احتجاج الرضا عليه السلام على أهل الكتاب والمجوس ورئيس الصابئين وغيرهم.
بتاريخ : 06-02-2010 الساعة : 10:09 AM
احتجاج الرضا عليه السلام على أهل الكتاب والمجوس ورئيس الصابئين وغيرهم.
روي عن الحسن بن محمد النوفلي أنه قال: لما قدم علي بن موسى الرضا صلوات الله عليه على المأمون، أمر الفضل بن سهل أن يجمع له أصحاب المقالات، مثل:
الجاثليق، ورأس الجالوت، ورؤساء الصابئين، والهربذ الأكبر، وأصحاب زردشت ونسطاس الرومي، والمتكلمين، ليسمع كلامه وكلامهم، فجمعهم الفضل بن سهل،
أعلم المأمون باجتماعهم فقال:
أدخلهم علي ففعل، فرحب بهم المأمون ثم قال لهم:
إنما جمعتكم لخير، وأحببت أن تناظروا ابن عمي هذا المدني القادم علي، فإذا كان بكرة فاغدوا علي ولا يتخلف منكم أحد.
فقالوا: السمع والطاعة يا أمير المؤمنين، نحن مبكرون إن شاء الله.
قال الحسن بن محمد النوفلي: فبينا نحن في حديث لنا عند أبي الحسن الرضا عليه السلام إذ دخل علينا ياسر الخادم - وكان يتولى أمر أبي الحسن - عليه السلام -
فقال: يا سيدي أن أمير المؤمنين يقرؤك السلام ويقول: فداك أخوك، أنه اجتمع إلينا أصحاب المقالات، وأهل الأديان، والمتكلمون من جميع أهل الملل فرأيك في البكور علينا إن أحببت كلامهم، وإن كرهت ذلك فلا تتجشم، وإن أحببت أن نصير إليك خف ذلك علينا.
فقال أبو الحسن عليه السلام: أبلغه السلام وقل: قد علمت ما أردت، وأنا صائر إليك بكرة إن شاء الله.
قال الحسن بن محمد النوفلي: فلما مضى ياسر التفت إلينا ثم قال لي: يا نوفلي أنت عراقي ورقة العراقي غير غليظة، فما عندك في جمع ابن عمي علينا أهل الشرك وأصحاب المقالات؟
فقلت: جعلت فداك يريد الامتحان، ويحب أن يعرف ما عندك، ولقد بنى على أساس غير وثيق البنيان، وبئس والله ما بنى.
فقال لي: وما بناؤه في هذا الباب؟
قلت: إن أصحاب الكلام والبدع خلاف العلماء، وذلك: أن العالم لا ينكر غير المنكر، وأصحاب المقالات والمتكلمون وأهل الشرك أصحاب إنكار ومباهتة إن احتججت عليهم بأن الله واحد قالوا: صحح وحدانيته، وإن قلت: أن محمدا صلى الله عليه وآله رسول، قالوا: ثبت رسالته، ثم يباهتون الرجل - وهو مبطل عليهم بحجته - ويغالطونه حتى يترك قوله، فاحذرهم جعلت فداك!
قال: فتبسم ثم قال لي: يا نوفلي أتخاف أن يقطعوا علي حجتي؟!
قلت: لا. والله ما خفته عليك قط، وأني لأرجو أن يظفرك الله بهم إن شاء الله.
فقال لي: يا نوفلي أتحب أن تعلم متى يندم المأمون؟
قلت: نعم.
