بســـمه تعالى
( يتبـــــــع )
وصلنا الان الى ما انتهينا به من اخر البحث ، وهو هل هناك ربط في العلامات الكونية ويوم الظهور المقدس .
او بمعنى اخر ، نريد ان نرى هل هناك علامات كونية مرافقة لنفس ليلة / يوم الظهور ، وهي ليلة الصيحة الجبرائيلية في ليلة القدر في ال 23 شهر رمضان .
هنا وبعد ان وجدنا في التراث الروائي ، انه يصاحب ارهاصات الظهور علامات كونية باهرة غريبة عن الواقع الطبيعي المعروف ، وكان هناك محتمل مرجح كثيرا ان لها تفسير طبيعي ( غير اعجازي ) بما وجدناه من قرائن تساعد عليه*
والمتمثلة بظهور نجم مذنب كعلامة على قرب الظهور يدخل المجموعة الشمسية ويكون سببا في كثير من الآيات والعلامات الكونية والطبيعية ،*
وعليه امكانية ان يكون لهذا النجم المذنب حضور واثر في ليلة قدر يوم الظهور تحتاج كما اسلفنا الى دراسة فلكية دقيقة ،
ولهذا سوف نستفيد من بحث المرحوم ( عالم سبيط النيلي ) صاحب كتاب الطور المهدوي ، وننقل منه معلومات علمية مهمة من الفصل الخامس وعنوانه : التفسير العلمي الموحد للعلامات الكونية ،
وادناه رابط هذا الفصل لمن يريد مزيد معلومات مهمة علمية لتفسير حركة الافلاك الاربعة ( الشمس والارض والقمر والمذنب )*
http://www.jbolushi.com/book/altooralmahdawy/Book/5.htm
ننقل من الفصل الخامس التالي ، وهناك صورة مرفقة للتوضيح يرجى الاطلاع عليها او من الرابط اعلاه .
فهناك النصوص التي ذكرت تطاول الأيام والسنين كنظام جديد ثابت يأتي بديلاً للنظام الحالي. كما في هذا النص:
في كتاب إعلام الورى: ذكر الخشعمي ان الصادق (ع) اخبره بطول الأيام والليالي في دولة القائم (ع) قال قلت له جعلت فداك وكيف تطول السنون قال: بأمر الله الفلك باللبوث وقّلة الحركة فتطول الأيام لذلك والسنون"(1).
وعليه فأن الطول الحاصل في الأيام والسنين هو النظام الثابت وبالتالي يكون قصر الأيام والليالي أسبق وهو حال طارئ متعلق بفترة مرور المذنب إذن سيكون التحليل العلمي لذلك على هذا النحو، ننقل المقطع الخاص بالأرض من الرسم السابق ونكبرهّ للتوضيح:
أولاً:* من الموقع*A*إلى 1 يحدث تجاذب بين الأقطاب يؤدي إلى سرعة دوران الأرض حول محورها.
ثانياً:* من الموقع* 1 إلى 2 يحدث انخفاض في شدة التجاذب يؤدي إلى عودة السرعة إلى ما سبق*-*(سرعتها الاعتيادية)*-*واستمراراً في الانخفاض، بسبب اختلاف الزوايا والاتجاهات حتى تبلغ الصفر في النقطة 2.
ثالثا:* في الموقع (2) ستتوقف الأرض تماماً عن الحركة للتقابل بين الأقطاب وصيرورة المذنب في وسط المسافة عمودياً على الخط الواصل من المذنب إلى خط الاستواء.
وستكون تلك اقرب نقطة يصلها المذنب بالنسبة للأرض توقف الأرض يؤدي إلى توقف الشمس بطبيعة الحال وهو المذكور باسم "ركود الشمس من الظهر إلى العصر".
هذهِ الفترة كافية*-*وهي عدة ساعات*-*لتتجاوز الكتلة الرأسية للمذنب فيها الموقع العمودي.
وإذا تحرك من النقطة 2 إلى 3 ماذا يحدث؟ هل ستعود الأرض إلى حركتها السابقة؟ هذا محال حسب قواعد كبلر. هل ستبقى متوقفة؟ هذا يصح إذا فقد المذنب جاذبيته فجأة وهو أمر غير معقول إطلاقاً. هل تدور بالعكس: هذا هو الصحيح! فبعد ان أسرعت ثم تباطأت ثم توقفت فالمرحلة الرابعة تستدعي الدوران المعكوس لانعكاس الأقطاب.
