|
شيعي فاطمي
|
رقم العضوية : 23528
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 4,921
|
بمعدل : 0.83 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نووورا انا
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 05-12-2009 الساعة : 03:33 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد
كيف تكون منتظراً حقيقياً؟
ربّما يجد المرء من نفسه اعتقاداً راسخاً ويقيناً عميقاً بالمقومات والنقاط المذكورة آنفاً ولكن لا يحسّ من نفسه بلوعة الانتظار ولا تدمع له عين لألم الفراق، ولا يسهر له جفن شوقاً الى اللقاء وطمعاً في لحظة الوصال. ولا تقضّ مضجعه ذكرى الغريب المضطّر.
فهو مؤمنٌ بالمنتظَر عليه السلام على مستوى النظرية من دون تجسيد ذلك على مستوى التطبيق والواقع العملي، فمن هنا كان لزاماً على المرء المنتظِر ولكي يجمع بين المفهوم والمصداق أو النظرية والتطبيق، ولكي يجعل من نفسه مفردة إيمانية محصّلة لكامل مفردات الايمان في الحديث الشريف السابق، لابدّ إذن من رسم خطوات عملية ممنهجة، ووضع آليّة حركية خاصة لكسب هذه المقومات وتحصيل صفة المنتظِر والانتظار إن كانت مفقودة وتركيزها وتقويتها إن كانت ضعيفة. وأفضل منهجيّة يتّبعها الانسان وأسلم برنامج عملي مضمون النتائج لكسب هذا المقام الشامخ هو ما رسمه أهل البيت عليهم السلام لنا وما نهجوه من منهاج.
لذا من الأفضل تتبّع آثارهم الشريفة وسلوك أقوالهم الكريمة والانتهال من نميرهم العذب.
وأوّل هذه الخطوات هي:
1 ـ أن لا يكون الانتظار لأجل تحقيق مطامع شخصية وتحصيل وجاهات ذاتية فانّ هذا الانسان ليس منتظراً للامام عليه السلام في الحقيقة وإنّما هو منتظرٌ للحصول على الشهوات النفسانية واللذّات الجسمانية. كما قال أمير المؤمنين (إني أريدكم لله وأنتم تريدونني لأنفسكم) ، ولهذا نجد الامام الصادق عليه السلام يحذّر أبا بصير رحمه الله من مثل هذا الانتظار القائم بالحقيقة على الأطماع الذاتية، كما جاء في أصول الكافي عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام جعلت فداك، متى الفرج؟ فقال: يا أبا بصير، وأنت ممّن يريد الدنيا، من عرف هذا الأمر فقد فرّج عنه لانتظاره.
وهكذا جاء في تحف العقول، عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: افترق الناس فينا على ثلاث فرق:
فرقة أحبّونا انتظار قائمنا ليصيبوا من دنيانا فقالوا، وحفظوا كلامنا وقصروا عن فعلنا فسيحشرهم الله الى النار، وفرقة أحبّونا وسمعوا كلامنا ولم يقصروا عن فعلنا، ليستأكلوا الناس بنا فيملأ الله بطونهم ناراً يسلط عليهم الجوع والعطش، وفرقة أحبّونا وحفظوا قولنا وأطاعوا أمرنا ولم يخالفوا فعلنا فاولئك منّا ونحن منهم.
وهذا يذكّرنا بحال طلحة والزبير حينما بايعا علياً طمعاً في أن ينالا منه سلطاناً أو جاهاً فلما خابا وخسئا نكثا بيعتهما وأخلفا وعدهما وباءا بالخسران المبين في الدنيا والاخرة.
2 ـ جهاد النفس:
السعي الحثيث والجاد لتهذيب النفس وتحليتها بالاخلاق الفاضلة وتقوى الله والورع عن محارمه، فقد جاء في الحديث الشريف عن أ بي عبد الله عليه السلام : من سرّه أن يكون من أصحاب القائم فلينتظِر، وليعمل بالورع ومحاسن الاخلاق وهو منتظر، فان مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه، فجدّوا وانتظروا هنيئاً لكم أيتها العصابة المرحومة.
3 ـ التهيؤ العسكري:
الأمر الثالث المحقق لكمال الانتظار وتمامية الشخصية المنتظرة هو التهيؤ في البعد العسكري والاستعداد الكامل في بناء الذات من ناحية قتالية من خلال التربية البدنية والجسدية حتى تكون مؤهلة لذلك اليوم المنشود، وقادرة على الحركة بقوة وصلابة في ميادين القتال تحت راية الامام عليه السلام ، أو من خلال تهيئة السلاح الكامل المناسب لذلك العصر، وقد أمر أهل البيت عليهم السلام بذلك صريحاً في أحاديثهم المباركة فعن أبي بصير كما جاء في غيبة النعماني قال: قال أبو عبد الله عليه السلام : ليُعدَّن أحدُكم لخروج القائم ولو سهماً، فانّ الله إذا علم ذلك من نيّته رجوت لأن ينسيء في عمره حتى يدركه، ويكون من أعوانه وأنصاره.
