|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 21832
|
الإنتساب : Aug 2008
|
المشاركات : 7,059
|
بمعدل : 1.19 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
al-baghdady
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 25-07-2010 الساعة : 11:28 PM
و التزامه دعوة آل البیت (ع)، و انضواؤه تحت لوائهم لم یملها ــ في شعره، و هو أصدق الشهادات علیه، اذ یضع فیه من ذات نفسه طبیعته الفنیة ــ لم یملهما حساب المنافع العاجلة كما تقول بعض الروایات ( مثل موت المأمون: ألاغاني 20/107)، ولا الوحشة بالواقع و افتقاد المثال، و الإحساس بمرارة الهزیمة القبلیة، و لكن تملیها فیه ــ و ربما قبله ــ محبة عمیقة لآل البیت (ع)، و موالاة تهتز لها احیانا موالاة القبیلة نفسها:
یا أمة السوء!ما جازیت أحمد عن
حسن البلاء علی التنزیل و السدر
خلفتـموه علی الأبناء حین مضی
خلافـة الذئـب في أبـقار ذي بقــر
ولـیـس حیّ من الأحیـاء نـعلمـه
من ذی یمان ومن بكر ومن مضر
الاّ و هــم شـركاء فی دمـادئــهم
كـما تشاركـت ایــسار علی جـزر
قتلا و اســرا وتـحریقا و مــنهبة
فعل الغزاة بأرض الروم والخزر
و هذه شهادة المحبة التي لنفسه ، یرجو أن یجعلها عدة لیوم الحساب و یهجر أهله و یطوف مشرا فی الآفاق و یحمل علی كتفیه عدوات و یحمل علی كتفه خشبته فلا یری من یصلبه علیها :
ملامـك فـي آل النبـي فانهم
أحبائی ما عاشوا و اهل ثقاتی
تخیرّتهم رشدا لامری فانهم
علی كل حال خیرة الخیـرات
نبذت الیـهم بالـمودة جاهـدا
وسلمت نفسی طائـعا لولاتـی
فیارب زدنی من یقینی بصیرة
وزد حبّهم یارب فی حسناتی
احبّ قصی الرحم من أجل حبكم
وأهجر فیكم اسرتي و بناتي
لقد حفت الایام حولی بشرها
وانی لا ارجوالامن بعدوفاتی
أحاول نقل الشمس من مستقرّها
واسماع الحجار من الصّلدات
قصاراتي منهم أن أووب بغصة
تردد بین الصـدر و اللـهوات
كأنك بالاضلاع قد ضاع رحبها
لما ضمنت من شدة الزفرات
وفي موضوع آخر یقول:
بأبي و أمی خسة احببتهم
للـه لا لطیـعة أعطـاها
بأبی النبی محمد و وصیّه
الطیبین و بنته وابناها
ان الذي میز دعبلا في تاریخ ادبنا، و افرده من شعراء عصره ، و رفعه من حضیض التكسب، و ارهاب الناس باذیة اللسان الموهوب، و غطی علی تبذله و فنحشه أحیانا هو هذا الایمان الذی نقله من صعید الشعراء الكسبة الی صعید أصحاب العقائد الذین عقائدهم بأسلوب حیاتهم، و قبلوا أن یدفعوا ضریبة الاخلاص لما قنعوا به، ووهبوا إنفسهم له . فهذا أحد المیادین الذیین كتب فیها دعبل مجده الشعري الخالد و اشرافها و المیدان الثاني هو الهجاء. و الذی قاد الیه هو الذي قاد ابن الرومي بعده، و قاد الحطیئة وبشارین برد قبله: الحاجة و افتقاد الامن ، و رفض الواقع الإجتمعاعي و السیاسي القائم ، و الأحساس العمیق بقدرة الباطل علی صیاغة الحیاة ، وفق اهوائه الجامحة و لمثل هذه الاسباب المتنبی وناسه,وهجا المعری زمانه المضطرب ورجاله؛وماشاع فیه من ضروب الفساد والمتاجرة بالدین وقیمه.فهولاء ومن سلك مسلكهم من شعراءالعرب,كانوا یناضلون فی الساحة التی وجدوا أنفسهم فیها,ویقاتلون بالاسلحة التی یحسنون استعمالها.ولأن دعبلا صاحب عقیدة راسخة,بدأهجاوه فی الساحة السیاسیة أكثر حدة وثباتا من هجاءالآخرین,لأنه اكثرهم احساسا بالمرارة,واكثرهم مقتا,لایكاد یساویه فیه الا ابن الرومی.فلهذا امتازا فی تاریخ الهجاء العربی كله.حتی كان كأنه یكون قاعدة حیاتهما الشعریة,ومن هنا یجیئ بیت المعری:لوانصف الدهر هجا نفسه كأنه الرومی أو دعبل. ولیس سحیحا مایقول العقاد فی الموازنة بین هجاءالرجلین(ابن الرومی:حیاته وشعره)فقد نسب ابن الرومی فی الهجاءالی الرغبة فی الفن واجادة التصویر,ونسب دعبلا الی الرغبة فی ایجاع المهجو بالشتیمة والسباب؛فالأول عنده شاعر یستهویه تجوید فنه,والثانی قاطع طریق تستهویه الشطارة.ویعرض بما تروی الروایات عن نشأته فی الكوفة وتشطره فیها وهذاواحد من أبرز احكام العقاددلالة علی فساد التعمیم, والاسراع فیه,والجری الدائم ووراءالتعقیدات والتماس مفاتیح الشخصیات التی یتصدی لدرسها بما یملك من قدرات ذهنیة جبارة:فالناس لیسوا قوالب ساكنة,والنفس الانسانیة اعقد من أن تكون مادة تدرس تحت المجهر.ولو أتیح للعقاد الاطلاع علی نماذج من هجاءدعبل,لم یطلع علیها,لبعد مصادرها عنه آنذاك,ولأكتفائه منها بما جاء فی الاغانی ,علی الاغلب,لكان ربمااتجه فی الموازنة اتجاها آخر ثم انه اصدر حكمه,ودیوان ابن الرومی فی یده,ولیس فی یده من شعر دعبل علی الارجح غیر هذه المقطعات الخفیفة التی اختارهاابوالفرج لطرافتها,وصاغها دعبل لتسیر علی السنة الناس,ویعبث بهاالصبیان,كما تقول الروایات,وكما یقول دعبل نزوعا واضحا الی التصویر.یقول فی هجاءاحمد بن خالد الأحول,كاتب المأمون,وكان داهیة شرها,عظیم البطن,فیما یبدو,اجری علیه المأمون الف درهم فی الیوم لمائدته,لیمتنع من قبول هدایاالناس:
وكــان أبـــوخالد مرأة *** اذا بـــات مـــتخما قـــاعدا
الموضوع برمته منقول
|
|
|
|
|