|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 47699
|
الإنتساب : Jan 2010
|
المشاركات : 18
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الثقافي
كتاب الحسين بن علي الشهيد الخالد
بتاريخ : 01-06-2010 الساعة : 10:38 PM
الحسيــــــــــــــــن
ابن علي
الشهيد الخالد
تأليف
سرمد فاضل المهندس
المقدمة
هذه كلمات كتبتها على عجالة في شهر محرم الحرام سنة 1431 هـ.
اسأله سبحانه أن ينفع بها القارئ وان يقيل عثرات قلمي وان يتقبل مني هذا اليسير انه ارحم الراحمين .
سرمد فاضل المهندس
1431/محرم /28
2010/1/14
الساعة 9:58 مساءا
من هو الحسين ؟
توجد عده أجوبة لهذا السؤال منها :
أولا: ابن رسول الله فهو الحسين بن علي بن أبي طالب بن فاطمة بنت العظيم محمد "ص" . قال "ص" : " الحسن والحسين ولداي " .
الثاني: الحسين هو الإمام الثالث في سلسلة الأئمة ومن نسله أئمة تسعه . قال "ص" : " الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا " .
الثالث : الحسين هو " ضمير الأديان ولولاه لاندرست كل الأديان السماوية .. فلو لم يقم الحسين بثورته لما تبقى شيء من التوحيد .." مفكر مسيحي
الرابع : صرخة الشعوب المظلومة .
الخامس : الحسين - بغض النظر عن كونه إمام- أفضل أهل زمانه فهو العالم العابد والمجاهد وذو المكانة الاجتماعية الرفيعة .
قتلة الحسين
تذكر كتب التاريخ أن الحسين "ع" قتل بأمر من الخليفة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان فهو أي يزيد كان في ذلك الوقت رئيسا للدولة بالوراثة وليس بالشورى وقد تحركت بأمر من واليه بن زياد بن مرجانه القطعات العسكرية الهائلة التي كانت وضيفتها حماية امن واستقرار الدولة إلى العراق وقتلت سبط رسول الله "ص" في كربلاء .
قرأت في بعض كتابات الوهابيين محاولات لتبرئة يزيد من دماء الحسين وذلك بإحالة أمر مقتله إلى عبيد الله بن زياد بن أبيه الذي كان واليا على الكوفة, ولنا أن ندون على هذه التبرئة بعض الملاحظات الصغيرة منها : كيف يمكن لهذه القطعات العسكرية الكبيرة أن تتحرك بدون أمر من الخليفة ؟ فهل يعقل أن تكون لوالي الكوفة هذه الصلاحيات في تحريك هذا العدد من قوات الجيش ؟ ومنها إن الحسين بن علي لم يكن شخصيه عاديه وهذا متسالم عليه إذ أن له من الثقل الاجتماعي الشيء الكثير , فهل يتصور أن تخرج القوات المسلحة لقتال هكذا شخصيه بدون إعلام الخليفة أو بدون اخذ رأيه ؟ ومنها لو تنزلنا وقبلنا ان بن زياد هو من قتل الحسين ويزيد الخليفة الوديع لم يكن يعلم بذلك فهل كان تصرف بن زياد صحيحا ؟ من المؤكد انه كان خطا فادحا , فيا ترى ماذا فعل يزيد لواليه على الكوفة بعد ارتكابه هكذا مذبحه تغضب رب العزة والجلال وتؤجج عواطف الناس وتجعلهم يغضبون على الحكومة ؟ إن يزيد لم يفعل لواليه أي شيء , فلماذا ؟
أنصار يزيد في القرن العشرين
سئل احد خطباء المنبر الحسيني عن سبب إيداعه السجن فقال : إن احد الجلاوزة قدم تقرير (إلى السلطة) ضدي لأنه وجدني أقيم العزاء للإمام الحسين في بيت متواضع في كربلاء وحينما بادرني مدير المخابرات في المدينة بالسؤال :ما الذي كنت تفعل في ذلك البيت ؟ قلت : كنت اقرأ التعزية على الإمام الحسين "ع" , قال : أنت دجال قلت: لماذا؟ قال: لأنك تدجل على الناس فوق المنبر قلت : لا اذكر إلا ما جرى على أبي عبد الله الحسين "ع " قال: وذلك بالضبط ما اعنيه .
ثم سألني قائلا : ألا تقول على المنبر إن يزيد بن معاوية هو الذي قتل الحسين؟ قلت : نعم , أقول ذلك , قال : هذا عين الدجل لان يزيد كان في الشام والحسين قتل في كربلاء وأنت تتهم بريئا بجريمة لم يرتكبها قلت: له ان نسبه الفعل إلى الأشخاص يختلف من أمر لأمر فأنت تقول إن فلانا بنا بيتا مع انه لم يباشر البناء إنما أعطى المال والأرض فهو صاحب المال وصاحب الأرض ولكن يقال فلان بنا بيتا ويمكن نسبته إلى المهندس أو العمال قال: هذا الأمر مختلف قلت : جيد هل في نظرك آن يزيد كان رجلا صالحا قال: طبعا قلت: لماذا ؟ قال: لأنه فتح للمسلمين بلادا في أفريقيا قلت : يزيد كان في الشام كيف تنسب إليه فعلا في أفريقيا ؟ فغضب مدير المخابرات من ردي عليه وأمر بسجني عشر سنوات (1).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
(1) لكي لا يقوم طاغوت جديد السيد هادي المدرسي بتصرف قليل .
