201 - ابن العراق _85 (الموقع الخاص): وردت أحاديث عن أهل البيت عليهم الصلاة والسلام حول دخول السفياني للعراق، وما سيفعله من قتل واغتصاب وترويع، والسؤال هل ذكر أهل البيت عليهم السلام لهذه الأمور هو لتأكيد وحتمية ما سيجري ولا مفر منه؟ أم لتحذيرنا وتوجيهنا للطريق الصحيح، وتفويت الفرصه على السفياني ومن يريد الشر بالعراق وأهله؟؟
واذا كان الاحتمال الثاني هو الاحتمال المنطقي والواقعي ما دورنا، ونحن نعيش وللاسف من خذلان من قبل من بيدهم السلطه مع علمهم بالأحداث؟
الجواب: مما لا شك فيه أن هناك كم كبير في الروايات تتحدث عن أعمال السفياني عليه لعائن الله، ومع التأكيد على أن كثيراً مما يوجد في ثقافة عامة الناس هي روايات عامية وإن وجدت في كتب الشيعة ومحلليهم أو ساردي العلامات منهم، إلا أن مرجعها هو كتب العامة، والمؤكد أن روايات السفياني في كتب العامة اتخذت طريق التهويل لما سيفعل، وكثير منها حوله إلى رجل كالسوبرمان في طاقاته أو كأنه رجل ذو قدرات سحرية، والحال أن واقع الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام تخلو من كثير من هذا التهويل.
كما وأن من المؤكد أن أعمال السفياني غير محتومة وليست قدراً منزّلاً، بالرغم من أنه هو بنفسه من المحتوم الذي لا يتخلف، وما من ريب في أن حديث أهل البيت صلوات الله عليهم عن جرائمه يأتي في إطار منهج نجده في كل علامات الظهور، فهذه العلامات إنما جاءت فلكي تحصّن القواعد المنتظرة وتنبههم وتوجههم وتحميهم من المخاطر التي تحدق بهم، وفي نفس الوقت تحملهم المسؤولية للتعامل مع استحقاقات جادة ستطالهم، فإن استعدوا لها سقطت أو خفّت تلك الاستحقاقات والعكس بالعكس، وفي الوقت الذي نلاحظ ان منهج أهل البيت صلوات الله عليهم لم يسلك سبيل التهويل من مخاطر هذا الخبيث، إلا أنه في نفس الوقت وضع سبلاً للوقاية من شروره، فحديث الإمام الصادق عليه السلام في التأكيد على ضرورة تجنب الرجال مواجهة الزخم السفياني، وتأكيده على أنه لن يتعرض للنساء، وتأكيده على أن من يعبر الفرات من جهة النجف فهو آمن، كل هذه تأتي للتأكيد على سبل الوقاية هذه، وهذه السبل لا تدعو إلى الفرار من أرض المعركة، وإنما تتوخى أن يتفرغ الجهد لجيش النصرة اليماني الذي سيتكفل بهزيمة جيش السفياني بمعية جيش الخراساني، ولهذا تستخدم الأسلوب العسكري الحكيم وهو أن لا يتم مهاجمة العدو أثناء تحشّد قوته العسكرية، والاستعاضة عن ذلك بالتحشّد إلى جانب النيران الصديقة والموالية، ومن ثم مهاجمة السفياني في حال انسحابه حيث سيكون فاقداً للقدرة على التمركز، وستكون له ذيول كبيرة ممتدة مما يسهل على أي قوة تهاجمه او تلاحقه أن تصيب منه مقتلاً.
أما الدور المطلوب حالياً، فهو الاستعداد لمواجهة أقسى الاحتمالات، والارتقاء بحمل الهمّ العقائدي وبكل الاتجاهات إلى المستوى الذي يليق بمقام المنتظَر صلوات الله عليه بالنسبة للمنتظِر، فإن كان هذا الزمن هو زمان السفياني، فإن المستعد لن يجد في السفياني ذلك الغول الهائل الذي يحاول البعض أن يظهر ابن آكلة الأكباد هذا، وبالتالي سيعطيه هذا الاستعداد الكثير من الامكانات التي يحتاجها في عملية المواجهة والتصدي، وإن لم يك هذا الزمان هو زمان هذا الخبيث فما أحوجنا للإستعداد، وزماننا فيه الكثير من الأعداء الذين يخوضون ضد التشيع حرب استئصال، وما أمسّ حاجتنا لتطبيق المبدأ القرآني في شأن ترهيب عدو الله والمشار إليه في الآية الكريمة: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم}[1] فهذا المبدأ هو الذي يضعف همم النواصب والتكفيريين، ويجعلهم يحسبون لمهام الصدام مع شيعة أهل البيت عليهم السلام حسابات جدية.
