكم أخواتي الفاضلات ونحن دائماً وعلى طول حياتنا ومماتنا حسينيون فكراُ وعملاً والحوراء زينب(ع) كانت أحد أعمدة الثورة التي بفضلها وبفضل أخويها(ع) وبفضل شهداء الطف بقت ثورة الحسين متألقة ومتجددة على مدى التاريخ.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.