قال: إذا سمع احتجاجي على أهل التوراة بتوراتهم، وعلى أهل الإنجيل بإنجيلهم، وعلى أهل الزبور بزبورهم، وعلى الصابئين بعبرانيتهم، وعلى الهرابذة بفارسيتهم، وعلى أهل الروم بروميتهم، وعلى أهل المقالات بلغاتهم، فإذا قطعت كل صنف، ودحضت حجته، وترك مقالته، ورجع إلى قولي، علم المأمون أن الذي هو بسبيله ليس بمستحق له، فعند ذلك تكون الندامة منه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
فلما أصبحنا أتانا الفضل بن سهل فقال له:
جعلت فداك أن ابن عمك ينتظرك، اجتمع القوم فما رأيك في إتيانه؟
فقال له الرضا عليه السلام: تقدمني فإني صائر إلى ناحيتكم إن شاء الله، ثم توضأ وضوء الصلاة، وشرب شربة سويق وسقانا، ثم خرج وخرجنا معه، حتى دخل على المأمون، وإذا المجلس غاص بأهله، ومحمد بن جعفر في جماعة الطالبيين والهاشميين والقواد حضور.
فلما دخل الرضا عليه السلام قام المأمون وقام محمد بن جعفر وجمع بني هاشم، فما زالوا وقوفا والرضا عليه السلام جالس مع المأمون حتى أمرهم بالجلوس، فجلسوا فلم يزل المأمون مقبلا عليه يحدثه ساعة، ثم التفت إلى الجاثليق فقال:
يا جاثليق! هذا ابن عمي علي بن موسى بن جعفر وهو: من ولد فاطمة بنت نبينا صلى الله عليه وآله، وابن علي بن أبي طالب عليه السلام، فأحب أن تكلمه وتحاجه وتنصفه.
فقال الجاثليق: يا أمير المؤمنين كيف أحاج رجلا يحاج علي بكتاب أنا منكره، ونبي لا أؤمن به؟
فقال الرضا عليه السلام يا نصراني فإن احتججت عليك بإنجيلك أتقر به؟
قال الجاثليق: وهل أقدر على دفع ما نطق به الإنجيل، نعم والله أقر به على رغم أنفي.
فقال له الرضا عليه السلام: سل عما بدا لك واسمع الجواب.
قال الجاثليق: ما تقول في نبوة عيسى وكتابه هل تنكر منهما شيئا؟
قال الرضا عليه السلام: أنا مقر بنبوة عيسى وكتابه، وما بشر به أمته، وأقرت به الحواريون، وكافر بنبوة كل عيسى لم يقر بنبوة محمد وكتابه، ولم يبشر به أمته!
قال الجاثليق: أليس إنما تقطع الأحكام بشاهدي عدل؟
قال: بلى.
قال: فأقم شاهدين من غير أهل ملتك على نبوة محمد، ممن لا تنكره النصرانية وسلنا مثل ذلك من غير أهل ملتنا.
قال الرضا عليه السلام: الآن جئت بالنصفة يا نصراني! ألا تقبل مني العدل والمقدم عند المسيح عيسى بن مريم عليه السلام؟
قال الجاثليق: ومن هذا العدل سمه لي؟
قال: ما تقول في (يوحنا) الديلمي؟
قال: بخ بخ ذكرت أحب الناس إلى المسيح.
قال: أقسمت عليك هل نطق الإنجيل أن يوحنا قال: أن المسيح أخبرني بدين محمد العربي وبشرني به أنه يكون من بعدي، فبشرت به الحواريين فآمنوا به؟
قال الجاثليق: قد ذكر ذلك يوحنا عن المسيح، وبشر بنبوة رجل وأهل بيته ووصيه وأهل بيته، ولم يلخص متى يكون ذلك، ولم يسم لنا القوم فنعرفهم.
قال الرضا عليه السلام: فإن جئناك بمن يقرأ الإنجيل فتلا عليك ذكر محمد وأهل بيته وأمته أتؤمن به؟
قال: أمر سديد.
قال الرضا لفسطاس الرومي: كيف يكون حفظك للسفر الثالث من الإنجيل؟
قال: ما أحفظني له، ثم التفت إلى رأس الجالوت فقال عليه السلام: ألست تقرأ الإنجيل؟
قال: بلى لعمري.
