|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 67531
|
الإنتساب : Aug 2011
|
المشاركات : 62
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الثقافي
عرشُ الحُسين
بتاريخ : 08-09-2011 الساعة : 06:25 AM
عُروشٌ هوتْ بالأمسِ ، أُخْرى غداً تهوي
وعرشُكَ صرْحٌ شِيْدَ بالعالمِ العُلوي
تربّعْتَ في الدارينِ فوقَ عُروشِهمْ
كأنَّ يدَ الأقدارِ طوعٌ لما تنوي
وطهّركَ المولى بنصِّ كتابهِ
فِعالاً وأقوالاً تجلُّ عن النّبْوِ
وكمْ صرَّحَ الـمُختارُ : - بُغضيَ بُغضُهُ
وأرضوا ولاةَ الأمرِ إنْ تطلبوا رضْوي
وها أنتَ سِبْطُ الـمُصطفى و امتدادُهُ
وها أنتَ عُضْوٌ منْ حشا طاهرِ العُضْوِ
وها أنتَ مِرْآةٌ لِشِرْعةِ أحمدٍ
وها أنتَ للقُرْآنِ كالصّنْوِ للصّنْوِ
بجدِّكَ فاخرْتَ النبيَّ فهلْ لهُ
كجدِّكَ جدٌّ سيّدُ الحَضْرِ والبدْوِ
وفاخرْتَ خَيْرَ الأنبياءِ بوالدٍ
بكفٍّ دحا باباً تأبّتْ على الدَّحْوِ
فلا سيْفَ إلا ذو الفقارِ ولا فتى
سواهُ ولمْ يفتأْ فتيّاً على الفتْوِ
وفاخرْتَهُ في أُمِّكَ البضْعةِ التي
ضناها أباها كانَ ، أكْرِمْ بذا الضنْوِ
وفاخرْتَ خيرَ الخَلْقِ جدَّكَ في أخٍ
زها بدْرُ دُنيانا بهِ أيَّما زهْوِ
رسَمْتَ بفيضِ النَّحْرِ خارطةَ الإبا
حدوداً لها في اللاحدود غدتْ تدوي
تلوحُ لنا في الأُفقِ شمْساً وحينما
يرى نورَها المظلومُ يقوى و يستقْوي
غزَوْتَ مَجرَّاتٍ بِدَسْتورِكَ الذي
غزوْنا بهِ عرْشَ الطُّغاةِ بلا غزْوِ
أبحْتَ حمى التأريخِ ، صَعّرْتَ خدَّهُ
وأشْعلْتَهُ حتّى استحالَ إلى هَبْوِ
حُسَيْنٌ .. بأيِّ الخَلْقِ أقرنُهُ أنا ؟
حُسَيْنٌ قرينٌ للحُسَيْنِ بلا كفوِ
فمنْ قالَ أنَّ السبْطَ في كربلا ثوى
غوى ، ولمن يروي روايتَهُ يُغوي
ثوى في الثرى جسماً عفيراً ، وروحُهُ
بنا ، في دمانا ، في مشاعرنا تثوي
بهِ طهَّرَ الأرضَ الإلهُ ، فقبرُهُ
غدا قلعةً والثائرونَ لها تأوي
وذي روحُهُ لو بالملاكِ قَرَنْتُها
لَزِغْتُ وكانَ المدحُ ضرْباً من الهجوِ
ربيبتُهُ الأملاكُ وهْوَ أبٌ لها
ولمْ تحْوِ لا و اللهِ مِعْشارَ ما يحوي
رمى بعضَ ما فيهِ بها منْ مناقبٍ
وقالَ لها بالفضْلِ حُثّي الخطى تِلْوي
وقالَ لها ما فيكِ منْ عِفّةٍ فذا
لأنَّكِ في الطّاعاتِ حاذيةٌ حذْوي
فكمْ هزّتِ المهْدَ الشّريفَ وكمْ رَنَتْ
لهُ حينما الميمونُ آلَ إلى الكبْوِ
وتحفو بهِ في الحالتينِ بمولدٍ
وموْتٍ ، ومنها الفخْرُ لا منهُ بالحَفْوِ
لهُ جذوةٌ في كُلِّ نفْسٍ توقّدتْ
لترقى رؤوسُ الخاضعينَ إلى الجَذْوِ
و إنَّ فؤاداً ليسَ يحنو لذكرهِ
رمادٌ سَلَتْهُ النارُ ما فيهِ منْ ذكْوِ
طلاسمُ حار العقْلُ عنْ فكِّ كُنْهِها
ولا غروَ أنَّ الدَّهْرَ ما فيهِ منْ غَرْوِ
