تفحّص جديد لعلامة الملك عبد الله مع الواقع المشهود
بتاريخ : 02-09-2015 الساعة : 03:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم*
اضع اولا الرواية محل الطرح والتفحّص وكما يلي :
في غيبة الشيخ الطوسي : عن أبي بصير ، قال : سمعت أباعبدا لله يعني الإمام الصادق (ع) قال : ( من يضمن لي موت عبد الله أضمن له القائم . ثم قال: إذا مات عبد الله لم يجتمع الناس بعده على أحد ، ولم يتناهَ هذا الأمر دون صاحبكم أن شاء الله . ويذهب ملك السنين، ويصير ملك الشهور والأيام . فقلت : يطول ذلك ؟ قال : كلا )
***************************
اقول ، النص الروائي اعلاه على فرض :
1- صحته كمتن*
2- انطباقه على الواقع المشهود حاليا ( اي تحت فرضية عصر الظهور )
فأن العبارة التالية : " اذا مات عبد الله لم يجتمع الناس بعده على احد "
أرى ( ولعله حتى الشيخ الكوراني قبل زمان مما سمعته في احد لقائاته ) ، ان حدث الاختلاف مما افهمه (ولربما غيري ايضاً ) من ظاهر التعبير يبين ان هناك اختلاف سيكون مباشرتا تقريبا بعد موت عبد الله ! هذا ظاهر ما نفهمه من العبارة اعلاه .
والحال الواقعي / المشهود الان والذي حصل في حادثة موت عبد الله وما بعدها ، انه لم يحصل خلاف لحد الان رغم مرور ما يقارب السبعة شهور .
علماً انه شهدنا ، وسمعنا مما يتداوله الاعلام حصول تغييرات حكومية كبيرة اجراها الامير سلمان وحصول خلافات بين الامراء لوجود خطين رئيسيين ( على الاقل ) متنافسين ضمن العائلة الحاكمة والتي هي على مشارف انتهاء عهد الاخوان وبدأ مرحلة جديدة قد يتصدرها جيل الاحفاد .
مطابقة الواقع مع الرواية ( على فرض صحتها وانطباقها كما اسلفنا ) يستوجب ان لا يكون هناك ملك بعد عبد الله يجتمع عليه الناس*!
بمعنى - ان الملك سلمان بن عبد العزيز يفترض ممن ينطبق عليه مسالة الاختلاف !
على هذا الاساس وبنائاً على ما جرى من واقع لحد الان ، نضع عدة "فرضيات / محتملات " ممكنة لتفسير هذا الحال مع استمرارنا بمتابعة الاحداث في السعودية وتصحيح وتعديل الفهم عليها وتحت فرض عصر الظهور .
1 - قد تكون رواية الملك عبد الله ليس متعلقها ملك السعودية ، بل غيره ( كان يكون ملك الاردن عبد الله مثلا اذا اخذنا بالاعتبار ان اسم عبدالله هو اسم صريح وليس رمز او مجاز كأن يقصد منه زيد من الناس ) ، خاصتا ان الرواية لا تنص صراحتا على ذلك ( اي جغرافيتا في محله بالحجاز ) بل هو ما فهمناه منها مع ربطها بالروايات الاخرى واستعمال الاستنتاجات المنطقية على ضوء الروايات .
2- قد لا نكون اصلا في ارهاصات عصر الظهور في علم الله ! وهذه الاحداث فقط مشابهة كثيرا لها . سواء احداث الحجاز او / و غيرها . ونحن اصلا نفترض فقط لا يقينا اننا في عصر الظهور ولم نقطع / نجزم به بدلالة العلامات .
3- ان يكون قد جرى البدآء على هذه الحيثية ، في اصلها او تفاصيلها او مدتها الزمانية ( كإن يكون لا يحدث الخلاف مباشرتا بل ياخذ زمن اطول من عهد اول ملك يخلفه ) .
4- قد يكون متعلق الرواية محل جغرافي آخر ، كالعراق مثلا ( ولو كمحتمل ضعيف ) ولكن كما علمنا سابقاً ان مصداق بني العباس في آخر الزمان وحسب الروايات يبين ان هناك محليين جغرافيين اساسيين لهما وهو الحجاز / مكة ، والعراق .
