العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام

منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام المنتدى مخصص بسيرة أهل البيت عليهم السلام وصحابتهم الطيبين

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية صدرية.حكيمية
صدرية.حكيمية
عضو نشط
رقم العضوية : 175
الإنتساب : Aug 2006
المشاركات : 179
بمعدل : 0.03 يوميا

صدرية.حكيمية غير متصل

 عرض البوم صور صدرية.حكيمية

  مشاركة رقم : 61  
كاتب الموضوع : صدرية.حكيمية المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 23-08-2006 الساعة : 04:20 AM


حركة التوابين كانت للانتقام من قتلة الإمام الحسين ( عليه السلام )
مقدمة :
كانت الكوفة بعد واقعة كربلاء تتحسس أكثر من غيرها ثقل الذنب ومرارة الندم ، باعتبارها طرفاً مباشراً ومسؤولاً في قضية الإمام الحسين ( عليه السلام ) .
فهي التي ألحت عليه بالخروج إلى أرض الثورة التي تتعطش إلى قائدها المنتظر ، ثم تقاعست في أحرج الظروف عن الالتزام بما وعدت به ، والوفاء بالعهد الذي قطعته على نفسها .
وإذا كانت الأحداث التي تلاحقت بصورة مفاجئة بُعَيد تحركه ( عليه السلام ) من الحجاز قد حالت دون القيام بواجبها وتنفيذ مخططها المرسوم ، فإن ذلك لم يكن لِيُخَفِّف عنها عمق المأساة ، لأنها افتقدت بمصرعه ( عليه السلام ) الشخصية الأكثر جَدَارة ، التي وضعت فيها الشيعة كل آمالها وطموحها للوصول إلى الحكم .
تشكيل الحركة :
أخذ أنصار الثورة الحسينية ، يجتمعون بعد مقتله ( عليه السلام ) مباشرة في إطار من السرِّية التامة .
وعند الاجتماع يعقدون مناقشات أشبَهَ ما تكون بالنقد الذاتي ، وذلك لمحاسبة أنفسهم على التقصير الذي أظهروه إزاء الحسين ( عليه السلام ) ، والتشاور على كيفية التكفير عن الذنب ، وغسل العار الذي لحق بهم نتيجة هذا التخاذل .
فقد جاء في تاريخ الطبري : ( لما قُتِل الحسين بن علي تلاقت الشيعة بالتلاوم والتندّم ، ورأت أنها قد أخطأت خطأً كبيراً بدعائهم الحسين إلى النصرة وتركهم إجابته ، ومقتله إلى جانبهم ولم ينصروه ، ورأوا أنه لا يغسل عارهم والإثم عنهم في مقتله ( عليه السلام ) إلا بقتل من قتله أو القتل فيه ) .
فَتزعَّم التحرك الشيعي حينئذٍ خمسة من كبار الزعماء الكوفيين المتقدمين في السن ، الذين ارتبطوا تاريخياً بالحركة الشيعية ، وهم :
1 - سليمان بن صُرد الخزاعي .
2 - المُسَيَّب بن نجبه الفزاري .
3 - عبد الله بن سعد بن نفيل الأزدي .
4 - عبد الله بن وال التميمي .
5 - رفاعة بن شداد البجلي .
وكانوا جميعاً رِفاق الإمام علي ( عليه السلام ) ومن أشدِّ المؤيِّدين له .
فبدأ الزعماء الخمسة يمارسون نشاطهم في الخفاء ، ويبشِّرون بدعوتهم الانتقامية في أوساط الشيعة بعيداً عن مراقبة السلطة وجواسيسها المنتشرين في كل مكان .
فكان أن أثمرت جهودهم ، وشكِّلوا منظمة سرِّية نواتها نحو مِائة معارض ، ولم تلبث حتى تحوَّلت إلى منظَّمة كبرى تحمل اسم ( التوابين ) .
وقد صارت هذه التسمية هي الغالبة على حركة سليمان ورفاقه ، وهي أصلاً منبثقة عن الآية الكريمة التي أصبحت الشعار الرئيسي لهم وهي قوله تعالى : ( فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقَتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيْمُ ) البقرة : 54 .
وكان الاجتماع الأول الذي ضمَّ هؤلاء قد عُقد في منزل سليمان بن صُرد ، والذي وُصف بأنه صحابي جليل .
وهذا يعطينا فكرة بأنه كان متقدماً في السن ، ورفيع المكانة في مجتمعه ، وربما كان لذلك أثر في تصدّره هذه الحركة ، واحتلاله مركز الزعامة فيها .
فإن المناقشات التي جرت في هذا الاجتماع أظهرت أن المُسيَّب كان من أبرز الخمسة ، وألمَعِهم تفكيراً ، وأكثرِهم عُمقاً .
وكان الاتجاه العام للمناقشات يدور حول التكفير عن الذنب والمخطط الانتقامي الذي يمكن أن يُزيل عنهم الشعور بالإثم ، وذلك في جَوٍّ من الانفعال الشديد .
وكان أول المتكلمين في الاجتماع المُسيَّب بن نجبه ، وبعد أن أنهى كلامه بتشديده على توحيد الصفوف ، ودعوة رفاقه إلى انتخاب رئيسٍ يفزعون إليه ، ويأخذون برأيه ، تَكلَّم بعدئذٍ زعيم آخر هو رفاعة بن شداد .
فأثنى على ما جاء في خُطبةِ المسيَّب ، وأوصى باتِّخاذ سليمان بن صُرد زعيماً للحركة .
البرنامج العام للحركة :
يمكن تلخيص البرنامج العام لحركة التوابين بالنقاط الآتية :
1 - الشعور بِهَول المأساة ، وفداحة الإثم .
2 - الإسراع باتخاذ موقف انتقامي من المسؤولين عن مقتل الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، سواء الأمويين أم المتواطئين معهم .
3 - تجسيد فكرة الاستشهاد ، وذلك بالتنازل عن الأملاك واعتزال النساء .
4 - الإلحاح في طلب التوبة عن طريق التضحية بالنفس .
وانتهى المؤتمر ملتزماً بهذه المقررات الحاسمة ، وملتزماً بزعامة سليمان بن صُرد أكبر الزعماء الخَمسة سِناً ، وأسبقهم في الإسلام ، وأوثقهم علاقة بعلي وأسرته ( عليهم السلام ) ، وأرفعهم شأناً في مكانته القبلية .
وليس ثمة شك أن هذا الاختيار كان موفقاً وفي صالح الحركة ، لأن سليمان كان طرازاً فريداً بين رجالات الكوفة ، شديد الإيمان بالقضية التي رفع شعارها ، مقتنعاً بضرورة الأخذ بمبدأ العنف لتصعيد حركة النضال الشيعي ضد أعدائها الأمويين .
فلم يكن هو أو أحد من رفاقه ساعياً وراء مطلب خاص أو مكسب شخصي ، وإنما كانوا طُلاَّب قضية عامة هدفها أولاً : الانتقام للحسين ( عليه السلام ) ، الذي هو رأس الحركة الشيعية ، ورائدها في تحقيق أمانيها السياسة .
وثانياً : إزاحة الأمويين من السلطة في الكوفة وتحويلها إلى قاعدة للحكم الشيعي الذي ينبغي أن يسود في مختلف أقاليم الدولة .
وهذا يظهر بكل وضوح أن جماعة التوابين لم يطلبوا السلطة للتحكم ، بل لتنفيذ مبدأ عام هو الإسلام .
وكان بنظرهم السكوت عن ذلك وتخليهم عنه يُعتبر خيانة لقضيتهم ، وتخلياً عن حقٍّ شرعي ، وخرقاً لعهد إلهي .
ولا شك في أن هذا التجانس النوعي في صفوف التوابين كان له بعداً خاصاً كَرَّس أكثر فأكثر مفهوم التضحية والفداء .
معركة ( عَين الوَردة ) :
فرغت الكوفة من زعماء التوَّابين ، والذين غادروها وهم في ذَروة الحماسة إلى ( النخيلة ) ، وهو المعسكر الذي هرع إليه رفاق آخرون ، اشتركوا معهم في تلك المسيرة النضالية الرائعة ، وذلك لخوض معركة الانتقام البطولي ضد النظام الأموي ، ولضرب ما عبَّروا عنه بقواعد الطغيان والظلم .
تقدم سليمان مع رفاقه في عمق الجزيرة وهو يفكر في تنظيم المقاتلين ، ووضع خطط الاشتباك مع الجيش الأموي الذي أخذ يقترب من المعسكر .
وكانت أهم معالم التكتيك الذي اتبعته القيادة هي تقسيم المقاتلين إلى مجموعات صغيرة ، مُهَمَّتها القيام بهجمات صاعقة على طلائع وأطراف الجيش الأموي للتأثير على العناصر المقاتلة فيه .
وفي هذا الوقت كانت طلائع الجيش الضخم الذي أعدَّه مروان بن الحكم تشقّ طريقها نحو ( قرقيسيا ) بقيادة عبيد الله بن زياد .
وكانت مهمة هذا الجيش تصفية جيوب المعارضة ضد النظام الأموي .
وفي الطريق إلى العراق تسرَّبت معلومات إلى الجيش الأموي عن تحركات التوَّابين باتجاه ( عَين الوَردة ) فَحوَّل ابن زياد خط سيره نحو تَجَمّعاتهم ، ليكونوا أول فريسة له .
ولمّا وصل الجيش الأموي ، أرسل سليمان نائبه المسيَّب بن نجبه على رأس أربعمِائة فارس نحو معسكر الأمويِّين ، وذلك لمَّا علم بتحرك جيش أموي نحو ( عَين الوَردة ) ، فأوقع المسيَّب هزيمة قاسية بالجيش الأموي ، افقدته الكثير من القتلى .
وكانت هذه الهزيمة بمثابة تصعيد عنيف للموقف من جانب الأمويين ، الذين بادروا بإرسال اثني عشر ألفاً من الجنود ، وقد أصبحوا وجهاً لوجه مع التوابين .
وكان ذلك إيذاناً بوقوع الحرب فعلياً ، حين اندفع التوابون من مواقعهم بقيادة سليمان بن صُرد الذين التحموا مع قوات الحصين بن نمير الأموية التي تفوقهم كثيراً في العدد ، وذلك في سنة ( 65 هـ ) ، في ( عَين الوَردة ) .
ويظهر من سير الاشتباكات الأولية أن وضع التوابين – برغم قِلَّتهم العددية – كان معزَّزاً ، ومعنوياتهم في ارتفاع دائم ، أما الحماس فقد بلغ حداً لا يوصف .
والتوابون في الحقيقة لم يتخاذلوا ولم يتخلوا مطلقاً عن إيمانهم بالقضية التي يناضلون في سبيلها ، وإنما ظلوا متماسكين في جبهة واحدة متراصَّة ، ويقاتلون قتالاً بطولياً مُستَميتاً .
حتى أن هَجَماتهم الانتحارية أوقفت بعض الوقت الجنود الأمويين عن التقدم ، وجعلتهم يتحاشون الالتحام المباشر معهم ، فاعتمدوا النبال كسلاح رئيسي وتمكنوا بذلك من إنزال خسائر جسيمة في صفوف التوابين ، مما أدَّى إلى سيطرتهم أخيراً على زمام الموقف .
وبعد مقتل سليمان ، تسلّم راية القيادة نائبه المسيَّب بن نجبه الذي أثبت أنه لا يختلف عن مستوى سليمان في جرأته ، وفي إيمانه العظيم .
وقد سقط المسيَّب بدوره صريعاً في المعركة بعد جهود مُستَميتَة ، وتبعه بقية القوَّاد وعدد كبير من المقاتلين .
وأخيراً :
لا يمكن أن نقول بأن هذه الحركة انهزمت أو فشلت عسكرياً ، لأن الفشل والإخفاق لم يكن أمراً مفاجئاً بالنسبة لها .
لذلك توجَّه قادتها وأنصارها إلى المعركة ، وهم يشعرون في قَرارَة أنفسهم أنهم متّجهين إلى نهايتهم المحتومة ، ومحاولين التكفير عن ذنوبهم بالانتقام من قتلة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، أو الموت في سبيل ذلك .


