كان رجلاً شيخاً طاعناً في السن يشتكي من الألم والإجهاد في نهاية كل يوم ..
سأله صديقه ..
ومم هذا الألم الذي تشكو منه؟!
قال الشيخ ..
لدي صقران يجب عليّ كل يوم أن أروضهما
وأرنبان يلزم علي أن أحرسهما من الجري خارجاً
ونسران عليّ أن أدربهما وأقويهما
وحية عليّ أن أحاصرها
وأسد عليّ أن أحفظه دائماً مقيّداً في قفصه
ومريض علي أن أعتني به وأخدمه
قال الصديق مستغرباً ..
ما هذا كله!! لا بد أنك تمزح، لأنه حقاً لا يمكن لإنسان أن يُراعي كـل ذلك وحده يومياً
قال الرجل الشيخ ..
إنني لا أمزح ولكن ما أقوله لك هو الحقيقة المحزنة الهامة
إن الصقران هما عيناي وعلي أن أروضهما بإجتهاد ونشاط على النظر للحلال وأمنعهما عن الحرام
والأرنبان هما قدماي وعلي أن أحرسهما وأحفظهما من السير في طريق الخطيئة
والصقران هما يداي وعلي أن أدربهما على العمل حتى تمداني بما أحتاج إليه وأستخدمهما في الحلال ومساعدة الآخرين
والحية هي لساني وعلي أن أحاصره وألجمه بإستمرار حتى لا ينطق بكلام معيب مشين حرام
والأسد هو قلبي الذي توجد لي معـه حرب مستمرة وعلي أن أحفظه دائماً مقيّداً كي لا يفلت مني فتخرج منه أمور مشينة شريرة، لأن بصلاحه صلاح الجسد كله وبفساده يفسد الجـسد كله
أما الرجل المريض فهو جسدي كله الذي يحتاج دائماً إلى يقظتي وعنايتي وإنتباهي
إن هذا العمل اليومي المتقن يستنفذ عافيتي
إن من أعظم الأمور أن تضبط نفسك فلا سمح لأي شخص آخر محيط بك أن يدفعك لغير ما ترغب أو تقتنع به
لا تدع أياً من نزواتك وضعفك وشهواتك تقهرك وتتسلط عليك
لا يوجد أعظـم مما خلقك الله لأجله وهو أن تكون عبداً له وملكاً على نفسك