في ذكرى استشهاد الأمام الرابع من أئمتنا لا بد من أن نستشرف جزء من فضائل الأمام روحي له الفداء والتي هي تكتب بأحرف من نور وهذا ما نفتخر نحن من الموالين في السيرة العطرة لكل أئمتنا المعصومين(سلام عليهم أجمعين) والذين حريٌ بنا أن نرتقي إلى هذا الكمال الآلهي الذي من الله سبحانه وتعالى لأئمة أهل البيت.
في حلمه : جاء إليه أبن عمه الحسن بن الحسن وكان في المسجد النبوي وأخذ يشتمه وبغضب شديد فلم يجاوبه السجاد(ع) إلى أن انتهى ثم ذهب وبعدها صلى الأمام السجاد(ع) ثم اخذ معه بعض غلمانه وذهب إلى بيت أبن عمه فصاح عليه وخرج الحسن متوثباً للشر ولكن أمامنا روحي له الفداء قال له((يا أبن العم أن ما ذكرتنا به صحيحاً فنستغفر الله ، وأن لم يكون فينا فغفر الله ذنبك))ثم ذهب هنالك لحق به وقبله من بين عينيه وقال له (صحيح أن الله يعرف أين يضع رسالته).
وهذا الرجل من الخوارج الذي صعد المنبر وأخذ بسب أمير المؤمنين وغلظ في السب وكان جالساً السجاد روحي له الفداء ولم يجاوبه وعندما انتهى ناوله خميصة وهو ثوب من الثياب الفاخرة يشتريها (ع) يلبسها يومين ثم يعطيها إلى الفقراء المتعففين لكي يقضوا ببيعها أمورهم الحياتية ويقول خذوها للبركة فناداه وأعطاه الخميصة ثم أعطاه إلف درهم وقال له خذها لتمشية أمر دهرك هنا بهت هذا الخارجي وقبل الأرض بين يديه وقال له(الله يعلم أين عندهم العلم والنبوة)
في عفوه : كان والي المدينة المنورة هشام بن إسماعيل المخزومي وكان شديد الكره لأمامنا زين العابدين(ع)ويضايق عليه وبعد فترة تم عزله عن المدينة وبأمر الخليفة تم الأمر بوضعه تحت الشمس الحارقة معاقبة له على وجود نقص في بيت المال ولا يتم العفو عنه إلا بتسديد الأموال الناقصة ووضع على هذا الشكل واقفاً وتحت الشمس عند ذلك أمر علي بن الحسين(ع)بعدم سبه أو شتمه أو السخرية من قبل كل مواليه وأرسل أحد مواليه وهمس في أذن هشام وقال له ((أن الأمام يقول لك أن الأموال التي بذمتك يستطيع الأمام(ع) أن يسددها عنك فلا تبتئس)).
وفي حادثة أخرى لعفوه أن يزيد(لعنه الله)عندما استباح المدينة من قبل قائده مسلم بن عقبة(لعنه الله)جاءه الأمر بعدم التعرض لعلي زين العابدين(ع)هو وأهل بيته هنالك لجئوا أليه الكثير من بيوت أهل المدينة وقد وصل العدد إلى (400) عائلة قام بكفالتهم وحمايتهم وحتى من ناحية معيشتهم ومن ضمنهم اللعين (مروان بن الحكم) الذي لجأ إليه وقد قام بحمايته ووضع أبنه عبيد الله على باب بيته وبيده السيف وقال أنه ضمن بيوت السجاد(ع)التي كفلها ومعروف أن هذا اللعين مقدار بغضه وكرهه لأهل بيت النبوة وهو الذي قال لأبي السجاد الحسين(ع) في صبيحة الليلة التي أعلن فيها رفضه لمبايعة يزيد فبادره اللعين مروان قائلا (إني آمرك بمبايعة يزيد فإنه خير لدينك ودنياك)وهو الذي ذهب إلى قبر سيدنا حمزة(رض) عندما استشهد الحسين في كربلاء ورفس قبر الحمزة وقال له(يومٌ بيوم ، وبدرٌ ببدر)
فلا حظوا أخواني وأخواتي مقدار الرقي والخلق السامي لأهل البيت(سلام الله عليهم أجمعين)وهل هذا الخلق العالي يوجد عند أحد من البشر؟ وبالتأكيد سوف يكون كلا لأن هم أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الوحي ومهبط الملائكة لأنهم هم القرآن الناطق الذي يسير في الأرض ومصداقاً لقوله ((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)) آل عمران آية 159.
ولأورد لكم هذه الحادثة عن عفوه أن محمد بن أسامة بن زيد قد مرض مرضاً شديداً وكان أبوه أسامة بن زيد من الصحابة وهو الذي لم يبايع الأمام أمير المؤمنين(ع) في خلافته وأستمر العداء إلى ابنه وعاده الأمام زين العابدين في مرضه وعند دخوله قال محمد(سحقاًُ) فقال له (ع) ((ومماذا)) قال (على دين ب 15 إلف درهم في ذمتي) فقال روحي له الفداء ((أما دينك فهو بذمتي وأمر احد غلمانه بصرف الخمسة عشر إلف له)).
فهل يوجد مثل هذا التسامح والعفو إلا في بيت النبوة.
وكان روحي له الفداء كثير الصوم فهو في النهار صائم وفي الليل يتهجد ويصلي ولا يسمع في صلاته إلا حركة رداءه لخشوعه ربه.
