عن أبي جعفر الباقر(عليه السلام): ذُكِر عنده سلمان الفارسي قال: فقال (عليه السلام) : مه لا تقولوا سلمان الفارسي، ولكن قولوا: سلمان المحمدي ذاك رجل منا أهل البيت
قال رسول الله (صل الله عليه واله): سلمان بحر العلم لا يقدر على نزحه، سلمان مخصوص بالعلم الأول والآخر، أبغض الله من أبغض سلمان، وأحب من أحبه
قال رسول الله (صل الله عليه واله): إن الجنة لأشوق إلى سلمان من سلمان إلى الجنة وإن الجنة لأعشق لسلمان من سلمان للجنة
عن الفضل بن عيسى الهاشمي قال: دخلت على أبى عبد الله عليه السلام أنا وأبي عيسى فقال له: أمن قول رسول الله صلى الله عليه وآله، سلمان رجل منا أهل البيت؟
فقال: نعم،
فقال: أي من ولد عبد المطلب؟
فقال: منا أهل البيت،
فقال له: أي من ولد أبي طالب؟
فقال: منا أهل البيت.
فقال له: إني لا أعرفه،
فقال: فاعرفه يا عيسى فإنه منا أهل البيت.
ثم أومأ بيده إلى صدره ثم قال: ليس حيث تذهب، إن الله خلق طينتنا من عليين، وخلق طينة شيعتنا من دون ذلك فهم منا، وخلق طينة عدونا من سجين وخلق طينة شيعتهم من دون ذلك وهم منهم، وسلمان خير من لقمان
بسم الله الرحمن الرحيم من سلمان مولى رسول الله صلى الله عليه وآله إلى عمر بن الخطاب.
أما بعد: فإنه أتاني منك كتاب يا عمر، تؤنبني وتعيرني، وتذكر فيه: أنك بعثتني أميرا على أهل المدائن، وأمرتني أن أقص أثر حذيفة واستقصي أيام أعماله وسيره، ثم أعلمك قبيحها، وقد نهاني الله عن ذلك يا عمر في محكم كتابه حيث قال: " يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم " وما كنت لأعصي الله في أثر حذيفة وأطيعك.
وأما ما ذكرت: أني أقبلت على سف الخوص وأكل الشعير، فما هما مما يعير به مؤمن ويؤنب عليه، وأيم الله يا عمر لأكل الشعير وسف الخوص، والاستغناء به عن رفيع المطعم والمشرب، وعن غصب مؤمن حقه وادعاء ما ليس له بحق، أفضل وأحب إلى الله عز وجل وأقرب للتقوى، ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أصاب الشعير أكل وفرح به ولم يسخطه.
وأما ما ذكرت: من إعطائي فإني قدمته ليوم فاقتي وحاجتي، ورب العزة يا عمر، ما أبالي إذا جاز طعامي لهواتي وانساغ في حلقي، لباب البر ومخ المعزة كان أو خشارة الشعير .
وأما قولك: إني ضعفت سلطان الله ووهنته، وأذللت نفسي وامتهنتها حتى جهل أهل المدائن إمارتي، واتخذوني جسرا يمشون فوقي، ويحملون علي ثقل حمولتهم وزعمت أن ذلك مما يوهن سلطان الله ويذله.
فاعلم: أن التذلل في طاعة الله أحب إلى من التعزز في معصيته، وقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله يتألف الناس ويتقرب منهم ويتقربون منه في نبوته وسلطانه، حتى كأنه بعضهم في الدنو منهم، وقد كان يأكل الجشب ويلبس الخشن، وكان الناس عنده قرشيهم، وعربيهم، وأبيضهم، وأسودهم، سواء في الدين وأشهد أني سمعته يقول: " من ولي سبعة من المسلمين بعدي ثم لم يعدل فيهم لقي الله وهو عليه غضبان " فليتني يا عمر أسلم من عمارة المدائن مع ما ذكرت إني أذللت نفسي وامتهنتها، فكيف يا عمر حال من ولي الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله؟ وإني سمعت الله يقول: " تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ".
