نسبه
هو حُجْر بن عدي (بضم الحاء وسكون الجيم) الملقب بالأدبر، ابن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين بن الحارث بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة الكندي الكوفي.. كنيته أبو عبد الرحمن، ويُعرف بحجر الخير وبحجر بن الأدبر تمييزاً له من ابن عمه حجر بن يزيد الموصوف بحجر الشر الذي شهد صفين في جيش معاوية..
نسبه. الكندي نسبة إلى قبيلته كندة، والكوفي نسبة إلى إقامته في مدينة الكوفة.. وهو من الأربعة الذين انتهى إليهم الجمال في تلك المدينة. هكذا نسبه في (أسد الغابة) وغيره.
وفي (الطبقات) ابن كندي بدل ابن كندة، قتل في ولاء علي (عليه السلام) بمرج عذرى أو عذراء في شعبان سنة 51هـ كما في الاستيعاب أو سنة 53هـ كما في مروج الذهب، ودفن بقرية عذرى التي ينسب المرج إليها من قرى دمشق على أميال منها إلى جهة الشرق وقبره بها معروف.. وفي (الاستيعاب): الموضع الذي قتل فيه حجر وأصحابه يعرف بمرج عذراء..
ولم تذكر المصادر من أسرته سوى ابنيه: عبيد الله وعبد الرحمن، اللذين قتلهما مصعب بن الزبير صبراً.
ذكر ابن سعد في (طبقاته) أن حجراً بن عدي وفد مع أخيه هاني إلى الرسول (صلى الله عليه وآله) مسلماً، فكان إسلامه بداية صحبة مباركة، وفاتحة درب جهادي طويل.. سمع من الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) أحاديث شريفة حفظها فكانت جزءاً من السنة النبوية المتبعة..
أجاب داعي الجهاد فكان مع الجيش الإسلامي الذي فتح الشام كما ذكر ابن عساكر. ولعل حكمةً إلهية شاءت أن يكون قائداً للفرقة العسكرية التي فتحت مرج عذراء الذي شهد فيما بعد مأساة مقتله بسبب تمسكه بأوامر الإسلام ونواهيه وثبوته عليها.. وأيضاً شارك في القادسية وأبلى فيها البلاء الحسن.
لفت انتباهه المخلصون من رجال الصحابة أمثال أبي ذر الغفاري (رضوان الله عليه).. وكان من الحاضرين عند موته بالربذة، وعنى حضوره أنه يسير على خطى ذلك الصحابي الجليل في مقاومة أي انحراف عن جادة الإسلام المستقيمة..
قال الشيخ الطوسي في (رجاله) في أصحاب علي (عليه السلام): حجر بن عدي الكندي كان من الأبدال..(1).
وقال الكشي في (رجاله) أيضاً: حدثنا ابن عيينة حدثنا طاووس عن أبيه، انبأنا حجر بن عدي الكندي قال: قال لي علي (عليه السلام): كيف تصنع أنت إذا ضربت وأمرت بلعني؟ قلت: كيف أصنع؟ قال إلعنّي ولا تتبرأ منّي فإني على دين الله.
وقال ابن أبي الحديد في (شرح النهج): أمر المغيرة بن شعبة ـ وهو يومئذ أمير الكوفة من قبل معاوية ـ حجر بن عدي أن يقوم في الناس فيلعن علياً، فأبى ذلك، فتوعده المغيرة، فقام حجر فقال: أيها الناس إن أميركم أمرني أن ألعن علياً، فالعنوه، فقال أهل الكوفة: لعنه الله، وعاد الضمير إلى المغيرة بالنية والقصد..
وفي (الاستيعاب): كان حجر من فضلاء الصحابة رغم صغر سنه عن كبارهم. وكان على كندة يوم صفين، وكان على الميسرة يوم النهروان، وقال أحمد: قلت ليحيى بن سليمان: ابلغك أن حجراً كان مستجاب الدعوة؟ قال: نعم وكان من أفاضل صحابة النبي (صلى الله عليه وآله)..
وفي (أسد الغابة) كان من فضلاء الصحابة، وكان على كندة بصفين وعلى الميسرة يوم النهروان، وشهد الجمل أيضاً مع علي (عليه السلام) وكان من أعيان أصحابه، وكان قتله سنة 51هـ وقبره مشهور بعذراء، وكان مجاب الدعوة.
