|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 81782
|
الإنتساب : Dec 2014
|
المشاركات : 36
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
التدبير الالهي لولادة الإمام المهدي عليه السلام
بتاريخ : 24-12-2014 الساعة : 03:55 PM
تاريخ الولادة
ولد سلام الله عليه في دار أبيه الحسن العسكري عليه السلام في مدينة سامراء أواخر ليلة الجمعة الخامس عشر من شعبان وهي من الليالي المباركة التي يستحب إحياؤها بالعبادة وصوم نهارها طبقاً لروايات شريفة مروية في الصحاح مثل سنن ابن ماجة وسنن الترمذي وغيرهما من كتب أهل السنة(1) إضافة الى ما روي عن ائمة أهل البيت عليهم السلام(2). وكانت سنة ولادته (255 هـ ) على أشهر الروايات، وثمة روايات أخرى تذكر أن سنة الولادة هي (256 هـ ) أو (254 هـ ) مع الاتفاق على يومها وروي غير ذلك، إلا أن الأرجح هو التأريخ الأول لعدة شواهد، منها وروده في أقدم المصادر التي سجلت خبر الولادة وهو كتاب الغيبة للشيخ الثقة الفضل بن شاذان الذي عاصر ولادة المهدي عليه السلام وتوفي قبل وفاة أبيه الحسن العسكري عليهما السلام بفترة وجيزة(3)، ومنها أن معظم الروايات الأخرى تذكر أن يوم الولادة كان يوم جمعة منتصف شهر شعبان وإن اختلفت في تحديد سنة الولادة، ومن خلال مراجعتنا للتقويم التطبيقي(4)وجدنا أن النصف من شعبان صادف يوم جمعة في سنة (255 هـ) وحدها دون السنين الاخرى المذكورة في تلك الروايات. ومثل هذا الاختلاف أمر طبيعي جار مع تواريخ ولادات ووفيات آبائه وحتى مع جده الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، دون أن يؤثر ذلك على ثبوت ولادتهم عليهم السلام، كما أنه طبيعي للغاية بملاحظة سرّيّة الولادة عند وقوعها حفظاً للوليد المبارك كما سنلاحظ ذلك لاحقاً.
تواتر خبر ولادته عليه السلام
روى قصة الولادة أو خبرها الكثير من العلماء بأسانيد صحيحة أمثال أبي جعفر الطبري والفضل بن شاذان والحسين بن حمدان وعلي بن الحسين المسعودي والشيخ الصدوق والشيخ الطوسي والشيخ المفيد وغيرهم، ونقلها بصورة كاملة أو مختصرة أو نقل خبرها عدد من علماء أهل السنة من مختلف المذاهب الإسلامية أمثال نورالدين عبدالرحمن الجامي الحنفي في شواهد النبوة والعلاّمة محمد مبين المولوي الهندي في وسيلة النجاة والعلامة محمد خواجه بارسا البخاري في فصل الخطاب والحافظ سليمان القندوزي الحنفي في ينابيع المودة، كما نقل خبر الولادة ما يناهز المائة وثلاثين من علماء مختلف الفرق الإسلامية بينهم عشرات المؤرخين ستة منهم عاصروا فترة الغيبة الصغرى أو ولادة الإمام المهدي عليه السلام، والبقية من مختلف القرون الى يومنا هذا في سلسلة متصلة وهذا الاحصاء يشمل جانباً من المصادر الإسلامية وليس كلها. وبين هؤلاء عدد كبير من العلماء والمؤرخين المشهورين أمثال ابن خلكان وابن الأثير وأبي الفداء والذهبي وابن طولون الدمشقي وسبط ابن الجوزي ومحي الدين بن عربي والخوارزمي والبيهقي والصفدي واليافعي والقرماني وابن حجر الهيثمي وغيرهم كثير. ومثل هذا الإثبات مما لم يتوفر لولادات الكثير من أعلام التأريخ الإسلامي(5).
كيفية ظروف الولادة
يستفاد من الروايات الواردة بشأن كيفية ولادته عليه السلام، أن والده الإمام الحسن العسكري سلام الله عليه أحاط الولادة بالكثير من السرية والخفاء، فهي تذكر أن الإمام الحسن العسكري قد طلب من عمته السيدة حكيمة بنت الإمام الجواد أن تبقى في داره ليلة الخامس عشر من شهر شعبان واخبرها بأنه سيولد فيها إبنه وحجة الله في أرضه، فسألته عن أمه فأخبرها أنها نرجس فذهبت إليها وفحصتها فلم تجد فيها أثراً للحمل، فعادت للإمام واخبرته بذلك، فابتسم عليه السلام وبيّن لها أن مثلها مثل أم موسى عليه السلام التي لم يظهر حملها ولم يعلم به أحد الى وقت ولادتها لأن فرعون كان يتعقب أولاد بني إسرائيل خشية من ظهور موسى المبشر به فيذبح ابناءهم ويستحي نساءهم، وهذا الأمر جرى مع الإمام المهدي عليه السلام أيضاً لأن السلطات العباسية كانت ترصد ولادته إذ قد تنبأت بذلك طائفة من الأحاديث الشريفة كما سنشير لاحقاً. ويستفاد من نصوص الروايات أن وقت الولادة كان قبيل الفجر وواضح أنّ لهذا التوقيت أهمية خاصة في إخفاء الولادة; لأن عيون السلطة عادةً تغط في نوم عميق. كما يستفاد من الروايات أنه لم يحضر الولادة سوى حكيمة التي لم تكن تعرف بتوقيتها بشكل دقيق أيضاً(6).
