اطفات التلفاز .. ومشيت بثقل .. وألقيت بنفسي على السرير .. أغمضت عيناي المنهكتان .. وغططت في النوم .......... فجأة.... شعرت وكان قلبي يريد أن يترك مكانه ويخرج.. حاولت إمساكه .. لكنه أبى .. تركني .. ورحل
حلق في السماء كالطيور المهاجرة .......
طار وطار وطار .. حتى شعر بان نبضاته المتسارعة تخبره بان هذه السماء سقف لأرض يحبها .. نزل إلى الأرض .. ومشى ... مشى .... مشى ........... رأى جثثا متناثرة ..أطفال.. نساء ... شباب... وشيوخ
ذهل من المنظر .... فمشى ... ورأى بين الجثث امرأة تتشح بالسواد .. والتجاعيد تملؤ وجهها .. رآها تفترش الأرض بين الجثث وهي تصرخ وتلطم
سألها " قلبي: ما بك سيدتي ؟
لم تنتبه له .. لم تكن تشعر بمن يمر أمامها.. كانت تصرخ وتبكي وتنتحب وتقول :
قلبها : اذهب إلى صاحبتك واحيا معها .. أما أنا فاتركني مع صاحبتي الميتة
قلبي: هل احل مكانك لساعة واحدة ؟
قلبها : لا.. لسببين:
· لأني معتاد على الألم والجراحات والبكاء
· لأنك لن تحتمل البقاء مكاني ولو لدقيقة واحدة
تركه قلبي " و به " أي قلبي ".. جرح كبير .. بل جراحات ."
بكى قلبي دما .. ثم غادر هذه الأرض الحزينة
هذه الأرض التي تلون ترابها بدم الشهداء الأحمر
وسماءها التي تلونت بدخان الإرهاب والحقد الأسود
شعر قلبي بالتعب .. من هول ماراه
فذهب ليرتاح .. على نهر .. فسال عن اسمه
قيل له: انه نهر الفرات.. الم تسمع به من قبل ؟!!
قال قلبي : بلى .. ولكن .. لماذا لم أره جميلا ؟؟؟؟؟؟؟
الان الفاجعة وضعت غشاوة على عيني
أم لانه تلون .. كما السماء والأرض
أراد قلبي الشرب فقد شعر بالعطش .. الا انه لم يتمكن من الشرب ..لأنه رأى امرأة أخرى .. كتلك المرأة التي رآها من قبل .. أو ربما هو شبح تلك المرأة الذي يأبى مفارقته
ترك الماء .. وطار .. وحلق في السماء .. وكانت جراحاته الكبيرة تنزف .. وتنزف .. وتنزف ..
وحين حلق في السماء احمر لون السماء وتكونت الغيوم الحمراء .. وأمطرت السماء دما احمر
وامتزجت دموع قلبي بدموع الأرض الحزينة
كل هذه الدموع .. لم تستطع أن توقف دمعة تلك المرأة
رجع قلبي منكسرا .. وعاد إلى مكانه
عاد متعبا منهكا .. صوت نبضاته المتسارعة كان قويا .. فاستيقظت من نومي فزعة
وقلت : كان كابوسا !!!!
" لو كان بعض مايحصل في العراق .. يحصل لنا في الحلم .. لما تحملناه .. وفزعنا
فليكن الله في عون العراق الحبيب والعراقيين الأباة المترفعين على الجراح "