وفي طبقات ابن سعد: كان ثقة معروفاً، ولم يرو عن غير علي (عليه السلام) شيئاً..
وقال أبو معشر: كان حجر عابداً، وما أحدث إلا توضأ وما توضأ إلا صلّى.
وقد أجمل السيد محسن الأمين في موسوعته (أعيان الشيعة) ما ذكرته المصادر في فضل حجر بن عدي ومقامه..
فكانت صفات خلقية في جانب منها ركزت على (رياسته وشجاعته) الموجبة لاستحقاقه تولي قيادة الجيوش التي سيّرها الإمام علي (عليه السلام) في مواجهة أعدائه..
وظهرت شجاعته في اقتفائه أثر الضحاك بن قيس ـ قائد جيش معاوية ـ من العراق إلى تدمر حتى اضطره إلى الفرار ليلاً.. وأما (إباء نفسه) فقد حمله على تمنّي الموت قبل الرغم والذل، و أما (مجاهرته بالحق ومقاومته الظلم) فهو مما اشتهر به فلم يغرّه زخرف الدنيا، وقد بذل زياد له ما يحب إن هو كفّ عما هو فيه، فلم يفعل..
وكانت له صفات إيمانية في جانب آخر من سيرته، فهو من (خيار الصحابة) كما شهد له بذلك كبار العلماء. وهو (عابد) وصفه الحاكم في (مستدركه) بأنه راهب الصحابة، وأنه ما أحدث إلا توضأ، وما توضأ إلا صلّى. وهو (زاهد) (عارف) (مستجاب الدعوة) قارب الأنبياء والمرسلين وهو (مسلّم لأمر الله تعالى) سلم نفسه للقتل اختياراً دون البراءة من علي (عليه السلام).
وهو إلى ذلك موالٍ علياً (عليه السلام) من أعيان أصحابه على حد تعبير ابن الأثير في (أسد الغابة) وكان ثقة معروفاً لم يرو عن غير علي (عليه السلام) شيئاً وهو أول من قتل صبراً في الإسلام
سيرته وأقوال العلماء فيه
ذكر ابن سعد في (طبقاته) أن حجراً بن عدي وفد مع أخيه هاني إلى الرسول (صلى الله عليه وآله) مسلماً، فكان إسلامه بداية صحبة مباركة، وفاتحة درب جهادي طويل.. سمع من الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) أحاديث شريفة حفظها فكانت جزءاً من السنة النبوية المتبعة..
أجاب داعي الجهاد فكان مع الجيش الإسلامي الذي فتح الشام كما ذكر ابن عساكر. ولعل حكمةً إلهية شاءت أن يكون قائداً للفرقة العسكرية التي فتحت مرج عذراء الذي شهد فيما بعد مأساة مقتله بسبب تمسكه بأوامر الإسلام ونواهيه وثبوته عليها.. وأيضاً شارك في القادسية وأبلى فيها البلاء الحسن.
لفت انتباهه المخلصون من رجال الصحابة أمثال أبي ذر الغفاري (رضوان الله عليه).. وكان من الحاضرين عند موته بالربذة، وعنى حضوره أنه يسير على خطى ذلك الصحابي الجليل في مقاومة أي انحراف عن جادة الإسلام المستقيمة..
قال الشيخ الطوسي في (رجاله) في أصحاب علي (عليه السلام): حجر بن عدي الكندي كان من الأبدال...
وقال الكشي في (رجاله) أيضاً: حدثنا ابن عيينة حدثنا طاووس عن أبيه، انبأنا حجر بن عدي الكندي قال: قال لي علي (عليه السلام): كيف تصنع أنت إذا ضربت وأمرت بلعني؟ قلت: كيف أصنع؟ قال إلعنّي ولا تتبرأ منّي فإني على دين الله.
وقال ابن أبي الحديد في (شرح النهج): أمر المغيرة بن شعبة ـ وهو يومئذ أمير الكوفة من قبل معاوية ـ حجر بن عدي أن يقوم في الناس فيلعن علياً، فأبى ذلك، فتوعده المغيرة، فقام حجر فقال: أيها الناس إن أميركم أمرني أن ألعن علياً، فالعنوه، فقال أهل الكوفة: لعنه الله، وعاد الضمير إلى المغيرة بالنية والقصد..