وعليه فإن الاستعداد في نظري مطلوب على أي حال، ولا ضرر من ورائه أبداً، على أن هذا النمط من الاستعداد يجب أن يقترن بوعي المرحلة واستحقاقاتها، وينسجم مع التكليفات العامة الملقاة على المؤمنين في زمن الغيبة، ويتم وفق مبدأ نصرة الإمام صلوات الله عليه والاخلاص إليه والذود عنه وعن شيعته واعوانه والتمهيد له رزقنا الله وإياكم كرامة كل ذلك.
202 - أبو هادي العاملي ـ لبنان (الفيسبوك): برأيكم هل السفياني رمز لقوى شريرة، تنطوي تحته دول وأحزاب وجماعات؟ أم هو شخص عادي كاليماني والخراساني وشعيب بن صالح؟ طبعاً مع إختلاف المباديء والعقائد؟
الجواب: بل هو شخص يبتدأ دوره في حركة العلامات من النفوذ إلى الشام من درعا حيث الوادي اليابس، ويستقبل من قبل قيادات عسكرية وسياسية موالية له بالأصل، وسرعان ما يدخل في صراع مع الأبقع فينتهي منه، ثم في صراع مع الأصهب فيقتله ويجمع له الكور الخمسة وهي المناطق التي تفككت عن حكم الشام، فينتهي إليه ملك الشام، في ظرف تكون الوضاع الدولية مثخنة بمرحلة الحرب العالمية وما يتداعى من بعدها، فيتحول إلى قوة اقليمية سرعان ما يهزم تركيا وحلفائها من بني قيس في معركة قرقيسياء في دير الزور إلى بقية المسارات التي ساقتها الروايات الشريفة، والحديث عن تحويل الأشخاص إلى ظواهر أكبر من كونها مجرد حركة أشخاص كما هو الحال في حديث البعض عن الشيصباني وتحويله إلى ظاهرة، وهكذا الأمر بالنسبة للسفياني، يفتقر إلى الدليل النقلي بالرغم من أن عدداً من الكتّاب اتجهوا إلى ذلك، ولكنها بالتالي مجرد ظنون لا يمكن التعويل عليها، فالقدر المتيقن أن الروايات تحدثت عن أشخاص بعينهم، وحرف الأمور عن الشخص إلى الظاهرة تحتاج إلى قرينة تساعد على ذلك، ولم أجد بمقدار جهدي واطلاعي أي قرينة يمكن الركون إليها في هذا المجال.
203 - علي (الموقع الخاص): ماهي أسباب الحرب العالمية (هرج الروم ) وما الذي يحدث قبلها؟
الجواب: الروايات الشريفة ساكتة عن أسباب ذلك، ولكنها تأتي وسط جو مشحون من الأحداث الكبيرة التي تعصف بالمنطقة العربية وتحديداً سوريا، ولا يستبعد أن تكون لأحداث سوريا دخالة ما فيها، أما الأحداث السابقة لها فأبرزها كما في وصف مجموع الروايات المعتمدة في هذا المجال الاختلاف في بلاد العرب ثم الفتنة في الشام واحتدام القتال فيها بين جيشين، ثم الضربة النووية في الشام، ثم دخول الرايات الصفر من مغرب الشام، ثم دخول أسلحة قاذفة للهب في الشام يكون لها وقع خاص في موازين المنطقة، ويتزامن كل ذلك باحداث تؤدي للفتح والرحمة بالنسبة للمؤمنين وإنكفاء لصولة الكافرين فيها وتنجر بها هذه الإنكفاءة إلى هلاك 100 ألف منهم، ثم زلزال مدمر في الشام يمتد من الجابية إلى حرستا وهذه في مركز دمشق، ثم الانفصال الكردي من جهة تركيا، ثم يحصل الهرج بين الروم.
