|
بــاحــث مهدوي
|
رقم العضوية : 65883
|
الإنتساب : May 2011
|
المشاركات : 1,191
|
بمعدل : 0.24 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
. (المهدويةُبين قرائتين:وحيانيةوفيزيقيةالمُشتَركات والمُفتَرقات في الفهم البشري ))
بتاريخ : 21-05-2011 الساعة : 08:29 PM
1. (المهدويةُبين قرائتين:وحيانيةوفيزيقيةالمُشتَركات والمُفتَرقات في الفهم البشري ))
=======================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد آله المعصومين
لاشكَ أنّ كل فكرة تعرض للذهن البشري
فإنها حتما ستقع تحت حيز العقلنة
والتحليل للخروج منها بنتيجة إما رفضا أوقبولا.
ومن هنا تعددت القراءات المختلفة في
فهوماتها في التعاطي مع فكرة المهدوية
ومقولاتها لاسيما مقولة العدل والحق
وتطبيقاتها وجوديا
وأشهر هذه القراءات هما القراءة الوحيانية والقراءة الوضعية الفيزيقية
فكل قراءة من هاتين القراءتين تحمل في
سطورها ونصوصها فهما معينا عن مادة
المهدوية كفكرة نهائية تتعاطى معها .
فتجتمعان برابط معين وهو فطرية مَطلب
العدالة والحق وإمكانية تحقيقه
وتختلفان في عنصر الغيب وتحكماته في الوجود وشؤوناته
فالقراءة الوحيانية والتي تجعل من الله تعالى أقوى مؤثِّرا في الوجود
في هذه الحياة وتعتبر ذلك قطباً متينا في فهمها للمهدوية ومقولاتها الأصلاحية
كالعدل والحق ورفع الظلم البشري وبسط مناهج الله في أرضه
تسعى جاهدةً لتقريرحقيقة ليست هي
بمعزل عن الله كما يتصور أصحاب الأتجاه
الوضعي في قرائتهم للمهدوية ومقولاتها
الألهية.
وهذه الحقيقة تنصُ على أنّ إتمام وبسط
العدل إطلاقيا لايتحقق من دون ممارسة
الإمام المهدي/ع/ لدوره الوجودي الذي اُوكِلَ إليه ربانيا
طبقاً لقانون الله تعالى في كتابه العزيز
((إنما أنتَ مُنذر ولكل قوم هاد))/7/الرعد/
وهنا يتضح الأمرُ أكثر في منهج القراءة
الوحيانية معرفيا وهو أنّ الهادي الحقيقي
هو الله تعالى في الوجود والإمام
المهدي/ع/ مظهرا لهادوية الله تعالى كما
عززت الروايات الصحيحة هذا الفهم وخاصة
حينما نزلت ذات الأية الشريفة
فعن أبي بصير أنه سأل الإمام الباقر/ع/ عن معنى قوله تعالى
((إنما أنت منذر ولكل قوم هاد))
فقال /ع/ فقال رسول الله/ص/ أنا المنذر وعلي الهادي))
هذا في وقت نزول الأية الشريفة بإعتبار
أنّ عليا هو مصداق الهادي المقصود في
متن الأية/إنظر/ الأصول الستة عشر/كتاب جمعه عدة محدثين/ص41/
وفي رواية اخرى ايضا عن الإمام الباقر/ع/ في بيان معنى الأية أعلاه
قال/ع/( رسول الله /ص/ المنذر وفي كل زمان منا هاديا يهديهم إلى ما جاء به
نبي الله ثُمّ الهداة من بعد علي/ع/ ثمّ الأوصياء واحد بعد واحد ))/بصائر الدرجات/محمد بن الحسن الصفار/ص49/
وأيضا ذكر صاحب كتاب /كفاية الأثر/الخراز القمي في ص88/
تفسيرا عن رسول الله /ص/ في تطبيق مفهوم الأية الشريفة على شخص
الرسول/ص/ والأئمة المعصومين/ع/
وأعني أخرهم الإمام المهدي/ع/
فحينها قال الرسول/ص/ ((ومنا مهدي هذه الأمة))
في تطبيق مفهوم الهادي
هذا من جهة القران الكريم والروايات
الصحيحة
وأما من جهة الرؤية العقلانية الالهية فتؤكد
القراءة الوحيانية على أنّ الله تعالى له
غايات وأهداف يبغيها لمخلوقاته وخاصة
البشر