وفي (الاستيعاب): كان حجر من فضلاء الصحابة رغم صغر سنه عن كبارهم. وكان على كندة يوم صفين، وكان على الميسرة يوم النهروان، وقال أحمد: قلت ليحيى بن سليمان: ابلغك أن حجراً كان مستجاب الدعوة؟ قال: نعم وكان من أفاضل صحابة النبي (صلى الله عليه وآله)..
وفي (أسد الغابة) كان من فضلاء الصحابة، وكان على كندة بصفين وعلى الميسرة يوم النهروان، وشهد الجمل أيضاً مع علي (عليه السلام) وكان من أعيان أصحابه، وكان قتله سنة 51هـ وقبره مشهور بعذراء، وكان مجاب الدعوة.
وفي طبقات ابن سعد: كان ثقة معروفاً، ولم يرو عن غير علي (عليه السلام) شيئاً..
وقال أبو معشر: كان حجر عابداً، وما أحدث إلا توضأ وما توضأ إلا صلّى.
وقد أجمل السيد محسن الأمين في موسوعته (أعيان الشيعة) ما ذكرته المصادر في فضل حجر بن عدي ومقامه..
فكانت صفات خلقية في جانب منها ركزت على (رياسته وشجاعته) الموجبة لاستحقاقه تولي قيادة الجيوش التي سيّرها الإمام علي (عليه السلام) في مواجهة أعدائه..
وظهرت شجاعته في اقتفائه أثر الضحاك بن قيس ـ قائد جيش معاوية ـ من العراق إلى تدمر حتى اضطره إلى الفرار ليلاً.. وأما (إباء نفسه) فقد حمله على تمنّي الموت قبل الرغم والذل، و أما (مجاهرته بالحق ومقاومته الظلم) فهو مما اشتهر به فلم يغرّه زخرف الدنيا، وقد بذل زياد له ما يحب إن هو كفّ عما هو فيه، فلم يفعل..
وكانت له صفات إيمانية في جانب آخر من سيرته، فهو من (خيار الصحابة) كما شهد له بذلك كبار العلماء. وهو (عابد) وصفه الحاكم في (مستدركه) بأنه راهب الصحابة، وأنه ما أحدث إلا توضأ، وما توضأ إلا صلّى. وهو (زاهد) (عارف) (مستجاب الدعوة) قارب الأنبياء والمرسلين وهو (مسلّم لأمر الله تعالى) سلم نفسه للقتل اختياراً دون البراءة من علي (عليه السلام).
وهو إلى ذلك موالٍ علياً (عليه السلام) من أعيان أصحابه على حد تعبير ابن الأثير في (أسد الغابة) وكان ثقة معروفاً لم يرو عن غير علي (عليه السلام) شيئاً وهو أول من قتل صبراً في الإسلام
من مواقفه مع الإمام علي عليه السلام
لما أرسل الإمام علي (عليه السلام) إلى أهل الكوفة يستنجدهم يوم الجمل قام حجر بن عدي فيمن قام فقال: أيها الناس اجيبوا أمير المؤمنين وانفروا خفافاً وثقالاً، مروا وأنا لكم.. ولم يقتصر دوره على إنهاض الهمم، بل خاض المعركة في موقع القيادة القتالية على كل من مذحج والأشعريين..
ويوم كان الإمام علي (عليه السلام) يعد العدة لحرب صفين، كان حجر بن عدي وعمرو بن الحمق الخزاعي يعلنان البراءة واللعن من أهل الشام فنهاهما الإمام عن ذلك قائلاً : (كرهت لكم أن تكونوا لعّانين شتّامين تشتمون وتتبرأون، ولكن لو وصفتم مساوئ أعمالهم فقلتم: من سيرتهم كذا وكذا، كان أصوب في العقول وأبلغ في العذر)..
فقبلا عظة الإمام (عليه السلام) وقام حجر بن عدي معلناً استعداده واستعداد قومه للحرب قائلاً: نحن بنو الحرب وأهلها الذين نلقحها وننتجها.. ولقد امّره علي (عليه السلام) على كندة حضرموت وقضاعة ومهرة في تلك الواقعة..