وهذا ما نجده واضحاً جليّاً في دعاء العهد الذي تستحب قراءته في كلِّ يوم (اللّهم إن حال بيني وبينه الموتُ الذي جعلته على عبادك حتماً مقضيّاً فأخرجني من قبري مؤتزراً كفني شاهراً سيفي مجرّداً قناتي مُلبيّاً دعوة الداعي في الحاضر والبادي ...).
لذا يمكننا أن نسجِّل هذا الأمر في ضمن مفردات الانتظار العملي لما يتمتع به هذا الاستعداد من بعث روح النشاط والحماس والجدّ والرغبة الملحّة والفاعلة لظهوره سلام الله عليه.
4 ـ التهيؤ العبادي:
لا شك ولا ريب أنّ العبادة بجميع مفرداتها هي خير وسيلة لتركيز صفة الانتظار في النفس الانسانية، وهذا ما نبّه إليه أهل البيت كما قرأت في ضمن الأحاديث السابقة، ولكنّ المهمّ هنا هو دوام ذكره سلام الله عليه والدعاء له، فمضافاً الى أنه من أهم العبادات نراه يُشكل عاملاً آخر من عوامل بناء الشخصية المنتظِرة. وقد ذكر لنا أهل البيت عليهم السلام برنامجاً يومياً وأسبوعياً لهذا الأمر ركّزوا من خلاله على هذا الجانب تركيزاً كبيراً، لذا ينبغي على المؤمن الالتفات اليه وعدم الغفلة عنه، ونحن نذكر هذا البرنامج بشكل مختصر لعموم الفائدة:
البرنامج اليومي: ـ
1 ـ قراءة دعاء العهد بعد صلاة الصبح.
2 ـ التصدّق بمبلغ معيّن لسلامة صاحب العصر.
3 ـ الصلاة على محمد وآل محمد 100 مرة بنيّة تعجيل الفرج.
4 ـ قراءة دعاء: اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن ... بعد الصلوات الواجبة.
5 ـ أداء صلاة الغفيلة بين العشائين بنيّة تعجيل الفرج.
البرنامج الاسبوعي: ـ
1 ـ أداء صلاة الإمام المهدي عليه السلام مساء الثلاثاء ليلة الأربعاء.
2 ـ قراءة زيارة آل يس مساء الخميس ليلة الجمعة.
3 ـ قراءة دعاء الندبة صباح الجمعة.
فضل المنتظِرين
في هذا الفصل نذكر نبذة من أنوار كلماتهم ونماذج من محاسن أقوالهم ـ وكلها نورانية وجميعها حسنة ـ في بيان ما للمنتظِر من الفضل والأجر عند الله تعالى:
1 ـ عن عمار الساباطي قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : أيما أفضل : العبادة في السّر مع الإمام منكم المستتر في دولة الباطل أو العبادة في ظهور الحق ودولته مع الإمام منكم الظاهر ؟ فقال : يا عمار : الصدقة في السر والله أفضل من الصدقة في العلانية، وكذلك والله عبادتكم في السر مع إمامكم المستتر في دولة الباطل وتخوفكم من عدوكم في دولة الباطل وحال الهدنة أفضل ممّن يعبد الله عز وجل ذكره في ظهور الحق مع إمام الحق الظاهر في دولة الحق، وليست العبادة مع الخوف في دولة الباطل مثل العبادة والأمن في دولة الحق ، واعلموا أنّ من صلّى منكم اليوم صلاة فريضة في جماعة مستتر بها من عدوه في وقتها فأتمها، كتب الله له خمسين صلاة فريضة في جماعة ، ومن صلى منكم صلاة فريضة وحده مستترا بها من عدوه في وقتها فأتمها كتب الله عز وجل بها له خمسا وعشرين صلاة فريضة وحدانية ، ومن صلى منكم صلاة نافلة لوقتها فأتمها ، كتب الله له بها عشر صلوات نوافل ، ومن عمل منكم حسنة كتب الله عز وجل له بها عشرين حسنة، ويضاعف الله عز وجل حسنات المؤمن منكم إذا أحسن أعماله ودان بالتقية على دينه وإمامه ونفسه وأمسك من لسانه أضعافاً مضاعفة،إن الله عز وجل كريم .
قلت : جعلت فداك قد والله رغبتني في العمل وحثثتني عليه ولكن أحب أن أعلم كيف صرنا نحن اليوم أفضل أعمالاً من أصحاب الإمام الظاهر منكم في دولة الحق ونحن على دين واحد ؟ فقال : إنكم سبقتموهم إلى الدخول في دين الله عز وجل وإلى الصلاة والصوم والحج وإلى كل خير وفقه وإلى عبادة الله عز ذكره سراً من عدوكم مع إمامكم المستتر ، مطيعين له صابرين معه، منتظرين لدولة الحق، خائفين على إمامكم وأنفسكم من الملوك الظلمة تنظرون إلى حق إمامكم وحقوقكم في أيدي الظلمة ، قد منعوكم ذلك واضطروكم إلى حرث الدنيا وطلب المعاش مع الصبر على دينكم وعبادتكم وطاعة إمامكم والخوف من عدوكم ، فبذلك ضاعف الله عز وجل لكم الأعمال، فهنيئا لكم.
