مكانة التفكر في الأعمال والأخلاق الفردية والاجتماعية
بتاريخ : 01-01-2015 الساعة : 02:46 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
التفكر بالنسبة للإنسان يجب أن يصبح عادة، فيعطي نفسه فرصة ليفكر في أحواله الشخصية، والأعمال التي يجب أن يتخذ حولها القرارات المختلفة، فالتفكر للإنسان بمثابة النور الذي يضيء أمامه، والعبادة من غير تفكر يمكن أن تكون لغوا وعبثاً.
لدينا ثلاثة أنواع من العبادة، العبادة الجسدية «كالصلاة والصوم» والعبادة المالية بالإنفاق «كالزكاة والخمس»، والعبادة الفكرية «عبادة روحية صرفة»، وهذا النوع من العبادة «التفكر» هو أفضل أنواع العبادة، لكن التفكر بماذا؟
في الإسلام أنواع مختلفة من التفكر، وقد اهتمت المتون الإسلامية بخصوصيات هذه الأنواع، منها التفكر في عالم الخلق لمعرفة الله عز وجل، وفي الواقع هو اكتشاف العالم من أجل معرفة الرب عزوجل. نوع ثانٍ من التفكر أيضا جاء في القرآن المجيد، هو التفكر في التاريخ، ونوع آخر يعد عبادة، تفكر الإنسان في ذاته وأحواله؛ أي تفكر الإنسان في نفسه، بحيث يكون الإنسان هو موضوع التفكر، لأن التفكر شرط أساسي للإنسان ما دام مسلطاً على مصيره ومجتمعه وحاكما عليهما.
أما التفكر الأخلاقي فهو نظير «محاسبة النفس»، بمعنى أن يعطي الإنسان نفسه- في الليل والنهار- فرصة تمنحه أن ينقطع عن كل شيء، ويميل إلى الاشتغال بنوع من الإصلاح الباطني، أي أن يعمّر داخله ويصلحه، بأن يرجع إلى نفسه ويغوص في أعماق ذاته فيفكر في أحواله وأوضاعه، وفي القرارات التي اتخذها ويتخذها، والأعمال التي أنجزها وينجزها، كذلك في تقييم الكتب التي قرأها، ورفقاء المعشر أيضا. وبالتالي تقييم كل أحواله وأوضاعه وأفعاله في الماضي والحاضر والتفكر حولها.
فإذا قرأ كتابا ما، على سبيل المثال، عليه أن يجلس ويفكر، ماذا قرأ؟ ماذا جنى من ذلك الكتاب؟ ما الأثر الذي تركه في نفسه؟ ثم ينطلق إلى اختيار كتاب آخر بعد التفحص والتدقيق في اختياره، بناء عليه، يتوجب على الإنسان أن يختار، وبتمعن، حتى الكتاب الذي يقرأه والصديق الذي يعاشره. والاختيار ليس له معنى من دون فكر وتفكر. والمهم في أي عمل يقدم عليه الإنسان أو يصمم على فعله، أن يفكر به أولاً ثم يقرر ثانياً، وهذا الأمر يشمل جميع الأمور والمسائل حتى الشخصية منها.
التفكر بالنسبة للإنسان يجب أن يصبح عادة، فيعطي نفسه فرصة ليفكر في أحواله الشخصية، والأعمال التي يجب أن يتخذ حولها القرارات المختلفة، فالتفكر للإنسان بمثابة النور الذي يضيء أمامه، والعبادة من غير تفكر يمكن أن تكون لغوا وعبثاً.