فضائل الامام علي (ع) عن مجموعة من اليهود, في عهد خلافة عمر بن الخطاب, أتو عمر يسألونه عن أمور إن أجابها آمنوا بمحمد ودينه, وإن لم يجب فان محمد كاذب والإسلام افتراء منه. استجاب عمر لمطلبهم فسألوه و ما وجد في علمه إجابه لاسئلتهم! و همّ اليهود بالخروج ليعودوا
حينها سارع الصحابي الجليل سليمان الفارسي (رضي الله عنه) الى الامام علي (ع) و اخبره بالامر, وطلب منه ان ينقذ الاسلام. فذهب الامام الى بيت الخلافة ليرى ما سأل اليهود.
كان اليهود ثلاثة كل منهم يملك سؤال, سأل الاول فابتدأ الامام علي عليه السلامبذكر ان كل ما لديه من عند محمد واجاب عليه. سأل اليهودي الثاني فأجابه الامامعليه السلام كذلك. سأل الثالث و لم يبخل الامام بالاجابة كذلك..حينها اقر اليهوديان الاول والثاني بديانة محمد واسلما.
لكن الثالث آبى وقال, ربما اسلم من معي لكني املك بعض الاسئلة فلتجبني عنها ولترني ما علمك محمد.
قال اليهودي:
اخبرني عن قوم في أول الزمان ماتوا ثلثمائة و تسع سنين أحياهم الله فما كان من قصتهم؟
يا يهودي هؤلاء أصحاب الكهف و قد أنزل الله علي نبينا قرآنا فيه قصتهم وإن شئت قرأت عليـك قصتهم؟
فقال اليهودي:
ما أكثر ما قد سمعنا قراءتكم إن كنت عالماً فاخبرني بأسمائهم وأسماء آبائهم, وأسماء مدينتهم, واسم ملكهم, واسم كلبهم, واسم جبلهم, واسم كهفهم, وقصتهم من أولها إلى آخرها
فاختبى علي ببردة رسول الله (صل الله عليه وآله و سلم) ثم قال:
يا أخا العرب حدثني حبيبي محمد (صل الله عليه و آله وسلم) أنه كان بأرض رومية يقال لها "أفسوس" و يقال هي "طرطوس" و كان اسمها في الجاهلية "أفسوس" فلما جاء الإسلام سموها "طرطوس" قال: و كان لهم ملك صالح فمات ملكهم و انتشر أمرهم فسمع به ملك من ملوك فارس يقال له: دقـيانوس. وكان جباراً كافراً فأقبل في عساكر حتى دخل أفسـوس فاتخذها دار ملكه وبنى فيها قصراً.
فوثب اليهودي وقال: إن كنت عالماً فصف لي ذلك القصر و مجالسه.
فقال عليه السلام : يا أخا اليهودي ابتني فيها قصراً من الرخام طوله فرسخ و عرضه فرسخ و اتخذ فيه أربعة آلاف اسطوانة من الذهب والف قنديل من الذهب لها سلاسل من اللجين تسرج في كل ليلة بالأدهان الطيبة واتخذ لشرقي المجلس مائة و ثمانين قوة, و لـغربـيّـة كذلك, وكانت الشمس من حين تطلع إلي حين تغيب تدور في المجلس كيفما دارت, و اتخذ فيه سريراً من الذهب طوله ثمانين ذراعاً في عرض أربعين ذراعاً مرصعاً بالجواهر, ونصب على يمين السرير ثمانين كرسياً من الذهب فأجلس عليها بطارقته, واتخذ أيضاً ثمانين كرسياً من الذهب عن يساره فأجلس عليها هراقلته, ثم جلس هو على السرير ووضع التاج على رأسه.
فوثب اليهودي وقال: يا علي إن كنت عالماً فاخبرني مم كان تاجه؟
قال عليه السلام : يا أخا اليهود كان تاجه من الذهب السبيك له تسعة أركان على كل ركن لؤلؤة تضيء كما يضيء المصباح في الليلة الظلماءو واتخذ خمسين غلاماً من ابناء البطارقة فمنطقهم بمناطق الديباج الأحمر, وسرولهم بسراويل القز الأخضر, وتوّجهم و دملجهم و خلخلهم وأعطاهم عمد الذهب وأقامهم على رأسه, واصطنع ستة غلمان من أولاد العلماء و جعلهم وزرائه, فما يقطع امراً دونهم وأقام منهم ثلاثة عن يمينه, و ثلاثة عن شماله.
