نبذة عن الكتاب:
" يقول المؤلف الفاضل:
" فمن خلال القصة الواقعية يتاح للمرء اكتساب شمولية في الرؤية التي تعينه على رسم النهج المطلوب انتهاجه في الحياة، لأنها تعطيه نماذج حية وعينات ساطعة في تاريخ البشرية خلدت آثارها ذكراً للبشرية فهي بالتالي ليست أسطورة.
ويقول ايضاً: " إن قراءة كتاب " سر نجاح الحكماء" تمنح الشباب نوعاً من الطمأنينة والثقة العالية بالنفس في التغلب على المصاعب وتذليلها، وإزالة روح الهزيمة أو الشعور بالفشل في النفس، وذلك من خلال بذل الجهود ومضاعفة النشاط والعمل على اكتساب العناية الإلهية الخفية...". المقدمة.
تنويه مهم:
في قراءة القصص الأخلاقية ـ وفي قراءة الروايات أيضاً ـ قد تواجهنا مشكلة أساسية، بل وخطيرة في الوقت ذاته! وهي مشكلة القراءة المجتزأة؛ حيث يأتي بعض القرّاء لباب الروايات التي تتحدث عن العزلة وترك مخالطة الناس ـ مثلاً ـ ويطبّقها لوحدها، دون النظر لباب المخالطة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي يستدعي المخالطة، بل فن المخالطة.
فيبتعد هذا القارئ عن المجتمع، وينزوي في كهف اهتماماته الخاصة، أو حتى عباداته محتجاً بتلك الروايات التي تزهّد في مخالطة الناس وتذكر سلبيات المخالطة!
وهذه نظرة عوراء ـ كما يسمونها ـ لا تنظر للأشياء إلا من زاوية واحدة، والحال أن المطلوب هو النظر للأمور من كافة الزوايا؛ لتكون النظرة شاملة وواقعية.
حين نقرأ أن العالم الفلاني المحترم لا يريد لعينيه " أن تُستهلك في غير علوم آل محمد(صلى الله عليه وآله)" ـ كما في بعض الكتب ـ وأنه لا يضيع وقته في قراءة الصحف والجرائد، لا يصح أن تأتي وتحاول أن تلزمني بسلوك هذا العالم الجليل الذي أحترم، وتطالبني بالابتعاد عن القراءة في غير الروايات والفقه والأصول والعلوم التخصصية، بهذه الحجة، والحال أن النظرة الأشمل تريني علماء عظام بنوا أنفسهم في الجوانب التخصصية وبرزوا ثقافياً وسياسياً...، فعلوا ذلك، في ضوء روايات أهل البيت(عليهم السلام) نفسها، التي تقول:
" العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس" وهذا يتطلب قراءة في غير الروايات ومطالعة للأخبار والصحف وما يدور حولنا.
تقول لنا: الحكمة ضالة المؤمن" وهذا يستدعي الاطلاع على تجارب الآخرين، وعدم الانغلاق على الذات، خصوصاً للعالم الذي يفترض أن يكون طبيباً لأدواء المجتمع.
إذن، نود الإشارة ـ هنا ـ إلى أن مطالعة قصص العلماء يجب أن تكون بكلا العينين لا بعين واحدة ولا من زاوية واحدة. هكذا سنتكامل ونتجنب منزلقات النظرة الضيقة التي تتكامل في جانب، وتضمر في جانب فيكون الإنسان ـ كما يقول الشهيد مطهري ـ كـ" الكاريكاتير" طويلاً في جانب وقصيراً في جانب، بارزاً في في جانب وضامراً في جانب آخر، علامةً على الصورة المشوّة.