فهُنا الشعبٌ تسامى
زادَ همي اليومَ شعبٌ = أعزلٌ في النائبات
بِسَلامٍ يتحدى = بطش َ حُكامٍ طُغاة
قالها الشّعبُ مراراً = لا لِذُّلٍ في الحياة
إنّني فِكْرٌ سأحْيا = رغمَ كلُّ النَكَبات
لستَ أهوى أيَّ مَغْنى = أو قصوراً فارهات
فلباسُ العزِّ ثوبي = نادرٌ كالمُعجزات
عفّرتهُ الأرضُ حُباً = وسّمَتهُ البيّنات
طرَّزَتْهُ الحورُ نَقْشاً = قبلَ كلِّ الكائنات
بنضارٍ وفريدٍ = وجمانٍ منتقاة
بسمُوٍّ وعلُوٍّ = فاقَ وصفُ الكلمات
يابَني الأخيارِ هُبُّوا = وانهضوا بالمُرهفات
يارُبى الأوطانِ هيا = فلقد طال َ السُّبات
فالدُّجى ولّى بعيداً = كمُضيِّ السّنوات
لستُ أنسى ياسروري = سَلَبونا البَسَمات
لهفَ نفسي ! يابلادي = قيّدَتكَ الحادثات
لهفَ نفسي!يا ربوعي = أين أغصانُ النبات
لهفَ قلبي ! يارفاقي = قدْ حُرِمْنا البركات
مُذْ لقى البائسُ رَدْعاً = مؤلماً كالصّاعقات
وارتوى سُمّاً مِراراً = قاتلاً فيه الممات
أيها المظلومُ هيا = باقتدارٍ وثبات
واطلبُ العزَّ وساماً = وانسَ كلَّ النازلات
فوحوشُ الغابِ تسعى = نحو سَلبِ الطّاهرات
دَنَّسَتْ أرضَ الغيارى = بعدَ هَتكِ الحُرُمات
ثُمَّ جاءت بجديدٍ = بعدَ ترك الصّالحات
حِمَماً ترمي علينا = فاقَ رميِّ الجّمَرات
شابَهُ سجنٌ وقتلٌ = ثمّ أقسى العقبات
كمْ أناخَ الظلمُ رَكْباً = فوقَ تاجِ الراسيات
جعَلَ الفوضى شعاراً = ثمَّ شنَّ الغزوات
رفعَ التقوى خداعاً = ووعوداً كاذبات
أشبعَ الناسَ سموماً = وجراحاً قاتلات
هو ذا القاتلُ يَطْغى = ساعدتهُ الحادثاتْ
مزّقَ الشّعبَ فتاتاً = قبل أيام ِ المماتْ
هو ذا ، ياروحيَ الـ = العدلُ بأسيافِ الجُّناة
لمْ يعدْ للناسِ مأوى = آمناً في الفلوات
أكلَوا الشوكَ اضطراراً= في الربوع الذابلات ْ
لبسوا ثوب َ الدّياجي = كالثكالى النادبات
جُرّعوا سُمَّ الأفاعي = مِن أيادي النَكَبات
شُرِّدوا في كلِّ أرضٍ = قُتّلوا قبل الصّلاة
وَهَبوا الأرضَ نفوساً = كالنجومِ الزّاهرات
هاهو الشّعبُ ينادي = إنّ يومَ النّصرِ آت
وإذا ما جنَّ ليلٌ = سارعوا للصالحات
فتلاشت لغة الفو = ضى وكلُّ المفردات
أيّها الشعبُ تخطى = بؤسَ كلِّ الحالكات
إنّما الدُّنيا كفاحٌ = قبلَ صوتِ الكلمات
إنّ هذا اليوم يومي = لمْ أعُدْ أخشى الطُّغاة
لمْ يعدْ للظُّلمِ رُكناً = بعد تلك الصَّرَخات
لمْ يكُنْ للبغيِّ رَكْباً = في بساتين المهاة
أيُّها القاتلُ شعبي = مثل ذئبٍ بالفلاة
لستُ أبغي دولةَ الظا = لـِمِ ، أوْ زادَ الزّكاة
فدماءُ الزاكيات = وعويلُ الثاكلات ْ
أججتْ في القلبِ ناراً = قبلَ ذرفِ العبرات
هاهُوَ البحرُ ينادي = أينَ تلك النّسَمات
أين مَن يأتي لخيري = مِن طيورٍ لاهفاتْ
أين تلك البسمات = أين صوتُ الكائناتْ
لم يعدْ للماءِ جدوى = وعطاءٌ وهبات
في ربوعٍ مقفراتْ = لطيورٍ أو نباتْ
أصبحتْ للبومِ وَكْراً = بعد أحلى الذكريات
ونعى النحلُ حُقولاً = وزهورا ذابلاتْ
لمْ تجدْ ماءً قراحاً = ونفوساً باذخاتْ
فهُنا الشعبٌ تسامى = رغمَ أقسى المُعضلات
رضَعَ العزمَ ابتداءً = مِن صدورِ المؤمنات
فَهْوَ في الكونِ حياةٌ = فاقَ حتى المُعْصرات
وَهْوَ نهرٌ قدْ تَفجّرْ = بعدما جفَّ الفرات
فاسْلُك الآنَ طريقاً = ليس درباً للغُزاة
واسْحقِ الأعداءَ جهراً = واخترقْ سورَ الطُّغاة
فَبدربي ألفُ معنى = عَبَّدَتْهُ المُعْجزات
كربلاءُ اليومُ نادتْ = وبها صوتُ الكُماة
وبها رمزٌ وفخزٌ = وبها كلُّ الحُماة
فَدَمُ الأحرارِ فيها = وهْوَ سرٌّ للنجاة
وصراطُ الحقُّ يبقى = واضحاً كالمحكمات
أنا شعبٌ لمْ يُرَكّعْ = أنا شمسٌ للحياة
أبو حسين الربيعي – دبي 17/4/2011- السبت