(نبَـــيِّ الرَّحمة)
سَيّدُ الكائِناتِ مُحَمَّد صَلّى اللهُ عَليهِ,وآلهِ
اَطـَـــلَّ الـنـُّورَ مُــكْتَمِلاً بَـهِيــَّـا=
عَلى الدُنـــــيا فـَـنَـوَّرَهــا العَـلِــيَّـا
نَعــَـــمْ وَارْتَجَّ دِيــوانـًا لِكْسرى=
هَـــوَتْ شُــــَرفـــاتُــــهُ شَيّــا فَشـَيّـا
قُـصـــــورُ الشَّــــــامِ والرُّومِ اسْتَفـــــاقَــــتْ=
أَضــــــــاءَ الأَرضَ والظُـلُمـــــاتِ ضَــيـَّـــــــا
وَشُــــــوهِـــدَتْ القُصــــــورُ وَقـَدْ تَــــراءَتْ=
وِكــــانَ بِـعــادُهــا بُــعْــداً قــَـِصيَّا
وَسَبــــــَّح فـي البَسيـطَــــةِ كُـــــلّ شَــــــيٍءٍ=
وَقـَـــــْد سَــجـَـدتْ ِلِمــــقْـدَمِــــه الثُـــريَّـــــــــــــا
فـَــهذا نَــجْــمُ اَحْــــــمــــدَ فـي سَمـــــــــــاءٍ=
سَمـــــا أَلَقــــاً وَنـُــوراً سَرْمَــدِيــــَّا
خَبَتْ نــــــــارُ المـَـجُـــــوسِ وخَمَّدَتْـــــــهـــــــا=
ســَـنا الَمولــودِ اَقْبَلَ هــاشـِمــيَّـا
وَمـــا الــقَــمَـــــرُ المنُـــيــــــــــرُ انْـشَـــــقَّ إلا=ّ
لهَيْبةِ نـــــُــورِه وَبـــَــدا نـَـجِـــيــــَّا
عــَـــلامـــاتُ النـُبـــوَّةِ إنَّ فيــهــا=
ظُـــــهـــورُ الَنجْــمِ مهيــــــــــوب المُحَــيــــــــّا
تَـــعالَــــــــتْ في السَّمـــــاءِ وَفـي البَرايـــــــــا=
تَسابِيحاً لـَــــها سَمــَـــعــــوا دَوِيــّـا
وَجـــــبرائيـــلُ بـــــارَكَهُ شَــــكورا=ً
لرَبٍّ جـــــادَ مَــــحْمـوداً عَــطِــيّــا
هـــي البُشـــــــرى لكُلِّ الَخلْــــقِ هَلّـــتْ=
فـَــآمـِـنة المـُـنى وَلـــَدتْ نَبِــــّيــــا
وَهَـــلَّ الــــبَدرُ يَرْفـُـلُ بالعَــطـــايــا=
فَــــأَصْبَحَ بــالـــــكَرامَـــةِ عَبـْــقَــرِّيا
حَبـــاهُ الله أَنْـــبَلَ مــــا تَــجلَّــــتْ=
صِفــــاتُ الأَنــْـــبيــاءِ سَمـــا أَبــيِــّـا
وَقـــَــــْد بَلَــغَ الكَمــــــالُ بِـــــهِ تَحلّــــــــى=
بــأَخـْــلاقٍ وَإِيـمـــــانٍ صَفيِــــّــــــا
يَتــيمـــــاً عــــــــاشَ فــــي عَـــصْـــرٍ رَهيــبٍ=
قَنـــوعًا كانَ في الدُنـــيا رَضِـــــّيـا
فَـــقـــيراً فــــي زَمــــــــــانٍ القَــــــــــحْـــطِ إِلاّ=
بِــحـَــمْدِ اللهِ مِـــعْـــطـــاءً غَـــنِــيّــا
هُــوَ الـــقَمـــــــــرُ المُنيـــرُ زَهـــــــــا بـِــوَجْــــــــــه=
تَلألأَ بـــالجَـــــلالَـةِ أَزْهَــــِريــّـا
مَنــــاقِــــــبــــــــــهُ مِــــــنَ الخَــــــــلاّقِ دَلّــــــتْ=
فَأعْــطــاهُ المـَــعـــاِجــزَ والُـرقِـــيــّا
فـَـــأُرِسلَ رَحْــمَــــــةً للـــّنـــــاسِ جَمــْـعـــــــــــا=ً
هــَدا قـَـوْمـاً طَــغَــــوْا ظُلْـماً عَـتِيـّـا
تحَــــمَّلَ كـُــلَّ أَنــْـــواعِ التَحـــّدي=