هذه النقاط اعلاه ، لعل الواقع المشهود الحالي يضطرنا الى طرحها قريبا او في المستقبل القريب ، وجعلها تعليلا لما سبق من فهم الروايات عموما في هذه الحيثية ( رواية / علامة الملك عبد الله ) اذا لم يتحقق السيناريو السائد كما يراه اكثر الباحثين والدارسين عموما .
وطبعا اذا حصل الغير متوقع على حسب بعض تفسير الباحثين ، فهذه يعني نوع احباط للمتابعين او لبعظهم ، وكذلك ربما زعزعة الثقة بتحليل نفس الباحثين .
ولذلك وعلى الاقل فيما يخصني شخصياً كباحث في علامات الظهور ، فاني لم اجزم بتفسير ما او تفاصيله ، واضعه كاطروحة مفسرة للرواية على ضوء ما يفهم منها اخذا بنظر الاعتبار بقية الروايات ذات العلاقة وقدر الامكان .
وبالتالي فان الواقع هو الكاشف ، فاذا كان صاحب الطرح اصلا من النوع الذي يجزم بتفسيره او فهمه فسوف يلاقي خيبة امل كبيرة اذا اختلف الواقع عن ما كان يجزم ، وأما من يفترض / يحتمل التفسير كاقرب فهم ممكن ، فان الاحتياط يخرجه من هذا المازق واسهل عليه التعديل دون ان يربك المتلقي كثيرا .
---------------------------
ادرج ادناه بعض الملاحظات والتدقيقات على الرواية محل البحث والتفحص .
اولاً - عبارة المعصوم ع ( لم يجتمع الناس بعده على أحد ) ، اي لم يحصل اجماع وتوافق على من يخلفه كما حصل لمن سبقه في الحكم .
وهذا لا يعني انه لايملك احدا من بعده ! بل يملك بعده ملك ولكن بدون اجتماع من الناس عليه لحصول اختلاف بينهم .
اي - عدم اجتماع الناس على احد من بعد عبد الله ، هو اشارة وعلامة يجب ان تكون واضحة مفعلة واقعية حتى يصدق عليها القول*/ التوصيف .
وما يحصل لحد الان وإن سمعنا ونسمع انّ هناك خلافات بين امراء السعودية ، وتغييرات كبيرة حكومية . ولكن يجمعهم ملك واحد ولم يتمرد عمليا لحد الان احد .
ولذلك الارجح كما نراه وغيرنا ممن تناول هذه الحيثية من فهم الرواية هو اننا ننتظر اختلاف واقعي يتفعل بشكل يجعل الناس ان لا تجتمع على الملك الذي يخلف عبد الله ، اي اختلاف مؤدي الى صراع وتقسم البلاد ، ولعل قرائن روايات اخرى تبين هذا الفهم بشكل يساعد على الاخذ به ومفسر لها ايضا ( كان يقتل بين الحرمين 15 كبشا / اختلاف بنو فلان ووهى سلطانهم وطمع فيهم من لم يكن يطمع / ذهاب ملك السنين ويصير ملك الشهور والايام ، وغيرها ) .
ثانياً - ما نفهمه وغيرنا من الباحثين بخصوص علامة موت الملك عبد الله ومن ثم الاختلاف بعده الى اخر احداث روايته ، كما قلنا فان موته لا يعني ذهاب ملكهم وانتهائه ، بل موته ياتي بعده ( لسبب ما ) اختلاف بين الامراء ، يؤدي الى ضعف وتشتت في ملكهم*بمعنى سيبقى الاصل موجود ولكن سعة ومدة ملكهم اصغر ولهذا تقول الرواية لا يجتمع الناس بعد موت عبد الله على احد*.
وما بقي من ملكهم وحكامهم سيبدأ ينطبق عليه حكم الشهور والايام ، وهذا فيه :
1- لا نعلم كم عدد الملوك / الحكام بعد عبد الله الذين ينطبق عليهم هذا الوصف . ( ولكن اقله منطقيا كما استخلصناه سابقا سيكون اثنين احدهم ينطبق عليه حكم الشهور والاخر ينطبق عليه حكم الايام )
2- لا نعلم كم المدة بالدقة ستكون بين ( بدأ الاختلاف وعدم اجتماع الناس على احد ) ، وبين ( تحقق الفرج الموعود بعده ، وكما وصّفه الامام ع بانه لا يطول ) .