المصلحة في خروج الحسين
" لم يكن في خروج الحسين أي مصلحه وقد نصحه الصحابة بعدم الخروج " هكذا يقول صاحب كتاب منهاج السنة النبوية ولا اعرف من أي المنطلقات ينطلق صاحب المنهاج في تفكيره المأساوي هذا . إن الحسين "ع" كما ذكرنا سابقا لم يكن شخصيه عاديه بل كان عالما عابدا تغذى من محمد العظيم وبطل الإسلام الخالد على بن أبي طالب أولا يستطيع هكذا شخص أن يحدد المصلحة والمفسدة ؟ الم تعرض عليه العروض للمصالحة والمهادنة ؟ الم يطلب منه ترك النساء والأطفال في المدينة ؟ لماذا رفض كل ذلك واختار الخروج ؟
ثم من يكون الناصحون قياسا بالحسين والصحابة الذين كانوا معه في المعركة؟
لقد فات صاحب النص السابق وجود صحابه لرسول الله "ص" في جيش الحسين استشهدوا بين يديه عليه السلام في واقعه ألطف ولكن المشكلة ليست هنا بل إن ابن تيميه صاحب كتاب منهاج السنة انف الذكر يرى أن يزيد حفيد أبو سفيان هو الحاكم المفترض الطاعة وكان على الحسين بن رسول الإسلام مبايعته والرضوخ تحت وطأة سياساته لذلك تجده يثير مثل هذه الأمور للدفاع عن فكره الرضوخ للحاكم وان كان فاسقا ظالما للناس ..
خلافة يزيد
يشكل الخط الوهابي المعوج على ما يقوله الشيعة من أن الخلافة بعد رسول الله كانت لعلي بالنص ويقولون: بان رسول رب العزة والجلال ترك الأمر بعده شورى للمسلمين وهذا مبنى مدرسه الصحابة أيضا ولنا أن نقول في نقاش هذا الرأي: إذا كان رسول الله "ص" ترك الأمر بعده شورى فلماذا لم يلتزم المسلمين بما فعله "ص" ؟ أي لماذا لم تطبق الشورى في نظام الحكم الإسلامي؟ وإلا فهل انتخب الناس أو تشاوروا ثم اختاروا الخليفة عمر بن الخطاب ؟ ثم لماذا خالف عمر سنه الرسول في الشورى وعين الستة فقط ليختاروا من بينهم زعيما للمسلمين ؟ ومن الذي نصب معاوية (خال المؤمنين كما يسميه البعض ) خليفة في الشام ؟ ومن الذي اجلس يزيد على العرش بعد أبيه معاوية ؟ وكيف توارث بنو أميه وبنو العباس الخلافة ؟
ما من شك أن الجميع خالفوا مبدأ الشورى – الذي تقولون به – ثم اوليس من يخالف رسول الله في أمر عظيم كهذا يعد عاصيا لله ولرسوله فكيف يحق للعصاة حكم المسلمين والجلوس على كرسي الخلافة ؟ ولماذا يلتزم المسلمين بطاعة حكام أو خلفاء جلسوا على سده الحكم بطرق غير شرعيه أي مخالفه لمبدأ الشورى ؟
فضائل يزيد
اخرج البخاري في صحيحة أن النبي "ص" قال :" أول جيش من أمتي يغزون مدينه قيصر مغفور لهم " وقد فسر هذا الجيش بأنه جيش بعثه معاوية إلى بلاد الروم وكان يزيد أميرا عليه ..
وإنما أتوا بمثل هذا التفسير لأنهم فتشوا فلم يجدوا شيئا مشرفا لرجل يعتبرونه خليفة للمسلمين فحرروا صك الغفران هذا الذي نقله الشيخ البخاري باسم يزيد ولكن هيهات ..
فالأسد أسد وان كلت مخالبه والكلب كلب ولو طوقته ذهبا
والحر حر وان جار الزمان به ـــ والعبد عبد وان علت به الرتبا
نعم اكتب الفضائل المزعومة ليزيد ولكم مني البشرى فكتاباتكم لم ولن تنطلي على الواعين الذين لا يرون يزيد بأفضل مما يراه الشاعر في شطره الثاني من البيتين ..