حُبَيْباتُ رمْلِ الطفِّ أُحْجيةً غدتْ
وأسرارُها هيهاتَ تُدْرَكُ بالحَزْوِ
عجِبْتُ لأرضِ الطفِّ حينَ تلاقفتْ
شموسَ بني المختارِ أيّانَ لم تذوِ
وحينَ أُريقتْ فوقَ وجْهِ صعيدِها
دِما السّبطِ ما انصاعتْ رُبى الأرضِ للطحْوِ
ولكنَّها ضلّتْ وظلّتْ عبيدُها
بأسيادِها بيداً إلى سبيِها تطوي
فقدْ كانَ يحدوها أبو الفضْلِ قبْلَ أنْ
تُعنَّى بِزَجْرِ الشِّمْرِ للشامِ بالحدْوِ
أ ألهو ؟ وقدْ سِيْقَتْ إلى السَّبْيِ نِسْوةٌ
لهُ ، لا رعاني اللهُ لو مِلْتُ لللهوِ
وأسهو ؟ ـ معاذَ اللهِ ـ عنْ ذِكْرِ يومِهِ
وفي يومهِ أمسى يُذكّرُني سهْوي
أبِيْتُ وفي عيني أرى جسْمَهُ غدا
على الأرضِ شِلْواً يُسْتَعادُ إلى شِلْوِ
ليكتُبَ حمْراءَ الملاحمِ بالدِّما
ويسطو على نجْمِ السُّرى أيَّما سطْوِ
تمثَّلَ لي في النومِ طيْفاً ألِفتُهُ
وعاشَرَني خِلّاً أُناجيهِ في صحْوي
أرى وَحْيَهُ بدْرَ الدُّجى بِعشيّتي
أرى نورَهُ شمساً تلألأُ في غدْوي
تصيحُ بمنْ أثنى على الذّلِّ جيدَهُ
وآمَنَ بالعيشِ الـمُرفَّهِ و الرّخْوِ
أَعِرْ مُنْصِتاً كُلَّ الجوارحِ للدما
إذا ما حكتْ لا الأُذْنَ واسْتَتْلِ ما تروي
فإنَّ بها سِحْرَ البيانِ إذا حَكَتْ
وهَذْوٌ سواها ، إنْ علا رُتْبةَ الهذْوِ
أصيحُ بلاحٍ لامَ وجْدي وأدمُعي
أَرِحْني ـ براك اللهُ ـ منْ آفةِ اللحْوِ
فما كلُّ سِرٍّ لا يُذاعُ ويُفْتشى
وقدْ يُصْبِحُ الكِتْمانُ أرزى مِنَ الفشوِ
فلو كانَ ما في القلْبِ فيكَ منَ الأسى
لما اسْتَلْهَمَتْ عيناكَ تهْويمةَ الغفْوِ
أيا مُوعِداً بالكيِّ جُرْحي أ عالمٌ
بأنَّكَ تُشفيني إذا رُحْتَ بي تكْوي؟
ركبْتُ عتيَّ البحْرِ لم أخْشَ مَوْجَهُ
أ أخشى الذي أُنذِرْتُ من بحرِكَ الرهْوِ؟
عَرَتْني خُطوبُ الدَّهْرِ حتّى أراعَها
مِطالي على الأهوالِ فاسْتَرْحَمَتْ عرْوي
فقدْ عِشْتُ بينَ الشَّوْكِ سُنبلةً وكمْ
خِماصُ الحشا كانتْ تتوقُ إلى رحْوي
أ لمْ تشهدِ الصّفصافَ ما مُسَّ فرْعُهُ ؟
وتُرْمى منَ الأشجارِ مُثْقلةُ المطْوِ
ولا يرعوي بالنهْيِ جُرْحٌ وإنّما
يُباحُ ويُدْمى بالكفافِ و بالرَّعْوِ
إذا كُنتَ تقفو الغانياتِ فإنَّني
لآلِ رسولِ اللهِ وحدهمُ قفوي
وإنْ كنتَ ترْنو للمّلذّاتِ إنَّني
لإرضاءِ ربّي في مودّتهمْ رَنْوي
وإنْ كُنْتَ تنشو بالـمُدامِ فإنَّني
هنالكَ يومَ الحشْرِ من حوضِهمْ نشوي
فزجْوُكَ في النيرانِ مِنْ بُغضِهم غداً
وفي جنّةِ الفردوسِ من حُبِّهمْ زَجْوي
وإنْ كُنتَ تجفو الدمعَ لو مرَّ ذِكرُهمْ
عليكَ ، أنا للسّعْدِ من بعدِهم جفوي
وإنْ كُنْتَ تهفو للقصورِ فإنّني
أراها يباباً قد علا فوقَها قبْوي
فمنْ تقطفِ الأيّامُ زهرةَ عُمْرِهِ