قلت: جعلت فداك فما ترى إذا أن نكون من أصحاب القائم ويظهر الحق ونحن اليوم في إمامتك وطاعتك أفضل أعمالاً من أصحاب دولة الحق والعدل؟
فقال: سبحان الله أما تحبون أن يظهر الله تبارك وتعالى الحق والعدل في البلاد ويجمع الله الكلمة ويؤلف الله بين قلوب مختلفة ولا يعصون الله عز وجل في أرضه وتقام حدوده في خلقه ويرد الله الحق إلى أهله فيظهر، حتى لا يستخفي بشئ من الحق مخافة أحد من الخلق، أما والله يا عمار! لا يموت منكم ميت على الحال التي أنتم عليها إلا كان أفضل عند الله من كثيرٍ من شهداء بدر وأحد فأبشروا.
فذكر عليه السلام في هذه الرواية الشريفة من أسباب الأفضلية. ثمانية أمور:
الأول: سبقكم إلى الإيمان بالله وبرسوله والدخول في دين الله تعالى والإقرار به.
الثاني: سبقكم إلى العمل بالأحكام مثل الصلاة والصوم والحج وغيرها من الخيرات.
الثالث: عبادتكم سراً مع الإمام المستتر وطاعته كذلك خوفاً من الأعداء.
الرابع: صبركم مع الإمام المستتر في الشدائد.
الخامس: انتظاركم لظهور دولة الحق وهو عبادة.
السادس: خوفكم على إمامكم وأنفسكم من الملوك الظلمة وتغلبهم.
السابع: نظركم نظر تأسفٍ وتحسّر إلى حقّ إمامكم وهو الإمامة والفئ وحقوقكم التي هي الأموال في أيدي الظلمة الغاصبين الذين منعوكم عن التصرف فيها واضطروكم إلى حرث الدنيا وكسبها وطلب المعاش من وجوه شاقة.
الثامن: صبركم مع تلك البلايا والمصائب على دينكم وعبادتكم وطاعة إمامكم والخوف من عدوكم قتلاً وأسراً ونهباً وعِرضاً، وليس لأصحاب المهدي عليه السلام بعد ظهوره شيء من هذه الأمور فلذلك ضاعف الله تعالى لكم الأعمال.
2 ـ عن أمية بن علي عن رجل قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام : أيهما أفضل نحن أو أصحاب القائم عليه السلام ؟ قال: فقال لي: أنتم أفضل من أصحاب القائم، وذلك أنكم تمسون وتصبحون خائفين على إمامكم وعلى أنفسكم من أئمة الجور، إن صليتم فصلاتكم في تقية، وإن صمتم فصيامكم في تقية، وإن حججتم فحجكم في تقية، وإن شهدتم لم تقبل شهادتكم، وعدّد أشياء من نحو هذا مثل هذه، فقلت: فما نتمنى القائم عليه السلام إذا كان على هذا؟ قال: فقال لي: سبحان الله أما تحب أن يظهر العدل ويأمن السبل وينصف المظلوم.
3 ـ عن أمير المؤمنين عليه السلام قال:
المنتظِر لأمرنا كالمتشحط بدمه في سبيل الله.
4 ـ عن أبي عبد الله عليه السلام :
(من مات منكم على هذا الأمر منتظراً له كان كمن كان في فسطاط القائم عليه السلام ).
5 ـ وعنه أيضاً (من مات منتظراً لهذا الأمر كان كمن كان مع القائم في فسطاطه، لابل كان كالضارب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالسيف).
6 ـ عن السندي عن جده، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام : ما تقول في من مات على هذا الأمر منتظراً له؟
قال عليه السلام : بمنزلة من كان مع القائم عليه السلام في فسطاطه. ثمّ سكت هنيئة ثُمَّ قال: هو كمن كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
7 ـ في حديث عن الامام الصادق عليه السلام قال: طوبى لشيعة قائمنا المنتظرين لظهوره في غيبته، والمطيعين له في ظهوره، أولئك أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
8 ـ عن الامام زين العابدين عليه السلام :
(إنّ أهل زمان غيبته والقائلين بامامته والمنتظرين لظهوره أفضل من أهل كل زمان لأنّ الله تبارك وتعالى أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عنهم بمنزلة المشاهدة، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالسيف، أولئك المخلصون حقاً وشيعتنا صدقاً، والدعاء إلى دين الله سرّاً وجهراً).
مجلة الانتظار
|
|
|
|
|