عــــلى الضمــــير أعلنتُ حربي
إمــــــــــا أُحييهِ أو يحييـــــني
ماحــــــــــــياةٌ خلقها الله أعني
حيـــــــاةُ استفاقةُ عقلي وديني
وإحيــــــــــاءُ قلبٍ أدمتهُ جراحٌ
بفـعلِ السنينِ وفعلِ الشياطينِ
وســــــالت على الأرضِ دمعاتٌ
أبــــــــــــحُر ندمٍ ممزوجٍ بأنينِ
وقــنوطٍ من العلنِ على الأَعتابِ
يدحــضهُ الأملُ بين الحـــينِ والحينِ
مـــــــاذنبُ الضمير إذن ماذنبُ
الــــهوى والنفسُ فهم مساكينِ
ما ذنـــــــــــــبُ الخطيئة حين
ســـــَـــحَقَتْ أَفـــــئدةً من طينِ
ما ذنـــــــــبُ شيطانٍ وَسوسَ
وقَطَّــــــــــعتْ أَنيـابُهُ شراييني
ما ذنـــــــــبي ربما أَسألُ ذاتَ يومٍ
مـــــــتناسياً ما جَنَتْ يميني
أَنا مَـــــــــــنْ لُطِّخَتْ يداهُ بدمِ
الفــــضيلةِ وكنتُ جَزاُرها لِسنينِ
ضمــــــــيٌر ميتٌ سَحقتُكَ يوماً
يا تــــــــــوبةُ هَلمي فاسحقيني
لعبــــــــــــةٌ بيدِ الزمانِ كنتُ
أُنادي جهـــــــــنَّـــمَ أَنْ أَغيثيني
ســـأَصرخُ على الكلماتِ حسرةً
أَلاْ هــــــــــيَّا احضري وانقذيني
جـرحٌ الحـــــــروفِ ما زالَ نازفاً
والقــــوافي تُعذِّبُني وتُشقيني
تحبســـني بأُفقٍ بالمساحةِ ضيقُّ
وتَسألني الخوضَ بِكلِّ المضامينِ
صــــــراعُ الحروفِ ليسَ بعادلٍ
مـــــــهما اجتهدتُ فسِرُّها مَكينِ
تــــــــــدورُ بدوامتِها بلا وعيٍ
تـــُــذبحُ الكلماتُ للبلاغةِ قرابينِ
تفــــعيلاتٌ تُقَيدُ مِعصمَ الفكرِ
وقــــوافٍ تَشطرُ الفؤادَ شطرينِ
ســـــأَتحرُر من تفعيلاتِكِ عنوةً
فما زال في سطوري بعضُ حنينِ
ومــــا زال القلبُ يضجُّ بالهمومِ
ومَنْ للهمومِ مِنْ مُتَحَمِّلٍ يواسيني
دعــوةُ المجروحِ أَنْ يُشفى جرحهُ
وجـُـــــرحي يسأَلُ أَلا مَنْ يُدميني
دعـــــوا قلبي للجراحاتِ تُعذبهُ
مـــــا استفاقَ جُرحٌ إِلا بالأَنينِ
دمــعاتي تغلي كأَنها حــــممٌ
وصارتْ العين حُبلى كـالبراكينِ
ألا يـــــــا دموعَ الندمِ لا تَجفّي
جـفافُكِ يعني طعنا بالسكاكينِ
حـرارتُك أَحرقت المآقي والجفونِ
ولــــــــم تُحرِقَ ذنوبيَ الملايينِ
دمــــــــعُكِ الجاري نَبعٌ معينِ
يـــَـــطهُرُ الفؤادُ بالدمعِ المعينِ
وِلَدَتْ كلماتي مِنْ رحِمِ تعاســةٍ
فــــكيف تُراهُ يكونُ نوع الجنينِ
وكــــــيف يكونُ شكلهُ سوى
أَلـــــــــــــــمٍ وهمٍ ودمعٍ حزينِ
قد لبـــــِـسَ البياضَ حين مولده
ويـــــــــــلبَسُه حتماً وهو دفينِ
مقــــبرةُ الكلماتِ وجدانٌ يَقِظٌ
قــــــبرها يُزار وتعطره اَلرياحينِ
إن ذُكَر اَلشـــموخُ فهي شامخةٌ
تبني عروشاً وتعصفُ سلاطينِ
وهـــــــــا أَنذا أَبحثُ دونَ كللٍ
عن مفردةٍ يليقُ ذِكرُها بالدواوين
عـــــن وصــــــفٍ للواعجٍ أَلَمَّت
بفؤادٍ حبـــــَسَهُ الندمُ كالسجين
فيـــــــــــا أيها الظالمُ لنفسهِ
لا تـــتباطىءْ والحقْ بركبِ التائبينِ
وأدركْ طـــــــوقَ النجاةِ قبلَ أن
تـغرقَ ببحٍرصنعَتْهُ دموعُ الآيسينِ
فالموت طريقٌ لابدَّ نسلكهُ
والخــــلدُ في الدنيا حُلُمُ مجانينِ
والأمل بالله لم يزلْ قائماً
لاتيأَسُ من رحمتهِ كاَلخاســـــرينِ