يتردد الكثير من الأولياء في استعمال اللهاية، لكنهم مخطئون في ذلك، وفق المختصة النفسانية ايفون كوانسون.
يقال إن اللهاية تساعد الرضيع على الهدوء، كما أنها تخفف آلام البطن، فهل هذا صحيح؟
تعرف هذه القطعة المصنوعة من السيليكون والتي نسميها لهاية، نجاحا منقطع النظير، فرغم الجدل الذي يثار حول استعمالها، تعد أحد أهم مستلزمات الرضيع التي لا تفارقه أبدا اليوم.
ويقول البعض انها قطعة متسخة، وأنها تشوه الفكين، وتعيق تطور اللغة عند الطفل من دون أن ننسى عبارات الأسف التي يطلقها الآباء وهم يرونها لصيقة بطفلهم حتى أثناء التقاط صورة له، لكن الأسوأ هو كيفية التخلص من اللهاية بعد أن يرتبط بها الولد، فهل نحرمه منها منذ البداية أم ما العمل؟
تجيب ايفون كوانسون وهي عضو جمعية المختصين النفسانيين عن عدد من الأسئلة التي يطرحها الآباء حول اللهاية.
مصدر راحة
تقول ايفون كوانسون «اللهاية هي قبل كل شيء مصدر راحة بالنسبة للطفل، وهي وسيلة تساعده على الاستقلال بنفسه». رسالة هذه المختصة النفسية واضحة جدا وتختصر في جملة واحدة ألا وهي «لا تحرموا طفلكم من اللهاية».
وتضيف المتحدثة ذاتها «لا تعيق اللهاية تطور اللغة عند الأطفال، وما على الأم او الأب سوى تنبيهه إلى أن كلامه غير مفهوم، لأن هناك شيئا ما في فمه ويمكن إجراء تجربة معه ووضع قلم في الفم ليكتشف ما إذا كان في إمكانه التكلم أو لا».
وعما يقال بشأن الأوساخ والبكتيريا التي تلتصق باللهاية تقول ايفون كوانسون «ليست اللهاية بدرجة اتساخ يدي الطفل او لعبه»، أما القول بأن اللهاية تشوه الفكين، فهذا أمر خاطئ تماما، لأن المذنب في هذا هو إبهام الطفل الذي يضغط على الأسنان وهو التشوه الذي يتضح عند المراهقة.
لماذا يحتاجها الطفل؟
يستجيب فعل المص للحاجة الفيزيولوجية للرضيع، لأنه يمنحه الراحة بفضل هرمون النوم (اوندومورفين) الذي يفرزه، وتتجاوز حاجة المص الزمن المحدد للرضاعة من الثدي او زجاجة الرضاعة، لهذا لا يجب أبدا أن نرفض لحظات الراحة والمتعة التي تمنحها له اللهاية.
ويمكن لعملية المص ليس فقط أن تخفف آلام البطن، ولكن أيضا منح فرصة راحة للآباء من البكاء المتواصل للأطفال «إذا ما كان الآباء منزعجين، لا يشعر الولد بالراحة ولا يهدأ أبدا بين ذراعي أب أو أم عصبيين».
وأما عن أفضل وقت لاستعمال اللهاية، فتقول ايفون كوانسون «إن انسب وقت لاستعمالها هو أثناء انتظاره لزجاجة الحليب».
هل لاستعمالها حدود؟
أفضل استعمال للّهاية هو ذلك الذي لا يمنع الطفل من التفاعل مع الغير «حين يبلغ الطفل سنة واحدة يبدأ بمفرده في إدارة حاجاته، فإذا كان يلجأ إلى اللهاية حين يغضب فهذا أمر جيد».
وتقول المختصة النفسية ذاتها «تتحول اللهاية إلى مشكلة، حين يعني اللجوء إليها الصمت أو مطالبة الطفل بالسكوت. هذا السلوك قد يدفع الطفل إلى الانعزال، لكن لا يجب أن نهول الأمر، بل الاستماع أكثر فأكثر للطفل».
في أي عمر تتحول إلى مشكلة؟
إذا بلغ الطفل عمر السادسة وحاجته لاستعمال اللهاية على حالها، على الأم أن تستمر في إعطائها له، وتقول ايفون كوانسون «هل تعرفون أن هناك مراهقين لا يزالون يستعملون اللهاية؟»، إذن لا تهلعوا «عليكم أن ترافقوا الطفل في استعمال اللهاية، لكن دون أن تفرضوا عليه التوقف، لأن المدرسة ستساعده لاحقا في تجاوز هذه المرحلة من حياته».