وتوجد رواية واحدة يرويها الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة تصرح باستقدام عجوز قابلة من جيران الإمام لمساعدة حكيمة في التوليد مع تشديد الوصية عليها بكتمان الأمر وتحذيرها من إفشائه(7).
ففي ليلة النصف من شعبان من عام ( 255 ) للهجرة وفي مدينة سامراء عاصمة الخلافة في عهد المعتصم العباسي ولد الإمام الحجة عليه السلام. وكان لولادته شواهد دلت على ما قدّر اللـه لهذا المولود السعيد من أثر على حياة البشرية. قالت السيدة حكيمة بنت الإمام محمد بن علي الجواد وعمة الإمام الحسن في ولادة الحجة: " بعث إليّ أبو محمد الحسن بن علي عليه السلام فقال: يا حكيمة أجعلي افطارك عندنا هذه الليلة، فانها ليلة النصف من شعبان فان اللـه تبارك وتعالى سيظهر في هذه الليلة الحجة، وهو حجته على أرضه. قالت فقلت له: ومن أمه؟
قال لي: نرجس.
قلت له: جعلت فداك واللـه ما بها من أثر.
فقال: هو ما أقول لك.
قالت: فجئت فلما سلمت وجلست جاءت، نرجس، تنزع خفي وقالت لي يا سيدتي، وسيدة أهلي، كيف أمسيت؟ فقلت: بل أنت سيدتي وسيدة أهلي، فأنكرت قولي، وقالت: ما هذا يا عمة! (قالت) فقلـت لها: " ان اللـه تعالى سيهب لك في ليلتنا هذه غلاماً سيداً في الدنيا والآخرة ". قالت: فخجلت واستحيت، فلما ان فرغت من صلاة العشاء الآخرة، أفطرت وأخذت مضجعها فرقدت، فلما ان كان في جوف الليل قمت إلى الصلاة ففرغت من صلاتي وهي نائمة ليس بها حادثة، ثم جلست معقبة ثم اضطجعت ثم انتبهت فزعة وهي راقدة، ثم قامتْ فصلت، ونامت، قالت حكيمة: فخرجت أتفقد الفجر فإذا أنا بالفجر الأول كذئب السرحان وهي نائمة فدخلني الشك، فصاح بي أبو محمدعليه السلام من المجلس، فقال لي: " لا تعجلي يا عمة! فهناك الأمر قد قرب "، قالت: فجلست وقرأت ألم السجدة ويس. فبينما أنا كذلك انتبهتْ فزعة فوثبت إليها فقلت اسم الله عليك، ثم قلت لها أتحسين شيئاً؟ قالت نعم يا عمة. فقلت لها اجمعي نفسك واجمعي قلبك فهو ما قلت لك. فأخذتني فترة وأخذتّها فطـرة، وانتبهت بحس سيدي فكشفت عنها، فإذا أتي به عليه السلام ساجداً يتلقى الأرض بمساجده، فضممته عليه السلام، فإذا أنا به نظيف منظف. فصاح بي أبو محمد عليه السلام هلمي إليّ ابني يا عمة. فجئت به إليه، فوضع يديه تحت أليته وظهره ووضع قدميه في صدره ثم أدلى لسانه في فيه، وأمرّ يده على عينيه ومفاصله ". وبعدما ولد، أجرى له والده الإمام الحسن عليه السلام مراسيم الولادة بما يلي تفصيله. تصدق عنه، عشرة آلاف رطل خبزاً وعشرة آلاف رطل لحماً، وعق عنه، بذبح ثلاثمائة شاة، بعثها حية من يومه إلى بني هاشم والشيعة. ثم بعث إلى الخاصة من أصحابه يخبرهم بولادته وانه الوصي من بعده ويأمرهم بكتمان ذلك عن كل أحد فقد أثر عن محمد بن الحسن بن إسحاق القمي قال: لما ولد الخلف الصالح عليه السلام ورد من مولانا أبي محمد الحسن بن علي عليه السلام إلى جدي أحمد بن إسحاق كتاب وإذا فيه مكتوب بخط يده الذي كان يرد به التوقيعات عليه: " ولد المولود فليكن عندك مستوراً وعند جميع الناس مكتوماً، فإنا لم نظهر عليه إلاّ الأقرب لقرابته والمولى لولايته. أحببنا اعلامك ليسرك اللـه كما سرّنا والسلام ".
وروي عن إبراهيم صاحب الإمام الحسن العسكري عليه السلام انه قال:
وجّه إليّ مولاي أبو محمد بأربعة أكباش وكتب إلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
" هذه عن ابني محمد المهدي وكل هنيئاً واطعم من وجدت من شيعتنا ".
|
|
|
|
|