[أمل هارون]

..كانت ماتزال في مرحلتِها الجامعية عندما قرر إنهاء غربتِه في بلادها وبداية غربة أُخرى في بلد بعيد ..هذا ما عرفَته عندما اتصل بها طالبًا الاستعجال بالنسخة النهائية لبحث تخرجِها الذي أشرف عليه .
بَدَت واجمة ..حزينةعندما التقيا بجانب الباب الجانبي للممر المؤدي للفناء الخلفي للكلية..كان منتشيا :منى تأخرتِ كنتُ خارجاً..لم تنبس ببنت شفة وهي تُناوله المغلف الذى حوى البحث الذي كان دائما يردد انّه عالي المستوى وسينشُره في مجلة علمية عالمية باسمهما ..كانت تنتظر منه عبارات خاصة لها خاصة وهما يقفان معا للمرة الأخيرة عندما قاطعهما أحد أعضاء هيئة التدريس : مرحبا ..كيف أنت منى ؟؟كيف الوالد ؟؟اتعرفه أنه ذاك الشاعر الطويل في الأمسية ؟..موجها كلامه للدكتور أستاذهاالذي تمتم بابتسامة خجولة : نعم نعم..متي سينهي ثرثرته هذه ؟؟..حدثتها نفسها..وانتبهت لسؤاله:لابد وانك ستعودين الينا بعد اكمال دراستك العُلية .. ستكملين ؟؟.. أجاب عنها الدكتور : نعم منى الأولى على دفعتها ..لم تعرف كم مّر من الوقت ليودعهما قائلا:الن تخرج معي.. انت على طريقي؟..أجاب :نعم مع السلامة منى ..سأنشر البحث مع السلامة ..خرجا ولم ترد..تِبعتهُ بنظرها وخرجت مسرعة ولم تلتفت لزميلاتها وهن يهمسن بقصص عن اعجابهما المتبادل طيلة السنوات الجامعية الاربعة..بخطواتها السريعة كانت تقطع الشارع وفي داخلها صوت:انتهت حكايتكما اليوم ..سيبقى ذكرى اضافية في ارشيفك..تمني له الخير.تشهق: أعرف...ولكن لمَ هذه الدموع على وجهي؟؟..تتذكر هذه اللحظات الان وهي تضع اللمسات الاخيرة لمشروعها الاستثماري الاول في دُنيا المال والاعمال وهي تبتسم هذه المرة..وتتمنى له الخير..