|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 73714
|
الإنتساب : Aug 2012
|
المشاركات : 12
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
المجالس الحُسينية شعيرة دينية أم عادة روتينية ؟
بتاريخ : 16-11-2012 الساعة : 02:53 PM
عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) أنه قال لفضل بن يسار: (تجلسون وتتحدثون؟ فقال: نعم، فقال: إن تلك المجالس أحبها الله، فرحم الله من أحيا أمرنا؛ فإن من جلس مجلساً يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب) .
إن المجالس الحُسينية من أعظم المجالس درجة عند الله سبحانه، وعادة إقامة المجالس على الحُسين كانت منذ عهد النبي (ص) حين أتى جبرئيل بتراب كربلاء، فبكى النبي على الحُسين لأنه علم أن ولده وريحانته سيقتل وحيداً في كربلاء، وهذه الشعيرة بقيت خالدة إلى يومنا هذا، تجدد عام بعد عام.
ولكن يبقى السؤال!
مافائدة تلك المجالس؟
للأسف إن البعض يعتقد أن المجالس تقتصر فقط على البكاء على رجل قد استشهد منذ ١٤٠٠ سنة، ثم قليلاً من اللطم، ثم العشاء!، نعم هذا مايعتقده البعض وللأسف، وأولئك لا لوم عليهم ، لأن كل اللوم يقع على الخطيب الذي يعتلي المنبر، يكرر القصة والخطبة عن استشتهاد الحُسين عليه السلام دون أن يستخلص الفائدة المعنوية والفكرية؟ .
إن الإستفادة من مجالس عاشوراء هي الأهم من أن يحضر الشخص إلى المجلس، فشهر محرم سيقبل علينا بعد أيام، فلا نجعل منه مجرد عادة روتينية سنوية، بل فلنحي محرم بالشعائر المعنوية والفكرية، ولنستخلص منها الشجاعة والإرادة والثورة الحُسينية، فأين نحن من المشروع الحُسيني؟ ، ولماذا لانستخلص من ثورة الحُسين ما نحن بحاجة إليه في هذا الزمن ؟ ، فالحُسين هو المؤسِسة الأولى لحركة الإصلاح، وثورته حبست قيم الإسلام حقيقي، وبنهضته طُمست رموز الباطل والضلال، وبسيرته قُهر العدو، هذا هو الحُسين الذي نأخذ منه قيمنا.
ولنجعل من مجالس عاشوراء محطات للشحن الروحي والمعنوي في العلاقة مع الله والحُسين عليه السلام، ونتمنى من الخطباء حفظهم الله تجسيد الحقيقة الحُسينية للمستمع، فلا يجب أن ننظر للسيرة الحُسينية وكأنها قضية تأريخية قد إحتسبت، بل يجب أن ننظر إليها عند المدى البعيد، وتجسيد هذه القضية، لأن قضية الحُسين ليست قضية دينية وسياسية فقط، بل قضية إنسانية.
فالدماء لم تجفّ، ونهضته لم تطمس، لذا أرجو من شيعة أمير المؤمنين إحياء هذا الشهر من محرم بطريقة فكرية، وبنهضة إصلاحية، وإرجوا من الخطباء أن يجسدوا تلك الواقعة الفكرية للجمهور، وأن يبنوا لهم الفكر النهضوي، ولانجعلهم يعتقدون طوال الوقت أن تلك القضية مجرد ملحمة حدثت فأوجبت على المشاعر البكاء ثم بعد دقائق من إنتهاء المجلس ينتهي الحزن! .
بقلم محمد سلمان الميل
|
|
|
|
|