قال: فخذ علي السفر الثالث، فإن كان فيه ذكر محمد وأهل بيته وأمته فاشهدوا لي، وإن لم يكن فيه ذكره فلا تشهدوا لي! ثم قرأ السفر الثالث حتى بلغ ذكر النبي صلى الله عليه وآله وقف ثم قال:
يا نصراني أني أسألك بحق المسيح وأمه أتعلم أني عالم بالإنجيل؟
قال: نعم. ثم تلا علينا ذكر محمد وأهل بيته وأمته، ثم قال:
ما تقول يا نصراني؟ هذا قول عيسى بن مريم، فإن كذبت ما نطق به الإنجيل فقد كذبت موسى وعيسى عليهما السلام، ومتى أنكرت هذا الذكر وجب عليك القتل، لأنك تكون قد كفرت بربك ونبيك وبكتابك.
قال الجاثليق: لا أنكر ما قد بان لي من الإنجيل، وأني لمقر به.
قال الرضا عليه السلام: إشهدوا على إقراره! ثم قال:
يا جاثليق سل عما بدا لك!
قال الجاثليق: أخبرني عن حواري عيسى بن مريم، كم كان عدتهم، وعن علماء الإنجيل كم كانوا؟
قال الرضا عليه السلام: على الخبير سقطت. أما الحواريون فكانوا اثني عشر رجلا، وكان أفضلهم وأعلمهم (لوقا) وأما علماء النصارى فكانوا ثلاثة رجال (يوحنا) الأكبر - ياحي - و (يوحنا) بقرقيسيا و (يوحنا) الديلمي بزخار وعنده كان ذكر النبي صلى الله عليه وآله، وذكر أهل بيته، وهو الذي بشر أمة عيسى وبني إسرائيل به. ثم قال:
يا نصراني والله إنا لنؤمن بعيسى الذي آمن بمحمد صلى الله عليه وآله. وما ننقم على عيسى شيئا إلا ضعفه وقلة صيامه وصلاته.
قال الجاثليق: أفسدت والله علمك، وضعفت أمرك، وما كنت ظننت إلا
أنك أعلم أهل الإسلام.
قال الرضا عليه السلام: وكيف ذلك؟!
قال الجاثليق: من قولك أن عيسى كان ضعيفا، قليل الصيام والصلاة، وما أفطر عيسى يوما قط، وما نام بليل قط، وما زال صائم الدهر قائم الليل.
قال الرضا عليه السلام: فلمن كان يصوم ويصلي؟
فخرس الجاثليق وانقطع
اللهم صلي على محمد وال محمد
احسنتم كثيرا اخي الغالي وفقكم الباري عز وجل يا رب العالمين
موضوع قمة الروعة ومفيد جدا للحوار مع المسيحيين
وانتضر التكملة لاني اعتقد هناك حوار مع البقية
الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون ولا يحصى نعمائه العادون ولا يؤدي حقه المجتهدون
وصلى الله على محمد وأل محمد الطيبين الطاهرين هم أهل الهدى وهم سبل النجاة والتقى
اللهم عجل لوليك الفرج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
..
تزين منتدى أهل البيت عليهم السلام بالسطور الوضائه
خاصة عمنا الجليل أبو مريم..
أطلاله من نور عمت الأرجاء بنورها..
عهدناك دوما مبدعا ..
بارك الله بكم على جميل الطرح
نتمنى ان لاتحرومونا من هذا الابداع
أهلا كبيرة بكم عمنا الجليل
وفقكم الله..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون ولا يحصى نعمائه العادون ولا يؤدي حقه المجتهدون
وصلى الله على محمد وأل محمد الطيبين الطاهرين هم أهل الهدى وهم سبل النجاة والتقى
اللهم عجل لوليك الفرج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
..
بارك الله بكم أبو مريم
واسعد الله ايامكم بالمجتبى روحي له الفدا
موفقين