بـِـــــصَبـْرٍ اَبْــهـرَ الدُنْيـــــا سَجِـــيـّا
فَحـَــطّـــَم كُــلّ مـــا عَبـــِـدوا بِـجَــــــــــهْــــــلٍ=
لآلـِـــــَهـــةٍ بـَــــدَتْ وَهْـــماً وَغـَـــيّـ
كُـــــــــتـــــابُ اللهِ مُــعْـــجـِـــزهُ بـــِــــفـَــــخْـــــــرٍ=
سـَــــنا القُـــرآنِ نَـهْــجاً جَوْهَــرِيـّا
وَقَـــــْد كـــــــانــوا كَحـُـكْــمِ شَريـــــعِ غـــــــــابٍ=
يَســودُ النـــاسَ مَنْ كـانَ القَـوّيــا
فَــــــوَحَدَّ شَمْلـَــــهُــــــمْ بِكـــــتـــــابِ هَـــــــدْيٍ=
وَســــاوى بَيْنــــَـهُـــمْ قِسْطــاً وَفِـّيا
وَعَلّــمــــهـُـــمْ قـَـــــوانِـــينـــــــــاً وَشَــــْرعــــــــــــــــاً=
باَنَّ الــعَـدْلَ يَجـْـمَعهُــمْ ســَويّــا
وَبالإسْــــلامِ وَحـَّــدهــــُـــمْ جَمـــيــــــــــعــــــــــا=ً
وَاِنّ اللهَ رَبــّـــهُـمُ السـَـــخِيــّـــــا
فَأسْلَــــمتِ الجُــــمــــوعُ عَـــــلـــــى يــَــدَيــــــهِ=
نَبـُّـي اللهِ مَمــْــدوحـــاً صَفـِــــيّــا
تَــــهـــاوى الّشــــركُ والإسْـــــــلامُ يَــــعْـــــلـــو=
وَيَبْنــــي للْدُنــــا أُســـّــاً قـَــــوِيـــّا
فَــــوَّحدَ اُمـّــــةً لـَـــَتكــــونَ مجَـــْــدا=ً
لِكُـــلِّ الــــعالَمينَ هُــــدىً سَنّيا
وَآزَرَهُ أَخـــــــاهُ بِــــــكُــــــــلِّ عَــــــْزمٍ=
وكـــــــانَ لــــــهُ عـَـــــضِيــــــــــداً اَسْبــَـقِــــــــيـــــّا
عَلـــــــــيٌّ أَوّلُ الفـــــــادِيـــــــــنَ نَــــــــفْســـــــاً=
لَـــهُ ضَـحَّى وَلَمْ يَبــْخَــلْ عَطِـــيّا
وَأَوّلُ قـَـــــــْومــــــــهِ إسـْــــــــــلامَ صِــــــــــدقٍ=
وَآمَـــنَ فــيهِ وَهــوَ فَــتًى صَبـِـــيّا
فَــــــــأَرْدى بَسْيفــــــهِ الأَبْـــطـــــالَ طُــــــــرّاً=
وَأَدَّب كُلَّ مَـنْ أَضْحـى شَــقِـــيّـا
وَجَــنْدَلَ مَرْحَـــــــب الأَبْـــــــــطالِ شَــــــــــرّا=ً
وأَرْدى بالفَـــــقـــارِ الــــعـامــِر يّــا
وُكــــلُّ عِبـــــادَةِ الثَـــــقَـــــــــلينِ كـــــانَـــــــتْ=
تُــعادِلُ مـــــا أَجــــادَ بِــهِ عَـلـِـــيّـا
لَــــقَـــدْ أَعْــــلَنْــــتَ ثُـــــمَّ نَــــصَحْــــتَ حَتّـــى=
بكَــــيْتَ عَلَــيْهُــمُ حـُـــزْناً حَنـِــيّـا
رَؤوفًا يــــــاِلقـَــــــلْبِكَ مِنْ رَحِيـــــــمٍ=
بشِــــيــراً مــُـــنْـــِذراً فَـــذّاً سَـِعــيّــا
وَجـَــــــــلَّ الله أْكــــرَمهُ ِبمَــــــــــدحٍ=
عَلى خـُــلُقٍ عَظـــــــيمٍ مَـقْدِسـِــيّـا
وفي يــَــــــومِ الــــغَـــــديرِ خَطَبْتَ فِيـــهِـــــــمْ=
تُنــــــــــادي أُمّــــَتي للّحقَّ هَــــيّـَا
فَـــاِنَّ الوَحـْـــيَ جِــــبْريــــلٌ حَبيبي=
