حرق دار السيدة الزهراء(عليها السلام) في كتب السنة
ليس من الضروري والمهم وجود ما نعتقد به عند أهل السنة وكتبهم، بل المهم والضروري هو وجوده في مصادرنا وكتبنا بطرق كثيرة ربما تصل الى حد التواتر، فهناك الكثير مما هو أبسط من هذا الامر بل وأشهر، ومع ذلك لا تجد عن أهل السنة إلا مثل هَمَل النعم وإلا النزر القليل والشاذ النادر الذي يسطّر ويذكر في كتابه بعضاً منها.
فكيف بهذا الأمر الخطير الذي حاولوا بشتى الطرق كتمانه والتستر عليه، ومع كل هذا الجهد المبذول للتعتيم ظهر من هنا وهناك من كتّابهم وحفّاظهم وعلمائهم من أشار أو صرّح بهذه المصيبة العظمى، نذكر بعضاً منهم:
1ـ الامامة والسياسة / باسناده عن عبد الرحمن الانصاري:
(… وأنّ أبا بكر تفقّد قوماً تخلفوا عن بيعته عند علي كرّم الله وجهه، فبعث اليهم عمر فجاء فناداهم وهم في دار عليّ، فأبوا أن يخرجوا، فدعا بالحطب، وقال: والذي نفس عمر بيده، لتخرجنّ أو (لأحرقنّها) على من فيها !!. فقيل له: يا أبا حفص ! إنّ فيها فاطمة؟! فقال : وإن !!…) رواه ابن قتيبة الدينوري في الامامة والسياسة 1/ 30.
2ـ المختصر في أخبار البشر :
(…فأقبل عمر بشيء من نار على أن يضرم الدار، فلقيته فاطمة رضي الله عنها، وقالت: إلى أين يا ابن الخطاب، أجئت (لتحرق دارنا)!! قال : نعم، أو تدخلوا فيما دخلت به الأمة!!) أورده أبو الفداء إسماعيل في المختصر في أخبار البشر 1/156.
3ـ تاريخ الأمم والملوك :
(…عن زياد بن كليب، قال : أتى عمر بن الخطاب منزل عليّ وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين فقال: والله لأحرقنّ عليكم، أو لتخرجنّ الى البيعة!...) رواه ابن جرير الطبري في تاريخه 3/198 مصنف كتاب المحاسن وأنفاس الجواهر.
4ـ أنساب الاشراف/ باسناده عن سليمان التميمي، وعن ابن عون:
(إنّ أبا بكر أرسل إلى علي يريد بيعته، فلم يبايع، فجاء عمر ومعه فتيلة، فتلقّته فاطمة على الباب.
فقالت فاطمة: يا بن الخطاب ! أتراك (محرقاً عليّ بابي)؟ قال : نعم، وذلك أقوى ممّا جاء به أبوك) رواه البلاذري في أنساب الاشراف 1/ 586 ج 1184 دار المعارف.
5ـ الملل والنحل عن النظّام أنّه قال :
( وكان عمر يصيح: أحرقوا دارها بمن فيها!! وما كان في الدار غير علي، وفاطمة والحسن والحسين) أورده الشهرستاني في الملل والنحل : 1 / 56.
6ـ العقد الفريد / ج5/ 12 طبع مكتبة الرياض الحديثة.
7ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد / ج1 / 134.
8ـ كنز العمال / المتقي الهندي / ج5/651.
9ـ اعلام النساء/ عمر رضا كحالة /ج4/114.
ومما يؤيد ما سبق اعتراف أبي بكر وإقراره بل وتظاهره بالندم على كشفه لبيت الزهراء (عليها السلام).
فقد ذكر الذهبي في (ميزان الاعتدال) عن العقيلي حديثاً مسنداً ـ قد اعترف هو بصحته ـ عن عبد الرحمن بن عوف، قال : دخلت على أبي بكر أعوده فاستوى جالساً، فقلت: أصبحت بحمد الله بارئاً ـ الى أن قال ـ : ما أرى بك بأساً والحمد لله، فلا تأس على الدنيا ـ الى أن قال ـ فقال ابو بكر: إنّي لا آسي على شيء إلا على ثلاث وددت أني لم أفعلهن: وددت اني لم اكشف بيت فاطمة (عليها السلام)، وتركته… (ميزان الاعتدال للذهبي 2/ 215). كنز العمال 5/ 631 ط مؤسسة الرسالة بيروت، وقريب منه في لسان الميزان / ابن حجر العسقلاني 4/ 219. مروج الذهب ومعادن الجوهر / 2/ 301. الامامة والسياسة / ابن قتيبة 1/ 18. تاريخ الأمم والملوك لابن جرير الطبري / 2/ 619.
أبو سلطان
موسوعة اسئلة الشیعة من اهل السنة