وللنقاش الموضوعي سأذكر ما قاله صاحب كتاب " عمده القارئ " حول آمره يزيد على ذلك الجيش , وصاحب الكتاب هو " أبو محمد محمود بن احمد العيني " رجل من أبناء السنة , قال في ج 14 ص198 "... وذكر_ الكرماني _ أن يزيد بن معاوية كان غزا بلاد الروم حتى بلغ القسطنطينية , ومعه جماعه من سادات الصحابة منهم : بن عمر وبن عباس ... وقال صاحب كتاب (المرآة) : و الأصح أن يزيد بن معاوية غزا القسطنطينية في سنه اثنين وخمسين وقيل : سير معاوية جيشا كثيفا مع سفيان بن عوف إلى القسطنطينية فأوغلوا في بلاد الروم وكان في ذلك الجيش بن عباس وبن عمر وابن الزبير وأبو أيوب ... قلت: الأظهر أن هؤلاء السادة من الصحابة كانوا مع سفيان هذا ولم يكونوا مع يزيد لأنه لم يكن أهلا أن يكون هؤلاء السادات في خدمته ... وقال المهلب : في هذا الحديث منقبة لمعاوية لأنه أول من غزا البحر ومنقبة لولده يزيد لأنه أول من غزا مدينه قيصر . انتهى . قلت : أي منقبة كانت ليزيد وحاله مشهور ؟ قان قلت: قال: صلى الله عليه (واله) وسلم في حق هذا الجيش مغفور لهم قلت: لا يلزم من دخوله في ذلك العموم أن لا يخرج بدليل خاص إذ لا يختلف أهل العلم أن قوله صلى الله عليه (واله) وسلم مغفور لهم مشروط بان يكونوا من أهل المغفرة حتى لو ارتد واحد ممن غزاها بعد ذلك لم يدخل في ذلك العموم فدل إن المراد مغفور لمن وجد شرط المغفرة لمن فيه منهم .."
واقعنا محتاج إلى الأكبر والقاسم
لو قرأت ألطف عند الخط الأخر لوجدت أنها من الوقائع التاريخية العادية جدا حتى انك ستسمع صدى معركة بدر واحد ( التي فر فيها المسلمين) وزمجرة سيوف معارك خالد وصلاح الدين أكثر من صدا معركة ألطف وزمجرة سيوفها ولا أريد أن أرهقك بالبحث في المصادر التاريخية لان بإمكانك اكتشاف ذلك من مناهج الدراسة في الدول العربية التي سيطروا عليها ..
لماذا يا ترى لا يوجد فيها شيء للطف ؟ ولماذا يستبعدون العباس والأكبر والقاسم من المناهج الدراسية ؟
بربك أيهما أفضل للطالب الاقتداء بسعد بن أبي وقاص الكهل وخالد بن الوليد أم الاقتداء بالقاسم الذي يحمل الخلق النبوي ؟
لنترك التاريخ ونناقش الأمر من زاوية أخرى , هل يستطيع ابن (11) أو(15) سنه الاقتداء بكهل متآكل كسعد بن أبي وقاص أو بسفاح كخالد بن الوليد؟ لماذا لا نطرح أنموذج القاسم أو الأكبر الذين كانت أعمارهما مقاربه لم ندرس لهم التاريخ ليكون الاقتداء بهما سهلا على الطالب فيتعلم الإخلاص والشجاعة و...الخ
ولكن ليت شعري متى يفهم الحقد الصحراوي هذه الأمور فيطرح أسماء هؤلاء الأبطال في الكتب المنهجية ؟ ومتى يعي أن الأكبر أشبه الناس بمحمد العظيم خلقا وخلقا ومنطقا ؟
قال تعالى " بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون "
وثيقة بريطانيه ..السماء تمطر دم !!!
من الأمور التي تؤكد أن معركة ألطف لم تكن من الوقائع العادية كما يحاول البعض تصويرها تدليسا منهم على الناس حادثة المطر الدموي , فقد روى أصحاب التاريخ أن السماء مطرت دما عبيطا " دم خالص " عند مقتل الحسين وما رفع حجر إلا ووجد تحته دما واليك عزيزي القارئ ثلاثة أنواع من المصادر :
1-روايات من كتب الشيعة : ففي كتاب "كامل الزيارات"(1) ... عن الزهري قال : لما قتل الحسين أمطرت السماء دما . وجاء في خطبه السيدة الفاضلة زينب بنت علي في الكوفة(2)" أ فعجبتم أن مطرت السماء دما ولعذاب الآخرة أخزى وانتم لا تنصرون".
2-روايات من كتب السنة : وجاء في ترجمه الحسين لابن عساكر ما نصه :" لما أن قتل الحسين بن علي مطرت السماء دما فأصبحت وكل شيء لنا ملآن دما , وقال أبو سعيد :ما رفع حجر في الدنيا لما قتل الحسين إلا وتحته دم عبيط ولقد مطرت السماء دما بقي أثره مده في الثياب حتى تقطعت .
وقال سليم القاضي : لما قتل الحسين مطرنا دما ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
(1) كامل الزيارات لابن قولويه الحديث رقم (265).
(2) اللهوف في قتلى الطفوف للسيد بن طاووس .
(3) ترجمه الحسين لابن عساكر الحديث رقم (295).
(4) نظم درر السمطين للزرندي الحنفي .
3-الوثيقة البريطانية : ذكر صاحب كتاب "Anglo Saxon England " أن السماء مطرت دما في بريطانيا سنه (685) ميلادية وبتحويل بسيط نجد أن هذه السنة هي نفس السنة التي استشهد فيها الإمام أبو الأحرار يقول صاحب الكتاب المذكور تحت سنه (685) :
"bloody rain and milk butter were turned to blood there was in Britain a "
وهنا لابد للقاري من مراجعه الملحق رقم ( 1 ) لمعرفه اختلاف التحويل من الميلادي إلى الهجري .
