|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 50420
|
الإنتساب : May 2010
|
المشاركات : 495
|
بمعدل : 0.09 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الناصر 3
المنتدى :
المنتدى العام
خواطر وتأملات / 3
بتاريخ : 29-05-2010 الساعة : 01:43 AM
الصدق....
دخلت بناية كبيرة جدا وبينما أنا انظر الى ممراتها وغرفها وجدتها مجهزة بكاميرات مراقبة في كل زواياها ترصد حركات الداخلين اليها فقلت مخاطبا نفسي : انتبه يا فلان لجميع حركاتك وسكناتك , فحملتني نفسي على الانضباط تلقائيا حتى في ممراتها الخالية حيث لا يوجد أحد وصرت الاحظ ترتيب ملابسي وكيفية سيري في ثنايا تلك البناية حتى أني لم أهمس ببنت شفة ولم أتمتم بالاناشيد التي طالما كنت أسلي بها نفسي في خلواتي , الى ان خرجت من البناية بعد إتمام غرضي من دخولها .
وهنا تأملت كثيرا في ما حصل مني فتسائلت: أين كان هذا الانضباط ؟!! ما هو سببه؟!!اذا كان سبب ذلك هو عدسة تراقب الحركات فكيف يكون الحال اذا كان المراقب مسلط على سري وسريرتي ومطلع على ما توسوس به نفسي ؟!! آآآه ما أغفلني عن حظي وما أسوأ فعلي !! إنما هي نفسي التي أردتني , فأشفقت عليها لا بل سئمت منها فصككت أسماعها مخاطبا إيَاها :
أيتها الخبيثة : راعيت الكاميرات في تصرفاتك , فهل راعيت الله الذي لا يغيب عليه شيء فيها في خلواتك؟!!
أيتها الامارة بالسوء: اذا هبت تلك العدسات المسلطة على الاجسام فلم لا تهابين من هو مطلع على السرائر ومن هو أقرب اليك من حبل الوريد ؟!!
أيتها الشقية : حري بك أن تذوبي خجلا من فعالك, فليس الصدق الا مطابقة باطنك مع ظاهرك ,
فأين الصدق الذي تدعيه هل كان مستعارا ؟!!
الآن ظهر وجهك الدميم وملامحك القبيحة وأنك كنت تتزينين بزينة غيرك , كلا بل قد كنت تخدعيني .
فيا صاحبتي وعدوتي ان ما خفي عليَ أكثر وأعظم مما انكشف لي منك فلأسلطنَ نور الحق وبريق شدته عليك وأكشف مساحاتك المظلمة وزواياك الميتة التي لطالما سترتها عني ولأحملنَك على دقيق ميزان الحساب وما ذلك الا شفقة مني عليك
|
|
|
|
|