204 - أبو فداء الهاشمي (الفيسبوك): ماهي المده الزمنية بين اليماني الموعود والسفياني الملعون؟
الجواب: من حيث الأصل فإن الرواية تشير إلى أن السفياني واليماني والخراساني يخرجون في عام واحد، في شهر واحد، في يوم واحد، ولكن هذه الرواية لم تحدد أي نوع من هذا الخروج، بمعنى أنها وإن تحدثت عن موعد واحد، ولكنها أبهمت نقطة الخروج، فهل هي اليوم الأول لخروج السفياني؟ أم انها اليوم الأول من انتهاء معركته للإستيلاء على الكور الخمسة؟ أم أنها يوم الخروج إلى قرقيسياء؟ أم أنها متعلقة بيوم حركة الخبيث باتجاه العراق؟ وما نستظهره أن المراد به هو يوم الخروج إلى العراق، لأنه اليوم الذي سيشعر به الخراساني باختلال الأمن الأقليمي لدولته، وهو نفس اليوم الذي سيشعر اليماني فيه بضرورة المواجهة مع السفياني، وذلك لأنه قبل ذلك لن يشكل خطراً على الطرفين النقيضين، ففي أول معاركه منذ دخوله من الوادي اليابس ستكون كل همومه محصورة في كيفية التخلص من الأبقع، وهو بالتالي طوال فترة معاركه مع الأبقع ثم مع الأصهب وتخلصه منهما بالتتابع هو مجرد راية محلية لا يوجد فيها بعد اقليمي، ولكن تحريره للكور الخمسة واستيلائه عليها سيحوّله إلى حاكم كل سوريا، وحتى حينما تنتهي فترة الاستيلاء هذه والتي تستمر لمدة ستة أشهر سيبقى الجزء الشرقي من سوريا محتلاً يومئذ من قبل الأتراك وهو موطناً وملاذاً لأعدائه ممن يلتحق ببني قيس، ولذلك فإن معركة قرقيسياء لن تشكل ذلك الهاجس الكبير لدى اليماني والخراساني لأن المعركة لا زالت معركة داخلية وهي معركة تصفية جيب محلي بالاضافة إلى كونها معركة تحرير الأراضي السورية من الاحتلال التركي، مما لا يستدعي تحركهما، ولكن من الواضح أن عزمه على اقتحام الحدود العراقية وبالتالي اقدامه على ذلك سيؤدي إلى تحرك سريع من قبل الخراساني وتبتدأ عملية فرسي الرهان بينه وبين الخراساني كل من حدود العراق هذا من الحدود الغربية عند نقطة ألبو كمال، وذاك من الحدود الشرقية من محافظة الكوت من محل قرية تاريخية كانت تسمى بسمرقند يومذاك، في وقت يكون اليماني مشغولاً بجمع قواته في جنوب ووسط العراق، والذي لن يشرع بعملية سباق الرهان بينه وبين السفياني إلا من خروج السفياني من بغداد إلى الكوفة، ولذلك ترى السفياني وفقاً للرواية يسبق الجميع، لأن الخراساني سيتقدم باتجاه بغداد من الكوت، ولكنه يفاجئ بأن السفياني يتجه من بغداد إلى النجف الأشرف، مما يبتدأ رحلة سباق الرهان بينه وبين اليماني من تلك المناطق باتجاه الكوفة، والصورة الماثلة أمام العين هي أن يكون تقدم الخراساني إلى الكوفة عبر طريق النعمانية ـ الديوانية، وينتهي إلى لقائه باليماني عند حدود الديوانية من جهة غماس والشامية المواجهة لمنطقة القادسية النجفية وهي آخر نقطة يصلها السفياني في زحفه في العمق العراقي.
ونستفيد من كل ذلك أن الخروج وهو إعلان التحرك سيكون مرتبطاً بحركة السفياني من جهة قرقيسياء باتجاه العراق، مما يعني أن المدة بين أول خروجه في الوادي اليابس وبين أول خروج الرايتين الهاديتين يقرب من سبعة إلى ثمانية أشهر، والصدام المنتظر بين الطراف في شمال بابل وجنوب بغداد إبان انسحاب الخبيث من النجف سيكون في الفترة الفاصلة ما بين اقتحامه العراق وبين انسحابه من الكوفة والتي نتوقع أن تكون قرابة أربعة أشهر تزداد قليلاً أو تقل بمثلها. والله العالم.