ولكن لعلي اشير*لحيثية دقيقة هنا ، وهي انني لم اقول واحدد في النقطة 2 ، ان المدة ( التي لا نعلمها ) ستكون وتبدأ من موت عبدالله وحتى تحقق الفرج . لان الرواية اعتبرت ذلك في منطوقها وربطته باقتراب الفرج ، وان لا يطول الامر* ( بعد الاختـــــلاف ) وليس ( بعد مـوت الملك ) ، فتامل
وهنا نحن ننتظر حصول الاختلاف الواقعي وبدأ اثره كي ينطبق عليه علامة ( لا يطول الامر ) ... ولعل هناك (فرضا ) قد حصل البدآء في حصول الاختلاف المتوقع مباشرتا بعد موت عبد الله لمدة لا نعلمها !
اما ( وحسب منطوق الرواية ) كم بين موت عبد الله وبين ان يحدث الاختلاف .
فهنا لا نعلم بالدقة ، ولكن منطوق الرواية كما يظهر وكما فهمه غيرنا ممن اطلعنا عليهم من الباحثين ، كانوا يظنون انه يكون بعد فترة وجيزة اذا لم تكون اقرب الى التوالي السريع .
وهذا استحصلوه ظاهرا من منطوق الرواية حيث تقول ( اذا مات عبد الله لم يجتمع الناس بعده على احد .... )
فظاهرا يفهم المتلقي بالعموم ان الذي بعد عبد الله يجب ان لا يجتمع الناس عليه*
فماذا يعني " ان لا يجتمع الناس عليه "
هنا فهمناها " انّ اجتماع الناس " يعني ان يكون هناك ملك / حاكم بعد عبدالله ويكون الجميع من الامراء والناس طبعا تحت ملكه . وعدم اجتماع الناس يعني خلاف هذا التصور ،،، ولفضة الناس اعم مما تصوره البعض ولو تنزلا اختلاف ظاهري ولو بين الامراء ودون ان يترتب عليه اثر واقعي في الخارج كان يتمرّد وينفصل . وهذا لا يناسب دقة اللفظ ومعناه وغير كافي .
ولكن مع هذا نبقى نحن نتابع الحدث في جميع التصورات وآخذين باهم الاحتمالات ، لان الواقع هو سيكون الكاشف والمفسر الحق للرواية .
والله اعلم
الباحث الطائي
التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي ; 02-09-2015 الساعة 04:00 AM.
ما هو مفهوم الاجتماع؟ وكيف يكون شرعا وقانونا وعرفا ؟
نظام البيعة في السعودية باطل شرعا وعلى قياس الفقه السني لأنه مبني على القهر. ومن يزعم أن هذا القهر كافي لتأسيس بيعة فهذا يشرع أيضا لأي حركة تقهر آل سعود وتسقطها الى حصولها على الشرعية. أي لا توجد قاعدة غير الفوضى.
ولا توجد انتخابات في السعودية تؤسس لقاعدة قانونية يؤخذ منها ما يفيد ويدعم هذا المفهوم من ناحية قانونية على حسب النظم الديموقراطية الغربية.
والعرف في السعودية يتداخل فيه الاعلام وهو مبني على الخداع والجاهلية
والحقيقة أن نظام آل سعود مبني 100% من كونهم ولاة معينين من قوى الاستكبار العالمي و تعايش الناس مع هذا الواقع عرفا. فهذا هو ما نستخلصه من الاجتماع ولا أرى سبيل آخر
فحتى داخل أسرة آل سعود هناك انشقاق لم يظهر الى العلن
والحرب الأخيرة وضعت نظام آل سعود كله على المحك ومصير لا يعلمه الا الله
وبوادر أخرى على نصب دول الاستكبار العالمي فخ لتغيير الخرائط وقواعد اللعبة في المنطقة لم يحن أوانها بعد.
والآن دخول مشيخات الخليج في الحرب على اليمن وكل منها يدعم طرف متطرف من الارهابيين الذين ليس ملهم بالضرورة يوافق هوى آل سعود فهذه ربما بداية ما يفهم منه لاحقا ما قد يكون وراءه في المستقبل تحشيد القبائل.