وأيضاً لما أغار سفيان بن عوف الغامدي على الانبار وقتل حسان بن حسان البكري، وندب علي (عليه السلام) أصحابه إلى الجهاد تباطأوا، فقام حجر بن عدي وسعيد بن قيس الهمداني فقالا: (لا يسؤك يا أمير المؤمنين مرنا بأمرك نتبعه، فوالله ما نعظم جزعاً على أموالنا إن نفدت ولا على عشائرنا إن قتلت في طاعتك)..
ويبدو موقفه اكثر وضوحاً في تقديم التضحيات طاعة لله، حين اختاره علي (عليه السلام) سنة 39هـ لرد أذى الضحاك بن قيس الذي أرسله معاوية ليعبث فساداً في الأرض، ويشيع الذعر في أطراف المناطق التي يسيطر عليها جيش الإمام (عليه السلام).
فما كان من حجر بن عدي إلا أن تعقبه في العراق حتى التقاه عند تدمر فقتل تسعة عشر رجلاً من رجال الضحاك الذي اعتصم بالليل واتخذه ستاراً للفرار..
ولقد ظلت رؤيته للأمور واضحة في مختلف الظروف والأحوال، وظل في موقع القيادة القتالية في مواجهة الفتنة، خاض مع علي (عليه السلام) جميع حروبه ضد الخوارج فكان على ميسرة الجيش يوم النهروان الشهير..
مقتلـــه
لما ولي المغيرة بن شعبة الكوفة كان لا يدع ما وصاه به معاوية من شتم علي (عليه السلام) والدعاء لعثمان، فيقوم حجر بن عدي فيقول: (بل إياكم قد ذم الله ولعن.. وإني أشهد أن من تذمونه أحق بالفضل ممن تطرون).
وما كان حجر ليرتدع من تهديد المغيرة وتخويفه.. حتى إذا لام المغيرةَ جماعة من قومه في احتماله حجراً، قال: إني قد قتلته، سيأتي بعدي أمير فيحسبه حجر مثلي فيصنع به شبيهاً بما ترونه، فيأخذه عند أول وهلة فيقتله شر قتلة..
ولما ولى معاوية زياد بن سميّة العراق في صفقة معروفة، قدم زياد الكوفة وهدد أهلها وقال في ما يتعلق بحجر بن عدي: (ما أنا بشيء إن لم أمنع باحة الكوفة من حجر وأدعه نكالاً لمن بعده.. ويل أمك يا حجر(2).
ويروى في السبب المباشر لأمر حجر، أن زياداً خطب يوماً في الجمعة فأطال الخطبة وأخّر الصلاة، فقال له حجر: الصلاة، فمضى في خطبته، ثم قال: الصلاة، فمضى في خطبته، فلما خشي حجر فوت الصلاة، ضرب بيده إلى كف من الحصا، وثار إلى الصلاة، وثار الناس معه، فلما رأى ذلك زياد نزل فصلى بالناس، فلما فرغ من صلاته كتب إلى معاوية في أمره وكثّر عليه، فكتب إليه معاوية أن شدّه في الحديد ثم احمله إليّ...
حاول زياد أن يعتقل حجراً فأرسل إليه الشرطة فقاتلهم بمن معه فانفضوا عنه. ولما لم يستطع زياد الوصول إليه توسل الحيلة، فأبلغه بوساطة محمد بن الأشعث بن قيس الكندي، وحجر بن يزيد الكندي وهو المعروف بـحجر الشر، وجرير بن عبد الله، وعبد الله بن الحارث أخو الأشتر، أنه يؤمّنه ويبعث به إلى معاوية فيرى فيه رأيه..