السلام عليكم ، مسئلة تفسير الخروج للسفياني واليماني والخرساني والتي ذكرة بانها في سنة وشهر ويوم واحد ، تحتاج الى بحث وانتباه اكثر
لان هناك لعله احتمالين في التفسير ، الاول يقصد به بداية خروج السفياني من الوادي اليابس في شهر رجب ، وهذا وحسب مما فهمت من اجابات الشيخ الصغير لعله احد الاحتمالات لتفسير خروج البقية ، اي اليماني والخرساني في نفس السنة والشهر واليوم ،
والاحتمال الاخر ان هذا الوصف في تزامن خروج الثلاثة يبداء مع مرحلة توجه السفياني للعراق ، اي التي وصفها ال البيت بالسباق كفرسي الرهان
واي واحدة كانت الارجح في التفسير فهي مهمة لانها تعطي تفسير في تحرك بقية الرايات ، ولهذا تحتاج المسألة الى مزيد بحث وتدقيق ، وشكرا
205 - مهند البصري ـ وآخرون (الموقع الخاص): الانفجار أو الضربة الاسرائيلية على سوريا لم تقتل أو تبكم أو تصم أعداداً هائلة (70000) كما ذكرت الروايات الشريفة.. ما هو تفسيركم المبارك لهذا الامر؟
الجواب: وردت هذه الأرقام بسياقين فمرة ذكر رقم (100000) من الكافرين، وأخرى ذكر الرقم بالطريقة التي ذكرتم ولكن يضاف لها أن ما يفتق من الأبكار أي ما يتم اغتصابه من النساء البواكر هو أيضاً سبعون ألفاً، والسياق الأول هو رواية أمير المؤمنين عليه السلام في اختلاف الرمحين، ومعها عدد من الروايات العامية الواردة على لسان رسول الله صلوات الله عليه وآله أو بآثار من صحابته، أما السياق الثاني فهي رواية عامية عن الرسول الأكرم صلوات الله عليه وآله، وهي بالمحصلة تتفق مع السياق الأول، وفي قصة الأرقام التي ترد في النصوص يجب أن نراعي التالي:
أولاً: هناك أرقام تذكر للكناية عن ضخامة العدد، ولا تعبّر بالضرورة عن أن المقصود هو العدد بكامله بحيث لا ينقص منه ولا يزيد عنه شيء، ونطلق عليها أرقام المكاثرة أو المبالغة، وأرقام السبعون ألفاً والمائة ألف وأمثالها هي من هذا النمط في الغالب، ومثلها السبعون والمائة والألف في بعض الأحيان.
ثانياً: هناك الأرقام التي تذكرها الروايات وتريد بها الدقة كما ذكرتها الرواية كما هو الحال في رقم 313 بالنسبة لأصحاب القائم صلوات الله عليه.
ومما لا شك فيه أن الرقم المذكور في روايات الرجفة أو الهدة أو الصوت تدخل في النمط الأول من هذه الأرقام، ولهذا هي لا تستدعي منا أن نعدّ العدد حتى نصل إلى الرقم المذكور.
يبقى الكلام في كيفية تحقق هذا الرقم، إذ من الواضح أن أرقاماً من هذا القبيل تحتاج إلى أحداث ضخمة تستوعب حصول ذلك، وهنا علينا أن نتابع هذه الأرقام تارة من حيث المحيط الجغرافي الذي يستوعب هذا الرقم، فلو قدّر اننا سمعنا في رواية الشهداء الذين يحشرون من جامع براثا إلى الجنة بغير حساب، فأول ما يجب أن يتبادر إلينا هو كيف سيستوعب جامع براثا مثل هذا الرقم؟ وهنا إما أن نطرح الرواية أو نتحدث عن سلسلة من الأحداث تؤدي إلى تكون وتراكم هذا الحدث، وأخرى من حيث طبيعة الحديث وقابلياته لكي تصل الأمور إلى مثل هذا الرقم، كما هو الحال في الخسف بالبيداء، فحدث الخسف بطبيعته يمكن أن يستوعب الأرقام التي ذكرت بخسف بيداء المدينة المنورة بجيش السفياني، لأن الزلازل يمكن لها أن تقتل ثلاثة أو أربعة آلاف كما هو حديث الروايات في هذا المجال، ولكن لو تحدثت الروايات هنا عن مائة ألف من القتلى فإننا عندئذ يجب أن نتصور زلزالاً خارقاً للعادة في كل المعايير الجغرافية لأن الغالبية العظمى من قتلى الزلازل إنما يكونون بسبب تساقط الأبنية عليهم أو سقوطهم منها وما شابه ذلك، والحديث عن زلزال في صحراء لا يمكن أن يستوعب هذا الرقم، ولهذا علينا ان نتصور نمطاً آخر من أنماط القتل للوصول إلى هذا الرقم كأن يكون المراد عندئذ باستخدام أسلحة الدمار الشامل وما إلى ذلك.