من مواضيع : صدرية.حكيمية 0 سيرة اهل البت عليهم السلام
0 اسماء الامام علي عليه السلام عند ...........
0 سجلوا حضورك اليومي بسلام على الامام موسى الكاظم عليه السلام
0 حجاب وعفاف مولاتنا الزهراء ع ...
0 رساله لكل اخت غاليه في منتدانا

الصورة الرمزية صدرية.حكيمية
صدرية.حكيمية
عضو نشط
رقم العضوية : 175
الإنتساب : Aug 2006
المشاركات : 179
بمعدل : 0.03 يوميا

صدرية.حكيمية غير متصل

 عرض البوم صور صدرية.حكيمية

  مشاركة رقم : 62  
كاتب الموضوع : صدرية.حكيمية المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 23-08-2006 الساعة : 04:20 AM


حكم الإمام الحسين ( عليه السلام ) ومواعظه
مَنح اللهُ الإمامَ الحسين ( عليه السلام ) أعِنَّة الحِكمة ، وَفَصل الخِطاب ، فكانت تَتَدفَّق على لسانه ( عليه السلام ) سُيول من الموعظة والآداب والأمثال السائرة ، وفيما يلي بعض حِكَمِهِ القصار :
1ـ قال ( عليه السلام ) : ( العاقلُ لا يُحدِّث من يُخافُ تَكذيبُه ، ولا يَسألُ مَن يُخافُ مَنعُه ، ولا يَثِقُ بِمن يُخافُ غَدرُه ، وَلا يَرجو مَن لا يُوثَقُ بِرجَائِه ) .
2ـ قال ( عليه السلام ) : ( أَيْ بُنَي ، إِيَّاكَ وَظُلم مَن لا يَجِدُ عَليك ناصراً إلاّ الله عَزَّ وَجلَّ ) .
3ـ قال ( عليه السلام ) : ( مَا أخذَ اللهُ طَاقَة أَحَدٍ إِلاّ وَضع عَنه طَاعَته ، ولا أخَذَ قُدرتَه إِلاَّ وَضَعَ عنه كُلفَتَه ) .
4ـ قال ( عليه السلام ) : ( إِيَّاك وما تَعتَذِرُ مِنه ، فإِنَّ المُؤمنَ لا يُسيءُ ولا يَعتَذِر ، وَالمُنَافق كُل يوم يُسيءُ وَيعتذر ) .
5ـ قال ( عليه السلام ) : ( دَعْ مَا يُريبُكَ إلى مَا لا يُريبك ، فإنَّ الكذبَ رِيبَةٌ ، وَالصدقُ طُمَأنينَة ) .
6ـ قال ( عليه السلام ) : ( اللَّهُمَّ لا تَستَدرِجنِي بالإحسان ، ولا تُؤَدِّبني بِالبَلاء ) .
7ـ قال ( عليه السلام ) : ( خَمسٌ مَن لَم تَكُن فِيه لَم يَكُن فِيه كثير : مُستمتع العقل ، والدِين ، والأَدَب ، والحَيَاء ، وَحُسنُ الخُلق ) .
8ـ قال ( عليه السلام ) : ( البَخيلُ مَن بَخلَ بالسَلام ) .
9ـ قال ( عليه السلام ) : ( مَن حَاولَ أمراً بمعصيةِ اللهِ كَان أفوَت لِما يَرجُو ، وَأسرَع لِما يَحذَر ) .
10ـ قال ( عليه السلام ) : ( مِن دَلائِل عَلامات القَبول الجُلوس إلى أهلِ العقول ، ومِن علامات أسبابِ الجَهل المُمَارَاة لِغَير أهلِ الكفر ، وَمِن دَلائل العَالِم انتقَادُه لِحَديثِه ، وَعِلمه بِحقَائق فُنون النظَر ) .
11ـ قال ( عليه السلام ) : ( إِنَّ المؤمنَ اتَّخَذ اللهَ عِصمَتَه ، وقَولَه مِرآتَه ، فَمَرَّةً ينظر في نَعتِ المؤمنين ، وتَارةً ينظرُ في وصف المُتَجبِّرين ، فَهو منهُ فِي لَطائِف ، ومن نَفسِه في تَعارُف ، وَمِن فِطنَتِه في يقين ، وَمن قُدسِه عَلى تَمكِين ) .
12ـ قال ( عليه السلام ) : ( إِذا سَمعتَ أحداً يَتَناولُ أعراضَ الناسِ فاجتَهِد أنْ لا يَعرِفك ) .
13ـ قال ( عليه السلام ) : ( يَا هَذا ، كُفَّ عَن الغِيبة ، فَإنَّها إِدَامَ كِلاب النار ) .
14ـ تكلّم رجل عنده ( عليه السلام ) فقال : إنّ المعروف إذا أُسدِي إلى غير أهله ضَاع .
فقال ( عليه السلام ) : ( لَيسَ كَذلك ، وَلَن تَكون الصنيعَة مِثل وَابِر المَطَر تُصيبُ البرَّ والفَاجِر ) .
15ـ سأله رجل عن تفسير قوله تعالى : ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) الضحى : 11 .
فقال ( عليه السلام ) : ( أَمَرَهُ أنْ يُحدِّث بِمَا أنْعَم اللهُ بِهِ عَلَيهِ فِي دِينِه ) .
16ـ قال ( عليه السلام ) : ( موتٌ في عِزٍّ خَيرٌ مِن حَياةٍ في ذُلٍّ ) .
17ـ قال ( عليه السلام ) : ( البُكَاءُ مِن خَشيةِ اللهِ نَجاةٌ مِن النار ) .
18ـ قال ( عليه السلام ) : ( مَن أحجَم عَن الرأي وَأعيَتْ لَهُ الحِيَل كَانَ الرفقُ مِفتَاحُه ) .
19ـ قال ( عليه السلام ) : ( مَن قَبلَ عَطاءَك فَقَد أعَانَكَ عَلى الكَرَم ) .
20ـ قال ( عليه السلام ) : ( إِذا كانَ يَوم القيامةِ نَادَى مُنادٍ : أيُّهَا الناس مَن كَانَ لَهُ عَلى اللهِ أجرٌ فَليَقُم ، فَلا يَقُومُ إِلاَّ أهلُ المَعرُوف ) .
21ـ قال ( عليه السلام ) : ( يا هذا لا تجاهد في الرزق جهاد المغالب ، ولا تتكل على القدر اتكال مستسلم ، فإنّ ابتغاء الرزق من السنّة ، والإجمال في الطلب من العفّة ، ليست العفّة بممانعة رزقاً ، ولا الحرص بجالب فضلاً ، وإنّ الرزق مقسوم ، والأجل محتوم ، واستعمال الحرص طلب المأثم ) .
22ـ قال ( عليه السلام ) : ( شر خصال الملوك : الجبن من الأعداء ، والقسوة على الضعفاء ، والبخل عند الإعطاء ) .
23ـ قال ( عليه السلام ) : ( من سرّه أن ينسأ في أجله ، ويزاد في رزقه فليصل رحمه ) .
24ـ قال ( عليه السلام ) : ( إنّ حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم ، فلا تملّوا النعم فتعود نقماً ) .
25ـ قال ( عليه السلام ) : ( الاستدراج من الله سبحانه لعبده ان يسبغ عليه النعم ويسلبه الشكر ) .
26ـ قال ( عليه السلام ) : ( إنّ الحلم زينة ، والوفاء مروّة ، والصلة نعمة ، والاستكبار صلف ، والعجلة سفه ، والسفه ضعف ، والغلو ورطة ، ومجالسة أهل الدناءة شر ، ومجالسة أهل الفسق ريبة ) .