دعوه الغرب للإسلام
نستطيع دعوه الغرب إلى الإسلام بطرح ثوره الحسين بالصورة الصحيحة وبما يتناسب مع الأجواء في تلك الدول, فالحسين "ع" من جانبه الإنساني ينجذب إليه حتى الملحد وهذا رأي احد المفكرين إذ يقول :" أنا اعتقد أن الغرب كله سيتبع الحسين إذا أحاط بثورته وعرف معانيها
السامية النبيلة" (1) وقد سمعنا كثيرا عن الكلمة التي قالها
غاندي :" تعلمت من الحسين أن أكون مظلوما فانتصر" فهل يا ترى كان غاندي مسلما ؟
ان الذكرى(2) السنوية لملحمة كربلاء لا ينبغي أن تمر مرورا عاديا صحيح أن ممارسه الشعائر في الحسينيات جعلت كل العلم يسمع عن الحسين وقصته ولكن ثمة تقصير من جانب المفكرين الإسلاميين كونهم لم يستوعبوا الرسالة ولم يتمثلوها جيدا ان عليهم ان يوصلوا هذه الثورة وصورتها الى مختلف البقاع فهناك أناس لا تستطيع عقولهم القاصرة تمثيل هذه الثورة بشكل صحيح .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
(1) أنطوان بارا في لقائه المنشور على المواقع الالكترونية.
(2) أنطوان بارا في لقائه المنشور على المواقع الالكترونية بتصرف .
موقع أنصار السنة الوهابي
يقول الوهابيون في إحدى مواقعهم على الانترنت أن هناك سؤال محير للشيعة وهو "ماذا قدم الحسين للإسلام(1) حتى يقال إن الإسلام حسيني البقاء ؟"(2)
ولهم الحق أن يقولوا هذا الكلام لان إبصارهم عميت منذ إتباعهم ابن تيميه اذ لا يتوقع من إتباع شيخ الإجرام ميل لأهل البيت أبدا ًفالدين الصحراوي (الوهابي) قد تجرد عن إنسانيته وأصبح لا يعرف العاطفة والمشاعر حتى استحالت قلوبهم إلى حجارة صماء وإلا مالهم يسمعون بقصه طفل رضيع ذبح بفظاعة أمام أبيه وشاب مؤمن قطع بالسيوف ولا تنزل لهم دمعه ألا يهزهم الموقف الإنساني اولهذا الحد أخذت الخشونة منهم مأخذا ؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
(1)من المفارقات المضحكة المبكية ان يسال المسلم عما قدمه الحسين للإسلام والمسيحي يقول " لو لم يقم الحسين بثورته لما تبقى شيء من التوحيد أساسا ".
(2) اسم الموقع : شبكه الدفاع عن السنة .
ولكي لا نطيل او نخرج عن الموضوع سنذكر نقطتين للإجابة على الإشكال :
الأولى : قال "ص" :" حسين مني وأنا من حسين "(1) فهل تساءل الوهابيون عن معنى " وان من حسين " ماذا قصد رسول الله بذلك ؟ وأي تفسير او تأويل سيطلقون كي يقنعوا العقلاء؟ والحمد لله ان هذا الحديث لا يمكنهم إنكاره فقد روته كتب السنة والشيعة
ثانيا : إن نص الكلمة هكذا " الإسلام بدؤه محمدي واستمراره حسيني " وهي كلمه صادقه وأنا شخصيا مقتنع بها واراها أفضل تفسير لقوله "ص": " وأنا من حسين " ولكن من قائل هذه الكلمة ؟ هل هم أهل البيت؟ ام علماء الشيعة ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)الأدب المفرد للبخاري رقم الحديث369 , مسند احمد ج4 , بحار الأنوار ج109.
على حسب اطلاعي لم تصدر هذه الكلمة عن أهل البيت ولا عن علماء الشيعة وإنما قالها المفكر المسيحي انطوان بارا في حق الحسين فهل تحتجون علينا بكلام قاله مفكر مسيحي منصف ؟؟
ألائمه عند ذكر الحسين
سأذكر بعض الروايات الواردة عن أئمة أهل البيت لتعرف عزيزي القاري كيف كانوا يبكون الحسين "صلوات الله عليه" , ولو دققت في أجواء الروايات ستجد الدعوة والتشجيع والحث على البكاء وإنشاد الشعر واضحة جدا .