المهم أن أي خلل يحدث ويدخل آل سعود في فوضى قبل موت سلمان يخرب ماضيه كله من استقرار قد يراه البعض. و يراه البعض الآخر وهما والعبرة في النهاية
ما هو مفهوم الاجتماع؟ وكيف يكون شرعا وقانونا وعرفا ؟*
نظام البيعة في السعودية باطل شرعا وعلى قياس الفقه السني لأنه مبني على القهر. ومن يزعم أن هذا القهر كافي لتأسيس بيعة فهذا يشرع أيضا لأي حركة تقهر آل سعود وتسقطها الى حصولها على الشرعية. أي لا توجد قاعدة غير الفوضى.*
ولا توجد انتخابات في السعودية تؤسس لقاعدة قانونية يؤخذ منها ما يفيد ويدعم هذا المفهوم من ناحية قانونية على حسب النظم الديموقراطية الغربية.*
والعرف في السعودية يتداخل فيه الاعلام وهو مبني على الخداع والجاهلية*
والحقيقة أن نظام آل سعود مبني 100% من كونهم ولاة معينين من قوى الاستكبار العالمي و تعايش الناس مع هذا الواقع عرفا. فهذا هو ما نستخلصه من الاجتماع ولا أرى سبيل آخر
فحتى داخل أسرة آل سعود هناك انشقاق لم يظهر الى العلن*
---------------------
السلام عليكم اخي الكريم عابر سبيل سني وفقه الله
تعليق وتوضيح على المقتبس اعلاه من كريم مشاركتكم السابقة ،
وهو : اعتقد ان تعبير الرواية بخصوص ( مفهوم الاجتماع ) كما وصفتموه وفسرتموه اعلاه او ما اردنا تفسيره ، هو ناظر الى ما يفيد عموم فهم المطلب من معنى الاجتماع عند المتلقي ، وليس ناظر الى تفاصيله وضروف واسباب تعمل لتحقيقه .
بمعنى : سواء في هذا الموضوع وهذه الحيثية او غيره ، نأخذ من التعبير ما يتفق والفهم اللغوي وما يحققه في الخارج من واقع مناسب ( إلا ان يخرجه او يُفصّله قرينة ما اضافية )
وعليه : اجتماع الناس على (حاكم / ملك ) الفلاني ، لغويا تعني " الاجتماع " دخولهم جميعا تحت سيطرت حكمه / ملكه ، وباي طريقة او سبب ... وخلافه أي عبارة الرواية " لم يجتمع الناس بعده على احد " تعني أنّ ما كان قبله قائم من اجتماع سوف ينخرق ولا يبقى ( واقعيا / عمليا لا كما قد يطوّعه البعض ويسقطه مثلا على الخلاف العائلي الداخلي الحاصل الان بين الامراء في الحجاز كما في المثال الواقعي محل الطرح ) ولاي سبب كان وحسب تفاصيل العلامة او ما يدعمها من روايات أخرى .
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله بك مولانا الباحث الطائي على التركيز على هذا المفهوم وهو ماقصدته ولم أوفق في توضيحه سابقا
هنا الإشكال في سلمان هذا الذي يبدو أنه متفق عليه حتى الآن
مثال: فريق يلعب في مباراة وهو متقدم بعشرة أهداف مقابل لاشيء والمباراة لم تنتهي بعد وباقي ربع ساعة. فلاشك أنه سيكون هناك إجماع على أن النتيجة محسومة بفوزه شعوريا. ولكن النتيجة منطقيا ليست محسومة فقد يخرج مهزوما اذا سجل عليه عدد من الأهداف أكثر مما سجله.
فلو انتهى حكم سلمان بإختلاف الناس عليه سيبطل مفهوم هذا الاجماع الذي كان واقعا فيما مضى
عكس الحكام السابقين الذين وإن كان الإجماع عليهم ظاهريا ( وهذا ماقصدته في الرد السابق) ولكن عدم ترتب آثار على الاختلاف الباطن فيحسب ذلك إجماع على كل حال.