من مواضيع : صدرية.حكيمية 0 سيرة اهل البت عليهم السلام
0 اسماء الامام علي عليه السلام عند ...........
0 سجلوا حضورك اليومي بسلام على الامام موسى الكاظم عليه السلام
0 حجاب وعفاف مولاتنا الزهراء ع ...
0 رساله لكل اخت غاليه في منتدانا

الصورة الرمزية صدرية.حكيمية
صدرية.حكيمية
عضو نشط
رقم العضوية : 175
الإنتساب : Aug 2006
المشاركات : 179
بمعدل : 0.03 يوميا

صدرية.حكيمية غير متصل

 عرض البوم صور صدرية.حكيمية

  مشاركة رقم : 64  
كاتب الموضوع : صدرية.حكيمية المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 23-08-2006 الساعة : 04:22 AM


إجابات الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) في أصول العقيدة ومباحث الكلام
كان الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) في زمانه وحيد عصره في الإجابة على الأسئلة العقائدية المعقّدة ، ولا سيّما ما تعرّضت له الأُمّة الإسلامية من تيّارات فكرية مستوردة ، أو دخيلة تحاول زعزعة كيان العقيدة الخالصة ، كمباحث القضاء والقدر ، والجبر والاختيار التي ظهرت بوادرها في حياة الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وأخذت بالنمو والانتشار بحيث شكّلت ظاهرة فكرية تستدعي الانتباه وتتطلّب العلاج .
وبرز الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) على الصعيد العلمي بروزاً جعله مناراً يشار إليه ، وآمن به المسلمون جميعاً حتّى قال الزهري عنه : ما رأيت هاشمياً أفضل من علي بن الحسين ولا أفقه منه .
وقد اعترف بهذه الحقيقة حكّام عصر الإمام من خلفاء بني أُمية ـ وهم لا يعترفون بالفضل لمن يطاولهم في الخلافة والسلطان ـ حتّى قال عبد الملك بن مروان للإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : ولقد أُوتيت من العلم والدين والورع ما لم يؤته أحد مثلك قبلك إلاّ من مضى من سلفك ، ووصفه عمر بن عبد العزيز : بأنّه سراج الدنيا وجمال الإسلام .
وممّا ورد عنه في القضاء والقدر أنّ رجلاً سأله : جعلني الله فداك ، أبقدر يصيب الناس ما أصابهم أم بعمل ؟
فأجابه ( عليه السلام ) : ( إنّ القدر والعمل بمنزلة الروح والجسد ، فالروح بغير جسد لا تحسّ ، والجسد بغير روح صورة لا حراك بها ، فإذا اجتمعا قويا وصلحا ، كذلك العمل والقدر ، فلو لم يكن القدر واقعاً على العمل لم يعرف الخالق من المخلوق ، وكان القدر شيئاً لا يحسّ ، ولو لم يكن العمل بموافقة من القدر لم يمض ولم يتمّ ولكنّهما باجتماعهما ، ولله فيه العون لعباده الصالحين ) .
ثمّ قال ( عليه السلام ) : ( ألا إنّ من أَجور الناس من رأى جوره عدلاً وعدل المهتدي جوراً ، ألا إنّ للعبد أربعة أعين : عينان يبصر بهما أمر آخرته ، وعينان يبصر بهما أمر دنياه ، فإذا أراد الله عز وجل بعبد خيراً فتح له العينين اللّتين في قلبه فأبصر بهما العيب ، وإذا أراد غير ذلك ترك القلب بما فيه ) ، ثمّ التفت إلى السائل عن القدر فقال : ( هذا منه ، هذا منه ) .
وقال ( عليه السلام ) في بيان استحالة أن يوصف الله تعالى بالمحدودية التي هي من صفات الممكن : ( لا يوصف الله تعالى بالمحدودية ، عظم الله ربّنا عن الصفة ، وكيف يوصف بمحدودية من لا يُحَدّ ، ولا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ) .
الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) ينصّ على الأئمّة من بعده ويبشّر بالمهدي ( عليه السلام ) :
1ـ روى ( عليه السلام ) عن جابر بن عبد الله الأنصاري حديثاً طويلاً جاء فيه : ( أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أشار إلى سبطه الحسين ( عليه السلام ) قائلاً لجابر : ( ومن ذرّية هذا رجل يخرج في آخر الزمان يملأ الأرض عدلاً كما مُلئت ظُلماً وجوراً ... ) .
2ـ قال ( عليه السلام ) عن المهدي ( عليه السلام ) : ( إنّ الإسلام قد يُظهِرهُ الله على جميع الأديان عند قيام القائم ) .
3ـ قال ( عليه السلام ) : ( إذا قام القائم ، أذهب الله عن كلّ مؤمن العاهة وردّ إليه قُوَّتَه ) .
4ـ ذكر ( عليه السلام ) : ( أنّ سنن الأنبياء تجري في القائم من آل محمّد ( صلى الله عليه وآله ) : فمن آدم ونوح ( عليهما السلام ) طول العمر ، ومن إبراهيم ( عليه السلام ) خفاء الولادة واعتزال الناس ، ومن موسى ( عليه السلام ) الخوف والغَيْبة ، ومن عيسى ( عليه السلام ) اختلاف الناس فيه ، ومن أيّوب ( عليه السلام ) الفَرَج بَعد البلوى ، ومن محمّد ( صلى الله عليه وآله ) الخروج بالسيف ) .
5ـ قال ( عليه السلام ) عن خفاء ولادته على الناس : ( القائم منّا تخفى ولادته على الناس حتّى يقولوا : لم يولَد بَعد ، ليخرجَ حينَ يخرج وليس لأحد في عنقهِ بيعة ) .
6ـ عن أبي حمزة الثمالي عن أبي خالد الكابلي قال : دخلت على سيّدي علي بن الحسين زين العابدين ( عليهما السلام ) فقلت له : يا بن رسول الله ! أخبرني بالذين فرض الله طاعتهم ومودّتهم ، وأوجب على خلقه الإقتداء بهم بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
فقال لي ( عليه السلام ) : ( يا كنكر ! إنّ أُولي الأمر الذين جعلهم الله أئمّة الناس وأوجب عليهم طاعتهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ثمّ انتهى الأمر إلينا ) ، ثمّ سكت .
فقلت له : يا سيّدي ! روي لنا عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنّه قال : ( لا تخلو الأرض من حجّة لله على عباده ) ، فمن الحجّة والإمام بعدك ؟
قال ( عليه السلام ) : ( ابني محمّد ، واسمه في التوراة باقر يبقر العلم بقراً ، هو الحجّة والإمام بعدي ، ومن بعد محمّد ابنه جعفر اسمه عند أهل السماء الصادق ) .
فقلت له : يا سيّدي فكيف صار اسمه : الصادق وكلّكم صادقون ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( حدّثني أبي عن أبيه أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : ( إذا ولد ابني جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فسمّوه الصادق ، فإنّ الخامس من ولده الذي اسمه جعفر يدّعي الإمامة اجتراءً على الله وكذباً عليه ، فهو عند الله ( جعفر الكذّاب ) المفتري على الله ، المدّعي لما ليس له بأهل ، المخالف على أبيه ، والحاسد لأخيه ، ذلك الذي يكشف سرّ الله عند غيبة ولي الله ) .
ثمّ بكى علي بن الحسين ( عليهما السلام ) بكاءً شديداً ، ثمّ قال : ( كأنّي بجعفر الكذّاب وقد حمل طاغية زمانه على تفتيش أمر وليّ الله ، والمغيّب في حفظ الله ، والتوكيل بحرم أبيه جهلاً منه بولادته ، وحرصاً على قتله إن ظفر به ، طمعاً في ميراث أبيه حتّى يأخذه بغير حقّه ) .
قال أبو خالد : فقلت له : يا بن رسول الله وإنّ ذلك لكائن ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( أي وربّي إنّه المكتوب عندنا في الصحيفة التي فيها ذكر المحن التي تجري علينا بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله )) .
قال أبو خالد : فقلت : يا بن رسول الله ثمّ يكون ماذا ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( ثمّ تمتد الغيبة بولي الله الثاني عشر من أوصياء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والأئمّة بعده ، يا أبا خالد ! إنّ أهل زمان غيبته القائلين بإمامته والمنتظرين لظهوره أفضل أهل كلّ زمان ، لأنّ الله تعالى ذكره أعطاهم من العقول والإفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة ، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله بالسيف ، أُولئك المخلصون حقّاً ، وشيعتنا صدقاً ، والدعاة إلى دين الله سرّاً وجهراً ) .
وقال ( عليه السلام ) : ( انتظار الفرج من أعظم الفرج ) .


من مواضيع : صدرية.حكيمية 0 سيرة اهل البت عليهم السلام
0 اسماء الامام علي عليه السلام عند ...........
0 سجلوا حضورك اليومي بسلام على الامام موسى الكاظم عليه السلام
0 حجاب وعفاف مولاتنا الزهراء ع ...
0 رساله لكل اخت غاليه في منتدانا

الصورة الرمزية صدرية.حكيمية
صدرية.حكيمية
عضو نشط
رقم العضوية : 175
الإنتساب : Aug 2006
المشاركات : 179
بمعدل : 0.03 يوميا

صدرية.حكيمية غير متصل

 عرض البوم صور صدرية.حكيمية

  مشاركة رقم : 65  
كاتب الموضوع : صدرية.حكيمية المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 23-08-2006 الساعة : 04:24 AM