إعلم: أني لم أتوجه أسوسهم وأقيم حدود الله فيهم إلا بإرشاد دليل عالم فنهجت فيهم بنهجه، وسرت فيهم بسيرته .
واعلم: أن الله تبارك وتعالى لو أراد بهذه الأمة خيرا أو أراد بهم رشدا لو لي عليهم أعلمهم وأفضلهم، ولو كانت هذه الأمة من الله خائفين، ولقول نبي الله متبعين، وبالحق عاملين، ما سموك أمير المؤمنين، فاقض ما أنت قاض، إنما تقضي هذه الحياة الدنيا، ولا تغتر بطول عفو الله عنك وتمديده بذلك من تعجيل عقوبته وأعلم: أنك سيدركك عواقب ظلمك في دنياك وآخرتك، وسوف تسأل عما قدمت وأخرت، والحمد لله وحده.
عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) عن أبيه عن جده عن علي (عليه السلام) قال: ضاقت الأرض بسبعة بهم ترزقون وبهم تنصرون وبهم تمطرون منهم سلمان الفارسي والمقداد وأبو ذر وعمار وحذيفة رحمهم الله وكان علي عليه السلام يقول: وأنا إمامهم وهم الذين صلوا على فاطمة (عليها السلام).
الكافي الشريف
................
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
ارتد الناس إلا ثلاثة نفر: سلمان وأبو ذر والمقداد وأناب الناس بعد، كان أول من أناب أبو ساسان [حصين بن منذر الوقاشي صاحب راية علي عليه السلام] وعمار وأبو عروة وشتيرة فكانوا سبعة فلم يعرف حق أمير المؤمنين (عليه السلام) الا هؤلاء السبعة.
روى عباس بن هشام الكلبي، عن أبي مخنف في إسناده : أنه كان في بيت المال بالمدينة سفط فيه حلي وجوهر، فأخذ منه عثمان ما حلى به بعض أهله .فأظهر الناس الطعن عليه في ذلك وكلموه فيه بكل كلام شديد حتى غضب فخطب، وقال : لنأخذن حاجتنا من هذا الفئ وإن رغمت أنوف أقوام .
فقال له علي (عليه السلام) : إذا تمنع من ذلك، ويحال بينك وبينه .
فقال عمار : أشهد الله أن أنفي أول راغم من ذلك .
فقال عثمان : أعلي - يا بن ياسر وسمية - تجترئ ؟! خذوه ..
فأخذوه، ودخل عثمان فدعا به، وضربه حتى غشي عليه، ثم أخرج فحمل إلى منزل أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وآله) فلم يصل الظهر والعصر والمغرب، فلما أفاق توضأ وصلى .
وقال : الحمد لله، ليس هذا أول يوم أوذينا فيه في الله تعالى .
فقال هشام بن الوليد بن المغيرة المخزومي - وكان عمار حليفاً لبني مخزوم - : يا عثمان! أما علي فاتقيته . وأما نحن فاجترأت علينا، وضربت أخانا حتى أشفيت به على التلف، أما والله لئن مات لأقتلن به رجلا من بني أمية عظيم الشأن .
فقال عثمان : وإنك لها هنا يا بن القسرية! .
قال : فإنهما قسريتان - وكانت أمه وجدته قسريتين من بجيلة -، فشتمه عثمان، وأمر به فأخرج، فأتي به أم سلمة، فإذا هي قد غضبت لعمار .
وبلغ عائشة ما صنع بعمار فغضبت، وأخرجت شعراً من شعر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ونعلاً من نعاله، وثوباً من ثيابه، وقالت : ما أسرع ما تركتم سنة نبيكم، وهذا ثوبه وشعره ونعله لم يبل بعد .