:1:
من الواضح أنَّ هناك إرتباطاً وثيقاً بين معرفة العلامة وكاشفيتها اللبيَّة
عن ذيها (الإمام المهدي:عليه السلام: وقضيته الموعودة )
وما يُبذلُ من جهدٍ ذهني وفكري ومعرفي في معرفة العلامة فإنَّه يقيناً يُضيفُ إلى باذل الجهد قدراً نوعياً وكمياً
من الإيمان بالإمام المهدي :ع: وقضيته الحقّة
إذ إنَّ معرفة العلامة هي دالٌ ومُرشدٌ إلى هدف مطلوب تحققه وجوديا.
وهذه المعرفة تارة تتجلى في إمكان الوقوف على معناها العام في صورة العلامات غير الحتمية
بإعتبار أنَّ العلامة هي إراءة وكشف لما هو مقصود ومطلوب دينيا وخاصة في البعد العقدي
بمعنى أننا إذا ما وقفنا ولو إجمالاً على معرفة العلامات غير الحتميّة فإننا سنتمكن من تكوين رؤيا وفهم معين عن المستقبل وعن مُحتمل الوقوع
وإن كان غير مُحرَز في ضرورة تحققه
لكن ما تحقق لبعض من العلامات غير الحتمية في التأريخ المنصرم هو الذي يجعلنا نتعاطى مع العلامة تعاطياً يكشف عن أنَّ لكل علامة مُعطى معين يستحق أن لايُهمل فكريا ومعرفيا.
:2:
إنَّ التعاطي الدلالي مع العلامة بنوعيها المحتوم وغير المحتوم هو مُنحصرٌ في مفاداته الظهوريّة
في أمرين هما :
:أ :
إما الكشف العام والإراءة للأمر المطلوب تحققه مُستقبلا وهو الظهور الشريف للإمام المهدي:عليه السلام:
بمعنى أنَّ ما نقف عليه في معرفة العلامة هو أمرٌ قد يكون له نصيباً من التحقق والوقوع وقد لا يكون كذلك
(هذا هو الكشف العام في صورة التعاطي الدلالي مع العلامة غير الحتمية)
:ب:
وإمّا الكشف اليقيني القطعي المفاد والتحقق فهذا ينزاح إلينا من قطعيّة وحتمية العلامة في وقوعها .
بحيث يجعلنا على يقين جازم في الوصول إلى المطلوب عقديا وهو الظهور الشريف فيما لو تحققت هذه العلامات فعلاً.
أو الإسهام في التأسيس للوصول إليه لمن لايُكتبُ له إدراك عصر الظهور الشريف .
وكيف ما كان فقد إتفقتْ كلمة العقلاء والمناطقة على أنَّ للعلامة دلالة قد توصل إلى المطلوب وقد لا توصل
كالسائر في طريق فيه علامات معيّنة بعضها ترشد إلى بعد محدد وضيق وبعضها ترشد إلى بعد أوسع وأبلغ
ويقيناً أنَّ هذا السائر أو السالك سيستفيد من كل علامة علامة كلٌ بحسب مفادها وقدرها الدلالي .
:1:
نعم إنَّ اليقينَ بتحقق العلامة غير الحتميّة والتي قد وَقعَ البعضُ منها في التأريخ المنصرم وكذا اليقين بحتميّة تحقق العلامة الحتميّة المُرتَقبَة الوقوع مُستقبلاً
يجعل الإنسان المُنتَظِر على يقين بتحقق صدق الهدف العَقْدي الذي ينتظره وهو الظهور الشريف للإمام المهدي:عليه السلام: وقيامه بالحق والعدل :
:2:
إنَّ المناط الذي قد يجعل العلامة مُوصلةً أو غير مُوصلةٍ للمطلوب
هو ما تُفيده نفس العلامة من العلم والكشف عن مدلولها
إذ يلزم من العلم بالدال العلم بالمدلول
فتارة ينشكف لنا مدلول العلامة بعلم عام بحسب تصنيف العلامة نفسها إلى محتومة وغير محتومة
وتارة ينكشف لنا مدلول العلامة بعلم قطعي ويقيني
فالعلم بمدلول العلامة بصورة عامة يُفيد أنَّ مِن العلامات ما قد لاتوصل إلى المطلوب العقدي(الظهور الشريف ) وإن تحقق بعضها تأريخيا
بإعتبار أنّها مُحددة بفترة ما وتبعاً لظرف ما يكون قد رُهِنَ في تحققه الوجودي قبل الظهور الشريف للإمام المهدي:عليه السلام:
وهذه هو معنى ودلالة العلامة غير الحتمية في كونها غير موصلة لتحقق المطلوب العقدي فعلا.
:نعم إنَّ العلامة غير الحتمية ما تحقق منها وما يُمكن أن يتحقق هو يُسهم بقدر كبير في الإيصال إلى المطلوب ولكن من بعيد :
:3:
أما الذي يجعل العلامة موصلة إلى المطلوب العقدي (الظهور الشريف)
فهو العلم بمدلول العلامة وبصورة يقينية وقطعية
وهذا ما توفّرتْ عليه جزميّة وحتمية العلامات القطعية التحقق قُبيل الظهور الشريف وفي أثناءه
وهنا إذا ما عاصر الفرد المؤمن المُنتَظِر للإمام المهدي:عليه السلام: تحقق ووقوع العلامات الحتمية فعلاً
فإنّه يقيناً سيصل إلى المطلوب العقدي(الظهور الشريف ) من خلال معرفة العلامة ودلالتها القطعية والجزمية
وحينها سيكون من الفائزين .
باااارك الله فيك اخي الكريم ع راااائع الطرح
واسال الله ان يجعلنا واياكم من الفائزين...
اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن صلواتك عليه على آباءه في هذه الساعة وفي كل ساعة
ولياً وحافظا وقائداً وناصرنا ودليلاً وعينا حتى تسكنه ارضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا ارحم الراحمين