احتجاجات الإمام زين العابدين ( عليه السلام )
إنّ فن الاحتجاج والمناظرة العلمية فنّ جليل لما ينبغي أن يتمتّع به المناظر من مقدرة علمية وإحاطة ودقّة ولياقة أدبية .
وقد تميّز أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام ) بهذا الفنّ ، واستطاعوا من خلال هذا المجال إفحام خصومهم وإثبات جدارتهم العلمية بنحو لا يدع مجالاً للريب في أنّهم مؤيّدون بتأييد ربّاني ، وكما عبّر بعض أعدائهم : أنّهم أهل بيت قد زُقّوا العِلمَ زقّاً .
وقد جمع العلاّمة الطبرسي جملةً من احتجاجات المعصومين الأربعة عشر ( عليهم السلام ) في كتابه المعروف بالاحتجاج ، ونشير هنا إلى بعض احتجاجات الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) .
1ـ جاء رجل من أهل البصرة إلى الإمام علي بن الحسين ( عليهما السلام ) فقال : يا علي بن الحسين ! إنّ جدّك علي بن أبي طالب قتل المؤمنين ، فهملت عينا علي بن الحسين دموعاً حتى امتلأت كفّه منها ، ثمّ ضرب بها على الحصى ، ثمّ قال :
( يا أخا أهل البصرة ، لا والله ما قتل علي ( عليه السلام ) مؤمناً ، ولا قتل مسلماً ، وما أسلم القوم ، ولكن استسلموا وكتموا الكفر وأظهروا الإسلام ، فلمّا وجدوا على الكفر أعوانا أظهروه ، وقد علمت صاحبة الجدب والمستحفظون من آل محمّد ( صلى الله عليه وآله ) أنّ أصحاب الجمل وأصحاب صفّين وأصحاب النهروان لعنوا على لسان النبي الأُمّي ، وقد خاب من افترى ) .
فقال شيخ من أهل الكوفة : يا علي بن الحسين ! إنّ جدّك كان يقول : ( إخواننا بغوا علينا ) .
فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( أما تقرأ كتاب الله ( وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً ) فهم مثلهم أنجى الله عزّ وجلّ هوداً والذين معه ، وأهلك عاداً بالريح العقيم ) .
2ـ عن أبي حمزة الثمالي قال : دخل قاض من قضاة أهل الكوفة على علي بن الحسين ( عليهما السلام ) فقال له : جعلني الله فداك ، أخبرني عن قول الله عز وجل : ( وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ ) السبأ : 18 .
قال له ( عليه السلام ) : ( ما يقول الناس فيها قبلكم ) ؟ قال : يقولون إنّها مكّة .
فقال ( عليه السلام ) : ( وهل رأيت السرق في موضع أكثر منه بمكّة ) ، قال : فما هو ؟
قال ( عليه السلام ) : ( إنّما عنى الرجال ) ، قال : وأين ذلك في كتاب الله ؟ .
فقال ( عليه السلام ) : ( أو ما تسمع إلى قوله عز وجل : ( وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ ) الطلاق : 8 ، وقال : ( وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا ) الكهف : 59 ، وقال : ( وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيْرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا ) يوسف : 82 ، أفيسأل القرية أو الرجال أو العير ؟
قال : وتلا عليه آيات في هذا المعنى ، قال : جعلت فداك ! فمن هم ؟
قال ( عليه السلام ) : ( نحن هم ) ، ثمّ قال ( عليه السلام ) : ( أو ما تسمع إلى قوله : ( سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ ) السبأ : 18 ، قال ( عليه السلام ) : ( آمنين من الزيغ ) .
3ـ روي أنّ الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) مرّ بالحسن البصري وهو يعظ الناس بمنى ، فوقف ( عليه السلام ) عليه ثمّ قال : ( أمسك ، أسألك عن الحال التي أنت عليها مقيم ، أترضاها لنفسك فيما بينك وبين الله إذا نزل بك غداً ) ؟ قال : لا .
قال ( عليه السلام ) : ( أفتحدّث نفسك بالتحوّل والانتقال عن الحال التي لا ترضاها لنفسك إلى الحال التي ترضاها ) ؟ قال : فأطرق مليّاً ثمّ قال : إنّي أقول ذلك بلا حقيقة .
قال ( عليه السلام ) : ( أفترجو نبيّاً بعد محمّد ( صلى الله عليه وآله ) يكون لك معه سابقة ) ؟ قال : لا .
قال ( عليه السلام ) : ( أفترجو داراً غير الدار التي أنت فيها ترد إليها فتعمل فيها ) ؟ قال : لا .
قال ( عليه السلام ) : ( أفرأيت أحداً به مسكة عقل رضي لنفسه من نفسه بهذا ؟ إنّك على حال لا ترضاها ولا تحدّث نفسك بالانتقال إلى حال ترضاها على حقيقة ، ولا ترجو نبيّاً بعد محمّد ، ولا داراً غير الدار التي أنت فيها فترد إليها فتعمل فيها ، وأنت تعظ الناس ) .
قال : فلمّا ولّى ( عليه السلام ) قال الحسن البصري : من هذا ؟ قالوا : علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، قال : أهل بيت علم ، فما رُئِي الحسن البصري بعد ذلك يعظ الناس .
4ـ روي عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) قال : ( لمّا قتل الحسين بن علي ( عليهما السلام ) أرسل محمّد بن الحنفية إلى الإمام علي بن الحسين ( عليهما السلام ) فخلا به ثمّ قال : يا بن أخي ! قد علمت أنّ رسول الله كان جعل الوصية والإمامة من بعده لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ثمّ إلى الحسن ، ثمّ إلى الحسين ، وقد قتل أبوك ( رضي الله عنه ) وصُلّيَ عليه ولم يوص ، وأنا عمّك وصنو أبيك ، وأنا في سنّي وقدمتي أحقّ بها منك في حداثتك ، فلا تنازعني الوصية والإمامة ولا تخالفني .
فقال له الإمام ( عليه السلام ) : ( اتق الله ولا تدّعِ ما ليس لك بحقّ ، إنّي أعظك أن تكون من الجاهلين ، يا عم ! إنّ أبي صلوات الله عليه أوصى إليّ قبل أن يتوجّه إلى العراق ، وعهد إليّ في ذلك قبل أن يستشهد بساعة ، وهذا سلاح رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عندي ، فلا تعرض لهذا فإنّي أخاف عليك بنقص العمر وتشتت الحال ، وإنّ الله تبارك وتعالى أبى إلاّ أن يجعل الوصية والإمامة إلاّ في عقب الحسين ، فإن أردت أن تعلم فانطلق بنا إلى الحجر الأسود حتّى نتحاكم إليه ونسأله عن ذلك ) .
قال الإمام الباقر ( عليه السلام ) : ( وكان الكلام بينهما وهما يومئذ بمكّة ، فانطلقا حتّى أتيا الحجر الأسود ، فقال الإمام ( عليه السلام ) لمحمّد : ابدأ فابتهل إلى الله واسأله أن ينطق لك الحجر ثمّ سله ، فابتهل محمّد في الدعاء وسأل الله ثمّ دعا الحجر فلم يجبه ، فقال علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : ( أما إنّك يا عمّ لو كنت وصيّاً وإماماً لأجابك ) .
فقال له محمّد : فادع أنت يا بن أخي ، فدعا الله بما أراد ثمّ قال ( عليه السلام ) : ( أسألك بالذي جعل فيك ميثاق الأنبياء وميثاق الأوصياء وميثاق الناس أجمعين لمّا أخبرتنا بلسان عربيّ مبين مَن الوصي والإمام بعد الحسين بن علي ) ؟ فتحرّك الحجر حتّى كاد أن يزول عن موضعه ، ثمّ أنطقه الله بلسان عربيّ مبين فقال :
اللّهمّ إنّ الوصية والإمامة بعد الحسين بن علي بن أبي طالب إلى علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، وابن فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فانصرف محمّد وهو يتولّى علي بن الحسين ( عليه السلام )) .
وعن الإمام جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه علي بن الحسين ( عليهم السلام ) قال : ( نحن أئمّة المسلمين ، وحجج الله على العالمين ، وسادة المؤمنين ، وقادة الغرّ المحجّلين ، وموالي المؤمنين ، ونحن أمان لأهل الأرض ، كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء ، ونحن الذين بنا يمسك السماء أن تقع على الأرض إلاّ بإذنه ، وبنا يمسك الأرض أن تميد بأهلها ، وبنا ينزل الغيث ، وينشر الرحمة ، ويخرج بركات الأرض ولولا ما في الأرض منّا لساخت الأرض بأهلها ) .
ثمّ قال : ( ولم تخلُ الأرض منذ خلق الله آدم من حجّة لله فيها ، ظاهر مشهور أو غائب مستور ، ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجّة الله ، ولولا ذلك لم يعبد الله ) .


من مواضيع : صدرية.حكيمية 0 سيرة اهل البت عليهم السلام
0 اسماء الامام علي عليه السلام عند ...........
0 سجلوا حضورك اليومي بسلام على الامام موسى الكاظم عليه السلام
0 حجاب وعفاف مولاتنا الزهراء ع ...
0 رساله لكل اخت غاليه في منتدانا

الصورة الرمزية صدرية.حكيمية
صدرية.حكيمية
عضو نشط
رقم العضوية : 175
الإنتساب : Aug 2006
المشاركات : 179
بمعدل : 0.03 يوميا

صدرية.حكيمية غير متصل

 عرض البوم صور صدرية.حكيمية

  مشاركة رقم : 66  
كاتب الموضوع : صدرية.حكيمية المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 23-08-2006 الساعة : 04:25 AM


استسقاء الإمام السجاد ( عليه السلام ) لأهل مكة
قال ثابت البناني : كنت حاجّاً مع جماعة من عباد البصرة ، فلمَّا دخلنا مكّة رأينا الماء ضيِّـقاً ، وقد اشتدَّ بالناس العطش لقلة الغيث .
ففزع إلينا أهل مكـة والحُجَّاج يسألوننا أن نستسقي لهم ، فأتينا الكعبة وطفنا بها ثمَّ سألنا الله خاضعين متضرعين بها فَمُنِعْنَا الإجابة .
فبينما نحن كذلك إذا نحن بفتى قد أقبل وقد أكربته أحزانه ، وأقلقته أشجانه ، فطاف بالكعبة أشواطاً ثم أقبل علينا فقال : يا مالك بن دينار ، ويا ثابت البناني ، ويا أيوب السجستاني ، ويا .. ويا ، حتى عدَّنا وعدَّ من جلس معنا ، فقلنا : لبيك وسعديك يا فتى .
فقال : أما فيكم أحد يحبّه الرحمن ؟
فقلنا : يا فتى ، علينا الدعاء وعليه الإجابة .
فقال : أبعدوا عن الكعبة ، فلو كان فيكم أحد يحبّه الرحمن لأجابه ، ثم أتى الكعبة فخرَّ ساجداً فسمعته يقول – في سجوده – : سيدي ، بِحُبِّك لي إلا سقيتهم الغيث .
قال ثابت : فما استتم كلامه حتى أتاهم الغيث كأفواه القرب .
قال مالك بن دينار : فقلت : يا فتى ، من أين علمت أنه يحبك ؟
قال : لو لم يحبني لم يستزرني ، فلما استزارني علمت أنه يحبني ، فسألته بحبه لي فأجابني .
ثم ذهب عنَّا وأنشأ يقول :
مَن عَرَفَ الرَّبَّ فلم تُغنِهِ
معرفة الرَّبِّ فَذَاكَ الشَّقِي
مَا ضَرَّ في الطاعة ما نَالَهُ
في طاعةِ اللهِ وما ذَا لَقِي
مَا يصنع العبدُ بغير التُّقَى
والعِزُّ كُل العِزِّ للمُتَّقِي
قال مالك : يا أهل مكة ، من هذا الفتى ؟
قالوا : علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) .