وقال الله تعالى في سورة الكهف – اية(22)
سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا
فوثب اليهودي وقال: يا علي إن كنت صادقاً فأخبرني ما كانت أسماء الستة؟
فقال عليه السلام: حدثني حبيبي محمد (صل الله عليه وآله وسلم) إن الذين كانوا عن يمينه أسمائهم: ( تمليخا, و مكـسلمينا, و محمسلمينا) وأما الذين كانوا عن يساره فـ( مرطليوس, و كشطوس, و سادنيوس) و كان يستشيرهم في جميع أموره و كان إذا جلس كل يوم في صحن داره واجتمع الناس عنده دخل من باب الدار ثلاثة غلمة في يد أحدهم جام من الذهب مملوء من المسك, و في يد الثاني جام من فضة مملوء من ماء الورد, وعلى يد الثالث طائر فيصيح به فيطير الطائر حتى يقع في جام ماء الورد فيتمرغ فيه فينشف ما فيه بريشه و جناحيه, ثم يصيح به الثاني فيطير فيقع في جام المسك فيتمرغ فيه فينشف ما فيه بريشه و جناحيه, فيصيح به الثالث فيطير فيقع على تاج الملك فينفض ريشه وجناحيه على رأس الملك بما فيه من المسك وماء الورد, فمكث الملك في ملكه ثلاثين سنة من غير أن يصيبه صداع ولا وجع و لا حمى و لا لعاب و لا بصاق و لا مخاط, فلما رأى ذلك من نفسه عتا و طغى و تجبر واستعصى وادعى الربوبية من دون الله تعالى ودعا اليه وجوه قومه فكل من أجابه أعطاه و حباه و كساه و خلع عليه, و من لم يجبه و يتابعه قتله, فأجابوه بأجمعهم فأقاموا في ملكه زماناً يعبدونه من دون الله تعالى, فبينما هو ذات يوم جالس في عيد له على سريره والتاج على رأسه إذ أتى بعض بطارقته فأخبره أن عساكر الفرس قد غشيته يريدون قتله فاغتم لذلك غماً شديداً حتى سقط التاج عن رأسه و سقط هو عن سريره, فنظر أحد فتيته الثلاثة الذين كانوا عن يمينه إلى ذلك وكان عاقلاً يقال له: تمليخا.
فتفكر و تذكر في نفسه وقال: لو كان دقيانوس إلهاً كما يزعم لما حزن و لما كان ينام و لما كان يبول و يتغوط, و ليست هذه الأفعال من صفات الإله, وكانت الفتية الستة يكونون كل يوم عند واحد منهم و كان ذلك اليوم نوبة "تمليخا" فاجتمعوا عنده فاكلوا وشربوا ولم يأكل يمليخاَ ولم يشرب فقالوا يا تمليخا! ما لك لا تأكل ولا تشرب؟
فقال: يا إخواني قد وقع في قلبي شيء منعني عن الطعام والشراب والمنام.
فقالوا: وما هو يا تمليخا ؟
فقال: أطلت فكري في السماء فقلت: من رفعها سقفا محفوظاً بلا علاقة من فوقها ولا دعامة من تحتها؟ وما أجرى فيها شمسها و قمرها؟ و من زيّنها بالنجوم ؟ ثم أطلت فكري في نفسي فقلت: من أخرجني جنيناً من بطن أمي؟ و من غذاني و رباني؟ إن لهذا صانعاً و مدبراً سوى دقيانوس الملك, فانكبت الفتية على رجليه يقبلونهما وقالوا: يا تمليخا لقد وقع في قلوبنا ما وقع في قلبك, فأشر علينا.
قال: يا إخواني ما أجد لي ولكم حلية إلا الهرب من هذا الجبار إلى ملك السماوات والأرض. فقال: الرأي ما رأيت فوثب تمليخا فابتاع تمراً بثلاثة دراهم وسرها في ردائه و ركبوا خيولهم و خرجوا فلما ساروا قدر ثلاثة أميال من المدينة قال لهم تمليخا: يا إخوتاه قد ذهب عنا ملك الدنيا و زال عنا أمره, فانزلوا عن خيولكم وامشوا على أرجلكم لعل الله يجعل من امركم فرجاً و مخرجاً. فنزلوا عن خيولهم و مشوا على أرجلهم سبع فراسخ حتى صارت ارجلهم تقطر دماً لأنهم لم يعتادوا المشي على أقدامهم فاستقبلهم رجل راع فقالوا: أيها الراعي أعندك شربة ماء أو لبن؟
فقال: عندي ما تحبون ولكني ارى وجوهكم وجوه الملوك و ما أظنكم إلا هراباً فاخبروني بقصتكم.