إذن سيتبع توقف الشمس رجوعها إلى المشرق*-*نهاراً*-*واما الذين هم في الجزء المظلم من الأرض فلن تطلع عليهم الشمس من المشرق*-*بل ستظهر من المغرب بعد ليلة طويلة مرعبة وخانقة.
هذهِ الليلة الفاصلة هي أعظم ليلة في التاريخ البشري وسوف تجد لها ذكراً وتفصيلاً في القرآن يأتيك في موضعه من البحث القرآني.
ج.*خسوف القمر وكسوف الشمس خلاف العادة:
قد ذكرنا التفسير العلمي لذلك. فالقمر يمكن ان يخسف في أول ليلة* وهو شيء لم يحدث قط في تاريخ الأرض، وذلك عند اقتراب المذنب في المرحلة الأولى.
يتبع ذلك كسوفات للشمس متعددة وجزئية ومن الواضح جداً خلال الرسم التوضيحي ان الكسوف التام يمكن ان يكون بل لابد ان يكون في وسط الشهر.
وحينما يقطع المذنب المنطقة (من 2 إلى 3) فان القمر يكون قد دار إلى الجهة الثانية وسيلقى بظله عليه وعندها ينكسف القمر كسوفاً غريباً في آخر الشهر وتحديداً ليلة الخامس والعشرين، والذي يسمى (خسوف القمر).
****
هناك سؤال آخر بالغ الأهمية: متى يحدث توقف الأرض عن الحركة؟
قد يبدو لأول وهلة ان ذلك يحدث في وسط الشهر مادام المذنب يقطع هذهِ المنطقة كلها بحدود الشهر. هذا صحيح لو كانت الأرض بمحور عمودي لا مائل أما في هذا الوضع فأنك تلاحظ أن الخط العمودي على الاستواء يمر بمنطقة قريبة من كسوف القمر آخر الشهر أي قبل يوم 25 بمدّة يسيرة يومين أو ثلاثة.
هل يتم ركود الشمس في يوم 23 ومن شهر رمضان مثلاً؟
لقد أكد المأثور الشيعي بالخصوص على هذا اليوم واعتبر هذهِ الليلة هي ليلة القدر وفي فجرها ينادي باسم المهدي الموعود (ع) ومعلوم انه في فجر هذهِ الليلة المرعبة ستطلع الشمس من مغربها. ومرة أخرى نرى التوائم بين التكوين والتشريع*-*بين الإمام والشمس بين ظهوره وطلوعها من مغربها.
---- انتهى النقل ----
اقول : المعلومات العلمية الفلكية التي اوردها المرحوم النيلي اعلاه خصوصا وتحديدا ، والتي فسر بها الروايات والعلامات الكونية واحدة من اهم واحسن التفاسير التي اطلعت عليها على الاطلاق ،*
واوصلنا تحقيقه العلمي الى نقطة قريبة سوف نبني عليها ، وهي ان التقديرات العلمية المفترضة من حركة المذنب بين الشمس والارض وعلى ضوء الادلة الروائية يمكن من خلالها تقريب تحديد اليوم الذي سوف تتوقف فيه الارض عن الحركة ومن ثم تعود لتدور حول نفسها من جديد ولكن بالمحور العكسي ، وهذا يحصل قبل يوم الى يومين من يوم ال 25 شهر رمضان .
الان نطرح السؤال الجوهري في البحث وهو التالي :
(( هل يمكن ان يكون توقف الارض ومن ثم دورانها في نفس ليلة القدر او صبيحتها ))
الجواب : الدليل الروائي الصريح بهذا لا يتوفر عندنا او لم يصل الينا .
ولكن نحاول معرفة الجواب مما يمكن استخراجه واستنتاجه من الروايات المتعلقة بهذه الحيثية المهمة والمثيرة حقاً للاهتمام والتي تفتح لنا افق تصوري جديد لتخيل حقيقة وواقع يوم الظهور المقدس .
نتوقف قليلا ونكمل لاحقا .