من مواضيع : صدرية.حكيمية 0 سيرة اهل البت عليهم السلام
0 اسماء الامام علي عليه السلام عند ...........
0 سجلوا حضورك اليومي بسلام على الامام موسى الكاظم عليه السلام
0 حجاب وعفاف مولاتنا الزهراء ع ...
0 رساله لكل اخت غاليه في منتدانا

الصورة الرمزية صدرية.حكيمية
صدرية.حكيمية
عضو نشط
رقم العضوية : 175
الإنتساب : Aug 2006
المشاركات : 179
بمعدل : 0.03 يوميا

صدرية.حكيمية غير متصل

 عرض البوم صور صدرية.حكيمية

  مشاركة رقم : 67  
كاتب الموضوع : صدرية.حكيمية المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 23-08-2006 الساعة : 04:25 AM


الاهتمام الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) بالقرآن الكريم
قد شغف الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) كآبائه الكرام ـ بشكل ملفت للنظر ـ بالقرآن الكريم وعلومه ، وتمثّل ذلك في سلوكه اليومي وأدعيته واهتماماته ، تلاوةً ، وتدبّراً ، وتفسيراً ، وتعليماً ، وعملاً ، بما لا يدع مجالاً للريب في أنّ الإمام ( عليه السلام ) كان هو القرآن الناطق والتجسيد الحيّ لكلّ آيات القرآن الباهرة والمعجزة الإلهية الخالدة .
وها نحن نعرض بعض ما يشير إلى مدى اهتمام الإمام ( عليه السلام ) بالقرآن العظيم من خلال دعائه عند ختم القرآن .
قال ( عليه السلام ) : ( اللهمّ إنّك أعنتني على ختم كتابك الذي أنزلته نوراً ، وجعلته مهيمناً على كلّ كتاب أنزلته ، وفضّلته على كلّ حديث قصصته ، وفرقاناً فرّقت به بين حلالك وحرامك ، وقرآناً أعربت به عن شرائع أحكامك ، وكتاباً فصّلته لعبادك تفصيلاً ، ووحياً أنزلته على نبيّك محمّد صلواتك عليه وآله تنزيلاً ، وجعلته نوراً نهتدي من ظلم الضلالة والجهالة باتّباعه ، وشفاءً لمن أنصت بفهم التصديق إلى استماعه ، وميزان قسط لا يحيف عن الحقّ لسانه ، ونور هدىً لا يطفأ عن الشاهدين برهانه ، وعلم نجاة لا يضلّ من أمّ قصد سنّته ، ولا تنال أيدي الهلكات من تعلّق بعروة عصمته .
اللهمّ فإذا أفدتنا المعونة على تلاوته ، وسهلت جواسي ألسنتنا بحسن عبادته ، فاجعلنا ممّن يرعاه حقّ رعايته ، ويدين لك باعتقاد التسليم لمحكم آياته ، ويفزع إلى الإقرار بمتشابهه وموضّحات بيّناته ، اللهمّ إنّك أنزلته على نبيّك محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ، وألهمته علم عجائبه مكملاً ، وورثتنا علمه مفسّراً ، وفضّلتنا على من جهل علمه ، وقوّيتنا عليه لترفعنا فوق من لم يطق حمله .
اللهمّ فكما جعلت قلوبنا له حملةً ، وعرّفتنا برحمتك شرفه وفضله ، فصلّ على محمّد الخطيب به ، وعلى آله الخزّان له ، واجعلنا ممّن يعترف بأنّه من عندك ، حتّى لا يعارضنا الشكّ في تصديقه ، ولا يختلجنا الزيغ عن قصد طريقه ) .
إنّ القرآن هو معجزة الإسلام الكبرى ، وقد تحدّث سليل النبوّة في هذا المقطع عن بعض معالمه وأنواره وهي :
1ـ إنّ الله تعالى أنزل القرآن الكريم نوراً يهدي به الضالّ ، ويرشد به الحائر ، ويوضّح به القصد .
2ـ إنّ الله تعالى جعل القرآن الحكيم مهيمناً ومشرفاً على جميع كتبه التي أنزلها على أنبيائه ، فهو يكشف عمّا حدث فيها من التغيير والتبديل والتحريف من قبل المنحرفين ودعاة الضلال .
3ـ إنّ الله تعالى فضّل كتابه العزيز على كلّ حديث عرض فيه قصص الأنبياء وشؤونهم ، فقد تناول الذكر الحكيم بصورة موضوعية وشاملة أحوالهم وشؤونهم واقتباس العبر منهم .
4ـ إنّ القرآن الكريم باعتباره منهجاً ودستوراً عامّاً للحياة يفرّق بين الحلال والحرام ، ويعرب عن شرائع الأحكام ، ويفصّل جميع ما يحتاجه الناس تفصيلاً واضحاً لا لبس فيه ولا غموضاً .
5ـ إنّ الله تعالى كما جعل كتابه الحكيم نوراً يُهتدى به في ظلم الضلالة والجهالة ، كذلك جعله شفاءً من الأمراض والعاهات النفسية ، وذلك لمن آمن به وصدّقه .
6ـ إنّ الذكر الحكيم ميزان عدل وقسط ، ليس فيه ميلٌ عن الحقّ ، ولا اتّباع لهوى ، وإنّ من تمسّك به واعتصم ، فقد سلك الطريق القويم الذي لا التواء فيه ، ونجا من الهلاك .
7ـ طلب الإمام ( عليه السلام ) من الله جلّ جلاله أن يتفضّل عليه برعاية كتابه والتسليم لمحكم آياته ، والإقرار بمتشابهاته .
8ـ إنّ الله تعالى قد منح نبيّه العظيم فهم عجائب ما في القرآن الكريم وعلّمه تفسيره ، كما أشاد بأئمّة الهدى من عترة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) الذين رفعهم الله عزّ وجلّ وأعلى درجتهم ، فجعلهم خزنة علمه والإدلاّء على كتابه .
نماذج من تفسير الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) :
كان الإمام ( عليه السلام ) من ألمع المفسّرين للقرآن الكريم ، وقد استشهد علماء التفسير بالكثير من روائع تفسيره ، ويقول المؤرّخون : أنّه كان صاحب مدرسة لتفسير القرآن ، وقد أخذ عنه ابنه الشهيد زيد في تفسيره للقرآن ، كما أخذ عنه ابنه الإمام أبو جعفر محمّد الباقر ( عليه السلام ) ، الذي رواه عنه زياد بن المنذر ـ الزعيم الروحي للفرقة الجارودية ـ وهذه نماذج من تفسيره ( عليه السلام ) لكتاب الله العزيز .
1ـ روى الإمام محمّد الباقر عن أبيه ( عليهما السلام ) في تفسير الآية الكريمة : ( الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً ) ، أنّه تعالى جعل الأرض ملائمةً لطباعكم ، موافقةً لأجسادكم ، ولم يجعلها شديدة الحمأ والحرارة فتحرقكم ، ولا شديدة البرودة فتجمدكم ، ولا شديدة طيب الريح فتصدع هاماتكم ، ولا شديدة النتن فتعطبكم ، ولا شديدة اللين كالماء فتغرقكم ، ولا شديدة الصلابة فتمتنع عليكم في دوركم وأبنيتكم وقبور موتاكم ، ولكنّه عزّ وجلّ جعل فيها من المتانة ما تنتفون به ، وتتماسكون عليها أبدانكم وبنيانكم ، وجعل فيها ما تنقاد به لدوركم وقبوركم وكثير من منافعكم ، فلذلك جعل الأرض فراشاً لكم .
ثمّ قال عزّ وجلّ : ( وَالسَّمَاء بِنَاءً ) أي سقفاً من فوقكم ، محفوظاً يدير شمسها وقمرها ونجومها لمنافعكم ، ثمّ قال عزّ وجلّ : ( وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاءً ) يعني المطر ينزله من عل ليبلغ قلل جبالكم وتلالكم وأوهادكم ، ثمّ فرّقه رذاذاً ووابلاً وهطلاً لتنشفه أرضوكم ، ولم يجعل ذلك المطر نازلاً عليكم قطعة واحدة فيفسد أرضيكم وأشجاركم وزروعكم وثماركم .
ثمّ قال عزّ وجلّ : ( فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ ) يعني ممّا يخرجه من الأرض رزقاً لكم ( فَلاَ تَجْعَلُواْ للهِ أَندَاداً ) أي أشباهاً وأمثالاً من الأصنام التي لا تعقل ولا تسمع ولا تبصر ولا تقدر على شيء ( وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ) أنّها لا تقدر على شيء من هذه النعم الجليلة التي أنعمها عليكم ربّكم تبارك وتعالى ) .
وحوت هذه القطعة الذهبية من كلام الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) أروع أدلّة التوحيد وأوثقها ، فقد أعطت صورة متكاملة مشرقة من خلق الله تعالى للأرض ، فقد خلقها بالكيفية الرائعة التي ليست صلبة ولا شديدة ليسهل على الإنسان العيش عليها ، والانتفاع بخيراتها وثمراتها التي لا تحصى ، فالأرض بما فيها من العجائب كالجبال والأودية والمعادن والبحار والأنهار وغير ذلك من أعظم الأدلّة وأوثقها على وجود الخالق العظيم الحكيم .
كما استدل الإمام ( عليه السلام ) على عظمة الله تعالى بخلقه السماء وما فيها من الشمس والقمر وسائر الكواكب التي تزوّد هذه الأرض بأشعتها .
إنّ أشعّة الشمس لها الأثر البالغ في تكوين الحياة النباتية ، كما أنّ أشعة القمر لها الأثر على البحار في مدّها وجزرها ، وكذلك لأشعة سائر الكواكب ، فإنّ الأثر التام في منح الحياة العامّة لجميع الموجودات الحيوانية والنباتية في الأرض ، وهذه الظواهر الكونية التي لم تكتشف إلاّ في هذه العصور الحديثة ، إلاّ أنّ الإمام ( عليه السلام ) ألمح إليها في كلامه ، فكان حقّاً هو وآباؤه وأبناؤه المعصومون الروّاد الأوائل الذين رفعوا راية العلم ، وساهموا في تكوين الحضارة الإنسانية .
وأعطى الإمام ( عليه السلام ) صورة متميّزة عن الأمطار ، وأنّها تتساقط بصورة رتيبة وفي أوقات خاصّة ، وذلك لإحياء الأرض وإخراج ثمراتها ، ولو دام المطر ونزل دفعة واحدة ، لأَهلك الحرث والنسل .
وبعدما أقام الإمام ( عليه السلام ) الأدلّة المحسوسة على وجود الخالق الحكيم ، دعا إلى عبادته وتوحيده ونبذ الأصنام والأنداد التي تدعو إلى انحطاط الفكر وجمود الوعي ، لأنّها لا تضرّ ولا تنفع ولا تملك أيّ قدرة في إدارة هذا الكون وتصريف شؤونه .
2ـ فسّر ( عليه السلام ) الآية الكريمة : ( ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً ) بقوله : ( السلم هو ولاية أمير المؤمنين ( عليه السلام )) ، ولا شك أنّ ولاية الإمام أمير المؤمنين وباب مدينة علم النبي ( صلى الله عليه وآله ) هي السلم الحقيقي الذي ينعم الناس في ظلاله بالأمن والرخاء والاستقرار ، ولو أنّ المسلمين كانوا قد دانوا بهذه الولاية بعد وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) لما داهمتهم الأزمات في حياتهم السياسية والاجتماعية .
3ـ روى الإمام الصادق ( عليه السلام ) عن جدّه الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) في تفسير قوله تعالى : ( يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ ) أنّه قال : ( إنّي ضامن على ربّي تعالى أنّ الصدقة لا تقع في يد العبد حتّى تقع في يد الربّ تعالى ) ، وكان يقول : ( ليس من شيء إلاّ وكّل به ملك ، إلاّ الصدقة فإنّها تقع في يد الله تعالى ) .
4ـ سأل رجل الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) عن الحقّ المعلوم الذي ورد في قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) ، فقال ( عليه السلام ) : ( الحقّ المعلوم الشيء الذي يخرجه من ماله ليس من الزكاة والصدقة المفروضتين ) .
فقال له الرجل : فما يصنع به ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( يصل به رحماً ، ويقوّي به ضعيفاً ، ويحمل له كلّه ، أو يصل أخاً له في الله ، أو لنائبة تنوبه ) ، وبهر الرجل من علم الإمام وراح يقول له : الله أعلم حيث يجعل رسالته في من يشاء .
5ـ فسّر الإمام ( عليه السلام ) الآية الكريمة : ( فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ) بأنّه العفو من غير عتاب .


