عن مالك بن أعين الجهني، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: لما ولي عمر بن الخطاب جاءه رجل يهودي فدخل عليه المسجد وهو قاعد ومعه أبو أيوب الأنصاري، فقال له:
أنت أمير المؤمنين؟
قال: نعم.!!!
قال: أنت الذي يسألك الناس ولا تسأل، وأنت تحكم ولا يحكم عليك؟
قال له عمر: نعم.
قال له: فأخبرني عن خصال أسألك عنها.
قال: سل.
قال: أخبرني عن واحد ليس له ثان، واثنين ليس لهما ثالث، وثلاثة ليس لها رابع، وأربعة ليس لها خامس، وخمسة ليس لها سادس، وستة ليس لها سابع، وسبعة ليس لها ثامن، وثمانية ليس لها تاسع، وتسعة ليس لها عاشر، وعشرة ليس لها حادي عشر. فلم يجبه عمر، وأطرق مليا.
فقال اليهودي: أخبرني عما أسألك.
فقال له أبو أيوب: إن أمير المؤمنين!! عنك مشغول، ولكن ائت ذلك القاعد.
قال: وعلي (عليه السلام) قاعد في المسجد معه جماعة، فجاء اليهودي حتى وقف على علي (عليه السلام) فقال: إني جئت إلى أميركم هذا، فسألته عن أشياء فلم يجبني فيها بشئ، فأرسلت إليك. فرفع علي (عليه السلام) رأسه، ثم قال: وما هي، يا ابن هارون؟
فأعاد عليه.
فقال علي (عليه السلام): أما الواحد الذي لا ثاني له فالله الواحد تبارك وتعالى.
وأما الاثنان اللذان ليس لهما ثالث فالشمس والقمر.
وأما الثلاثة التي ليس لها رابع فالطلاق.
وأما الأربعة التي ليس لها خامس فالنساء.
وأما الخمسة التي ليس لها سادس فالصلاة.
وأما الستة التي ليس لها سابع فالستة الأيام التي خلق الله فيها السماوات والأرض.
وأما السبعة التي ليس لها ثامن فالسماوات السبع.
وأما الثمانية التي ليس لها تاسع فحملة العرش.
وأما التسعة التي ليس لها عاشر فحمل المرأة.
ملاحظة : كأن هذا مبني على الغالب وإلا فقد جاء في أخبار أهل البيت (عليهم السلام) أن أقصى الحمل سنة.
وأما العشرة التي ليس لها حادي عشر فالعشرة الأيام التي تمم الله بها ميقات موسى (عليه السلام) في قوله عز وجل: * (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر) * ((١)).
فقال اليهودي: أنت تعلم هذا فذاك ما نعتقده أشهد أنك أمير المؤمنين حقا، وأسلم على يده، فجز شعره، وغسل ثوبه، وعلمه شرائع الدين، وأتى عمر، فقال:
اكتب هذا في ديوان المسلمين .
@@@@@@@@@@@@@@
معادن الجواهر: ٢ / ٤٨ ح ٤٣، قضاء أمير المؤمنين (عليه السلام): ١٠٩ ح ٧.
وروي نحوه في: مناقب ابن شهرآشوب: ٢ / ٣٨٤، بحار الأنوار: ١٠ / ٨٦ ح ٦،