أَتـــــــى مِــــنْ رَبــّــهِ وَسَعى اِلَـــَّيـا
أَلا بَـــــلــِّـــغْ حَبـــــيبَ اللهِ أَمْـراً=
مِنَ الحَقِّ الُعلا مـــــادُمْتَ حَيَّــا
وَصِيـّـــكَ بَـلْ خَلِيــــــفَــــــتــــــهُ عَلَيْــــــهِـــــم=ْ
عَلـــــٌّي النـــُــــورِ نـَـــصَّبهُ وَصـِـــــَّيـا
فَاِنْ بَــــــلــَّغْــتَ قَـــدْ أكْمـــلْـــتَ دِيــــنــــــــــاً=
يكُــــنْ شَــَرفـــاً وَمَجــْــداً دائِـــمِيَّا
إِذا لا لَــمْ تُــــــــبَلّـــــغْ أَمـْـــــــــرَ رَبـــِّـــــــــي=
كــأَنــَّــكَ لَـــمْ تُبـَــــّــلِغْ أَيَّ َشَيــَّـــا
فـَـــــــيا رَبّي لَقـَـدْ بَـــــــــلّــــغْتُ فَاشْــــهَــــــدْ=
أَمـــــامَ النّــــاسِ رافِــُعهـا يـَـــدَيـَّــا
فَهــــذا اليــُــوم مَـــــــْولى كُـــــلِّ مَـــــولـــــى=
عَلـــٌّـي فَــهْــــــوَ مِنّـــي بَــلْ وَلـِـــَّيـا
وَتــــــــــارُكُ فِيكُـــــــمُ الثَــــقـَـــلَيْـــــــــنِ عِــــــــزّا=ً
كتــــــابُ اللهِ فَهْــــوَ لـَــكُــــــمْ نجَـــِـيَّــــــــــــا
وَعِتْـــرتَــــــي أَهْلُ بَيْـــــــتي لَـــــنْ تَـِضلّــــــوا=
إِذا بِهِـــما تَمــــَّـسكـْــــتُمْ جَــــِــليـَّـا
صَـــــــــــلاةُ الله تـــــــْتلى كُلَّ يَــوْمٍ=
عَلى الهــــادي وَعِــتْرتـِــــــهِ سَـوِيّـَا
نَعــَـــمْ وَاهْتّــزَ عَــرْشُ الله لَــــَّمـــــــا=
رَحَلْـتَ إِلَـــــيهِ يـــا أَسْمــى نَبـِــــيَّـا
وَقُـــــلْـــتَ الله قــــد صلـــّـى عــَــــــــلَينـــــــــــا=
فـَـــطــُــوبى لِلَّذي صَــلـّـى عَلَــــيّــَا
وَأَنْـــتَ مُـــــخـَّـــلَــــــدٌ مـــازِلْـــــتَ حَــــــــيّـــــــــا=ً
أَبـــا الَّــزهْــراءِ أَنْتَ لَــنـــا حَمـِــيَّـا
شَـــــــفِيـــعــــاً عِنْــــدَ رَبِّــــــكَ يــــــــا روؤفـــــــــــا=
وَقَـــــْد فـــاَرقـْـتَــنا غَضِـــباً شَجِـــيَّــا
لِــــمــــا فَـــــعَـــــــلـــــوا وَراَءكَ يــــــا حَسِيـــبـــــــاً=
وَقَدْ غَـصَبــــــوا الإِمـــامَــــــةَ يا تـَـــــــقِــــيَّــــــــا
وَمــــافـَــعَــــلـــوا بِــعـــتْـــرتـِــكَ النَــــجــابـــــــــى=
واِنَّ لِـــكَــرْبــَــــلاءَ دَمــــاً نـَــــدِيـَّــا
كَــتَبْــتُ قَــــصــــيَدتي لــكَ يــــا شَـــــفيـــعي=
فَـــــهَلْ اَحْضـــى ِبمــــا قَــــــدُّمْــتُ َشَيَّـــــــــــــــا
فَلَـــوْ وَزِنــــوا الصَــــــلاةَ عَليـــــكَ وَزْنــــــــــــاً=
بميـــزانٍ طَــوَت لــلأَ رضِ طَـــــيَّــا
لِترْجحَ كــَـــفــَّـــةُ الميزانِ ثُــقــْــــلاً=
بِيــــــومٍ أَنْتَ فـــــيهِ لَنــــا نَــــجـِيَّـــا
الشاعر نزار الفرج-القصيدة الخاصه الديوان