من مواضيع : صدرية.حكيمية 0 سيرة اهل البت عليهم السلام
0 اسماء الامام علي عليه السلام عند ...........
0 سجلوا حضورك اليومي بسلام على الامام موسى الكاظم عليه السلام
0 حجاب وعفاف مولاتنا الزهراء ع ...
0 رساله لكل اخت غاليه في منتدانا

الصورة الرمزية صدرية.حكيمية
صدرية.حكيمية
عضو نشط
رقم العضوية : 175
الإنتساب : Aug 2006
المشاركات : 179
بمعدل : 0.03 يوميا

صدرية.حكيمية غير متصل

 عرض البوم صور صدرية.حكيمية

  مشاركة رقم : 68  
كاتب الموضوع : صدرية.حكيمية المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 23-08-2006 الساعة : 04:26 AM


بكاء الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) على أبيه الحسين ( عليه السلام )
روي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : ان جدّي زين العابدين ( عليه السلام ) بكى على أبيه أربعين سنة ، صائما نهاره ، وقائما ليله ، فاذا حضر الإفطار وجاء غلامه بطعامه وشرابه ، فيضعه بين يديه ويقول : كـل يـا مـولاي .
فـيقول ( عليه السلام ) : ( قتل ابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عطشاناً ) ، فلا يزال يكرر ذلك ويبكي حتى يبتل طعامه من دموعه ، فلم يزل كذلك حتى لحق بالله عز وجل .
وحدّث مولى له قال : انه برز يوما الى الصحراء فتبعته ، فوجدته قد سجد على حجارة خشنة ، فوقفت وانا اسمع شهيقه ، واحصيت عليه الف مرة يقول : ( لا اله الا الله حقا حقا لا اله الا الله تعبدا ورقا ، لا اله الا الله ايمانا وصدقا ) ثم رفع راسه من سجوده وان لحيته ووجهه قد غمرا من دموع عينيه ، فقلت : يا سيدي اما آن لحزنك ان ينقضي ، ولبكائك ان يقل ؟
فقال : ( ويحك ان يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم كان نبيا وابن نبي ، له اثنا عشر ابنا فغيّب الله واحدا منهم ، فشاب رأسه من الحزن ، واحـدودب ظـهره من الغم ، وذهب بصره من البكاء ، وابنه حي في دار الدنيا ، وأنا رأيت أبي وأخي وسبعة عشر من أهل بيتي ، صرعى مقتولين ، فكيف ينقضي حزني ويقل بكائي ) ؟ .
وذكر اليعقوبي : وجّه المختار برأس عبيد الله بن زياد الى علي بن الحسين في المدينة مع رجل من قومه ، وقال له : قف بباب علي بن الحسين ، فاذا رأيت أبوابه قد فتحت ودخل الناس ، فذلك الذي فيه طعامه ، فادخل اليه ، فجاء الرسول الى باب علي بن الحسين ، فلما فتحت ابوابه ، ودخل الناس للطعام ، دخل ونادى بأعلى صوته : يا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ، ومهبط الملائكة ، ومنزل الوحي ، أنا رسول المختار بن أبي عبيد ، معي رأس عبيد الله ابن زياد ، فلم تبق في شيء من دور بني هاشم امراة الا صرخت ، ودخل الرسول فاخرج الرأس ، فلما رآه علي بن الحسين قال : ابعده الله الى النار .
وروى بعضهم ان علي بن الحسين لم ير ضاحكا قط منذ قتل ابوه ، الا في ذلك اليوم ، وانه كان له ابل تحمل الفاكهة من الشام ، فلما أتي برأس عبيد الله ابن زياد أمر بتلك الفاكهة ، ففرقت بين أهل المدينة ، وامـتشطت نساء آل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) واختضبن ، وما امتشطت امراة ولا اختضبت منذ قتل الحسين بن علي .


من مواضيع : صدرية.حكيمية 0 سيرة اهل البت عليهم السلام
0 اسماء الامام علي عليه السلام عند ...........
0 سجلوا حضورك اليومي بسلام على الامام موسى الكاظم عليه السلام
0 حجاب وعفاف مولاتنا الزهراء ع ...
0 رساله لكل اخت غاليه في منتدانا

الصورة الرمزية صدرية.حكيمية
صدرية.حكيمية
عضو نشط
رقم العضوية : 175
الإنتساب : Aug 2006
المشاركات : 179
بمعدل : 0.03 يوميا

صدرية.حكيمية غير متصل

 عرض البوم صور صدرية.حكيمية

  مشاركة رقم : 69  
كاتب الموضوع : صدرية.حكيمية المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 23-08-2006 الساعة : 04:27 AM