أما الاختلاف على سلمان لو تحقق مستقبلا فالنتيجة المترتبة على الإختلاف لو حصل لن يشفع له الاجماع فيما مضى ويترسخ مفهوم ( عدم الإجتماع)
الحديث يقول ما معناه يأتي حكام آخرون ولكن حكم الأيام والشهور
أي هناك استقرار شكلي قسري بالأيام والشهور فقط ينتهي بإطاحة
فاذا أخذنا مفهوم الإجماع على أنه ينطبق على أي فترة زمنية خلال حكم الحاكم بغض النظر عن النهاية والصراع فسيكون حكم كل من هؤلاء الحكام الذي نص الحديث على أنه لا إجماع في حكمهم ( أيضا فيه اجماع في فترة قصيرة يصعب إزالتها من الذهن) فندخل في تناقضات منطقية.
و لكن الحكم القسري في هذه المدد مع الإختلاف الذي يزيل ملك كل منهم هو الذي يسقط مفهوم الإجماع في نص الحديث. هنا تكون المسألة أوضح.
ولا يوجد تعريف للإجماع على فترة معينة يؤخذ كمفهوم لمصطلح الإجماع في نص الحديث التي قد تكون أقل من يوم أو سنين ولكن يوحي بأنه بالمجمل أي يحكم الى أن يموت وهو لم يواجه معارضة تكون السبب إلمباشر الذي يراه الناس في زوال ملكه.
السلام عليكم انقل لعله مايفيد الموضوع والبحث
اخر تطورات مملكة ال سعود والصراع بينهم
بسم الله الرحمن الرحيم
نذير عاجل لكل آل سعود
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين و بعد.
هذه نصيحة ونذير لكل من تصله الرسالة من أبناء وأحفاد المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله.
أخاطبكم بإخلاص الإمام محمد بن سعود وإصرار الإمام فيصل بن تركي ومنهجية الملك عبد العزيز وخيرية سعود ودهاء فيصل و تديّن خالد وموازنة فهد و عقل نايف، بعيداً عن حُمْقِ عبد الله و سرقات سلطان و عجز سلمان.
أخاطبكم مستحضراً هذا كله، ومدركا مسؤوليتنا تجاه الله أولا ثم تجاه شعبنا ثم تجاه أنفسنا. أخاطبكم آملا أن نضع الاسترخاء واللا مبالاة جانبا وننظر إلى التحديات الخطيرة بعين الجد والقلق ونفكر بأمانة وصدق ونتصرف بمسؤولية وحزم.
إن العاقل هو الذي يتعلم من التاريخ ويستفيد من دروسه ويتفادى الخطر من معرفة أسبابه، والأحمق هو الذي لا يلتفت إلى حوادث التاريخ ولا تجاربه. لقد تعلمنا من التاريخ كيف تجاوز الملك عبدالعزيز تحدي السبلة وأم رضمة، وكيف استطاعت العائلة لم شملها بكفاءة بعد الخلاف بين سعود وفيصل رحمهما الله، وكيف صمدت أمام عاصفة الناصرية ثم أزمة الكويت. لكن كذلك تعلمنا من التاريخ أن الدولة الأولى لم تصمد أمام الغزو المصري وأن الدولة الثانية تمزقت بسبب الخلافات.
لا نزكي أنفسنا ولا ندعي الكمال، وكثير ممن كان في أعلى المناصب كان عليه ما عليه من المآخذ، لكننا كنا نجتهد أن لا نقترف ما يقوض الحكم ويهدم الدولة. وأفضل من ذلك أنه حين تحصل تجاوزات على مستوى القرار السياسي يكون في العائلة من يعيد القرار لجادة الصواب أو يتدارك المسألة من أصلها حتى لو كان في ذلك تضحية بمناصب كبيرة في الدولة.
لقد ربانا المؤسس على مجموعة مباديء تديم الحكم وتقوي الدولة وتبقي البلد متجانسا بين حاكميه ومحكوميه. لقد تعلمنا منه أن دوام الحكم يقتضي أن لا يصل للسلطة إلا الأكبر والأصلح، وأن يشرك الباقين في قراراته، وأن تبقى صبغة الدولة إسلامية صافية، وأن لا نتساهل في تطبيق الشرع، وأن نحترم العلماء ونحفظ لهم دورهم في المجتمع، وأن نعطي وجهاء الناس قيمتهم.
