بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم
الإسلام وميل اللذة
يميل الشاب بنحو طبيعي إلى استغلال وقت الفراغ باستخدام وسائل الترفيه الممتعة والمنشطة، ليتمتع بسرور النفس وابتهاج الخاطر ويحصل على منافع له منها. الا انه يحتاج إلى هداية وتوجيه صحيحين من اجل أن لا يبالغ في تحقيق هذا الميل.
وفي وصاياهم التربوية قام ائمة الإسلام بتعديل هذا الميل وتحديده وفق مقياس المصلحة والسلامة. فاجازوا الاستمتاع باللذات التي تبعث على انبساط الروح وتؤدي إلى المسرة والارتياح ولا تلحق ضرراً بسعادة الإنسان، بل انهم اكدوا أيضاً أن اللذائذ المباحة للإنسان تعينه على اداء تكاليفه الروحية والمعنوية.
استخدام اللذات المشروعة :
عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال: "ينبغي للمسلم العاقل أن يكون له ساعةٌ يفضي بها الى عمله فيما بينه وبين الله عزّ وجلّ وساعةٌ يلاقي اخوانه الذين يفاوضهم ويفاوضونه في امر آخرته وساعةٌ يخلّي بين نفسه ولذاتها في غير محرّم فانّها عونٌ على تلك الساعتين"(1) .
ومحرمة في الإسلام هي اللذات التي تلحق بجسم الانسان وروحه الضرر ولا تتوافق مع سعادته وسلامته وتؤدي بالتالي الى بؤسه وشقائه، وقد حذّر الائمة(عليه السلام) المسلمين من التلوث بها.
قال الإمام علي(عليه السلام): "نزّهوا أنفسكم عن دنس اللذات وتبعات الشّهوات"(2).
وعنه(عليه السلام): "لا خير في لذّة توجب ندماً وشهوةٍ تعقب ألماً"(3).