فمقتضى حكمة الله تعالى وعنايته الربانية
أن يوصل هذه البشرية إلى غاية حقيقية
في خلقها وهي التكامل والنضوج العبادي
والحياتي من تطبيق منهج الله وبسط
نظامه على الارض إستنادا للقانون
الحكمي الذي ينص على
((أنّ التشريع من دون قوة مُجرية له في الوجود يُعتبرلغوا))
فمهمة تطبيق العدل الألهي الأطلاقي هي
مهمة يُمارسها المعصوم الهادي والمهدي
وهوالإمام المهدي/ع/ ومنحصرة به قطعا
ولايحق لأحد تنحية فهمنا الديني والعقلي
لما نذهب إليه في مهدوية الإمام المهدي
ومقولاتها القيمية
لاكما يذهب أصحاب القراءة الوضعية بأنّ مهمة تطبيق العدل الفطري وهو الجامع
بيننا وبينهم يكون بيد البشر وبمعزل عن
الله تعالى
هذا ما يذهبون إليه وفقا لمرتكزاتهم
السياسية الأجتماعية
فقد صرح مفكرهم الأمريكي فرانسيس
فوكوياما بذلك في كتابه الشهير
(نهاية التاريخ والأنسان الأخير)
حيُث قال
((إنّ البشرية قد جربت جميع النظم السياسية والأجتماعية المختلفة وقد
وصلت آلان إلى نظام معين من النظم
السياسية والأجتماعية بحيث ينبغي عليها
أن تعيش في إطار هذا النظام
بالذات ويقصد النظام الديمقراطي الليبرالي : وانّ المتغيرات والتحولات التي ستقع في المستقبل
(في إشارة منه إلى فكر المهدوية) لاتُمثل
خروجا عن إطار هذا النظام فإذاكان هناك
تحول وتغيير فإنه يمثل حركة
بإتجاه تقوية وكمال هذا النظام بالذات
))للأمانة العلمية:هذا النص موجود في
الكتاب وبنسخ متعددة وأرقام مختلفة تحت
عنوان(فصلٌ في الثورة الليبرالية على نطاق
عالمي))
وللقراءة الماورائية الوحيانية ملاحظات على
هذا المبنى الوضعي وهو اننا نؤمن بالتحول
القادم والتغيير الأطلاقي في مسيرة
البشرية ولكن لابمعزل عن الله تعالى كما
يُحاول الوضعيون تصوير ذلك
وأنّ التغيير يمارسه المعصوم الهادي
المهدي/ع/ وفق منهج الله تعالى لاوفق
مايؤسسه الليبراليون والديمقراطيون اليوم
وإنّ جوهر الخلل في قراءة الأتجاه الوضعي
للمهدوية كفكرة يكمن في بنائهم على أنّها
ستُكمل ما بدأوه للبشرية من منهاجهم
السياسي والفكري والأقتصادي
وألأجتماعي ونحن نقول إنّ المهدوية بدأت
بنقطة الحق ومشت عليه منهاجا
وستنتهي بنتيجة الحق ختاما
ولاحاجة لمهدويتنا في حذوها حذوا بشريا
تأسس في أغلبياته على نقاط ظالمة
وخاطئة كما يُشاهد اليوم عالميا
هذا من جهة ومن جهة اخرى ليس لله
تعالى ولا للمعصوم أن يسمح للأخرين في
تفويت أغراضه تعالى وأهدافه وذلك بإتباع
مناهج بشرية في رسم مسار الحياة
وجوديا
فالتغيير القادم مهدويا إلهيا لابشريا
وحتى أنّ تلقيب الإمام المهدي /ع/ فيه
شيء من الرمزية لهذه الحقيقة الدينية
فالمهدي/مهدي به وبه يتحقق الأهتداء
البشري في نهايات التاريخ عندنا لاعندهم
حاله حال رسول الله/ص/ حينما قال عنه
تعالى
((فوجدك ضالاً فهدى))
أي مضلولاً عنك فهدى الناس إليك
وكذلك سيصنع الله تعالى مع الإمام
المهدي الهادي/ع/ في البشرية
إذ قال تعالى
((بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون))17/ الرعد
((وأما الزبدُ فيذهبُ جفاءٍ وأمّا ما ينفع الناسَ فيمكث في الأرض))نفس السورة السابقة/
بقلم / مرتضى علي الحلي/ المُنتَظِر لإمام وقته/ع/
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|
|
|
|
|