أقبل حجر حتى أتى زياداً فنكث هذا بوعده وأمر بحبسه. وقال عبيدة الكندي وهو يعيّر محمد بن الاشعث خذلانه حجراً وبقتله في ما بعد (وافد آل محمد) أي مسلم بن عقيل:
أسلمت عمك لم تقاتل دونـــه فــرقاً، ولـو لا أنت كان منيعا
وقتلت وافد آل بيت محمـــــد وســـلبت أســيافاً له ودروعا
بعث زياد حجراً وأصحابه إلى معاوية، فأنزلهم قرية عذراء فجاء رسول معاوية إليهم فقال لهم: إنا قد أمرنا أن نعرض عليكم البراءة من علي واللعن له، فإن فعلتم تركناكم وأن أبيتم قتلناكم. وإن أمير المؤمنين يزعم أن دماءكم قد حلت له بشهادة أهل مصركم عليكم غير أنه قد عفا عن ذلك فابرأوا من هذا الرجل نخلّ سبيلكم..
قالوا: اللهم إنا لسنا بفاعلي ذلك، فأمر بقبورهم فحفرت وأدنيت أكفانهم فأخذ كل رجل منهم رجلاً ليقتله. ثم إن حجراً قال لهم: دعوني أتوضأ، قالوا له: توضأ.. فلما توضأ قال لهم: دعوني أصلي ركعتين فأيمُن الله ما توضأت قط إلا صليت ركعتين. قالوا: ليصل.
فصلى ثم انصرف. فقال: والله ما صليت صلاة قط اقصر منها، ولولا أن تروا أن ما بي جزع من الموت لأحببت أن أستكثر منها.. ثم قال: اللهم أن نستعديك على امتنا، فإن أهل الكوفة شهدوا علينا، وإن أهل الشام يقتلوننا، أما والله لئن قتلتموني بها إني لأول فارس من المسلمين هلك في واديها وأول رجل من المسلمين نبحته كلابها.. وإني والله إن جزعت من القتل لا أقول ما يسخط الرب.. فقتله الجلاد..
وقد رثت هند ابنة زيد بن مخرمة الانصارية حجراً فقالت:
تـــرفّع أيــــها القمـــــــر المنير تبـــصّر هـل ترى حجراً يسيرُ
يســـــــير إلى معاوية بن حرب ليقتـــله كمـــا زعـــم الأمــيــر
إلا يـــا ليت حــــجراً مات موتاً ولـــم ينـــحر كمـــا نحر البعير
مرقده
عَذْراء (بالفتح ثم السكون والمد)(3) وهي قرية بغوطة دمشق، واليها ينسب مرج، وهي أول قرية تلي الجبل وبها منارة.. قاله يا قوت الحموي في معجمه..
تقع شمالي شرقي دمشق بعد دوما على طريق ضمير على بعد (25كلم) عن دمشق ويبلغ عدد سكانها (25.000) نسمة. وأبرز معالمها هو مرقد الصحابي الجليل حجر بن عدي وأصحابه. وكان قد أقيم على قبورهم بناء لا يُعلم من أقامه، ولكن يبدو أنه أقيم في أحد العهود الشيعية التي توالت على حكم بلاد الشام..
وقد أصبح هذا المرقد مزاراً يؤمه المؤمنون ليقرأوا آيات من الذكر الحكيـــم يهدونها إلى هؤلاء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل إعلاء كلمة الحق ولم تأخذهم في الله لومة لائم..
في سنة (1351هـ) زاره السيد محسن الأمين فكتب عنه ما يلي: (قصدنا عذراء لزيارة قبر حجر وأصحابه فوجدناهم مدفونين في ضريح وعليهم قبة ببنيان محكم، تظهر عليه آثار القدم في جانب مسجد واسع فيه منارة عظيمة قديمة.. وقبتهم التي فيها ضريحهم الشريف مهملة مهجورة قد نسجت عليها العناكب وتراكمت فيها الأتربة وليس في أرضها إلا تراب، وزيارتها متروكة عند أهل هذه البلاد.
ورأينا مكان صخرة كانت على باب القبة وبقي محلها ظاهراً، ولا شك أنه كانت عليها كتابة كما أخبرنا بذلك بعض أهل القرية.. ورأينا صخرة غيرها صغيرة مطروحة في أرض القبّة مكتوبة بخط قديم لا تاريخ فيها، مكتوب عليها اسم حجر وأسماء بعض أصحابه)..
وفي العام (1991م) تم بناء مزار جديد ضخم وإلى جواره مسجد، بنيا بما بذله بعض التجار الإيرانيين من مال، وقد شيد على القبر منارة عالية وقبة رمادية اللون براقة، وباحة عريضة حول مرقده، واقيم إلى جواره مطعم وملحقاته..
