|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 51434
|
الإنتساب : Jun 2010
|
المشاركات : 301
|
بمعدل : 0.06 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الشيخ علاء السراي
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
وقفة عند بعض اسماء الزهراء سلام الله عليها ...
بتاريخ : 06-05-2011 الساعة : 10:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله أجمعين ...
لازلنا بين يدي الزهراء سلام الله عليها إذ سيصادف غدا الرواية الثالثة في ذكرى استشهادها ونريد أن نتناول جانب من حياة هذه الصديقة الشهيدة وهو انه قد عرفت الزهراء بمجموعة من الأسماء والألقاب كلها تكشف عن جوانب مهمة من صفاتها ومقاماتها عند الله تعالى وقد قال صادق أهل البيت ( عليه السلام ) : ( لفاطمة تسعة أسماء عند الله عزّ وجلّ : فاطمة ، والصدِّيقة ، والمباركة ، والطاهرة ، والزكية ، والراضية ، والمرضية ، والمحدَّثة ، والزهراء ) .
و لنأخذ فكرة موجزة عن بعض أسماء الزهراء ومنها :
أولا : فاطمة : القاطعة والفاصلة والحارسة فهي ( عليها السلام ) تشفع لمحبيها وتفطمهم وتحرسهم من النار .
ورد عن علي ( عليه السلام ) : ( قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنّما سُمِّيت ابنتي فاطمة لأنَّ الله عزّ وجلّ فطمها وفطم من أحبَّها من النار ) .
وأيضا معناه أنها فطمت من المعصية ومن أي خطأ ومن الشر كما قال الإمام الحسين ( عليه السلام ) : ( أتدرون أيّ شيء تفسير فاطمة ؟ أي فطمت عن الشرّ ) .
و اسم فاطمة اذا ذكر فانه يوجع قلوب أهل البيت فلقد روي عن السكوني قال : دخلت على أبي عبد الله وأنا مغموم مكروب ، فقال لي : يا سكوني ما غمك ؟ فقلت : ولدت لي ابنة ، فقال : يا سكوني على الأرض ثقلها ، وعلى الله رزقها ، تعيش في غير أجلك وتأكل من غير رزقك ، فسري والله عني ، فقال : ما سميتها ؟ قلت : فاطمة . قال : آه آه آه ثم وضع يده على جبهته ثم قال : أما إذا سميتها فاطمة فلا تسبها ولا تلعنها ولا تضربها .
ثانيا : الصدّيقة : قوة وكثرة الصدق لأنّها لم تكذب ولأنها صدقت بما جاء من الله تعالى فقد قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( وهي الصديقة الكبرى ، وعلى معرفتها دارت القرون الأُولى ) .
ثالثا : المباركة : النماء والزيادة الإلهية ولقد بارك الله في فاطمة ( عليها السلام ) كل البركات وأهمها ان ذرّية رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من نسلها .
رابعا : الطاهرة : لقد طهرّها الله تعالى من كلّ دنس ورجس ومعصية قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إنّما سمّيت فاطمة بنت محمّد الطاهرة لطهارتها من كلّ دنس ، وطهارتها من كلّ رفث وما رأت قط يوماً حمرة ولا نفاساً ) .
خامسا : الزكية : الطيّبة النقية الطاهرةفهي الزكية التي زكت نفسها في تقوى الله تعالى .
سادسا : الراضية المرضية : الراضية بما قسم الله لها والمرضية عند عند الله فقد روي أنها ذهبت إلى النبي فطلبت منه خادمة وقالت : لا أطيق على شدائد أشغال البيت فعلمها النبي تسبيح فاطمة وبشر لها بثوابه فقالت ثلاثا : رضيت عن الله ورسوله فرجعت إلى بيتها فقالت : طلبت من أبي خير الدنيا ، فأعطاني خير الآخرة .
وهي مصداق قوله تعالى : ( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ) .
سابعا : المُحدّثة : تستلهم من الله تعالى فأنّ الملائكة كانت تنزل على فاطمة ( عليها السلام ) فالله أوحى إلى مريم بنت عمران و سارة زوجة إبراهيم وام موسى كما ورد في القران العظيم قال تعالى ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ )
وقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إنّما سمّيت فاطمة محدّثة لأنّ الملائكة كانت تهبط من السماء ، فتناديها كما تنادي مريم بنت عمران ) .
