من المعلوم أن الشخصية الإنسانية لها من السمات المميزة
والخصائص الفريدة ما يجعلها متميزة عن سائر الخلق
ويؤهلها لأن تنال رتبة الخلافة الإلهية على وجه الأرض .
والخلافة الإلهية ليست أمرا بسيطا أو عاديا وعليه
فالمستخلف الإلهي لن يكون من عامة البشر
بل سيكون ذا مزايا وسجايا خاصة جدا تجعله في مستوى
هذا المقام وهذه المرتبة الإلهية العظيمة .
وبما أن العقيدة بالمهدي الموعود المنقذ ثابتة لدينا كما هي ثابتة
لدى الأمم الذين من قبلنا وأنه الشخصية الإلهية التي ستستخلف على
الأرض جميعا لتحقيق دولة العدل الإلهية العالمية بعد أن تقضي
على كل معسكرات الظلم وقوى الشر فإنه بحسب التحليل النفسي العام
سيكون ــ أي المهدي ــ شخصا عالمي الإحساس والشعور وكوني الوجع
والألم وإلهي الهمة والإرادة والعزم بكل ما تعنيه الكلمة من معنى .
وعلى هذا الأساس لنا أن نستشعر ونتخيل من منطلق أن عقيدتنا في
الإمام الموعود المنتظر ذات أبعاد عميقة قد لا توجد لدى غيرنا
ولا يستدركها من ينتمي لتيارات دينية أو مذهبية أخرى كم هو حجم
الآلام والأحزان والمحن الذي تكتظ في قلب المهدي الأقدس
وكم من العذابات يتعذب وكم من الأوجاع التي يتوجع وما مدى البكاء
الذي يعتريه والدموع التي تذرف من عينيه القدسيتين تألما
على حال البشرية والكون!
ما مدى ما يستنزفه حزنا وألما على واحد من أوليائه المؤمنين
فحين نحزن نحن لأقاربنا ومن لهم معزة في قلوبنا لما يصيبهم
من هموم وغموم وكربات ونعرف مدى ما يكلفه ذلك منا لفرد واحد
سنستطيع أن نستشف مدى ما سيحصل لو كان لنا قابلية على إدراك
كل ما في العالم والكون بأتم وأصدق تفاصيله وأعمقها وأشملها
وهذا ما يحصل بالنسبة لقلب المهدي!
فقلب المهدي مختلف وخاص كما أنه إنسان مختلف وخاص
ذو روح مختلفة وخاصة .
من هذا المنطلق كيف لا نتأثر إزاء ما ينتابه ويؤلمه
ونحن نقول بولائنا وحبنا له واعتقادنا بإمامته!
إن من أحد مصاديق الحب الخالص هو التخفيف عن قلب الحبيب
وإبعاده عن كل ما يشجيه ويؤلمه ويبكيه ويحزنه
فهل فكر أحدنا نحن القائلين بحبنا وولائنا الخالص للمهدي الموعود
بما يعتريه على امتداد السنين التي عاشها في الماضي والحاضر .
هل فكر أحدنا لمرة واحدة بقلب المهدي الأقدس!
وبما ينبغي عليه كمحب له أن يفعل من أجله ليبعد جزءا بسيطا من
كم هائل ومذهل للغاية مما في قلبه من آلام وأحزان وأوجاع .
كيف نكون من موالي المهدي ومحبيه ونحن لا نحمل همّ إسعاده
وإبهاجه ولا نكلف على أنفسنا عناء متواضعا نبذله لأجله
وهو ولي الله تعالى وحجته على خلقه وخاتم أوصياء نبيه!
أين نحن من الحب الحقيقي له
هلا كلفنا على أنفسنا شيئا من مما يحمل همه فهو لديه
هموم ضخمة وقضايا كبرى بانتظاره
هلا ساهمنا بحمل جزء مما يتحمل قلبه لنضع محل
الألم والوجع فرحا وسرورا وبهجة!
لنحمل ما يمكننا حمله على الأقل لنضع مكانه ما يسره
نلتزم بفروضنا وواجباتنا تجاه ربنا ...
نطيع ونبر والدينا ...
نعين مؤمنا محتاجا ...
نكون عونا لمن طلب يد العون ...
نمسح دمعة يتيم أو يتيمة
نساهم في الصلح بين زوجين ...
نساهم في دفع أذى عن مؤمن غافل ...
نساهم في تعميق الروح الإيمانية في
نفوس الناس ليبتعدوا عن المنكرات
نساهم في حل مشكلة اجتماعية
منكرة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر ...
والكثير الكثير مما يمكن تحمله ولا يتسع المجال
لذكره وتعداد أوجهه ليحل محله مسرة وبهجة
ندخلها على قلبه الأقدس
نسألكم الدعاء
احسنت اختي الكريمة حبيبة الحسين
شكرا لما قدمتي
اتفق معكــ في هذا
لا اعتقد ان شخصا يمكنه تحمل مايتحمله امام زماننا "ع"
غير الرسل والاولياء "ع"
فلنساعد امام زماننا وكما قلتِ بتخفيف الاعباء عنه وكلٌ بقدر استطاعته
فنحن لو رأينا شخصا وهو مغموم او مهموم فانا نحزن معه ونحاول مساعدته بما نستطيع
فكيف به "ع" وهو يحمل هم وغم العالم باجمعه
شكرا لما قدمتي
اتفق معكــ في هذا
لا اعتقد ان شخصا يمكنه تحمل مايتحمله امام زماننا "ع"
غير الرسل والاولياء "ع"
فلنساعد امام زماننا وكما قلتِ بتخفيف الاعباء عنه وكلٌ بقدر استطاعته
فنحن لو رأينا شخصا وهو مغموم او مهموم فانا نحزن معه ونحاول مساعدته بما نستطيع
فكيف به "ع" وهو يحمل هم وغم العالم باجمعه
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
نسال الله التوفيق للجميع
مشكور اخي لهذا المرور الرائع
جعله الله في ميزان حسناتك