فقالوا: يا هذا إنا دخلنا في دين لا يحل لنا الكذب افينجينا الصدق؟ قال: نعم. فأخبروه بقصتهم فانكب الراعي على أرجلهم يقبلهما ويقول: قد وقع في قلبي ما وقع في قلوبكم فقفوا إليّ هـهنا حتى أردّ الأغنام إلى اربابها وأعود اليكم. فوقفوا له حتى ردها وأقبل يسعى فتبعه كلب له
فوثب اليهودي قائما و قال: يا علي إن كنت عالما فأخبرني ما كان لون الكلب و اسمه؟
فقال عليه السلام : يا أخا اليهود حدثني حبيبي محمد صل الله عليه وآله وسلم إن الكلب كان أبلق بسواد و كان اسمه "قطمير" قال: فلما نظر الفتية إلى الكلب قال بعضهم لبعض: إنا نخاف أن يفضحنا بنبيحه فألحوا عليه طرداً بالحجارة فلما نظر إليهم الكلب و قد ألحوا عليه بالحجارة والطرد أقعى على رجليه وتمطى وقال بلسان طلق ذلق: يا قوم لِـمَ تطردوني وانا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, دعوني أحرسكم من عدوكم وأتقرب بذلك إلى الله سبحانه و تعالى. فتركوه ومضوا فصعد بهم الراعي جبلا و انحط بهم أعلى كهف.
فوثب اليهودي وقال: يا علي ما اسم ذلك الجبل؟ وما إسم الكهف؟
قال امير المؤمنين عليه السلام: يا أخا اليهود إسم الجبل "ناجلوس" وإسم الكهف"الوصيد" الإمام علي عليه السلام قص بالتفصيل قصة الكهف لليهودي فأسلم اليهودي
فضائل الامام علي (ع) عن مجموعة من اليهود, في عهد خلافة عمر بن الخطاب, أتو عمر يسألونه عن أمور إن أجابها آمنوا بمحمد ودينه, وإن لم يجب فان محمد كاذب والإسلام افتراء منه. استجاب عمر لمطلبهم فسألوه و ما وجد في علمه إجابه لاسئلتهم! و همّ اليهود بالخروج ليعودوا
حينها سارع الصحابي الجليل سليمان الفارسي (رضي الله عنه) الى الامام علي (ع) و اخبره بالامر, وطلب منه ان ينقذ الاسلام. فذهب الامام الى بيت الخلافة ليرى ما سأل اليهود.
كان اليهود ثلاثة كل منهم يملك سؤال, سأل الاول فابتدأ الامام علي عليه السلامبذكر ان كل ما لديه من عند محمد واجاب عليه. سأل اليهودي الثاني فأجابه الامامعليه السلام كذلك. سأل الثالث و لم يبخل الامام بالاجابة كذلك..حينها اقر اليهوديان الاول والثاني بديانة محمد واسلما.
لكن الثالث آبى وقال, ربما اسلم من معي لكني املك بعض الاسئلة فلتجبني عنها ولترني ما علمك محمد.
قال اليهودي:
اخبرني عن قوم في أول الزمان ماتوا ثلثمائة و تسع سنين أحياهم الله فما كان من قصتهم؟
يا يهودي هؤلاء أصحاب الكهف و قد أنزل الله علي نبينا قرآنا فيه قصتهم وإن شئت قرأت عليـك قصتهم؟
فقال اليهودي:
ما أكثر ما قد سمعنا قراءتكم إن كنت عالماً فاخبرني بأسمائهم وأسماء آبائهم, وأسماء مدينتهم, واسم ملكهم, واسم كلبهم, واسم جبلهم, واسم كهفهم, وقصتهم من أولها إلى آخرها
فاختبى علي ببردة رسول الله (صل الله عليه وآله و سلم) ثم قال:
يا أخا العرب حدثني حبيبي محمد (صل الله عليه و آله وسلم) أنه كان بأرض رومية يقال لها "أفسوس" و يقال هي "طرطوس" و كان اسمها في الجاهلية "أفسوس" فلما جاء الإسلام سموها "طرطوس" قال: و كان لهم ملك صالح فمات ملكهم و انتشر أمرهم فسمع به ملك من ملوك فارس يقال له: دقـيانوس. وكان جباراً كافراً فأقبل في عساكر حتى دخل أفسـوس فاتخذها دار ملكه وبنى فيها قصراً.