كما علمنا رحمه الله أن لا نخلط بين الحكم والتجارة، وأن نأخذ نصيبنا من المال العام بشكل رسمي ولا نمد يدنا بتحايل وتدليس وغش مما يسمونه الآن الفساد والاختلاس. كما تعلمنا منه أن نحرص على الاستقامة في الأخلاق والدين، وإن ابتلينا بشيء أن لا نجاهر به ولا نتحدى. وتعلمنا منه أن ننزل الناس منازلهم ونتواضع في المجالس ونقبل النصيحة ولا نرد طالباً ولا نقفل باباً ولا ننهر سائلاً ولا نخذل متظلماً ولا ننصر ظالماً.
لقد بدأ التفريط ببعض هذه النصائح، ولم يتحرك العقلاء للأخذ على يد المفرطين، مما أدى للتساهل في بقيتها حتى فرطنا فيها جميعا، فصرنا قريبين من انهيار الدولة وخسارة السلطة، حتى توشك الكارثة أن تحل علينا وعلى غيرنا. وكان آخر ما فرطنا فيه هو تهميش الكبار وأصحاب الخبرة وتسليم الأمر لحدثاء الأسنان سفهاء الأحلام الذين يتصرفون خلف واجهة ملك عاجز.
آن الأوان أن نعترف بأخطائنا ونسعى لعلاجها بجد ومسؤولية وأمانة. كما آن الأوان أن نقر بأن المعطيات السياسية الإقليمية والعالمية تغيرت، وأن تطلعات الشعوب تختلف عما كانت عليه سابقا. وإذا أردنا أن نستدرك الوضع وننقذ الحكم والوطن فعلينا ان نتحلى بالجرأة والصراحة والاستعداد لكسر الحواجز المصطنعة والممنوعات التي ما أنزل الله بها من سلطان.
إن مواجهة هذه الأخطاء القاتلة ليس إثارة فتنة ولا سبب فوضى، بل هو الذي يحمينا من الفتنة ويعصم الوطن من الفوضى، ولو سكتنا بحجة تفادي الفتنة فالبلد كله سينزلق في أتون الفتنة والفوضى ونكون أول من انزلق معه. ولذلك أتمنى من كل من تصله هذه الرسالة أن يتقبلها بصدر رحب، حتى لو لم يعجبه كل ما فيها، ويقبل من حيث المبدأ أن التناصح الصريح الجريء وبيان الأخطاء هو الطريق الصحيح لتدارك المخاطر.
لقد بدأ الوضع يتدهور باتجاه خطير منذ أكثر من عشر سنوات حين تجرأ الملك عبدالله -غفر الله له- على سياسات خلخلت ثوابتنا ومنهجنا، وحين سكتنا عنها فتحنا المجال لمزيد من التدهور لمن جاء بعد وفاته.
كيف -مثلا- رضينا بتهميش أبناء عبدالعزيز سواء في السلطة أو بالمشاركة بالقرار؟ وكيف رضينا بموقف سلبي وعدم التدخل تجاه وضع الملك العقلي الذي يجعله غير مؤهل للاستمرار في الحكم؟ وكيف رضينا لشخص قريب من الملك بالتحكم بالبلد سياسيا واقتصاديا وتركه يخطط كما يريد؟
ثم كيف رضينا بسياسة خارجية تضعف ثقة شعبنا فينا وتؤلب علينا الشعوب الأخرى؟ وكيف رضينا الدخول في مخاطرات عسكرية غير محسوبة مثل الحلف العسكري لضرب العراق وسوريا وحرب اليمن؟ وكيف رضينا أن يكون مصيرنا رهين نزوات مراهقين وتطلعات مستعجلين؟
وكيف رضينا كذلك بتمكين شخصيات معروفة بفسادها وتوجهها المحارب للدين في مناصب حساسة في الوقت الذي ندرك حساسية الدين عند شعبنا وعلمائنا؟ وكيف رضينا بالنزيف الهائل من أموال الدولة بما يزيد عن ضعف الإنفاق في السنوات الماضية؟
إن سكوتنا الأول هو الذي سمح بتراكم المخاطر، وعلينا أن نتحرك بجرأة على أن يكون هذا التحرك على مستوى صناعة القرار وإيجاد حل حقيقي لمشكلة الملك العاجز سلمان الذي يستغل وضعه شاب مراهق. ولن يمكننا إيقاف النزيف المالي والمراهقة السياسية والمجازفات العسكرية إلا بتغيير آلية القرار حتى لو استدعي الأمر تغيير الملك نفسه.