وعليه فإن الحديث الوارد في روايات الضربة النووية حينما يستوعب هذه الأرقام الكبيرة فإن علينا أن نتصور أحد أمرين: إما أن يكون حدث الضربة هو الذي ينتج هذا الرقم بشكل فوري، عندئذ سيكون علينا أن نتوقع قنبلة نووية على شاكلة ما جرى في هيروشيما ونكازاكي ولكن يجب أن تكون أكبر من تلك القنبلة بعدة أضعاف، لأن دمشق المتضررة بذلك فيها تضاريس جبلية مما يجعل مصدات الإشعاع النووي وعصفه كثيرة جداً مما يقلل من حجم الأضرار وهو الأمر الذي شهدناه في اليابان لأن هيروشيما كانت خسائرها أكبر من خسائر نكازاكي والسبب يعود إلى الطبيعة التضاريسية المتفاوتة بين المدينتين مما جعل هيروشيما ذات الأراضي المنبسطة تتحمل خسائر أكبر بكثير من نازاكي ذات الأراضي الهضابية، مع أن القنبلة التي استهدفتهما هي من نمط واحد، وفي الخزانات التسليحية العالمية اليوم ما يسمح بوجود ضخامة اكبر وأضر من قنبلتي الحرب العالمية الثانية، ومع هذا التصور يجب أن نلحظ في الرواية الواردة أنها تتحدث عن حادثة بعينها دون ربطها بامتدادات لا تنسجم مع تداعيات ضربة من هذا القبيل.
وإما أن يكون حدث الضربة يؤدي إلى سلسلة من الأحداث التي من شأنها أن توصل بطريقة تراكمية إلى هذا الرقم، وهذا لا يستدعي يوماً واحداً ولا مكاناً واحداً، وإنما يكون حدث الضربة الحد الزمني لبدء العداد الرقمي في هذا المجال، ويتأكد ذلك لو أن الرواية تحدثت عن تداعيات تنسجم مع هذا النمط من التصور ولا تنسجم مع النمط الأول، فعلى سبيل المثال حينما تتحدث الرواية عن فتق سبعين ألفاً من الأبكار، فإن من الطبيعي بمكان أن لا يكون هذا الأمر ناجم مباشرة من حالة التفجير النووي إذ لا علاقة جدية بين ذهاب بكارة النساء نتيجة لحدث من هذا القبيل، ولكن مع افتراض سلسلة لاحقة من الأحداث تؤدي إلى جرائم الاغتصاب وإستباحة الفروج وما إلى ذلك فإن تصور حصول ذلك سيكون طبيعياً، ولكن شريطة أن نشهد ذلك في اماكن عديدة وأزمان عديدة ولكنها كلها ترتبط بحدث الضربة النووية، كأن تكون من تداعياتها الأمنية والاجتماعية.
وحينما نحلل الرواية المقصودة سنجد أن الرواية تتحدث عن هلاك أكثر من مائة ألف، وهذه الضربة أو الرجفة ستكون سبباً للرحمة بالمؤمنين وسبباً في عذاب الكافرين، يعقبها مباشرة نزول أسلحة جديدة متطورة لم يشهدها الناس من قبل، مع دخول أصحاب الرايات الصفر، مما يعني ان رواية الرجفة الدمشقية قد تحدثت بامتدادات متعددة فورية لا يمكنها أن تنسجم مع تصور الضربة النووية على شاكلة ما جرى في هيروشيما ونكازاكي، اذ أن الضربة النووية بطبيعتها لو كانت على شاكلة النمط القديم من أنواعها لما وجدنا أحداً يمكن أن يدخل إلى المنطقة المنكوبة بالإشعاع النووي لفترة زمنية طويلة، مما يدفعنا حكماً إلى الأخذ بالتصور الثاني، وهو أن الأرقام المذكورة هي من النمط التراكمي الذي يتكون بالتدريج ويتواصل مع أماكن متعددة، ولكن بسلسلة مترابطة يكون حدث الرجفة مفصلاً أساسياً فيها، وليس من النمط المباشر الذي يحصل حال وقوع الحدث وفي حدود منطقته دون غيرها.