لذا فلا أرى داعي أصلا للاستماع لما يشكله البعض علينا , فهذا جعفر بن محمد "ع" على سبيل المثال يقيم بنفسه مأتما للحسين فهل فيكم أيها المستشكلون مثل عالم ال محمد جعفر الصادق يحثنا على ترك البكاء والإنشاد ؟؟
الروايات
الأولى : "عن أبي هارون المكفوف قال: دخلت على أبي عبد الله عليه فقال: لي أنشدني فأنشدته فقال: لي لا كما تنشدون وكما ترثيه عند قبره(يقصد قبر الحسين) قال: فأنشدته :
امرر على جدث الحسين – فقل لأعظمه الزكية
قال: فلما بكى أمسكت أنا فقال: مر فمررت قال(أبو هارون): ثم قال(الصادق): زدني زدني (لا حظ الإمام الصادق يؤكد على أبي هارون بقوله: زدني زدني ) قال فأنشدته :
يا مريم قومي فاندبي مولاك – وعلى الحسين فاسعدي ببكاك
قال: فبكى وتهايج النساء قال: فلما ان سكتن قال: لي يا ابا هارون من انشد في الحسين فأبكى واحد فله الجنة ثم قال:من ذكره فبكى فله الجنة(1) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كامل الزيارات جعفر بن محمد بن قولويه ص210.
الثانية :عن أبي عماره المنشد عن أبي عبد الله قال: قال لي (الصادق): يا أبا عماره أنشدني في الحسين قال: فأنشدته فبكى ثم أنشدته فبكى ثم أنشدته فبكى قال (أبو عماره): فو الله مازلت انشده ويبكي حتى سمعت البكاء من الدار فقل لي : يا ابا عماره من انشد في الحسين شعرا فأبكى خمسين فله الجنة .., ومن انشد في الحسين شعرا فتباكى فله الجنة(1) .
الثالثة : قال الرضا "ع": ان المحرم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون فيه القتال فاستحلت فيه دمائنا وهتكت في حرمتنا وسبي فيه ذرا رينا ونساؤنا وأضرمت النيران في مضاربنا وانتهب ما فيه من ثقلنا ولم ترع لرسول الله "ص" حرمه في أمرنا ان يوم الحسين أقرح جفوننا وأسبل دموعنا وأذل عزيزنا بأرض كرب وبلاء اورثتنا فان
البكاء يحط الذنوب العظام ثم قال: كان أبي (صلوات الله عليه ) إذا دخل شهر المحرم لا يرى ضاحكا وكانت الكآبة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
(1)المصدر السابق ص209.
تغلب عليه حتى تمضي منه عشره أيام فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه ويقول: هو اليوم الذي قتل فيه الحسين (صلوات الله عليه) "(1).
الحسين في الفكر المسيحي
أنطوان بارا من المسيحيين الذين أصابهم وهج التشيع فسحروا بالرحمة المحمدية والبطولة العلوية والمظلومية الحسينية ولبارا هذا قصه ملخصها انه تردد في بعض زياراته على احد العلماء الربانيين وذكر في أثناء تلك الزيارات أن لديه ملاحظات حول الإمام الحسين "ع" بحكم عمله الصحفي فأشار عليه العالم بجمع ما لديه من ملاحظات وطباعتها في كتاب ..
وبعد فتره من اختمار فكره الكتاب في ذهن بارا باشر البحث والتنقيب فكانت خمس سنوات من الجهد المضني
أنتجت كتابه الشهير " الحسين في الفكر المسيحي" الذي
طلب العالم من بارا طبعه فورا بعد ان اطلع عليه , وهكذا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الامالي للشيخ الصدوق ص190.
طبع الكتاب في طبعته الأولى ثم طبع بعد ذلك مرات متعددة وبلغات مختلفة وإنما كان ذلك ببركه الكريم بن الكرماء "ع" .
يجيب(1) انطوان بارا عندما يسأل عن " المسيحية , الإسلام , التشيع " بقوله : ان " المسيحية مرحله من مراحل الدين الكلي الواحد جاءت بعد اليهودية وسبقت الإسلام هو الدين المتمم لكل الأديان ولان اليهودية كانت ديانة نظريه والمسيحية روحيه صرفه فقد جاء الإسلام ليكمل هذه النواقص ولكننا في النهاية مسلمون لأننا نسلم بالرب الواحد وبالتوراة والإنجيل والقران اما التشيع فهو أعلى درجات الحب الإلهي وهو طبيعي لكل من يحب أهل البيت"ع" من ذريه محمد وعلي "ع"وهو فخر للبشرية وكل شخص في هذا العالم مهما كانت ديانته فانه يمكن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انطوان بارا في لقائه المنشور على الانترنت .
أن يكون شيعيا لعظمه الاقتداء بال البيت"ع" وكي يحافظ على جماليات عقيدته " .
قال تعالى في كتابه العزيز :" ولتجدن أقربهم مودة للذين امنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا وانهم لا يستكبرون "(1).
الحسين في الإنجيل
" إني ذاهب الان – الكلام ليسوع "ع" – إلى الذي أرسلني وما من احد يسألني إلى أين تذهب ؟ غير إني أقول لكم الحق من الخير إن امضي فانه إن لم امض لا يأتيكم المؤيد أما إذا مضيت فأرسله إليكم ومتى جاء أخزى العالم على الخطيئة والبر والحكم(2) .
لقد فسر بعض المسيحيين كلمه المؤيد بالروح القدس ولكن المفكر المسيحي انطوان بارا يقول : لقد بحثت في
معنى كلمه المؤيد فلم أجدها تطابق المعنى الذي فسروها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المائدة 82 .
(2) راجع نص الإنجيل في نهاية الكتاب ملحق رقم (2).
