أين ذاك الحبُ يا حب الصبا يا شاكريهْ؟
أين بغداد ودجلتها وشطآن الليالي الشاعريهْ؟
وبساتيني التي كانت ملاذاً لطيور البشريهْ؟
أين أهل الدار والدار التي.. علمتنا الحب قبل الأبجديهْ؟
أينهُ جدي وأين خيلهُ.. ما تزال الخيلُ تصهلُ «يا عطيّه»
أين قيثاراتنا يا جدتي.. أين موسيقى العراق السومريهْ؟
أين مدرستي واصحابي القدامى وشهادات نجاحي المدرسيّهْ؟
أين دجلتنا التي منها ارتوينا فرضعنا الصبر من أمٍ نقيّهْ؟
ومراكبنا التي من ورقٍ قد صنعناها بحبٍ ورويّهْ؟
وكتبنا فوقها أسماءنا وبعثناها مع الموج الى الغيبِ هديّهْ؟
يا ترى منَ وصلتْ مَن غرقتْ.. في أمان الله يا أسماء صحبتنا الهنيّهْ؟
أين ـ سعديةُ ـ هل تذكر دمعي عندما ضبطوا يديها في يديَّ؟
يطلب الشرطي وعداً من أبي.. كل شيء فيكِ ممنوعٌ عليَّ
أطلقت أُمك وأميّ ضحكة فسعى خجلاً لالغاءِ القضيّهْ؟
أين شارعنا ومقهى (يوسف) وأنين المطرب ـ المنكوب ـ كروان الأسيّهْ؟
أين بلدتنا التي كانت مناراً للشهامات ورأي الأكثريّهْ؟
أين وحدتنا وقد كُنا يداً..... حرة معطاء حازمة قويّهْ؟
أين أمي واخوتي.. أين العراقُ.. أين أحفاد الحضارات البهيّهْ؟
أين بغداد التي فيها ولدنا.. وبنيناها بروح عبقريّهْ؟
هل نعانقها ونشرب دمعها.. قبل أن يحصدنا سيفُ المنيّهْ؟