ثم علينا أن نستحضر أن شعبنا صار على درجة عالية من الوعي وقد توفرت لديه الأدوات التي يستطيع أن يتابع فيها الأوضاع، ومن الحمق والصفاقة أن نتصرف في الحكم كما لو كان الشعب مغيبا جاهلا عاجزا عن متابعة الأحداث والشؤون. ولذلك لا نريد أن نتحمل مسؤولية استغفال المواطنين والاستخفاف بهم، و لا نريد أن نتحمل مسؤولية التصرف سياسيا وإعلاميا دون استحضار تطورات وسائل الاتصال والمعلومات فضلا عن نشاطات المعارضين الذين يرصدون بكفاءة ما نحاول إخفاءه أو تضليل الشعب عنه.
أكتب لكم وأنا أدرك أن الوقت يمضي بسرعة، وكل يوم يمضي يجعل تدارك الأمر أصعب من اليوم الذي قبله، وأنا أعلم أن الكثير منكم يؤيدني فيما كتبت، لكن كلٌ يقول من الذي يرفع الراية. وها أنا قد رفعت الراية وأقولها بصوت مرتفع: لا يمكننا أن ننجح إلا بأعلى درجات المصارحة حتى لو خارج دائرة الأسرة ، وأقوى مستويات الجرأة والشجاعة في مواجهة المستغلين للوضع الخاطيء.
أرجو ممّن يصله كلامي هذا أن ينظر له بعين المسؤولية تجاه الدين والوطن، فإن لم يكن فلينظر بعين المسؤولية تجاه قوة وتماسك الأسرة وبقائها في الحكم، فإن لم يكن فلينظر بعين القلق على نفسه، فوالله لئن لم نتحرك ستمزقنا الأحداث جميعا ولآت ساعة مندم.
و فى ظل التدهور الحاد للأوضاع السياسية والإقتصادية، والإنخفاض الحاد فى أسعار النفط، والزيادة الهائلة فى الدين العام، نناشد جميع أبناء الملك عبد العزيز، من أكبرهم الأمير بندر، إلى أصغرهم سناً الأمير مقرن، تبنى الدعوة إلى عقد إجتماع طارىء لكبار الأسرة، لبحث الموقف، و إتخاذ جميع ما يلزم لإنقاذ البلاد، و إجراء تغييرات فى المناصب الهامة، و تولية أصحاب الكفاءات من العائلة الحاكمة، سواء كانوا من الجيل الأول أو الثانى أو الثالث أو الرابع. و نقترح أيضاً جمع توقيعات من أبناء وأحفاد الملك المؤسس بشأن الإجراءات المقترحة، و تنفيذ ما تُقِرّه الأغلبية للصالح العام.
و ما زال 13 من أولاد عبد العزيز على قيد الحياة، و بينهم كفاءات و خبرات كبيرة، و نخص منهم الأمراء طلال بن عبد العزيز و تركى بن عبد العزيز وأحمد بن عبد العزيز، بما لهم من باع طويل، و خبرات سياسية و إدارية يعرفها الجميع، يجب استثمارها فى صالح الدين والمقدسات والشعب.
وعلى هؤلاء الثلاثة بصفة خاصة وعلى أبناء المؤسس ال 13 بصفة عامة أن يحملوا الراية وأن يجمعوا الآراء وأن يحشدوا الصفوف من آل عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، بقيادة الأكبر والأصلح منهم ومن أبنائهم القادرين، الذين هم كنز لا يفنى بإذن الله، للتحرك وتنفيذ ذات ما فعله الملك فيصل وأخوانه و أبناؤهم و أبناء إخوتهم -عندما عزلوا الملك سعود- والقيام بعزل الثلاثة الملك العاجز سلمان بن العزيز، والمُفَرّطْ المستعجل المغرور ولى العهد الأمير محمد بن نايف، والسارق الفاسد المُدَمّرْ للوطن ولى ولى العهد الأمير محمد بن سلمان، ليتولى الأصلح والأكبر إدارة شؤون البلاد و العباد.