وكان كثير البكاء فهو تاج البكائين على ما شاهده من مصارع أبيه وأخيه وعمه وأهل بيته(ع) وأصحابه وكان يقول لأبي حمزة وهو من خاصة أصحابه ((والله يا أبي حمزة أني أذكر مصارعهم وأذكر فرار العائلة من أخواتي وعماتي من خيمة إلى خيمة ويقول جيش بن سعد احرقوا خيم الظالمين وجلدهم بالسياط وسلبهن وأمر على بيوت آل عقيل فلا أجد إلا النساء من الأرامل والأيتام وتخنقني العبرة)).
وكان لا يشرب الماء إلا ويذكر كيف ذبح ابوه وهو عطشان وكالكبش ومن القفا.
فعظم الأجر يا سيدي ومولاي علي سيد العابدين(ع) في استشهاد أبيك(ع) وأهل بيتك.
والسلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حياً وحشرنا الله معك يوم الورد المورود ورزقنا شفاعتك.
التعديل الأخير تم بواسطة عبود مزهر الكرخي ; 12-01-2010 الساعة 12:38 AM.
عظّم الله أجوركم أخي الكريم باستشهاد الامام السجّاد عليه السلام
يا سائلي اين حل الجود و الكرم ؟..... عندي بيان اذا طلا به قدم
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ... و البيت يعرفه و الحل و الحرم
هذا ابن خير عباد الله كلهم .. هذا التقي النقي الطاهر العلم
هذا الذي احمد المختار والده .. صلى عليه الهي ما جرى القلم
لو يعلم الركن من قد جاء يلثمه .. لخر يلثم منه ما وطي القدم
هذا علي رسول الله والده .. امست بنور هداه تهتدي الامم
هذا الذي عمه الطيار جعفر .. و المقتول حمزة ليث حبه القسم
هذا ابن سيدة النساء فاطمة .. و ابن الوصي الذي في سيفه النقم
اذا راته قريش قال قائلها .. الى مكارم هذا ينتهي الكرم
يكاد يمسكه عرفان راحته .. ركن الحطيم اذا ما جاء يستلم
و ليس قولك : من هذا ؟ بضاءره .. العرب تعرف من انكرت و العجم
ينمى الى ذروة العز التي قصرت .. عن نيلها عرب الاسلام و العجم
يغضي حياءا و يغضى من مهايته .. فما يكلم الا حين يبتسم
بنجاب نور الدجى عن نور غرته .. كالشمس ينجاب عن اشراقها الظلم
بكفه خيزران ريحه عبق .. من كف اروع في عرنينه شمم
ما قال "لا" قط الا في تشهده .. لولا التشهد كانت لاؤه نعم
مشتقة من رسول الله نبعته .. طابت عناصره و الخيم و الشيم
حمال اثقال اقوام اذا قدحوا .. حلو الشمائل تحلو عنده نعم
ان قال قال بما يهوى جميعهم .. وان تكلم يوما زانه الكلم
هذا ابن فاطمة ان كنت جاهله .. بجده انبياء الله قد ختموا
الله فضله قدما و شرفه .. جرى بذاك له في لوحه القلم
من جده دان فضل الانبياء له .. و فضل امته دانت لها الامم
عم البرية بالاحسان و انقشعت .. عنها العماية و الاملاق و الظلم
كلتا يديه غياث عم نفعهما .. يستو كفان ولا يعروهما عدم
سهل الخليقة لا تخشى بوادره .. يزينه خصلتان : الحلم و الكرم
لا يخلف الوعد ميمونا نقيبته .. رحب الفناء أريب حين يعترم
من معشر حبهم دين و بغضهم .. كفر و قربهم منجى و معتصم
يستدفع السوء و البلوى بحبهم .. و يستزاد به الاحسان و النعم
مقدم بعد ذكر الله ذكرهم .. في كل فرض و مختوم به الكلم
ان عدا اهل التقى كانو ائمتهم .. ولا يدانيهم قوم و ان كرموا
هم الغيوث اذا ما ازمة ازمت .. و الاسد اسد الشرى و الباس محتدم
يابى لهم ان يحل الذم ساحتهم .. خيم كريم و أيد بالندوى هضم
لا يقبض العسر بسطا من اكفهم .. سيان ذلك ان اثروا و ان عدموا
اين القبائل ليست في رقابهم .. لاولية هذا او له نعم ؟
من يعرف الله يعرف اولية ذا .. فالدين من بيت هذا ناله الامم
بيوتهم في قريش يستضاء بها .. في النائبات و عند الحكم ان حكموا
فجده من قريش في ارومتها .. محمد و علي بعده علم
بدر له شاهد و الشعب من احد .. و الخندقان و يوم الفتح قد علموا
و خيبر و حنين يشهدان له .. وفي قريشة يو صيلم قتم
مواطن قد علت في كل نائبة .. على الصحابة لم اكتم كما كتموا
و قد ختم الفرزدق هذه الأبيات بقول :
هذا علي بن الحسين بن علي ابن ابي طالب عليهم السلام
شكراً لك يا أختي الفاضلة على القصيدة الرائعة التي كتبتيها فيمدح علي زين العبدين(ع)وجعلها في ميزان حسناتك ووفقنا الله في خدمة أهل البيت وائمتنا المعصومين(سلام الله عليهم أجمعين).
وتقبلي مروري.
شكراً لك يا أختي الفاضلة على القصيدة الرائعة التي كتبتيها في مدح علي زين العابدين(ع)وجعلها في ميزان حسناتك ووفقنا الله في خدمة أهل البيت وائمتنا المعصومين(سلام الله عليهم أجمعين).
وتقبلي مروري.
التعديل الأخير تم بواسطة عبود مزهر الكرخي ; 13-01-2010 الساعة 12:57 PM.
سبب آخر: اخطاء املائية