طبيعة العقل:
هل راقبت عقلك ولو مرة؟ ، هل أنت مدرك ، أن العقل يتردد بين الماضي والمستقبل؟، نحن إما غاضبين من ذكريات الماضي المزعجة ، أو نحن نمجد أحداثا مميزة من الماضي، أو نحن قلقين تجاه ما سيحدث في المستقبل. هذا التردد المستمر في العقل ، يحدث التوتر في الجهاز العصبي. إنه من الصعب السيطرة على العقل بشكل مباشر ، حيث أنه ليس شيئا ملموسا. إن راقبنا تنفسنا ، سنجد أن لدينا إيقاع تنفس مختلف لكل عاطفة لدينا. عندما نغضب ، فإن النفس يصبح أسرع و أثقل و الجسم ، يصبح ساخنا. عند الخوف ، فإن النفس يصبح بطئ و سطحي و الجسم ، يصبح باردا.
عادة هذا طريق وحيد الاتجاه. عن طريق التنفس، نحن نغير ذلك و نجعله طريق ثنائي الإتجاه. النفَس يستخدم لترويض العواطف.
الصلة بين العقل والنفَس:
باستخدام التنفس كأداة ، يمكننا السيطرة على عواطفنا و عقلنا. النفَس هو الرابط بين جسمنا و عقلنا.
هذا مشابه للطائرة الورقية. عندما تجذب خيط الطائرة الورقية ، فإن الطائرة الورقية ، سوف تتجه للأعلى أو للأسفل. فالنفس ، هو مثل الخيط ، و العقل ، هو مثل الطائرة الورقية.
طبيعة الذاكرة:
الذاكرة ، هي مخزن لكل تجاربك.
هذه الذاكرة ، تميل للتشبث بالذكريات السيئة. إن مدحتك 10 مرات ، و أهنتك مرة واحدة ، فإنك سوف تنسى كل المديح ، و تتشبث بالإهانة. هذا سوف يبقيك سهرانا طوال الليل. هذه هي طبيعة الذاكرة المريضة. إذا كان يوجد سعادة في حياتنا بنسبة 80% ، و تعاسة بنسبة 20% ، فإننا سوف نتشبث بـ 20 % تعاسة ، و نجعلها 120%. هذا هو قانون العقل.
ما هو الهدف من ممارسة تمارين التنفس و اليوغا؟ إنها تغير إتجاه العقل.
الذاكرة لها هدف محدد ، مثل أي وظيفة طبيعية أخرى. نحن نحتاج ، أن نتذكر أشياء معينة. على سبيل المثال ، الذاكرة موجودة ، لتذكرك إنك ، إن وضعت أصابعك في اللهب ، فسوف تحترق أو الذاكرة موجودة ، لتتذكر اسمك، إلى آخره. الأمور تسير على نحو خاطئ فقط ، عندما نسهب في التفكير في الماضي. نحن نعلق في الماضي و مثل جهاز التسجيل ، فإن العقل ، يعيش أحداث الماضي بتكرار لا نهاية له. نحن مثل رجل يمشي إلى الأمام ، و باستمرار ينظر إلى الخلف. مثل رجل يقود سيارة و طوال الوقت ، ينظر في المرآة العاكسة للخلف!، لا عجب أن يتعرض لحادث. نحن إما قلقين تجاه ما سيحدث في المستقبل أو نادمين على ما حدث في الماضي.
أهمية النفس:
هل تعرف ماهو أول شئ تفعله عندما تأتي إلى الحياة ؟ تأخذ أول نفس. و آخر شئ ستفعله في حياتك ، هو أن تلفظ نفسك الأخير. ما بين هذين النفسين تقع حياتنا. 90% من السموم في أجسامنا ، نتخلص منها من خلال التنفس، لكن أغلبنا ، نستخدم فقط 30% من سعة رئتينا.
قوة النفَس:
النفَس هو أداة فعالة جدا. بمساعدة تقنيات التنفس ، نستطيع الحصول على قوة النفَس المطهرة و الشافية.
اليوغا:
أصل اليوغا يعود إلى ما لا يقل عن 6000 سنة إلى الهند القديمة. كلمة يوغا مأخوذة من اللغة السنسكريتية ، و هي لغة الهند القديمة ،
معنى كلمة يوغا ، هي (اتحاد). من خلال التوترو القلق و المرض و الحوادث ، التي نتعرض لها ،
فإن تناغم وانسجام الجسد و النفَس و العقل و العواطف ، يختل مثل أوتار الغيتار غير المضبوطة. ممارسة اليوغا ، تمكننا من استعادة تناغمنا الداخلي.
الجانب الجسدي من اليوغا ، يسمي حثا يوغا ، و يتألف من تمارين جسدية .
المنافع
o التخلص من التوتر
o تحسن الصحة
o زيادة طاقة الجسم
o تعزيز احترام الذات
o زيادة الحماس
o إبداع أكبر وصفاء ذهني
o تحسن الإنتاج
o تحسن المهارات في العلاقات بين الأفراد
لماذا تشعرين بالاسترخاء عند ممارسة اليوغا؟
إن اخذ درس واحد من اليوغا ، يؤدي إلى انخفاض نسبة الكورتيسول عند الإنسان، و هو هرمون ، يسبب القلق و الإرهاق ، و يعتقد العلماء ، أن له تأثير قوي في تكوين الدهون في منطقة المعدة، كما أن ممارسة اليوغا ، تؤدي إلى انخفاض احتمالات الإصابة بالسكري وأمراض القلب.
