إن حادثة الهجوم على دار السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام من أهم الحوادث التي وقعت بعد رحيل أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مباشرة، وكانت فاتحة المظالم التي جرت على أهل البيت (عليهم السلام) وسوف نتناول هذه القضية على مستويين:
المستوى الأول: مراحل الهجوم
إن حادثة الهجوم على الدار مرت بخطوات معينة، وكل ذلك كان بعد حادثة السقيفة واستتباب الحكم للخليفة الأول بمساعدة الخليفة الثاني ومن تلك الخطوات:
1 الضغط على أمير المؤمنين علي عليه السلام لمبايعة الخليفة بعد السقيفة.
2 محاولة الإمام عليه السلام الحصول على أنصار من خلال بيان وصايا الرسول صلى الله عليه و آله في حقه.
3 تخاذل الناس عن نصرة الإمام عليه السلام سوى عدد محدود جدا.
4 اعتزال الإمام عليه السلام في بيته.
5 قيام الخليفة بإرسال بعض من أزلامه إلى بيت الإمام عليه السلام و لعدة مرات لإجباره على الخروج و المبايعة.
6 عدم استجابة الإمام عليه السلام لهذه الضغوط.
7 في الهجوم الأخير جاء الخليفة الأول و معه عمر و عدد من أتباعهما، و هددوا الإمام عليه السلام بالخروج و المبايعة أو حرق الدار.
8 عندما هدد بالإحراق أخبروا عمر أن في البيت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و آله فقال: (و إن).
9 - بدأ عمر و من معه بجمع الحطب و كانوا يحملون مشاعل النار في أياديهم مهددين بإحراق البيت، فدخل الدخان إلى البيت إما بسبب المشاعل أو بسبب إيقاد شيء من الحطب في باب الدار الخشبي.
10 نهضت الزهراء عليها السلام في محاولة لإيقاف جرأة القوم هذه، معولة على مكانتها المقدسة بين الناس.
11 فتحت الباب قليلا لتكلم الناس فيسمعوها و تردعهم عن هذه الجرأة. و جرى حديث بينها و بين عمر حول هذا.
12 استغل عمر و من معه فتح الباب فاقتحموا البيت على من فيه.
13 حاولت الزهراء عليها السلام أن تتخذ من الباب مزيدا من الستر و الحجاب فوقفت خلفه.
14 عند دخول البيت ضغطوا على الباب و هي خلفه فأثر الضغط و عصر الباب فيها و خصوصا على جسدها النحيل.
15 كان أثر ذلك على الزهراء عليها السلام بعدة أمور، رض في أضلاعها، سقوط جنينها، و فيما بعد بقيت آثار هذه الحادثة في نفسها حتى ماتت على اثر هذه الفواجع والمآسي، و ماتت و هي غاضبة على هؤلاء القوم.
16 اخرج القوم أمير المؤمنين عليه السلام عنوة، و تحمل الإمام مع شجاعته التي لا يختلف حولها اثنان ذلك بصبره خوفا على الدين من الضياع و بمثل هذا الصبر يرتفع ويسمو مقام الأنبياء و أوصيائهم.
17 أخذوا الإمام عليه السلام إلى المسجد لتكون المبايعة ( القسرية ) علنية أمام الناس،و ضربوا يده على يد الخليفة و اعتبروها بيعة.
18 خرجت الزهراء عليها السلام مطالبة بترك الإمام أو تكشف رأسها بالدعاء عليهم. و ترفع صوتها بالنداء لرسول الله صلى الله عليه و آله.
19 خاف القوم من ذلك كما خاف النصارى من خروجها يوم المباهلة مع النبي صلى الله عليه و آله، فتركوا أمير المؤمنين عليه السلام.
20 بقيت الزهراء في كمدها هذا إلى أن حضرتها الوفاة و استشهدت عليها السلام و هي غاضبة على هؤلاء القوم.
المستوى الثاني: آثار الهجوم
وكانت له آثار عديدة منها:
1- سقوط الجنين و اسمه ( المحسن ).
2- كسر في أضلاعها عليها السلام.
3- اعتزال الزهراء عليها السلام عن الأمة التي أنكرت حقها.
4- موتها متأثرة بالمظلومية التي حدثت لها.
5- عدم إشعار الظالمين لها بموتها و تشييعها و دفنها.
6- إخفاء قبرها وعدم إظهاره، و كان هذا الإخفاء رمزا لمظلوميتها.
7- إدانة من ظلمها وإثبات معصيتهم لله تعالى بإغضابها.
غرض النافين لهذه الحادثة
كما نعلم فإن هنالك من يحاول أن ينفي هذه الحادثة أو يقلل من شأنها أو يناقش في بعض تفاصيلها، و الغرض من ذلك هو ما ذكرناه في الفقرة ( 7 ) من أن هذه الحادثة الخطيرة لابد فيها من إدانة المشاركين فيها، و بما أن المشتركين في هذه الجريمة هم من علّية القوم فلا نستغرب أن يتداعى الكثيرون إلى محاولة تكذيب وقوع هذه الحادثة وتهميشها و التقليل من شأنها كما حاولوا ذلك في حوادث مهمة و فاصلة أخرى في تاريخ الإسلام، و لعل حرص أتباع أهل البيت عليهم السلام بإحياء ذكرى الحسين عليه السلام و على أوسع نطاق و تنوع السبل إنما هو للوقوف في وجه طمس معالم هذه الحدث و خلط الأوراق فيها ليضيع الحق فيها مع الباطل. و لهذا أيضا يحرص اتباع أهل البيت عليهم السلام لإحياء مظلومية الزهراء لمنع اندراسها و طمس آثارها. و حتى لا تختلط الأوراق فيضيع المظلوم وسط الضجيج و يتحول إلى ظالم. و ذلك لأن في معرفة المظلوم تشخيص للظلم و بيان الحق من الباطل.
التعديل الأخير تم بواسطة ربيبة الزهـراء ; 23-12-2011 الساعة 10:59 PM.
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام على الزهراء البتول الطاهره وعلى ابيها وبعلها وبنيها
جزاك الله كل خير
الله يرزقنا شفاعة الزهراء البتول وال بيتها بحق الزهراء وال بيتها عند الله