اللهم صلي على مُحمد وآل مُحمد وعجل فرجهم واهلك عدوهم من الجن والإنس من الأولين والآخرين
اللهم صلي على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر العظيم المستودع فيها عدد ما أحاط به علمك
ورُوي أنّها ماتت سلام الله عليها ما بين المغرب والعشاء ، وأنّها لمّا احتضرت نظرت نظراً حادّاً ، ثم قالت : السلام على جبرئيل ، السلام على رسول الله ، اللّهمّ مع رسولك ، الّلهمّ في رضوانك وجوارك ودارك دار السلام ، ثم قالت : أترون ما أرى ؟ فقيل لها : ما ترين ؟ قالت : هذه مواكب أهل السماوات ، وهذا جبرئيل ، وهذا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ويقول : يا بنية أقدمي فما أمامك خير لك (1) .
وعن زيد بن علي ، أنّها (سلام الله عليها) لمّا احتضرت ، سلّمت على جبرئيل ، وعلى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، وعلى ملك الموت ، وسمعوا حسّ الملائكة ، ووجدوا رائحة طيب كأطيب ما يكون من الطّيب (2) .
وعن أسماء بنت عميس ، قالت : لمّا حضرت فاطمة (عليها السلام) الوفاة قالت لي : إنّ جبرئيل أتى النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لمّا حضرته الوفاة بكافور من الجنّة فقسّمه أثلاثاً ، ثلثاً لنفسه ، وثلثاً لعليّ (عليه السلام) وثلثاً لي ، وكان أربعين درهماً ، فقالت : يا أسماء ايتيني ببقيّة حنوط والدي من موضع كذا وكذا ، فضعيه عند رأسي ، ثم تسجّت بثوبها وقالت : انتظريني هنيهة ، ثم ادعني ، فإن أجبتك ، وإلاّ فاعلمي أنّي قد قدمت على أبي .
قال الراوي : فانتظرتها أسماء هنيهة ، ثم نادتها فلم تجبها ، فنادت يا بنت محمّد المصطفى ، يا بنت أكرم مَن حملته النّساء ، يا بنت خير مَن وطأ الحصى ، يا بنت مَن كان من ربّه قاب قوسين أو أدنى ، قال : فلم تجبها ، فكشفت الثوب عن وجهها فإذا بها قد فارقت الدّنيا ، فوقعت عليها تقبّلها وهي تقول : يا فاطمة ، إذا قدمت على أبيك رسول الله فاقرأيه عن أسماء بنت عميس السّلام ، ثم شقّت أسماء جيبها وخرجت فتلقّاها الحسن والحسين (عليهما السلام) فقالا : أين أُمّنا ، فسكتت ، فدخلا البيت فإذا هي ممتدّة ، فحركّها الحسن (عليه السلام) فإذا هي ميّتة ، فقال : يا أخاه ، آجرك الله في الوالدة ، فوقع عليها الحسن (عليه السلام) يقبّلها مرّة ، ويقول : يا أُمّاه كلّميني قبل أن تفارق روحي بدني ، قالت : وأقبل الحسين (عليه السلام) يقبّل رجليها ، ويقول : يا أُمّاه أنا ابنك الحسين كلميني قبل أن يتصدّع قلبي فأموت ، قالت لهما أسماء : يا ابنا رسول الله انطلقا إلى أبيكما علي (عليه السلام) فأخبراه بموت أُمّكما ، فخرجا يناديان : يا محمّداه يا أحمداه ، اليوم جُدِّد لنا موتك إذ ماتت أُمّنا ، ثم أخبرا عليّاً (عليه السلام) وهو في المسجد ، فغشي عليه حتّى رُشّ عليه الماء ثمَّ أفاق ، وكان (عليه السلام) يقول : بمَن العزاء يا بنت محمّد ؟ كنت بك أتعزّى ، ففيما العزاء من بعدك ؟ (3) .
(1) البحار : ج43 ص200 .
(2) المصدر السابق .
(3) كشف الغمّة : ص500 . البحار : ج43 ص214 ـ 186 ـ 187 .
اللهم صلي على مُحمد وآل مُحمد وعجل فرجهم واهلك عدوهم من الجن والإنس من الأولين والآخرين اللهم صلي على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر العظيم المستودع فيها عدد ما أحاط به علمك