و ليتم تنصيب ملك جديد وولى عهد، و أخذ البيعة من الجميع على ذلك، و إلغاء المنصب المستحدث المستغرب و هو ولى ولى العهد. و نرجو أن يجد الخطاب آذاناً صاغية، و إيجابية فى التحرك، و نتمنى التوفيق و السداد للجميع، بإذن الله الواحد الأحد الفرد الصمد سبحانه وتعالى.
ونبتهل إليه سبحانه أن يصل آل عبد العزيز ببعضهم و أن يوحد صفوفهم، و أن يوفق لدعم الاجراءات بوعى و ادراك من السعوديين لما يحقق تطلعات الشعب ومراعاة مصالحه وتقدير وعيه وإدراك إحساس الشعب.
و ما توجهت إليكم بهذه الرسالة والنصيحة إلا عملاً بالهدى الشريف، فقد قال صلى الله عليه وسلم : (الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)
رواه الإمام مسلم.
و تحذيراً مما وصفه الشاعر العربى الحكيم القديم نصر بن سيار بقوله:
أرى تحت الرماد وميض جمر *** ويوشك أن يكون له ضرام
فإنّ النار بالعودين تذكى *** وإن الشرّ مبدؤُهُ كلام
فإن لم يطفئوها تجن حربا *** مشمّرة يشيب لها الغلام
وقلت من التعجب ليت شعري *** أأيقاظٌ أميّة أم نيام
فإن يقظت فذاك بقاء ملك *** وإن رقدت فإنى لا ألام
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين، و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
و(لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ )
توقيع
ابنكم المخلص
أحد أحفاد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، الذى يزيده شرفا الانتساب إلى المُؤسّس، و المملكة العربية السعودية خادمة الحرمين الشريفين.
تحريرا فى يوم االجمعة
20 من ذى القعدة عام 1436 هجرى،
الموافق الرابع من سبتمبر 2015 ميلادي
فاذا أخذنا مفهوم الإجماع على أنه ينطبق على أي فترة زمنية خلال حكم الحاكم بغض النظر عن النهاية والصراع فسيكون حكم كل من هؤلاء الحكام الذي نص الحديث على أنه لا إجماع في حكمهم ( أيضا فيه اجماع في فترة قصيرة يصعب إزالتها من الذهن) فندخل في تناقضات منطقية.
( اقتبس اعلاه من مشاركة الاخ العزيز عابر سبيل )
اقول : السلام عليكم ، وفقكم الله
بالحقيقة لا يوجد شبهة فهمية او مفهومية تسبب تناقضات
ذلك أنّ سياق الرواية يتحدث عن ملك "بني فلان " والذي ينتهي عهد استقراره وشموله وبسط سيطرته على محله الجغرافي بخلافات مترتبا عليه " اثر واقعي " من تقسم وضعف البلاد وقتال وقتل بينهم وتكوّر الملك ومن ثم صغر عهد حكامهم ( حكم الايام والشهور ) فيما بقى بعد هذه العلامة الى يوم الظهور الموعود .
فالنظر الى هذا بمجمله واضح بلا اشكال ، ولكن تجزئته والنظر الى تفصيله كما الحال مجمله هو لعله يربك المطلب .
بالعموم وحتى لو اردنا النظر لواقع الحجاز / السعودية الان وخارج عن التفحص والنظرة العلاماتية ، فان حكم الاخوان المشارف على الانتهاء هو حقيقة واقعة .
ولا بد من عهد ( حكم / ملك ) جديد تأتي قريبا عاجلا او قليلا متأخرا ،،، فاذا اضفنا الى هذا وجود ( مشاكل / خلافات ) مهمة بين جيل الاحفاد وما بقى من جيل الاخوان ، فإن احتمال دخول السعودية في حالة من المعترك والخلاف السياسي والتقاتل على السلطة هو أمرٌ غير مستغرب او بعيد .
والله اعلم
التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي ; 14-09-2015 الساعة 06:20 AM.