والمزار يقع في أول البلدة إلى يمين الطريق من دوما إلى عذراء الموصل إلى حمص، ومساحة المقام (12 × 17 م) والمسجد (17 × 17 م) وقفص الضريح مصنوع من الفضة، وتوزعت على جدرانه المعلقات والهدايا الثمينة.. وقد استغرق العمل في المزار ثمانية أشهر..
وعلى أحد جدرانه علقت لوحة فنية مطرز عليها بخيوط الحرير أبيات من الشعر جاء فيها:
ماذا أقول بحجر بعد تضحيتــــــه نفسي الفـداء بحجر وهو مقتــول
حــــب الإمام علي كان منهلــــــه قد ذاب في حبه والسيف مسـلول
هــــذا الولاء وإلا كان مهزلــــــة أو لا ادعــاء لكذب وهو معــسول
ما أنـــت يا حـجر إلا رمز تضحية فـــي كـــــل جيل له حمد وتهلـيل
كنت الشهــيد وفي التاريخ مفخرة وذكر خصمك في التاريخ مرذول
وإلى جانب المرقد الشريف شيد جامع كبير يسمى جامع حجر بن عدي تقام فيه صلاة الجماعة يومياً، ويزدحم به أهل القرية التي يقع فيها المقام والجامع خصوصاً يوم الجمعة..
وإذا تقدمت إلى القبة تجد صخرة كتبت عليها:
(بسم الله الرحمن الرحيم، سكان هذا الضريح أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله): حجر بن عدي حامل راية رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وصفي بن فسيل الشيباني، وقبصة بن ضبيعة، وكرم بن حيان، ومحرز بن شهاب السعدي، وشريك بن شداد الحضرمي)..
تقرأ ما كتب وتسلم على الشهداء وتهديهم سورة الفاتحة المباركة، ثم تقرأ الزيارة المخصوصة بهم وهي:
السلام عليكم أيها الشهداء الصابرون، السلام عليكم أيها الأتقياء الصالحون، صبرتم على عظيم البلاء حتى قتلتم في حب سيد الأوصياء، وفزتم بالدرجات العلى مع الأنبياء والمرسلين والشهداء والصديقين، فما أعظم مقامكم وأجل رتبتكم، صبرتم على حد السيوف وشرب الحتوف، ولم تبرؤوا من ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولا ضعفتم ولا وهنتم، وآثرتم الدار الباقية على الدار الفانية حتى قتلتم صبراً في سبيل الله ونصرة ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله) صابرين محتسبين غير ناكلين ولا خائفين.
السلام عليكم يا أنصار الله، السلام عليكم يا أنصار رسول الله (صلى الله عليه وآله) السلام عليكم يا أنصار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وأنصار الإسلام، السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار، رزقنا الله مرافقتكم مع الأبرار في جوار النبي المختار (صلى الله عليه وآله) ومع الأئمــة الأطهار (صلوات الله عليهم) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وترى بعد الانتهاء من الزيارة ـ وأنت تتأمل مقامهم الباقي رغم مرور السنين ـ أن الشهداء باقون، أحياء عند ربهم يرزقون.
السلام عليكم يا أنصار الله، السلام عليكم يا أنصار رسول الله (صلى الله عليه وآله) السلام عليكم يا أنصار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وأنصار الإسلام، السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار، رزقنا الله مرافقتكم مع الأبرار في جوار النبي المختار (صلى الله عليه وآله) ومع الأئمــة الأطهار (صلوات الله عليهم)
بارك الله بكم اخي كاظم الشيخ
وفقكم الله بحق محمد وال محمد
السلام عليكم يا أنصار الله، السلام عليكم يا أنصار رسول الله (صلى الله عليه وآله) السلام عليكم يا أنصار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وأنصار الإسلام، السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار، رزقنا الله مرافقتكم مع الأبرار في جوار النبي المختار (صلى الله عليه وآله) ومع الأئمــة الأطهار (صلوات الله عليهم)
جزاك الله خير الجزاء اخي الكريم على هذا الطرح القيم
وفقك الله لكل خير وسدد خطاك
لك كل التحايا