فوثب اليهودي وقال: إن كنت عالماً فصف لي ذلك القصر و مجالسه.
فقال عليه السلام : يا أخا اليهودي ابتني فيها قصراً من الرخام طوله فرسخ و عرضه فرسخ و اتخذ فيه أربعة آلاف اسطوانة من الذهب والف قنديل من الذهب لها سلاسل من اللجين تسرج في كل ليلة بالأدهان الطيبة واتخذ لشرقي المجلس مائة و ثمانين قوة, و لـغربـيّـة كذلك, وكانت الشمس من حين تطلع إلي حين تغيب تدور في المجلس كيفما دارت, و اتخذ فيه سريراً من الذهب طوله ثمانين ذراعاً في عرض أربعين ذراعاً مرصعاً بالجواهر, ونصب على يمين السرير ثمانين كرسياً من الذهب فأجلس عليها بطارقته, واتخذ أيضاً ثمانين كرسياً من الذهب عن يساره فأجلس عليها هراقلته, ثم جلس هو على السرير ووضع التاج على رأسه.
فوثب اليهودي وقال: يا علي إن كنت عالماً فاخبرني مم كان تاجه؟
قال عليه السلام : يا أخا اليهود كان تاجه من الذهب السبيك له تسعة أركان على كل ركن لؤلؤة تضيء كما يضيء المصباح في الليلة الظلماءو واتخذ خمسين غلاماً من ابناء البطارقة فمنطقهم بمناطق الديباج الأحمر, وسرولهم بسراويل القز الأخضر, وتوّجهم و دملجهم و خلخلهم وأعطاهم عمد الذهب وأقامهم على رأسه, واصطنع ستة غلمان من أولاد العلماء و جعلهم وزرائه, فما يقطع امراً دونهم وأقام منهم ثلاثة عن يمينه, و ثلاثة عن شماله.
وقال الله تعالى في سورة الكهف – اية(22)
سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا
فوثب اليهودي وقال: يا علي إن كنت صادقاً فأخبرني ما كانت أسماء الستة؟
فقال عليه السلام: حدثني حبيبي محمد (صل الله عليه وآله وسلم) إن الذين كانوا عن يمينه أسمائهم: ( تمليخا, و مكـسلمينا, و محمسلمينا) وأما الذين كانوا عن يساره فـ( مرطليوس, و كشطوس, و سادنيوس) و كان يستشيرهم في جميع أموره و كان إذا جلس كل يوم في صحن داره واجتمع الناس عنده دخل من باب الدار ثلاثة غلمة في يد أحدهم جام من الذهب مملوء من المسك, و في يد الثاني جام من فضة مملوء من ماء الورد, وعلى يد الثالث طائر فيصيح به فيطير الطائر حتى يقع في جام ماء الورد فيتمرغ فيه فينشف ما فيه بريشه و جناحيه, ثم يصيح به الثاني فيطير فيقع في جام المسك فيتمرغ فيه فينشف ما فيه بريشه و جناحيه, فيصيح به الثالث فيطير فيقع على تاج الملك فينفض ريشه وجناحيه على رأس الملك بما فيه من المسك وماء الورد, فمكث الملك في ملكه ثلاثين سنة من غير أن يصيبه صداع ولا وجع و لا حمى و لا لعاب و لا بصاق و لا مخاط, فلما رأى ذلك من نفسه عتا و طغى و تجبر واستعصى وادعى الربوبية من دون الله تعالى ودعا اليه وجوه قومه فكل من أجابه أعطاه و حباه و كساه و خلع عليه, و من لم يجبه و يتابعه قتله, فأجابوه بأجمعهم فأقاموا في ملكه زماناً يعبدونه من دون الله تعالى, فبينما هو ذات يوم جالس في عيد له على سريره والتاج على رأسه إذ أتى بعض بطارقته فأخبره أن عساكر الفرس قد غشيته يريدون قتله فاغتم لذلك غماً شديداً حتى سقط التاج عن رأسه و سقط هو عن سريره, فنظر أحد فتيته الثلاثة الذين كانوا عن يمينه إلى ذلك وكان عاقلاً يقال له: تمليخا.
