الإهداء : إلى صاحب النفخة الأولى في تشكيل ( مسيرة الحياة ) الثائر الحُر / محمد احمد عبدالرحمن صبر .. وإلى جميع أحرار وحرائر مسيرة الحياة المباركة ..
تا .. عينْ .. زينْ
تلك آيات المدينة فُصِّلت للثائرين
تا .. عينْ .. زينْ
مدينةٌ .. فيها السحائب نسوةٌ أو صبيةٌ
يخرجن للشرفات يُسقين المسيرة كلما مرت
بماءٍ من معين ..
تا .. عينْ .. زينْ
مدينةٌ ضمأى .. وتروي العاشقين !
تا .. عينْ .. زينْْ
وتلكَ تلكَ تعز منها تبدأ الثورات
إياها المدائن تستعين ..
تا .. عينْ .. زينْ
وتلكَ تلكَ تعز .. ماباعت دم الشهداء
ما قفزت على أرواحهم ..
لما رأت بركان من وهبوا زهور شبابهم
ودمائهم كي يشعلوه ..
يكاد أن يخبوا ويذهب حلمهم هدراً
بأيدي العابثين ..
وقفت ونادت نُوحها لا تستكين
واصنع بأعيننا المسيرة وانطلق
واحمل بها من كل قلبٍ شمعتين
من كل عينٍ دمعتين
إحمل بها من كل صدرٍ صرخةً إن أُطلقت
دكَّت عروش الظالمين
إصنع بأعيننا المسيرة لا تخاطبني بمن ظلموا وخانوا
إنهم في المغرقين
إصنع على وجعي الحياة مسيرةً للحالمين
إصنع على عيني الحياة
مسيرةً عظمى
ومعجزةً
وتاريخاً مُبين
فمضى ينادي الناس أياماً
وكانوا كلما مروا ( بلاطجةٌ ) عليه بفعلهُ سخروا
فيومئ صامتاً ..
إن تسخروا منا .. سنسخر يوم نلقاكم جميعاً
في سراديب الندامة هاربين ..
سيقول أكثرهم ... إذا ما سارعوا للحسم
فسنأوي إلى قصرٍ ليعصمنا من الثورات
أو جيشٍ ليحمينا
فقل لا عاصمٌ منها .. فأمر الله مقضيٌّ
وهذي الريح تشهد أن خيمة ثائرٍ
أعتى وأبقى من قصور الحاكمين ..
مروا .. وكان الصبح يرقبهم
فأدخلَ نفسهُ بين الصفوف مشاركاً معهم !
وراح يقول .. إني من تعزَّ العز طبعاً
وانظروا لِ اسمي .. فأصلي أصبحيٌّ
يا مساءات السنين ..
مروا .. وكان بوقع خطوة كل حرٍّ
يقشعر بجلده الإسفلت
تدنو منهمُ الطرقات شوقاً
والجبال لهم تلينْ ..
رسمَت خُطاهم لوحةً في ( إب ) ساحرةً
وكانوا في ( سُمارة ) ألف أُغنيةٍ
وأغنية ..
وذابوا في ( كتاب ) قصيدتين ..
وأنا هنا ..
تقتات روحي حسرة ( البُرعيِّ )
حين مضى إلى المختار رفقتهُ
وعاد يجرُّ لوعتهُ .. تُمزق قلبه الأشواق
يحصده الحنين ..
يا برد كُن دفئاً على أجساد من جاءوك
وانسج من شتاء ( ذمار ) أغنيةً
يكون الدفء مطلعها ..
وألبسها لكل الثائرين ..
وصلوا إلى صنعاء ؟
أم خرجت لهم صنعاء حاملةً مآذنها شموعاً
تستضيء بهم ..
وقد خطَّت لأحرار المسيرة
فوق أبواب المدينة ..
(( إدخلوها بسلامٍ آمنين ))