|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 77803
|
الإنتساب : Mar 2013
|
المشاركات : 19
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
وحيد الجياشي
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
مراحل النصر الإلهي:
بتاريخ : 03-10-2014 الساعة : 12:40 AM
مراحل النصر الإلهي:
إنَّ الله تعالىٰ جعل هذا النصـر الذي وعده للمؤمنين يمرّ بمرحلتين، وهما: الاستضعاف ثمّ النصـر والتفوّق، بمعنىٰ أنَّ المؤمنين يمرّون بمرحلة الاستضعاف, فقد ورد عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنَّه قال لبني هاشم: «أنتم المستضعفون بعدي»، وتستمرُّ هذه المرحلة إلىٰ ما قبل قيام الإمام المهدي عليه السلام, فعلىٰ المؤمنين أن يصبروا ولا يستعجلوا رحمة الله تعالىٰ، فهناك تخطيط إلهي و هو أن يمرَّ المؤمنون أوَّلاً بمرحلة الاستضعاف، ثمّ من بعدها تأتي مرحلة الانتصار، وقد سمّاها الإمام الصادق عليه السلام (الإدالة)، أي إنَّ الله تعالىٰ يديل للمؤمنين بمعنىٰ ينصـرهم, وينبغي للمؤمن أن يتفهَّم هذه المرحلة لكي لا يضيق صدره ويعترض علىٰ الله تعالى, فقد صبر الإمام الحسين عليه السلام بعد وفاة الإمام الحسن عليه السلام عشـر سنوات حتَّىٰ قام بنهضته المباركة لأنَّ هناك خطَّة إلهية يجب اتّباعها.
فعلىٰ المؤمن أن يتفهَّم ويصبر ولا يستبطأ رزق ربّه في كلّ شـيء، فلا يستبطأ رزقه تعالىٰ في الأولاد مثلاً فقد يمتحنه الله تعالىٰ عدَّة سنين ثمّ يرزقه بأولاد، وكذلك قد يُسجن الإنسان عدَّة سنوات امتحاناً من الله تعالىٰ، فهذا نبيّ الله يوسف عليه السلام قد سُجِنَ عدَّة سنوات مع أنَّ الله تعالىٰ اختاره نبيّاً.
وورد عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنَّ قوله تعالىٰ: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَىٰ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ) جارية في الأئمّة عليهم السلام إلىٰ يوم القيامة، ولكن هل يصبر المؤمن أو يستعجل؟ وينبغي للمؤمن أن يعلم أنَّ الله تعالىٰ لا يعجل لعجلة عباده، فالله تعالى لا يتابع العباد في استعجالهم لأنَّه الحليم الكريم ذو الأناة, وهذه المرحلة التي يمنُّ الله تعالىٰ بها علىٰ المؤمنين المستضعفين بالنصـر هي في عالم الظهور وعالم الرجعة.
إذن اتَّضح أنَّ استعجال المؤمن لا يغيِّر الخُطَّة الإلهية، لأنَّنا اليوم نعيش في حالة الاستضعاف، فينبغي للمؤمن أن يتفهَّم هذه المرحلة بشكل دقيق وصحيح وليس معنىٰ ذلك أنَّه لا يعمل شيئاً, بل بمعنىٰ أنَّه لا يتمنّىٰ أن ترتفع حالة الاستضعاف الآن، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنَّه قال لعلي عليه السلام: «يا علي، إنَّ إزالة الجبال الرواسي أهون من إزالة ملك مؤجَّل لم تنقضِ أيّامه»، ولهذا فلا يستعجل الإنسان الفرج كما قال أبو جعفر الباقر عليه السلام: «هلك المحاضير»، قلت: جُعلت فداك، وما المحاضير؟ قال: «المستعجلون»، فعلى الإنسان أن يتعايش مع هذه المرحلة ويصبر ويعمل بتكليفه الشرعي،وربَّما جُعِلَ له فيها فرج جزئي.
|
|
|
|
|