206 - مازن (تعليقات الموقع الخاص): لقد تطرقتم الى الضربة النووية وقد أكدتم على أن تكون في حرستا ويقتل فيها ١٠٠٠٠٠ ألف، والآن تتكلمون عن قتل عدد يسير، وقد سلّمنا بمبالغة الرواية والآن بدء التحشيد للقتال في سوريا مع بشار .. وقد تطرق جنابكم الكريم في محاضرات سابقة على أن نلتحق بجيش اليماني فما تعليق جنابكم؟ مع العلم ان الذين ذهبوا للدفاع عن مولاتي زينب عليه السلام قاموا بقتال النواصب في القصير أي نصروا بشاراً، ارجو ايضاح الامر لمتابعيكم لأن الأمر اختلط علينا.
الجواب: بالنسبة لموضوع العدد فقد أوضحت في الجواب رقم 205 بما فيه الكفاية، والرواية لا مبالغة فيها حتى تسلّمون بذلك، وإنما الأمر بالطريقة التي اشرت إليها في غير مرة، وهناك خلط بين الضربة النووية وبين الخسف في حرستا، فالخسف لاحق للضربة ، كما هو واضح من الرواية الشريفة.
أما الحديث عن القتال في سوريا، فواهم جداً من يتصوّر أن المعركة الجارية هناك هي معركة مع بشار الأسد أو من اجل بشار الأسد، بل هي أكبر من ذلك بكثير، فهي تتجاوز الأشخاص والأنظمة إلى الإرادات الاستراتيجية الكبرى في كل المنطقة بما فيها العراق، ولو نظرنا إلى الأمر من أكثر من زاوية، فسنجد أن دعم الموقف الذي تقفه سوريا اليوم هو من أولى الأولويات المعاصرة.
فلو نظرنا إلى الأمر من زاوية الحرب على الإرهاب الذي نعاني منه في العراق أشد المعاناة، فإن تدعيم الجبهة السورية ضد الإرهاب التكفيري سيكون واحداً من الأولويات الحاسمة بالنسبة لمن يهمه أمر الحرب على القاعدة في العراق، فالذين يقاتلون هناك هم تكفيريوا الدنيا وأقذر وحوش الأرض، وقد أعلنوا مراراً وتكراراً أن جولتهم القادمة ستكون في العراق لو انتهوا من سوريا، وفي وقت نعرف أن غالبية قياداتهم المعاصرة سبق لها أن قاتلت في العراق، وسبق لقيادتهم الدينية أن أعلنت صراحة حقدهم على كل شيء يتعلق بأوضاعنا في العراق، مما يعني أن انتظارهم لكي يتمّوا أعمالهم هناك، ومن ثم ليتفرغوا لنا سيكون انتظار الحمقى والبلهاء في معركة هي معركة استئصال ومعركة وجود، ومن يعلن بأننا غير معنيين بما يجري هناك، سيكون كالنعامة التي تخفي رأسها حينما ترى العدو، لا بل ستكون النعامة في حال أفضل لأنها حينما تخفي رأسها تريد أن تشبّه نفسها بأنها مجرد شجرة.
ومن الناحية المذهبية بحته، فإن حماية مراقدنا المقدسة هناك واخوتنا من شيعة أهل البيت عليهم السلام، لا يمكن أن تتحقق بمجرد الوقوف لحماية أسوار الصحن الشريف للسيدة الطاهرة عليها السلام، لأن هذا النمط من الحماية من الناحية الأمنية هو نمط شكلي، والحماية الحقيقية هي العمل على منع المخاطر وهي بعيدة، ولا توجد في منطقة في سوريا يحارب بها الإرهاب التكفيري لا علاقة لها بحماية السيدة صلوات الله عليها، بل كل مكان يجب أن يجفف من هؤلاء، لأنهم كالسرطان إن بقي سيستفحل، ولا هم له إلا الوصول إلى مقدساتنا وما جرى في دير الزور من ذبح على الهوية لإخواننا في قرية طحلة شاهد على أن معركة هؤلاء هي ضدنا قبل أن تكون أي شيء آخر.