تاسعا : الزهراء : المنيّرة الصافية من الكدر المشرقة لأنّ نورها زهر وأشرق لأهل السموات فعن ابن عمارة عن أبيه قال : سألت أبا عبد الله عن فاطمة لم سميت " زهراء " ؟ فقال : " لأنها كانت إذا قامت في محرابها زهر نورها لأهل السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض " .
عاشرا : الحانية : منبع الحنان وذلك بسبب حنانها على أبيها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وزوجها وعلى أولادها ومحبّيها والأيتام والمساكين والفقراء وكافة المسلمين بل كل البشر .
حادي عشر : البتول : لأنّها تبتلت عن دماء النساء بل هي المنقطعة عن الدنيا إلى الله تعالى .
ثاني عشر : الكوثر : الخير الكثير وأهمه هو النسل الطاهر للرسول وانه ممتد من خلالها قال تعالى في كتابه العزيز إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ ) .
ثالث عشر : الحوراء : المخلوقة من الجنة للجنّة وهي الحوراء الإنسية قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( ابنتي فاطمة حوراء آدمية ) .
رابع عشر : والاسم او اللقب الأخير للزهراء هو الشهيدة فقد ذهبت الى ربها شهيدة مظلومة مهضومة مقتولة عن علم وعمد من المنافقين ..
وهناك اسم أخر يمكن أن نسميها به وهو المغيب قبرها ...
اجتمع الناس عند رحيلها ينتظرون خروج الجنازة فخرج أبو ذر ، وقال : انصرفوا فإن ابنة رسول الله قد أخر إخراجها في العشية .
لكن عليا غسلها وكفنها هو وأسماء في تلك الليلة ثم نادى : يا أم كلثوم ، يا زينب ، يا حسن ، يا حسين ، هلموا تزودوا من أمكم فهذا الفراق واللقاء والجنة ، وبعد قليل نحاهم أمير المؤمنين عنها .
ثم صلى علي على الجنازة ، وشيعها والحسن والحسين وعقيل وسلمان وأبو ذر والمقداد وعمار وبريدة والعباس وابنة الفضل .
فلما هدأت الأصوات ونامت العيون في الليل أخرجها أمير المؤمنين ودفنها سرا فلما نفض الإمام يده من تراب القبر أرسل دموعه على خديه ، وحول وجهه إلى قبر رسول الله فقال : السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك من ابنتك وحبيبتك وقرة عينك وزائرتك ، والبائنة في الثرى ببقعتك ، المختار الله لها سرعة اللحاق بك ، قل - يا رسول الله عن صفيتك صبري وضعف عن سيدة النساء تجلدي ، إلا أن في التأسي لي بسنتك ، والحزن الذي حل بي لفراقك ، موضع التعزي ....
ثم قال ( ع ) : إنا لله وإنا إليه راجعون ، قد استرجعت الوديعة ، وأخذت الرهينة ، واختلست الزهراء ، فما أقبح الخضراء والغبراء ، يا رسول الله . أما حزني فسرمد ، وأما ليلي فمسهد ، لا يبرح الحزن من قلبي أو يختار الله لي دارك التي أنت مقيم ، كمد مقيح ، وهم مهيج ، سرعان ما فرق الله ( بيننا ) ، وإلى الله أشكو ، وستنبئك ابنتك بتظافر أمتك علي ، وعلى هضمها حقها ، فاستخبرها الحال ، فكم من عليل معتلج بصدرها ، لم تجد إلى بثه سبيلا ، وستقول ، ويحكم الله وهو خير الحاكمين .
ثم قال ( ع ) ولولا غلبة المستولين علينا ، لجعلت المقام عند قبرك لزاما ، وللبثت عنده معكوفا ، ولأعولت إعوال الثكلى على جليل الرزية ، فبعين الله تدفن ابنتك سرا ، ويهتضم حقها قهرا ، ويمنع إرثها جهرا ، ولم يطل العهد ، ولم يخلق منك الذكر ، فإلى الله - يا رسول الله - المشتكى وفيك أجمل العزاء ، فصلوات الله عليها ورحمة الله وبركاته .
أبو فاطمة العذاري
[COLOR=window****][/COLOR]
|
|
|
|
|