ينبغي أن يكون التوسّل بالإمام لأجل رفع الحجب الظاهريّة والباطنيّة
بتاريخ : 18-05-2014 الساعة : 01:18 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
إنّ مجالس التوسّل بوليّ العصر ومحافله هي في غاية الحسن والجودة، بَيدَ أنّ التوسّل الذي يُقْصَدُ من ورائه الحقّ؛ والوصول إلى الحقّ؛ ورفع الحجب الظلمانيّة والنورانيّة؛ وكشف حقيقة الولاية والتوحيد؛ وحصول العرفان الإلهيّ والفناء في ذاته المقدّسة، هو التوسّل المرغوب والمحمود. و لذلك فإنّ انتظار الفرج حتى في عصر الأئمّة عليهم السلام أنفسهم كان يعتبر من أعظم الأعمال وأكثرها فضيلة.
إنّ التوسّل بحقيقة ولاية الإمام لكشف حجب الطريق من أفضل الأعمال؛ لأنّ توحيد الحقّ من أفضل الأعمال. كما أنّ انتظار الظهور الخارجيّ للإمام بوصفه مقدّماً على ظهوره الباطنيّ وكشف ولايته مفيد. وانتظار الظهور الخارجيّ محبوب ومحمود في ضوء ذلك.
وإذا كنّا نرمي إلى الظهور الخارجيّ وحده دون القصد إلى تلك الحقيقة ومحتواها، فقد بعنا الإمام بِثَمَنٍ بَخسٍ حينئذٍ؛ وبالتالى فنحن المتضرّرون كثيراً؛ لأنّ المراد والمقصود ليس التشرّف بحضوره الطبيعيّ؛ وإلّا فإنّ كثيراً من الناس كانوا يرون الأئمّة في عصورهم ويحضرون عندهم؛ ويتكلّمون معهم؛ بَيدَ أنهم كانوا لا خلاق لهم من حقيقتهم. ولو كنّا في مجالس التوسّل، أو عند الاختلاء بأنفسنا توّاقين إلى لقائه؛ ورزقنا الله ذلك، ولم تكن غايتنا لقاء الله وحقيقة الولاية، فإنّنا نتشرّف برؤيته على نفس النسق الذي كان الناس به يتشرّفون برؤية الأئمّة والحضور عندهم آنذاك. وإنه لغَبْن وضرر كبير أن نتشرّف بخدمته بعد الجدّ والجهد والكدّ والسعي، بينما ليس لدينا هدف أعلى وأسمى من اللقاء الظاهريّ ـ وهذا اللقاء في الحقيقة لرفع الشكّ والشبهة عن وجوده وطول عمره ـ أو أن نتوجّه إليه في قضاء حوائجنا المادّيّة ورفع ما يهمّنا من أمورنا الخاصّة أو العامّة؛ وهو أمر كان متيسّراً لجميع الناس الذين شهدوا عصر الأئمّة عليهم السلام بدون مشقّة التوسّل.
على أنّ الشيء القيّم حقّاً هو التشرّف بحقيقة الإمام وبلوغها، والشوق إلى لقائه من حيث آيتيّة الحقّ سبحانه وتعالى؛ وهذا هو المهمّ؛ وهو من أفضل الأعمال؛ ومثل هذا الانتظار للفرج يحيى القلوب وينعش النفوس و يطيّب الأرواح، رَزَقَنَا اللهُ وَ إيّاكُمْ إن شَاءَ اللهُ بِمحمّد وَ آلِهِ الطّاهِرِينَ.
ما هي القيمة من وراء العلم بزمن ظهوره الخارجيّ لنا؟ ولذلك فقد ورد في الأخبار النهي عن التفحّص والتجسّس في مثل هذه الأمور.
حيث ان الانتظار لاينبغي ان يكون انتظارا ظاهريا لغائب نتوق لرؤيته فقط بل يجب ان يكون انتظارا باطنيا اكثر من كونه ظاهريا حيث ان صدق النية والسريرة والعمل بما يرضي الله وامام زماننا هو الانتظار الحقيقي , فما فائدة رؤية الامام صلوات الله عليه وداخلنا ملوث بالذنوب والاخطاء وحب الدنيا والرفعة ورمي فلان وقذف فلان ...الخ .