وعليه فإن القتال ضد النواصب لا حد له ولا مكان له، طالما هم مارسوا قتلنا في كل الأماكن، وأعلنوا بملء الفم وبصراخ عمّ الأسماع أن حربهم الأساسية ضد شيعة أهل البيت عليهم السلام دون استثناء، فبقروا بطون النساء، وذبحّوا الرجال الكبار والشباب، وقطّعوا الأوصال، واغتصبوا الأعراص المحرمة، وانتهشوا الطفولة البريئة، وهدّموا دور العبادة والمقامات المقدّسة، ولم يدعو للشيعة محفلاً استطاعوا تفجيره ولم يفعلوا، سيّان في ذلك الأعراس والمآتم، الحسينيات والجوامع، المدارس والأسواق، الملاعب والمقاهي، الأفراد والجماعات، وما جرى في مصر وفي لبنان وفي سوريا وفي الباكستان وفي البحرين وفي افغانستان وفي إيران والكثير من المناطق فضلاً عن العراق كله يحكي عن واقع أنهم يخوضون ضدنا معركة استئصال لا حدود لها، ولا معنى والوضع هذا أن نقف موقف المتفرجين الذين ينتظرون أن يأتيهم الذبّاح كي يذبحهم، فلسنا خراف العيد التي تنتظر العيد لكي يُضحّى بها، بل نحن أبناء هيهات منا الذلة، ونحن أبناء من لا يبالون أوقعوا على الموت أو وقع الموت عليهم، وهيهات أن نعطي الدنية لديننا ولعقيدتنا ومذهبنا ولوطننا.
وها أنتم ترونهم لا يقاتلوننا فقط، وإنما عمّوا بقتالهم الكثير من أبناء السنة، وما رأيناه من أكل جزارهم لقطعة من كبد أو قلب الجندي السوري السني تعبير عن طبيعة هؤلاء، وما نراه من قتال في مصر، وما سبق أن رأيناهم يفعلونه في العراق، يؤكد هوية هؤلاء الجزّارين وآكلي لحوم البشر، ولهذا فمن الناحية الوطنية أيضاً يجب النزوع إلى استئصال شأفة هؤلاء، فهم سرطان العدو في جسم الأمة ويجب استئصاله لكي نصل إلى العدو الحقيقي الذي عاث بنا وبأمتنا كل فساد وبغي وشر.
ومن الناحية الإستراتيجية فإن الأمر هو الآخر يحتم علينا الوقوف بلا مبالاة بل وبمسؤولية كبرى، فالمعركة الجارية هي لكسر إرادة التشيع السياسية، وسوريا هي الواجهة، ولكن العمق في القضية هي أنها تستهدف كل الإرادة السياسية الشيعية، ونحن معنيون شئنا أم أبينا، نعم هناك تكتيكات متعددة للخوض في هذا الأمر، ولكن حذار من تصور المعركة بحجم وجود هذا الرئيس أو ذاك فالمعركة أكبر وأعظم بكثير من كل ذلك.
أما موضوع العبد الصالح اليماني الموعود والقتال معه، ففيه جانبان، الجانب الأول هو في كيفية الإستعداد للقتال مع الإمام صلوات الله عليه وأصحابه الصالحين ممهدين كانوا أو منتدبين من بعد الظهور الشريف، ولا يحسب الأخوة أن مجرد تعلّم السلاح هو الاستعداد المطلوب، فالإستعداد يحتاج إلى أكثر من ذلك بكثير، فلقد سبق أن شاهدنا الكثيرين ممن يجيدون استخدام السلاح، ولكنهم حين الدخول في المعارك الجدية لا يتحملون ويهربون، أو لا يجدون في انفسهم ذلك العنصر المعنوي الذي يبقيهم في مواقع الجلد والصبر والثبات.