تُساوِ بفيهِ مضغةَ الصّابِ والحُلْوِ
ورُبَّ ثمارٍ كانَ طعْمُ قشورِها
مريراً ، و لكنَّ الحلاوةَ بالحشْوِ
ويبقى نفيسُ الدُّرِّ في البحْرِ غائراً
و للأعْيُنِ الأكدارُ تطفو مع الغثْوِ
فكم ظنّني خِلْواً منَ الهمِّ منْ رأى
حبوري بوجهٍ بالبشاشةِ مكسوِّ
ولو أبْصَرتْ عيناهُ لحظَ بصيرةٍ
لَميّزتِ الـمُضْنى الـمُضامَ منَ الخِلْوِ
سجا الليلُ لكنَّ الـمُعنّى جراحُهُ
دموعُ الثكالى ما لها قطُّ منْ سَجْوِ
فما نائحاتُ الفرْعِ ما كانَ شجْوُها
هوتْ منْ أقاصيها لو انَّ بها شجوي
ولو سمِعَ الوُصّافُ شجوي وشجوَها
لأصبحَ منها الشجوُ ضرْباً منَ الشدْوِ
فكيفَ تُراحُ الرّوحُ مني و قد غدا
لإرضاءِ باريها وإغضابِها صَبْوي
أيا زمْزمَ الصّادي ويا كوثراً غدا
لإعدائهِ منْ قبلِ أشياعهِ يروي
دِلاءُ الورى مُدّتْ إليكَ وإنَّني
رميْتُ معَ الـمُدْلينَ ـ مُسْتَسْقياً ـ دلوي
وحاشاكَ يا مولايَ أنْ يرجع الذي
أتاكَ بشكواهُ مُنيباً مع الشَّكوِ
أراكَ زلالاً يُسْتساغُ نميرُهُ
لهُ كمْ هفا قلبٌ عصيٌّ على الهفْوِ
ضمئتُ وخلفَ الآلِ عَدْوي اسْتبقْتُهُ
وما كان خلفَ الآلِ مُستغفلاً عَدْوي
ضرى في فؤادي جُرْحُهمْ منذُ نشأتي
كما تنــزفُ الشمسُ الضياءَ غدا ضروي
براهمْ إلهُ الكونِ سيفاً ومِذْوداً
وكفّاً رقابَ الظالمين بها يلوي
فما زاغ لحظي عن وِلاهُمْ ولم تكنْ
تُمدُّ يدي إلّا إلى الآلِ بالسدْوِ
ويسمعُهمْ وَقْري وينطقهمْ فمي
ـ وإنْ أبكموا ثغري ـ ويُبْصِرُهمْ عشوي
فهمْ من رجالٍ لا تُنالُ بمعْركٍ
وهمْ من نساءٍ قدْ خفرْنَ عن العطوِ
وحسبي رجاءً لو أُبضَّعَ مثلهمْ
فذلك مقصودي وذلك مرجوّي
ولو كنتُ أُحسى السمَّ عنهمْ ضريبةً
هنيئاً مريئاً كان في حُبِّهم حسوي
فقد ملأوا جوفَ الخماصِ ، وجوفُهم
ـ وهُمْ سادةُ الدُّنيا وقادتُها ـ يصوي
فما كانَ خاوي البطنِ في الناسِ آفةً
ولكنّما الآفاتُ منْ لُبُّهُ يخوي
ومنْ كان منهُ الهمُّ في ملءِ جوْفِهِ
فقيمتُهُ ما دالَ منها منَ النَّجْوِ
وإنَّ العصا تُشْني فمنْ شبَّ جِلْدُهُ
على العصْوِ يهرمْ وهْو يشتاقُ للعصْوِ
لقبرِكَ قد أقبلْتُ يا قِبْلَةَ الإبا
تُغازلُني الأشواقُ مُسْتبقاً خطوي
بثغري أهازيجُ الـمُوالينَ رُتِّلتْ
وحولي ذئابُ النّاصبيةِ كم تعوي
يظنّونَهُ شِرْكاً بقُبَّتِكَ الدُّعا
يعدُّونهُ كفراً على بابِكم جثوي
وواللهِ لو كلّتْ عنِ المشْيِ أرْجُلٌ
إليك لأحيَيْنا الزياراتِ بالحبْوِ
أرى كُلَّ صفوٍ من سواكَ مُكدَّراً
وفي حُبِّكَ الأكدارَ أصفى من الصَّفْوِ
لأنّي زرعتُ الرّوحَ في الطفِّ نخلةً
ثبوتاً ورسْوُ الطَّوْدِ في أرضِها رسْوي
فلو كنتُ أدريها قفاراً وبلقعاً
فماذا وقوفي في الدّيارِ وما حجوي؟