به فصرفت نظري إلى احد التفسيرين : أما ان يكون المقصود بالمؤيد الرسول محمد"ص" أو الحسين "ع" وعندما بحثت أكثر أدركت ان المسيح لا يمكن ان يرسل نبيا مثله ولكنه قد يستطيع ان يرسل إلى البشرية شهيدا الأمر الذي يعني ان الحسين هو المقصود بهذه العبارة الواردة في الإنجيل حتما وقد ناقشت هذي الحقيقة بإسهاب في كتابي الحسين في الفكر المسيحي ويدعم انطوان بارا تفسيره هذا قائلا :اجتمعت منذ زمن مع احد البطارقة المسيحيين في لبنان فقال لي :منذ زمن طويل وأنا اسمع ان المسيح قد تنبأ بشهيد ولكنني لم اعرف من هو وعندما قرأت كتابك اقتنعت بهذه الفكرة التحليلية فالحسين الشهيد هو المقصود بلا شك " ويضيف بارا قائلا :" وهذه شهادة من عالم مسيحي متنور غير متعصب وهي تثبت تحليلي(1).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)انطوان بارا في لقائه المنشور في مواقع الانترنت.
رسالة من الــ (e-mail)
هذه رسالة وردت إلى بريدي الالكتروني من شبكه يا مهدي في شهر محرم الحرام لسنه 1431 هـ ارتأيت ذكرها كما وردت بدون أي تغيير او تعليق لكي تتم الفائدة ..
الكاتبة ليزي هازلتون .....ما بعد النبي
"هناك حيث تبدو تلك البقعة ذات أعرق تاريخ في العالم و كأنها بلا تاريخ, ذلك أن الماضي هو الحاضر و وقتئذٍ هو الآن و لهذا هذه القصة لها هذه القوة ... التفاصيل الدقيقة تسقط أهميتها أمام حدث بهذا العمق و الضخامة"
في السابع عشر من سبتمبر لهذا العام 2009 إستضافت قاعة مدينة سياتل الأمريكية للحياة المدنية[1] صاحبة الكلمات أعلاه الكاتبة "ليزلي هازلتون" في أول قراءة عامة لها[2] لكتابها الجديد "ما بعد النبي: ملحمة الإنقسام بين الشيعة و السنة في الإسلام"[3] لمناقشة أفكاره في سبيل محاولة فهم الوضع العراقي و الإسلامي بشكل عام[4].
* الكاتبة
ليزلي هازلتون ذات الخلفية اليهودية من مواليد إنجلترا, نالت درجة البكالريوس في علم النفس من جامعة مانشستر الإنجليزية و الماجستير في نفس التخصص من الجامعة العبرية في القدس المحتلة. تخصصت في مجال تقاطع الدين مع السياسة. عملت مراسلة لمجلة الـ Time من فلسطين المحتلة و بعدها ككاتبة متخصصة في شؤون الشرق الأوسط لكثير من المنشورات مثلThe New York Times, Harper’s, The Nation و غيرها قبل أن تستقر قبل خمسة عشر عاما في أمريكا و تنال جنسيتها. ألفت أكثر من أحد عشر كتابا و عملت كمحاضرة في بعض الجامعات الأمريكية منها جامعة واشنطن بسياتل و جامعة بنسلفانيا الحكومية و جامعة باسيفيك لوثرن[5]. من أشهر أقوالها "الخطورة تكمن في التفكير أحادي الأبعاد".
* كتاب "مابعد النبي: ملحمة الإنقسام بين الشيعة و السنة في الإسلام": عاشوراء و المتضادات!! [6]
في كتابها الأخير "مابعد النبي" و الذي يعد محاولة لتنوير العقل الغربي بالقضايا و الأفكار الأساسية التي تؤثر في حياة المسلمين, أعطت هزلتون جزاءً كبيراً من كتابها لقضية عاشوراء كحدث مفصلي تاريخي في التاريخ الإسلامي. تنبع مفصلية أحداث وقيم عاشوراء وفقا للكاتبة في أنها تتعدى كونها تاريخا قديما و إنما أحداث تُعاش في الحاضر و تُؤثر في الحياة اليومية لشريحة كبيرة من الناس, و مما قالته هو الإقتباس العميق الذي بدأ به المقال و الذي يتحدث عن العراق. فكأنما العراق ذا التاريخ الأعرق في العالم بلا تاريخ و ذلك لأن التاريخ بقيمه و معانيه يتجسّد حيّا حاليّا من خلال عاشوراء. هذا العامل هو ما يعطي قصة عاشوراء عمقا و قوة في المعنى, فعاشوراء أكبر من كونها قصة تُحكى, إنما أحداث تُعاش. يُلاحظ محاولة الكاتبة لتوصيل القيم و الأحاسيس العميقة مخترقة الإختلافات الثقافية و الدينية بين العالمين الإسلامي و الغربي, فلقد حاولت أكثر من مرّه توضيح التشابه بين قصة عيسى و قصة الحُسين عليهما السلام[7] لنقل المعاني الإنسانية التي يراها الشيعة في قصة الحُسين عليه السلام.