الجوانب التربوية في أدعية الإمام زين العابدين ( عليه السلام )
أسرار الدعاء :
الدعاء في الإسلام رُكن رَكين ، وكهف حصين ، وواحة أمان وطمأنينة يلجأ إليه الإنسان المسلم عندما تداهمه الخطوب ، وتنتابه العلل ، وتتلبَّد أمامه الأجواء ، فيحسُّ بالاختناق في كل لحظة ، ويفتش عن المتنَفَّس ، ويبحث عن الانعاش ، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا المعنى حيث قال : ( وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَآئِمًا ) يونس : 12 .
وهو شعور فطري بوجود القوَّة الأعظم ، واليد الغيبية التي تمتد في اللحظة المناسبة لإنقاذ الإنسان من محنته .
والأحاديث الشريفة أكَّدت على أنَّ للدعاء أهدافاً وحكماً كثيرة لو عرفها الإنسان لاكتشف كنزاً عظيماً ، اكتشف علاجاً لمشاكل عويصة يعيشها في حياته ، وحلاًّ للمصاعب التي تعترضه ، واكتشف بالتالي شفاءً لما في صدره من الآلام والأدران .
وفي طليعة هذه الأحاديث ما روى عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، عن آبائه ، عن الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : ( الدُّعاء سلاح المؤمن ، وعِمَاد الدين ، ونور السماوات والأرض ) .
فالمؤمن يواجه في حياته مخاطر كثيرة ، وذلك بسبب ضعف نفسه ، لأن الإنسان خلق من ضعف ، ورُكِّب في ضعف : ( وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا ) النساء : 28 .
فحياته محدودة ، وعمره محدود ، وعلمه محدود ، وأخيراً تحركه في الدنيا محدود .
والسؤال هو : كيف يخرج الإنسان من هذا الضعف الذي يحيط به ؟
وجوابه : أنه يخرج بقوة خارجية ، وبإمداد غيبي ، هو الاتصال بالله سبحانه وتعالى ، والتوكل عليه .
كما أن الدعاء - كما في الحديث - عماد الدين ، فللدِّين مظهر وجوهر ، مظهر الدين هو الصلاة ، والصيام ، والحج ، إلى آخر العبادات ، ولكن ما هو جوهر الدين وعماده ؟
إنه الدعاء ، لأن جوهر الدين هو اتصال الإنسان بالله ، وعماد الدين وهو عروج الإنسان إلى الله .
فإن الله سبحانه وتعالى تحدث إلى الإنسان عبر القرآن الكريم ، ولكن كيف يتحدث الإنسان مع الله سبحانه ؟ فمناجاة الإنسان مع ربِّه هو الدعاء .
التربية الأخلاقية في أدعية الإمام السجاد ( عليه السلام ) :
صاغ الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) أدعية عالية المضامين ، بوحي من القرآن الحكيم ، تعتبر بحقٍّ دائرةُ معارفٍ عُليَا ، لجميع المعارف الإلهية ، ابتداءً من معرفة الله ومعرفة أسمائه الحسنى ، وطرق التوسل إليه ، واستمراراً مع صفات الرسل ، وانتهاءً بتكريس الصفات الرسالية عند الإنسان المسلم .
لنتأمل المقطوعة التالية في التربية الأخلاقية : ( اللَّهُمَّ صَلِّ على محمد وآل محمد ، واحجُبني عن السرف والازدياد ، وقوِّمني بالبذل والاقتصاد ، وعلِّمني حسن التقدير ، واقبضني بلطفك عن التبذير .
وأجر من أسباب الحلال أرزاقي ، ووجِّه في أبواب البرِّ إنفاقي ، وأوزعني من المال ما يحدث إليَّ مخيلة ، أو تأدّياً إلى بغي ، أو ما أتعقب منه طغياناً .
اللَّهُمَّ حَبِّب إليَّ صحبة الفقراء ، وأعنِّي على صحبتهم بحسن الصبر ، وما زويت عنِّي من متاع الدنيا الفانية ، فاذخره لي في خزائنك الباقية .
واجعل ما خوَّلتني من حطامها ، وعجَّلت لي من متاعها بُلْغَة إلى جوارك ، ووصلةً إلى قربك ، وذريعة إلى جَنَّتِك ، إنك ذو الفضل العظيم ، وأنت الجواد الكريم ) .
إن التأمل في فقرات هذا الدعاء الرائع ، يرفع الإنسان أعلى مراتب الشعور الإنساني ، حيث يشعر المرء بحب الصحبة للفقراء ، والابتعاد عن أخلاق الطغاة ، وبالذات الطغيان الناشئ من الغنى والثروة .
كما يعلمنا الإمام ( عليه السلام ) من خلال هذا الدعاء ، كيف ينبغي أن نصرف المال بدون تبذير ، ولكن مع الإنفاق في وجوه البر والإحسان .
كما يذكِّر الإنسان بأن الهدف الأقصى هو بلوغ الآخرة ، عند جوار الرب الكريم ، وليس التلذذ بالمتاع الزائل ، والملذات الفانية في هذه الحياة .
الوعي السياسي في أدعية الإمام السجاد ( عليه السلام ) :
لقد كان واضحاً في عصر الإمام السجاد ( عليه السلام ) مَدَى الخطورة والانهيار الذي بدأ يَدُبُّ في أوصال الأمة المسلمة ، في كيانها ووجودها الاجتماعي ، وذلك إثر الهجوم الواسع النطاق الذي أخذ المفسدون والطواغيت على عاتقهم القيام به .
فقد بدأ هؤلاء يُشِيعون ويروِّجُون الأفكار الهدَّامة ، ويشجعون ألوان المجون والتحلل الأخلاقي ، ويخترعون كلَّ وسيلة لتدمير وتفكيك البنى الاجتماعية والأسريَّة .
ويدلنا على ذلك ويشهد عليه ، ما نقله الأصفهاني في كتابه ( الأغاني ) ، وما أورده المسعودي في ( مروج الذهب ) .
وكذلك كانت عمليات الإفساد الرسمي ، والحفلات الماجنة ، وانتهاك الحرمات نهاراً جهاراً ، ممّا ينبئ بعملية إفساد منظَّم تقف وراءها مؤسسات الدولة .
وإن من يطَّلع على مثل تلك الصور والأرقام ، يدرك ما كان يجري من فسادٍ وإفساد ، وعلى مختلف الأصعدة الاجتماعية ، والاقتصادية ، والفكرية ، والأخلاقية .
وإزاء ذلك ماذا يمكن أن يفعل الإمام السجاد ( عليه السلام ) ، في وضع كانت ترصد فيه أية حركة أو تحرك ؟
وكيف يستطيع ( عليه السلام ) أن يقوم بدوره بصفته إمام الأمة ، والمسؤول الأول عن حماية الشريعة ، وأمن المجتمع المسلم ؟
وقد فرضت عليه العزلة التامة ، وأحيط ( عليه السلام ) بأجواء تحصى فيه الأنفاس ، ويضطهد فيها الناس ، ويؤخذون بالظنة والتهمة كما شَدِّ الرقباء .
وراحت عيونهم تبحث عن كل من يتصل بالإمام ( عليه السلام ) من قريب أو بعيد .
فالوعي العميق بمثل هذه الظروف من جهة ، وبأهمية القيام بدورٍ شجاع وفاعلٍ ولابُدِّيَّة النهوض بمبادرة خلاقة ، فضلاً عن المسؤولية الرسالية .
كل ذلك دفع الإمام السجاد ( عليه السلام ) إلى التحرك الجاد والمناسب ، فشهر سلاح الدعاء في وجه الخصوم والأعداء ، ليكون بادئ ذي بدء ، والنصل المضاد ، والتحصين الضروري ، ولإنقاد ما يمكن إنقاذه ، ثم لينطلق منه وبه لشنِّ الهجوم المضاد ، ولقد كان هذا الاختيار موفقاً جداً .
إن الإمام السجاد ( عليه السلام ) ينطلق في ذلك من وعي تام بأن التوعية الفكرية تبقى باردة ، ولا تؤدي إلى تفعيل الحياة الثقافية والسياسية للأمة ، وتحصين المسلمين ضد عوامل الهدم الفكري ، والإفساد السياسي والأخلاقي .
نعم إن التوعية الفكرية وحدها ما لم تمتزج بالنداوة الروحية ، وتنفعل بالحرارة العاطفية لا تثمر الثمرة المَرجُوَّة .
ومن هنا رأى الإمام السجاد ( عليه السلام ) أن يتلقَّى المسلم التوعية الفكرية من خلال المناجاة ، حيث يكون وجدان المسلم عادةً في سخونة كافية ، فتكون قادرة حينئذ على أن تأخذ مداها الكامل ، وتترسخ في أعماق النفس ، وتستقر في صفحة الذهن ، وبتحقق عملية الانفعال تلك تتم عملية التحصين .
إن علينا هنا أن نَتَبَيَّن مدى ما حقَّقه الإمام السجاد ( عليه السلام ) من ظفر ونجاح ، وليس عسيراً أن نعثر على عشرات الشواهد التي تدلُّنا على أن الأدعية السجادية صارت معشوقة ، ومتبناة من قبل قطاعات واسعة في الأمة .
ونظرةً عُجْلى على أسانيد الصحيفة ورواتها وحَفَظَتها ، وتناقلها بأمانة ودِقَّة ، وبما لم يتوفر مثله للكثير من المأثورات تشير لنا تلك الحقيقة بوضوح وتؤكد مدى النجاح والظَّفْر .
ويظهر لنا وجه آخر في هذه القضية المُهمة ، وهو أن الإمام السجاد ( عليه السلام ) بحكم مسؤوليته الرسالية ، ولكونه المسؤول الأول في تلك الفترة عن الحفاظ على أصالة الفكر الإسلامي ، ونقائه ، ثم إيصاله إلى الأجيال اللاحقة ، سليماً معافىً من التشويش والتحريف ، وبعيداً عن أباطيل الخصوم وتشويهاتهم ، سواء منهم من كان يكيد للإسلام ، كالمنافقين ، أم من كان يتربص الدوائر للانقضاض عليه .
حَمَلَته تلك المسؤولية على استخدام هذه الوسيلة بلحاظ أنَّها فيما تستبطنه من مضامين بعيداً عن أعين الرقباء ، ووسائل رصدهم العادية .
على أنه يقتضي التنبيه إلى أن أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) من بعده ( عليه السلام ) ، وبالأخص ولده الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، ثم حفيده الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، قد نَهَضا بدورهما الريادي والقيادي في مجال بَثِّ علوم أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ونشر فقههم ، ومعارفهم ، بالوسائل المألوفة والمُتاحة .
إلا أنه مع ذلك كله حرصوا ( عليهم السلام ) بدورهم على نقل وترويج أدعية الصحيفة السجادية ، ودعوة شيعتهم ومريديهم إلى حفظها والاهتمام بها .
وذلك لتبقى دائماً وأبداً في كل عصر تدلُّهم فيه الخطوب ، فيكون الفكر الإسلامي النقي الذي تحمله مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) عُرضَةً للاضطهاد والتدمير ، تبقى تلك الصحيفة تحمل الأمانة وتصونها .
واستناداً إلى هذا ، فإنَّ الرجوع إلى الصحيفة السجادية يُعدُّ رجوعاً إلى الينابيع الأصيلة والنقية .
وإن البحث في مضامينها الراقية سواء في المجال الفكري ، والسياسي ، أو الاجتماعي ، والأخلاقي ، ومحاولة استكشاف المفاهيم والنظريات ، والآراء الشديدة ، سيغني ولا شكَّ مسيرة الفكر الإسلامي .
وما أجمل أن نختم الحديث عن أدعية الإمام السجاد ( عليه السلام ) بمقطوعة رائعة من أدعيته ، التي تُعلِّم المؤمنين كيف ينبغي الانقطاع إلى الله ، والاستغناء عن الخلق ، والذلَّة لهم .
فيقول ( عليه السلام ) : ( اللَّهُمَّ إني أعتذر إليك من مظلوم ظُلِم بحضرتي فلم أنصره ، ومن معروف أُسدِيَ إليَّ فلم أشكره ، ومن مُسِيء اعتَذَر إليَّ فلم أعذره ، ومِن ذِي فَاقَةٍ سلني فلم أوثِرْه ، ومن حَقِّ ذي حقٍّ لَزمَني لِمُؤمن فلم أوفره ، ومن عَيبِ مُؤمنٍ ظهرَ لي فلم أستره ، ومن كل إثْم عُرِضَ لي فلم أهجُرْه ) الصحيفة السجادية : 147 .