ولكنَّني ألقى الجنانَ بأرضِها
لذا كانَ مُنْقاداً لرحْبتِها نزوي
فلو جمَّعتْ كُلَّ الجموعِ وحاولتْ
فلولُ بني سُفيانَ لمْ تسْتَطِعْ جَلْوي
ولو أحرقتْ جسمي ولـمّتْ رمادَهُ
ولو في عتيِّ الريحِ راقَ لها ذَرْوي
سأبقى لحشْري يا حُسينُ مُنادياً
فما شئتِ بي قولي وما شئتِ بي سوّي
لعلمي بأنَّ الله يجمعني بهِ
هناكَ ، و مَنْ عاداهُ في سَقَرٍ يزوي
نُصابُ بأغلى الناسِ لكنَّ ربَّنا
يُخفِّفُ عنا الخطْبَ في نعمةِ السَّلوِ
فنسلو الذي قد كان بالأمسِ بينَنا
ونُدبرُ عنهُمْ مُستخفّينَ بالهزْوِ
فأمسِ حثَوْنا التُّرْبَ فوقَ خدودِهمْ
ونحنُ غداً خدٌّ يتوقُ إلى الحَثوِ
تُعفّي صروفُ الدَّهْرِ ذكرَ الألى نأوا
خلا ذكرَ غالٍ لا يؤول إلى العفوِ
بذلْنا لهُ الأرواحَ غيرَ نفيسةٍ
وصِحْنا بذكراهُ بِسمْعِ الدُّنى دوّي
وساءلنا لاحٍ أ لمْ تمْحُ ذِكْرَهُ
قرونٌ مضتْ ؟ صِحنا فقدْناهُ للتوِّ
أ ما للدموعِ الغُزْرِ مُنْقَطَعٌ ؟ أما
لتلكَ الثيابِ السودِ ـ في العيدِ ـ مِنْ نضوِ؟
وواللهِ لنْ تُمحى فذكراهُ آيةٌ
تُرَتَّلُ و الآياتُ جلَّتْ عنِ المَحْوِ
يزيدُ يزيدٌ خِسَّةً عندَ ذِكرهِ
ويعبقُ من ذكرِ الحسينِ شذى الجوِّ
وإنْ ينتنِ التأريخُ منْ سوءِ فعْلِهمْ
فقد فاح مِنْ ذكراهُ أزكى من المرْوِ
هنالكَ مَنْ يخزو من الإثمِ نفسَهُ
عفافاً ، ومَنْ يُخزي ، وما الخزيُ كالخزوِ
فقد سنَّ دربَ اللهِ مهَّدَهُ لنا
وكلُّ حصيفٍ سالكٌ أقصرَ الشأوِ
وعلَّمَنا أن لا نُهادنَ ظالماً
بهيهاتَ منّا الذّلُ جهراً بلا فحْوِ
نراهُ السراطَ الـمُستقيمَ ، وغيرُهُ
بعينِ أولي الألبابِ أحنى منَ الحنوِ
بلى غيرُ هذا الدَّرْبِ درْبُ عصائبٍ
عثتْ قبلُ في إسلامِنا أيَّما عَثْوِ
لتُطفئَ نورَ الآلِ آلِ مُحَمَّدٍ
ولكنَّ نورَ اللهِ ما فيهِ مِنْ خَبْوِ
وإنَّ الثُّريّا لا تُقارنُ بالثرى
ولا تُسْتَرُ الشمْسُ الـمُنيرةُ بالغطْوِ
ينالُ البرايا النقصُ لو نيلَ منهمُ
وشأنُكمُ بالنيلِ يربو على الرّبوِ
ومدْحُكُمُ مرقاةُ شِعري إلى السَّما
رقوْتُ بها والنَّجْمُ كم غار من رقْوي
ولسْتُ أُريقُ المدْحَ في غيرِ أهلِهِ
ولكنَّ عطرَ الزَّهْرِ للنَّحلِ يستهوي
وما زلتُ أستجدي و أعلمُ أنَّني
أعودُ بماءِ الوجهِ منكم مع الجدْوِ
لأنّي عراني الداءُ داءُ خطيئتي
ومَنْ عندَهُ أنتمْ أ بالغيرِ يستدوي؟
نحرْتُ لكمْ بوْحي قرابينَ شاعرٍ
صرفْتُ لكم صرْفي ، نحَوْتُ لكمْ نحوي
وآمُلُ أنْ أُعْزى لكم غيرَ أنَّني
عليمٌ بأنّي دونَ مرتبةِ العزْوِ
لعلّي بمدحي آلَ بيتِ مُحَمَّدٍ
أُطهِّرُ هذا الثغْرَ مِنْ لحنةِ اللغوِ
أُسامَحُ لو جاوزتُ قدري بِمدْحِكُمْ
لأنّي طلبتُ العفْوَ منْ سادةِ العفْوِ
فراس القافي
|
|
|
|
|