يبدأ الكتاب بتساؤل كيف يمكن لمحمد رسول الوحدة, الأمة الواحدة و الرب الواحد أن يترك خلفه هذا الإنقسام المأساوي و الدموي و الذي يبدو بلا نهاية بين السنة والشيعة؟ هذا التساؤل قاد الكاتبة لدراسة التاريخ الإسلامي و الذي و جدت فيه -على حسب تعبيرها- قصة حية معروفة لكل السنة و لكنها مدفونة في قلوب كل الشيعة و رغم هذا تظل هذه القصة غير معروفة في العالم الغربي! و تُرجع هزلتون تميّز هذه القصة بسبب خواصها الفريدة و التي تقول على سبيل الممازحة بأن الروائي الكولومبي العالمي جابريل جارسيا ماركيز[8] و الحائز على جائزة نوبل في الأدب سيشعر بالغيرة إذا قرأها لما تتميّز به هذه القصة من معاني, فهذه القصة تجمع المتضادات: الولاء ضد الخيانة, الحب ضد الحرب, النبل ضد الفساد, الأخلاق ضد السياسة و التي زامنت الأحداث بعد وفاة الرسول الاكرم صلى الله عليه و آله وسلم و من سيقود الإسلام من بعده. هذه الأحداث إذا ما ناقشها الغرب ستكون مناقشتها مختصرة و هذا الاختصار يلازمه عدم التعمق في القضية و الذي يكمن فيه الجوهر و العاطفة و المتعة! الكتاب موجه للقُرّاء الغريبيين لمعرفة القصة بعمقها و مأساتها, و لمعرفة سبب كونها في إلهام الناس إيجابا و سلبا حيث أن هذه هي الطريقة الوحيدة لمعرفة ما يحدث في الشرق الأوسط. هذه القصة حيّة مع أنها حدثت قبل حوالي 1400 عام, فيبدو و كأنها حدثت بالأمس. هذه إحدى مفارقات التاريخ كما تقول الكاتبة.
* الطريق إلى فهم الإنقسام يتمحور حول الحُسين
تبدأ الكاتبة بشرح الخلافات الأساسية بين السنة و الشيعة بخصوص الخلافة و الحروب المدنية التي حدثت بسببها وصولا إلى الحكم الأموي الذي يقود إلى الحدث المفصلي. في محاولتها لفهم أسباب الإنقسام بين المسلمين تقول هزلتون "كان من الصعب تحديد ما يُقرأ من وفاة الرسول الى الحرب في العراق الآن لكن حدث واحد في الماضي لم يكن تجنُّب الإنقسام بعد حدوثه ممكنا و هو ماحدث في كربلاء .. تسعة عشر عاما بعد وفاة الامام علي و أقل من خمسين عاما بعد وفاة الرسول....فإذا كان علي هو الرمز الاساسي للمسلمين الشيعة فالحُسين هو رمز التضحية, فما حدث له عندما وصل الى العراق سيصبح قصة عاطفية و روحية, قصة العشق و الولع الشيعية ... لا أحد يناقش في صحة الحدث و لكن يناقش لماذا حدث ما حدث؟ "
أسهبت الكاتبة في توصيف تفاصيل الأحداث من خروج الإمام الحُسين عليه السلام من مكة إلى قمع الإنتفاضة في الكوفة قبل بدئها ثم إلى أحداث يوم عاشوراء وصولا إلى الحاضر.
إحدى ملاحظات هزلتون فيما يخص التشابه بين الثقافات كان يتعلّق بوحشية و جور الحكّام الظالمين لدى الرومان و المسلمين على حد سواء عندما علّقت على ماحدث لمسلم بن عقيل و كيف تم صلبه في سوق الكوفة بـتعليق " لم يكن الرومانيين الوحيدين الذين إستخدموا الصلب"!
ثم تحاول الكاتبة فهم أسباب إصرار الإمام الحُسين على مواصلة طريقه إلى العراق حتى بعد علمه بقمع الإنتفاضة الكوفية قبل بدئها من قبل الأمويين.فهو لم يكن محاربا و لا رجل دولة سياسي, و لكنه كان عالما و معروفا بأنه الوحيد في ذلك الوقت الذي يحظى بشرف روح الرسول بين جنبيه. فتتساءل بفضولها الغربي:
• ما الذي يدفع هذا الشيخ الكبير لما قام به؟
• لماذا لا يذهب ليعيش آخر أيامه بسلام في مكة أو المدينة؟
• و لماذا ذهب إلى العراق و هو البلد الذي عانى أباه الإمام علي من أهله أثناء حربه مع معاوية؟ هل ظن الحُسين انهم حقا تغيّروا؟
• هل كان يظن ان العدل يمكن ان يغلب السلطة و القوة؟
• هل كان يظن أن إثنين و سبعين مقاتلا يستطيعون التغلب على جيش يزيد؟
• هل كان فاقدا للواقع أم مليئا بالنبل و العدل والصواب فيما يخص هدفه؟
• هل كان يتحرك بيأس أم بنقاء الدافع؟
أسئلة كثيرة طرحتها الكاتبة و حاولت الغوص في أعماق التاريخ لمعرفة إجاباتها و لمعرفة الحقيقة.