فتفكر و تذكر في نفسه وقال: لو كان دقيانوس إلهاً كما يزعم لما حزن و لما كان ينام و لما كان يبول و يتغوط, و ليست هذه الأفعال من صفات الإله, وكانت الفتية الستة يكونون كل يوم عند واحد منهم و كان ذلك اليوم نوبة "تمليخا" فاجتمعوا عنده فاكلوا وشربوا ولم يأكل يمليخاَ ولم يشرب فقالوا يا تمليخا! ما لك لا تأكل ولا تشرب؟
فقال: يا إخواني قد وقع في قلبي شيء منعني عن الطعام والشراب والمنام.
فقالوا: وما هو يا تمليخا ؟
فقال: أطلت فكري في السماء فقلت: من رفعها سقفا محفوظاً بلا علاقة من فوقها ولا دعامة من تحتها؟ وما أجرى فيها شمسها و قمرها؟ و من زيّنها بالنجوم ؟ ثم أطلت فكري في نفسي فقلت: من أخرجني جنيناً من بطن أمي؟ و من غذاني و رباني؟ إن لهذا صانعاً و مدبراً سوى دقيانوس الملك, فانكبت الفتية على رجليه يقبلونهما وقالوا: يا تمليخا لقد وقع في قلوبنا ما وقع في قلبك, فأشر علينا.
قال: يا إخواني ما أجد لي ولكم حلية إلا الهرب من هذا الجبار إلى ملك السماوات والأرض. فقال: الرأي ما رأيت فوثب تمليخا فابتاع تمراً بثلاثة دراهم وسرها في ردائه و ركبوا خيولهم و خرجوا فلما ساروا قدر ثلاثة أميال من المدينة قال لهم تمليخا: يا إخوتاه قد ذهب عنا ملك الدنيا و زال عنا أمره, فانزلوا عن خيولكم وامشوا على أرجلكم لعل الله يجعل من امركم فرجاً و مخرجاً. فنزلوا عن خيولهم و مشوا على أرجلهم سبع فراسخ حتى صارت ارجلهم تقطر دماً لأنهم لم يعتادوا المشي على أقدامهم فاستقبلهم رجل راع فقالوا: أيها الراعي أعندك شربة ماء أو لبن؟
فقال: عندي ما تحبون ولكني ارى وجوهكم وجوه الملوك و ما أظنكم إلا هراباً فاخبروني بقصتكم.
فقالوا: يا هذا إنا دخلنا في دين لا يحل لنا الكذب افينجينا الصدق؟ قال: نعم. فأخبروه بقصتهم فانكب الراعي على أرجلهم يقبلهما ويقول: قد وقع في قلبي ما وقع في قلوبكم فقفوا إليّ هـهنا حتى أردّ الأغنام إلى اربابها وأعود اليكم. فوقفوا له حتى ردها وأقبل يسعى فتبعه كلب له
فوثب اليهودي قائما و قال: يا علي إن كنت عالما فأخبرني ما كان لون الكلب و اسمه؟
فقال عليه السلام : يا أخا اليهود حدثني حبيبي محمد صل الله عليه وآله وسلم إن الكلب كان أبلق بسواد و كان اسمه "قطمير" قال: فلما نظر الفتية إلى الكلب قال بعضهم لبعض: إنا نخاف أن يفضحنا بنبيحه فألحوا عليه طرداً بالحجارة فلما نظر إليهم الكلب و قد ألحوا عليه بالحجارة والطرد أقعى على رجليه وتمطى وقال بلسان طلق ذلق: يا قوم لِـمَ تطردوني وانا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, دعوني أحرسكم من عدوكم وأتقرب بذلك إلى الله سبحانه و تعالى. فتركوه ومضوا فصعد بهم الراعي جبلا و انحط بهم أعلى كهف.
فوثب اليهودي وقال: يا علي ما اسم ذلك الجبل؟ وما إسم الكهف؟
قال امير المؤمنين عليه السلام: يا أخا اليهود إسم الجبل "ناجلوس" وإسم الكهف"الوصيد" القصه طويله جداااااا ما حبيت انزل كله نتظرونا