وفي تصوري أن أدنى درجات الإستعداد هي المشاركة في معركة حقيقية يكون فيها الإنسان قريباً من الخطر، وملامساً للتحدي، ومواجهاً للعدو بشكل مباشر، لأنه في مثل هذه الظروف يعرف بشكل جاد طبيعة استعدادته وحقيقة شجاعته من غيرها، فيصلّح من بعد ذلك ما يجب أن يصلّح في شخصيته وقلبه، ويقوّي ما يجب أن يتقوّى أكثر من ذلك في نفسه، ويحافظ على عناصر صبره وجلده وثباته، فلئن توفّر هذا الأمر في داخل الأجهزة الأمنية العراقية في معاركها ضد الإرهاب فهو مطلوب جداً، وإلا يمكن استغلال المعارك الأخرى الجارية في أماكن عديدة ضد هؤلاء الكفرة، وبطبيعة الحال كل ذلك يجب أن يجري ضمن الضوابط الشرعية الخاصة في مثل هذه المواضيع.
أما الجانب الثاني من الموضوع، فإن تكليفنا هو العمل بالتكليفات العامة، فإن أدركنا هذا العبد الصالح وأيامه المباركة كان تكليفنا هو العمل معه ونصرته، وإن لم ندرك ذلك فيكفينا اننا نحقق في ذواتنا درجة الإستعداد الموضوعية للنصرة المطلوبة، ولو فعلنا ذلك أدركنا الحظوة في نصرة إمامنا صلوات الله عليه سواء كانت أيامنا هي أيامه، أو أننا ارتحلنا إلى بارئنا قبل حلول هذه الأيام المشرقة بالأنوار الإلهية، فالعمر أمره بيد المولى جلّ وعزّ ولكن التكليف والعمل بواجبات الولاء أمره بأيدينا، رزقنا الله وإياكم إدراك تلك الأيام المباركة وجعلنا وإياكم ممن يحظى بخدمة خدّام الإمام صلوات الله عليه وأعوانه.
207 - جابر الفضلي ـ الكويت (الموقع الخاص):هل هذه الرواية معتمدة لدينا؟ وما رأيكم بها؟ وما المقصود بالملاحم؟
" سيكون رجل من بني أمية بمصر، يلي سلطاناً، ثم يغلب على سلطانه، أو ينزع منه، ثم يفر إلى الروم، فيأتي بالروم إلى أهل الاسلام، فذلك أول الملاحم.
الجواب: هذه الرواية هي مما رواه الطبراني في المعجم الأوسط بسنده ضعّفوه إلى أبي ذر رضوان الله عليه[1]
وقريب منها ما رواه ابن عساكر عن أبي كريب بسند ضعّفوه أيضاً إلى أبي ذر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيكون بمصر رجل من قريش أخنس، يلي سلطانا ثم يغلب عليه، أو ينزع منه، فيفرّ إلى الروم، فيأتي بهم إلى الإسكندرية، فيقاتل أهل الإسلام بها، فذلك أول الملاحم.[2]
والروايتين هي من روايات العامة ولم ترد في كتب مدرسة أهل البيت عليهم السلام ما يؤيدها، وهي على أي حال مبهمة في تاريخها إذ لم يشخّص وقتها، علما أن الملاحم في كتب العامة تارة يُشار بها إلى أشراط الساعة، وأخرى إلى ظهور الإمام صلوات الله عليه، وثالثة لا يرمزون بها إلى تاريخ معيّن بل يعتبرون كل وقعة عظيمة يكثر فيها القتل ملحمة، وبمعزل عن صحة الرواية وعدمها فإن الحديث عن أول الملاحم الوارد في هذه الرواية إن أريد له المعنى الأول فهي تتحدث عن مستقبل مجهول تماماً، وإن أريد به المعنى الثاني فهي متعارضة مع ما ورد عن اهل البيت عليهم السلام في شأن أول الفتن المحاذية للظهور الشريف وأول الأراضي خراباً في تلك المرحلة وأعني بذلك الشام، وإن أريد المعنى الثالث فأمرها مبهم فقد تكون حصلت من قبل، وقد لا تكون.
وما من سبيل للتوثّق من الرواية، فهي في موازيننا غير موثوقة ورجالها لا يعرفون، وهي في موازين القوم أيضاً غير موثوقة، بالرغم من أن عدم وثاقة رجالها لدى القوم لا حجة بها علينا، وروايات كهذه تترك للواقع هو يكذّبها أو يوثّقها.