* خروج الحُسين: بين السنة و الشيعة
توضح هزلتون رأي المدرسة السنية و تقول أنهم يقولون بأن تحرك الحُسين كان دليلا لافتقاده المؤهلات المناسبة لإسقاط الإمبراطورية الأموية, فلقد كان يسعى لمصير سئ لا يجب على الإنسان أن يتخذه. و كان عليه ان يعترف بالواقع و يخضع للتاريخ و تستدل بقول إبن تيمية و الذي تصفه بمُعادي الشيعة[9] و الذي وصف حركة الحُسين بالـ "غير فعّالة", فهو يرى خطأ الحُسين في أنه بدون الدولة لا يمكن التطبيق الشريعة ولكن هزلتون لا تنسى التعليق بأن إبن تيمية عندها يعترف بافتراق الشريعة عن الدولة و وهو الأمر الذي لم يكن كذلك في زمن الرسول صلى الله عليه و آله.
بعد ذلك توضح الكاتبة رأي مدرسة أهل البيت و تقول بأن الشيعة يرون أن نهضة الإمام الحُسين عليه السلام كانت تمثل الشجاعة المطلقة و النبل المطلق في التضحية بالنفس, فلقد قام بحركته عن وعي كامل و معرفة تامة بأهميتها. فالحُسين اتخذ الطريق الوحيد أمامه لفضح فساد الحكم الاموي و إستشهاده سبب صدمة لكل المسلمين ليرجعوا الى الإسلام الحقيقي تحت الحكم الذي أراده الرسول المتمثل في أهل البيت. بهداية إلهية ضحى بنفسه كما ضحى النبي عيسى قبله بستمائه عام – حسب تعبيرالكاتبة- تضحية مقدسة في سبيل الآخرين و استسلامه للموت كان صورة للفداء الأمثل.
* في قلب الحدث: كربلاء و رموز لا تموت
في وصفها لأحداث ما بعد الوصول إلى الكربلاء, و بعد منع الماء عن الإمام الحُسين عليه السلام في ذلك الحر الشديد تقول هزلتون "بينما كان جيش شمر ينتظر أن يحل الضعف بالحُسين جراء العطش ليأتي لهم راكعاً, تكوّنت أحداث تاريخية واحدة تلو الآخرى, أحداث لا يمكن أن تموت ... فالرموز الشيعية كانت تولد حينها!". تطرقت إلى تفاصيل زفاف القاسم الشاب, عبدالله الرضيع, العباس و غيرها من الأحداث. عندما كانت هزلتون تصف زفاف القاسم الذي تم على الرغم من عدم إمكانية إتمام الزواج بسبب العلم بالأمر المحتوم –الموت- و ماسيحدث من بعد ذلك, وصفته بأنه صوره للإحتفال بالحياة على الموت, و المستقبل على الحاضر.
في توصيفها لليلة عاشوراء و لمحاولة تقريب الصورة للمتلقي الغربي المتأثر بالثقافة المسيحية, وصفت الكاتبة الليلة بأنها موازية لليلة العشاء الأخير لدى المسيحيين و التي شارك فيها نبي الله عيسى حوّاريه العشاء للمرة الأخيرة قبل موته. وضّحت مدى إخلاص و تفاني أتباع الحُسين برفضهم طلبه منهم بتركه و التستر بالليل للهروب و مدى تسليم الحُسين لقضاء الله عندما قال لهم "إنا لله و إنا اليه ارجعون"[10]. تم قضاء الليلة الاخيرة بين الصلاة و التجهيز و الدموع
[1] Town Hall for Civic Life, Seattle
[2] [2] إعتاد الكاتب الغربي على إستضافته بواسطة المكتبات العامة و المنتديات الثقافية لقراءة كتابه او جزء من كتابه بصوته, و يلي ذلك إجابته لأسئلة الجمهور المتلعقة بالمواضيع التي يناقشها الكتاب
[3] After the Prophet: the Epic Story of the Shia–Sunni Split in Islam
[4] يمكن الإستماع لقراءة الكاتبة و أجوبتها على أسئلة الجمهور باللغة الإنجليزية من خلال الملف الصوتي الموجود على موقع راديو منطقة بيجوت ساوند على الرابط www.kuow.org/program.php?id=18594
[6] رؤوس الأقلام في هذا الموضوع هي من كاتب الموضوع وليست نفسها هي الموجود في الكتاب المذكور
[7] يُرجى ملاحظة أن بعض ما ترويه الكاتبة فيما يتعلق بروح الله عيسى بن مريم عليه السلام هو ما يتوافق مع الثقافة الغربية خصوصا فيما يتعلّق بموته و لا يُمثّل رأي كاتب المقال
[8] Gabriel García Márquez
[9] تصف الكاتبة إبن تيمية بأنه “Anit-Shia”
[10] ترجمة الكاتبة للآية الكريمة "إنا لله و إنا إليه راجعون" كانت "We belong to God and to God we shall return "
|
التعديل الأخير تم بواسطة نسايم ; 02-06-2010 الساعة 12:33 AM.
|
|
|
|
|