بسم الله وبالله والصلاة على قائد الأنبياء والأولياء محمد وعلى آله الأطهار ثوار الأرض والسماء
• إن الحب في الله هو من أكبر التكاليف العبادية التي أنزلها الله سبحانه مع كل أنبيائه وأوليائه (ع) وهي في صلب الشريعة الإلهية ، والحب في الله فيه مستوى عام بمعنى أن يحب الإنسان أخيه المؤمن لأن الذي يجمع بينهما هو حب الله سبحانه .
• لكن المستوى الأهم في هذا التكليف الإلهي هو مستوى الولاية والمودة مع أولياء الله سبحانه ومع من يتكفل بالمشروع الإلهي وبالمنهج الإلهي على الأرض ، وهذا يعني أن الإنسان لا يصدُق فيه الحب في الله إن لم يكن محباً لقائد المنهج الإلهي في زمانه ..
• من هنا يكون واضحاً لدينا أن حب الإمام المهدي (ع) هو الحب الوحيد الذي يؤسس في الإنسان الحب في الله ، وهذا الأمر سيتصاعد يوماً بعد يوم ، لأننا يوماً بعد يوم نقترب أكثر من القيادة المباشرة للإمام (ع) ، ومن المفترض أن يكون حب الإمام (ع) متصاعداً فينا كل يوم أكثر من اليوم الذي قبله ، لأننا كل يوم نقترب أكثر من قيادته (ع) ومن منهجه وبركاته (ع) .
• فمن ينشغل بحب أشخاص آخرين من أهله أو عائلته أو من الرموز الدينية سواء كانت الرموز الطيبة أو تلك الدنيوية ، فهو لا يؤدي تكليفه الحقيقي وهو تكليف الحب في الله سبحانه .
• وحب الإمام المهدي (ع) ليس كحب أي قيادة دينية أخرى ، لأنك ممكن أن تحب أي قيادة وتتحيز لها وتتعصب لها لكنك في نفس الوقت تحب عشيرتك وتتعصب لقوميتك وتتحيز لأطفالك أو إخوتك ، وقد تحب أي قيادة دينية وأنت في نفس الوقت غير ملتزم بمنهجها وغير ملتزم بالمنهج الإلهي ، وقد تحب أي قيادة دينية وتتحيز لها وفي نفس الوقت تمارس الظلم على الأبرياء أو الطمع بالأموال أو اللهاث خلف المناصب الدنيوية أو عدم الحب لله سبحانه حباً حقيقياً ..
• أما الحب للإمام المهدي (ع) فهو لن يكون بهذه الطريقة أبداً ولن يقبله الله سبحانه بهذه الطريقة أبداً ، فالحب للإمام المهدي (ع) هو حبٌ لله سبحانه وهو حب لكل الأنبياء والأولياء (ع) وهو حب للمنهج الإلهي وهو حب للآخرة وهو حب للعدل وهو حب للرحمة والعفو وهو حب للحق وهو حب للإيمان وهو حب لأمر الله ولأختيار الله ولعطايا الله ولثورة الله سبحانه .
• فالحب للإمام المهدي (ع) هو الحب في الله وأي حب آخر لأي شخص مهما كان طيباً لن يكون بأهمية الحب للإمام المهدي (ع) قائدنا وملاذنا وأملنا ومنقذ الدين والبشرية ومحرر العالم .
• هكذا نفهم أمور ثلاث : الأمر الأول .. أن تكليف الحب في الله لن يكون صادقاً وحقيقياً فينا إلا عندما نحب الإمام المهدي (ع) حباً صادقاً وحقيقياً ، والأمر الثاني .. أن حب الإمام المهدي (ع) لن يكون صادقاً إلا إذا كان معه الحب لله سبحانه والطاعة لله وطلب رضاه جل جلاله ، وثالثاً .. حبه (ع) لن يكون حقيقياً إلا عندما نفضله على أهلنا وعشيرتنا وأخوتنا وأطفالنا وكل رموزنا
ما دمنا نقف على أعتاب الثورة الإلهية المباركة التي يقودها القادم بأمر الله والمنصور بقوة الله مهدينا المبارك (ع) ، فعلينا أن ندخل في حبه وعلينا أن نوفي شروط هذا