قامت مجموعة من الباحثين بإجراء دراسة معمقة حول اليوغا ، و فوائدها لجسم الإنسان. قام الفريق بأخذ عينات دم من 16 شخص ، مارسوا اليوغا على مدى أسبوع، الأشخاص كانوا يمارسون اليوغا لمدة 50 دقيقة في اليوم.
كانت النتائج ، أن نسبة الكورتيسول ، انخفضت بشكل فوري ، و ذلك منذ اليوم الأول من بدأ المشتركين في ممارسة اليوغا.
المزيد من الأبحاث لا زالت تجرى لمعرفة ، ما هي الآلية ، التي تخفض مستويات هذا الهرمون عن طريق اليوغا. كما أن الأطباء لا يعرفون المدة ، التي يبقى فيها مفعول الرياضة ، كما انهم لا يعرفون بعد ما هي المدة الكافية للحصول على الفائدة العظمى من هذه الرياضة.
المؤكد انه ، إذا كنت تشعرين بالاكتئاب أو القلق ، فان اليوغا مفيدة جدا للتخلص من الضغوط و الاسترخاء ، بالإضافة إلى كونها دواءا فعالا لعلاج الأمراض الناتجة عن الارتفاع المزمن ، لنسب هرمون الكورتيسول في الدم.
المجالات الرئيسية لليوغا:
1 ـ ياما: و هي خمس قواعد للسلوك في المحيط الخارجي للفرد ، الذي يتأثر دائما بأفكاره و أعماله ، و هي: ـ الصدق ـ اللاعنف ـ عدم تقبل ممتلكات الغيرـ عدم الطمع ـ العزوبية: أي الحالة التي تتواجد فيها الحياة في الفرد دائما في اتجاه سامٍ.
2 ـ نياما: و هي فضائل ، تتطور تلقائيا عند الوصول إلى حالة اليوغا ، و هي: النقاء و الرضا و التقشف و البحث و التكرس لله.
3 ـ آسانا: و هي الأوضاع و التمارين الجسدية ، التي تطور الجسم السليم للتمهيد للجلوس لفترات طويلة للتأمل.
4ـ براناياما: أي مجال التنفس و قوة الحياة، فالإنسان قد يعيش أياما دون ماء أو طعام ، ولكن لا يستطيع البقاء أكثر من دقائق معدودة دون هواء إلا في مستويات وعي مرتفعة ، حين يصل إلى حالة اليوغا ، حيث يمكن إيقاف التنفس لوقت طويل ، و بشكل تلقائي.
5 -براتياهارا : أي انسحاب الحواس عن أغراضها ، ليتحرر الفكر من القيود الحسية وا لأنماط الاعتيادية للإدراك، و هذا يحدث في أول مرحلة من الغوص في أعماق الفكر.
6 ـ دهارانا: و هي الانسحاب من تعددية و عشوائية الأفكار و توحيد الانتباه إلى موضوع داخلي واحد.
7 ـ ديانا: و هي تخفيف الاضطرابات الفكرية ، والوصول إلى مستويات أعمق من منهج التفكير في اتجاه منبع الأفكار.
8 ـ الصمادي: و هي حالة اليوغا ، أي حالة توحد الوعي في حالة مطلقة تتميز باللامحدودية و قدرات فائقة.
تمارس اليوغا من خلال مجموعة من التمارين العقلية و الأوضاع الجسمية، بحيث تتناغم الحركة الجسمية مع التخيل العقلي مع طريقة التنفس،
و قد صُممَت تمارين اليوغا لضبط الضغط في النظام الغددي في الجسم، و بالتالي زيادة كفاءته، و زيادة كفاءة الصحة العامة.
و نظام التنفس ، يقوم على مبدأ أن التنفس ، هو مصدر حياة الإنسان، فممارس اليوغا ، يقوم تدريجيا بزيادة ممارسة نظام التمرينات الرياضية و التنفس، ثم بعده يدرب جسده و عقله على التركيز و التأمل، و بالممارسة اليومية المنتظمة لنظام اليوغا ، يحصل الفرد على عقل صافٍ و واعٍ، و ذاكرة قوية، و جسم صحي.
في نظر اليوغا يتسم التمرين ، بأنه لا يستهدف الجسم المادي معزولا عن باقي مقوماته أو عن العقل فحسب، بل يستهدف الإنسان ككل، لكي ينميه تنمية كاملة حتى يصبح الجسد المادي صالحا لوجود الروح فيه.
و لحفظ خلايا الجسم في حالة طيبة من النشاط و الحركة ، يلزم الاهتمام بالعوامل التالية:
1 ـ الأشعة فوق البنفسجية من أشعة الشمس.
2 ـ الأكسجين.
3 ـ الطعام الطبيعي النقي.
4 ـ السوائل النقية مثل: الماء وعصير الفواكه والمشروبات الطبيعية كالأعشاب.
5 ـ التدريب البدني لتكوين الجسد ، بشكل يكون أكثر صلاحية لتحقيق الهدوء و التركيز ، و ذلك بواسطة تمارين اليوغا المختلفة.
لذا فممارسة اليوغا ، تساعد على تحقيق توازن طبيعي بين العقل و الجسد ، والتي من خلالها تبرهن الصحة عن نفسها، فالصحة لا تعني فقط خلو الجسد من الأمراض، بل هي بالإضافة إلى ذلك صنع بيئة داخلية تسمح للفرد بالوصول لحالة التوازن الفعال للصحة .