من مواضيع : صدرية.حكيمية 0 سيرة اهل البت عليهم السلام
0 اسماء الامام علي عليه السلام عند ...........
0 سجلوا حضورك اليومي بسلام على الامام موسى الكاظم عليه السلام
0 حجاب وعفاف مولاتنا الزهراء ع ...
0 رساله لكل اخت غاليه في منتدانا

الصورة الرمزية صدرية.حكيمية
صدرية.حكيمية
عضو نشط
رقم العضوية : 175
الإنتساب : Aug 2006
المشاركات : 179
بمعدل : 0.03 يوميا

صدرية.حكيمية غير متصل

 عرض البوم صور صدرية.حكيمية

  مشاركة رقم : 70  
كاتب الموضوع : صدرية.حكيمية المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 23-08-2006 الساعة : 04:28 AM


حِكَم الإمام السجاد ( عليه السلام )
إنّ للإمام السجاد ( عليه السلام ) عدّة حكم ، نذكر منها :
1ـ قال ( عليه السلام ) : ( التَارِكُ للأمْرِ بالمَعرُوفِ والنَّهي عَنِ المُنْكَر كَالنَّابِذِ لِكِتَابِ اللهِ وَرَاء ظَهْرِه ، إلاَّ أنْ يَتَّقي تُقَاةً ) .
قيل له : وما يتَّقي تُقاة ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( يَخَافُ جَبَّاراً عنيداً أنْ يفرطَ عَلَيهِ أوْ أنْ يَطْغَى ) .
2ـ قال ( عليه السلام ) : ( لا يَقلُّ عَمَلٌ مَعَ تَقْوى ، وكَيفَ يَقلُّ مَا يُتَقَبَّلُ ؟! ) .
3ـ قال ( عليه السلام ) : ( أبْغَضُ النَّاسِ إلى اللهِ مَنْ يَقْتَدِي بِسُنَّةِ إِمامٍ ولا يَقْتَدِي بِأعْمَالِه ) .
4ـ قال ( عليه السلام ) : ( كَمْ مِن مَفْتونٍ بِحُسْنِ القَولِ فَيه ، وكَمْ مِنْ مَغرُورٍ بِحُسنِ السِّترِ عَلَيه ، وكَمْ مِن مُسْتَدْرَجٍ بالإحْسَانِ إِلَيه ) .
5ـ قال ( عليه السلام ) : ( كَمَالُ دِينِ المُسلِمِ تَرْكُه الكلامَ فِيمَا لا يَعْنِيه ، وَقِلَّةَ مرَائِهِ ، وَحِلْمِهِ ، وصَبْرِهِ ، وَحُسْنِ خُلقِهِ ) .
6ـ قال ( عليه السلام ) : ( الرِّضَى بِمَكرُوهِ القَضَاء أرْفَعُ دَرَجَات اليَقينِ ) .
7ـ قال ( عليه السلام ) : ( مَن كَرُمَتْ عَليهِ نَفسُه هَانَتِ عَليهِ الدُّنْيَا ) .
8ـ قيل للإمام السجاد ( عليه السلام ) : مَنْ أعظم الناس خطراً ؟ قال ( عليه السلام ) : ( مَنْ لَمْ يَرَ الدُّنيَا خَطَراً لِنَفسِهِ ) .
9ـ قال رجلٌ كان بحضرة الإمام السجاد ( عليه السلام ) : اللَّهم أغنِنِي عن خلقِك ، فقال ( عليه السلام ) : ( لَيْسَ هَكَذا ، إِنَّما النَّاسُ بالنَّاسِ ، ولكنْ قُلْ : اللَّهُمَّ أغْنِنِي عَنْ شِرَارِ خَلقِكَ ) .
10ـ قال ( عليه السلام ) : ( مَنْ قَنع بِمَا قَسَم اللهُ لَهُ فَهْو مِنْ أغنَى النَّاس ) .
11ـ قال ( عليه السلام ) : ( لا يقلُّ عَمَلٌ مَع تَقوىً ، وَكيفَ يَقلُّ مَا يُتقبَّل ) .
12ـ قال ( عليه السلام ) : ( اتَّقُوا الكَذِبَ ، الصَّغِير مِنْهُ والكَبير ، مِن كُلِّ جِدٍّ وهَزَلٍ ، فإنَّ الرَّجُل إِذا كَذِبَ في الصَّغيرِ اجْتَرأ عَلَى الكَبير ) .
13ـ قال ( عليه السلام ) : ( كَفَى بِنَصْرِ اللهِ لَكَ أنْ تَرَى عَدوَّكَ يَعمَلُ بِمَعاصي اللهِ فِيكَ ) .
14ـ قال ( عليه السلام ) : ( الخَيرُ كُلّهُ صِيانَةُ الإنْسانِ نَفسَهُ ) .
15ـ قال ( عليه السلام ) لبعض بَنيه : ( يَا بُنيَّ إنَّ اللهَ رَضِيَني لَكَ وَلم يرْضِكَ لِي ، فَأوْصَاكَ بِي ، وَلَم يُوصِنِي بِكَ ، عَليكَ بِالبِرِّ تُحفَة يَسيرة ) .
16ـ قيل للإمام السجاد ( عليه السلام ) : مَا الزُّهد ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( الزُّهْدُ عَشرَةُ أجْزَاء : فأعْلَى دَرَجَاتِ الزُّهْدِ أدْنَى دَرَجَاتِ الوَرَع ، وأعْلَى دَرَجَاتِ الوَرَع أدْنَى دَرَجَاتِ اليَقِين ، وَأعْلَى دَرَجَاتِ اليَقينِ أدْنَى دَرَجَاتِ الرِّضَى ، وإنَّ الزُّهْدَ في آيَةٍ مِن كِتَابِ اللهِ : ( لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ) ) الحديد : 23 .
17ـ قال ( عليه السلام ) : ( طَلَبُ الحَوائِجِ إلى النَّاسِ مَذَلَّةً للحَيَاةِ ، وَمُذهِبَةً للحَيَاء ، واسْتِخْفَافٌ بالوقَار ، وهو الفَقْرُ الحَاضِرُ ، وقِلَّةِ طَلَب الحَوائِجِ مِن النَّاسِ هُو الغِنَى الحَاضِرُ ) .
18ـ قال ( عليه السلام ) : ( إنَّ أحَبَّكُمْ إلَى اللهِ أحْسَنُكُم عَمَلاً ، وإنَّ أعْظَمَكُمْ عِندَ اللهِ عَمَلاً أعْظَمُكُمْ فِيمَا عِنْدَ اللهِ رَغْبَةً ، وَإنَّ أنْجَاكُم مِنَ عَذَابِ اللهِ أشدُّكُم خَشْيَةً للهِ ، وَإنَّ أقْرَبُكُم مِنَ اللهِ أوْسَعكُم خَلقاً ، وَإنَّ أرْضَاكُم عِنْدَ اللهِ أسْبَغكُمْ عَلى عِيَالِهِ ، وَإنَّ أكْرَمكُمْ عَلَى اللهِ أتْقَاكُم لله ) .
19ـ قال ( عليه السلام ) لبعض بَنيه : ( يَا بُنيَّ ، اُنظُر خَمْسَةً فلا تُصاحِبْهُم ولا تُحَادِثْهُم ولا ترافِقْهُم فِي طَريق ) .
فقال بعض بَنيه : يَا أبَتِ ، مَنْ هُم ؟
قال ( عليه السلام ) : ( إِيَّاكَ وَمُصَاحَبَةِ الكذَّابِ ، فَإنَّه بِمَنزِلَة السَّرَاب ، يُقرِّبُ لَكَ البَعيدَ ، وَيبعِّد لَكَ القَريبَ ، وَإيَّاكَ ومُصَاحَبَةِ الفاسِقِ ، فإنَّه بَايَعَكَ بِأكلِةٍ ، أو أقَلّ مِن ذَلِك .
وَإيَّاكَ وَمُصاحَبَةِ البَخيلِ ، فَإنَّه يَخذُلُك في مَالِه أحْوج مَا تَكُونُ إِلَيهِ ، وَإيَّاكَ وَمُصاحَبَةِ الأحْمَقِ ، فَإنَّه يُريدُ أنْ يَنْفعَكَ فَيَضُرَّك ، وَإيَّاكَ وَمُصاحَبَةِ القَاطِعِ لِرَحِمِهِ ، فَإنِّي وَجَدتُه مَلعُوناً فِي كِتَابِ اللهِ ) .
20ـ قال ( عليه السلام ) : ( إنَّ المَعْرِفَةَ وَكَمَالُ دِينِ المُسلِم تَركُه الكَلامُ فِيمَا لا يَعنِيهِ ، وَقِلَّة مِرائِهِ وَحِلْمِهِ ، وصَبْرِهِ وَحُسن خُلُقِهِ ) .
21ـ قال ( عليه السلام ) : ( ابْنَ آدَم ، إنَّكَ لا تَزَالُ بِخَيرٍ مَا كَانَ لَكَ وَاعِظٌ مِن نَفسِكَ ، وَمَا كَانَتِ المُحَاسَبَةُ مِن هَمِّكَ ، وَمَا كَانَ الخَوفُ لَكَ شِعاراً ، وَالحَذَرُ لَكَ دثَاراً ، ابنَ آدم ، إِنَّك ميِّتٌ ، وَمَبعوثٌ ، وَمَوقُوفٌ بَينَ يَدَي اللهِ جَلَّ وعزَّ ، فَأعِدَّ لَهُ جَواباً ) .
22ـ قال ( عليه السلام ) : ( لا حَسَبَ لِقرَشِيٍّ وَلا لِعَربيٍّ إلاَّ بِتَوَاضُع ، وَلا كَرَمَ إلاَّ بِتَقوَى ، وَلا عَمَلَ إلاَّ بِنِيَّةٍ ، وَلا عِبَادَةَ إلاَّ بالتَّفَقُّهِ ، ألاَ وَإنَّ أبغَضَ النَّاسِ إلى اللهِ مَنْ يَقتَدِي بِسُنَّةِ إمَامٍ وَلا يَقْتَدي بِأعْمَالِهِ ) .
23ـ قال ( عليه السلام ) : ( المؤمِنُ مَنْ دُعَائُهُ عَلَى ثَلاث : إَمَّا أنْ يَدَّخِرَ لَهُ ، وَإمَّا أنْ يُعَجِّلَ لَهُ ، وَإمَّا أنْ يَدفَعَ عَنهُ بَلاءً يُريدُ أنْ يُصيبَهُ ) .


من مواضيع : صدرية.حكيمية 0 سيرة اهل البت عليهم السلام
0 اسماء الامام علي عليه السلام عند ...........
0 سجلوا حضورك اليومي بسلام على الامام موسى الكاظم عليه السلام
0 حجاب وعفاف مولاتنا الزهراء ع ...
0 رساله لكل اخت غاليه في منتدانا
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أفضل الطرق لتحبيب أبنائنا بأهل البيت (ع) بلد المنكوبة المنتدى الإجتماعي 9 07-04-2007 05:12 PM
ما علاقة سورة الفجر بالامام الحسين عليه السلام !!!!! نور الزهراء منتدى القرآن الكريم 9 27-03-2007 06:27 PM
السلام عليك يا مولاي ياامير المؤمنين لجنة ألإستقبال منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام 10 15-10-2006 11:46 PM
الامام الحسن المجتبى (عليه السلام) في مدرسة النبوة احمد العراقي منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام 4 10-10-2006 05:45 PM

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 05:48 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية